أضف إلى المفضلة
السبت , 03 أيار/مايو 2025
السبت , 03 أيار/مايو 2025


استبعاد ...واستعباد

17-11-2010 06:42 AM
كل الاردن -

د نضال شاكر العزب

 

قد  يسعفنا  علماء   اللسانيات في  فهم  التقارب  بين  لفظة   استبعاد  ولفظة  استعباد ، فكلا اللفظتين  أراهما  ماثلتين  في  المشهد  الاردني – قبل وبعد  الإنتخابات _ التي  لم  يتوافق  عليها بداية. ففي الحالة  الأولى  جرى  استبعاد  للنخب والمثقفين ، كما  جرى  استبعاد واضح، وبطرق  مختلفة جانبت الصوابية، لمؤسسات  الفكر  السياسي  والمؤسسات  المنتجة  للحالة الفكرية،  وقطع الاوكسجين  والماء  وسد  الحبل  السري  كي لا يصل  الغذاء كل  ذلك  في  حالة  حكومية واضحة لم  توفر  البيئات  لانتاج  واستيلاد  القانون  الإنتخابي، المأمول والمطلوب، منذ عقود.  القانون  الذي هو   أساس  كان  من الممكن  البناء  عليه  وإنضاجه  وإنضاج  العملية  الديمقراطية  ككل ... وفي  غياب هذه  الحالة  تم الإنزياح الشعبي  للوجه  غير المشرق  العصبوي  والتشتيتي  الممزق  فعدنا  مستعبدين  للنمط  غير  الجميل  ولا المشرق  للعشائرية،  لا بل مضطرين  للانسياق في  حالات  أخرى  للمناطقية البغيضة  وما رافقها   من  ثنائية  الاستبعاد  والاستعباد  الذي  حول  الناس  ارقاما   ورؤوسا  تعد ......

المشهد  الذي  له  ظاهر  أملس  وباطن  متشعب  مختلط  وقد  يكون  متصادما  وإن  كان  التصادم  مرنا  وفي  مرات  أخرى  تصادم  قاس   لا يحقق  تقدما  تصادم  لم نشف  منه  منذ  عقود من الإختلاف  العائلي  ... يضاف لذلك حالة  استياء  عامة  ،  وحالة  من  عدم  الرضا  عما  جرى ، لها في  دول العالم المتقدم   حساباتها ومقايسها  ويعتد  بها  ولا  تترك دون معالجة  الحدثية التي  ادت للاستياء فكيف  في  حالة شبهات التزوير، و  لا  أن تترك الأمور  للتقادم  الزمني والمعالجات العرضية  والتسكينية  التي  لا تحد  من  الظواهر  والإختلالات .... أملا  أن تخف  ردات  الفعل  ،  الحادة ، وتترك  في  كل  الأحوال  للإزمان  ،  وما  يرافق  المرض  المزمن  من إعتياد  ... تحول  المرض   الحاد  للطور المزمن ،  هذا  التحول  الذي  اعتاده  صناع  القرار  في  بلد   لم  يحاسب  به   التنفيذيون منذ  زمن  ، وإعتادوا  استبعاد  المعارضين  دون  محاورتهم  المحاورة  الجادة  المنتجة  ،  واعتادوا  غياب  المسطرة  ،  كما  ارتاحوا  لقصر  عمر الحكومات   وبالتالي  التنصل  ،  حتى  ممن  تعاقبوا  على  المشهد   ....

حالة  من النظر الى  المعارضين النظرة  الاستبعادية، وتجهيز  التهم  لهم  ووصمهم  بها،  ساعدهم  في  ذلك   افتقار  المعارضة  للمنبر الإعلامي ، المقنع  ،  يضاف  لذلك  ان  الحكومات  لم  تفكر  في  خلق  البيئات  للعمل  السياسي رغم  المانشيتات  العريضة  البراقة غير المقنعة والمصروفة للإستهلاك  الايهامي .... التي  تطالب  بالالتحاق بالعملية، العمل  الحزبي ذي  الطريق  الوعرة، المحتفرة بالأذهان الطريق   التي   يتنصل  المسؤول   من الإعتراف   بزج  الصخور  عليه وسده ، وتركه  للإنهيارات  ومن ثم   خلق  البدائل  الفرعية البغيضة  والإكثار  من   القوانين  المؤقتة  ...والشماتة   بمن  التحقوا  به عملا والاضرار بهم  والاضرار  بتقدم  أبناءهم   ...  فلو  كان  منهم  عنترة   لإنتظر لنهاية  العمر  كي  يتحرر   من الوصمة  التي  لاحقته  وستلاحق  أولاده  من  بعده  ....فيختار الكثيرون  الأنكفاء  وقد  لا يكملوا الرحلة   ...ولكن  ماذا  بعد  ....

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :