السلط: إصابة مواطنين ورجال أمن، وخسائر مادية كبيرة في أعمال شغب (صور وفيديو)
18-11-2010 09:45 PM
كل الاردن -
كل الأردن-عاد الهدوء إلى مدينة السلط بعد ليلة عنيفة، حيث تدخل وجهاء ونواب من بينهم معتصم العواملة وجمال قموه والمرشح جمال خريسات وآخرون، فيما التوتر ما يزال سيد الموقف في المدينة. وفي جولة قامت بها "كل الأردن" بعد صلاة الجمعة في المدينة كانت هادئة تماماً، فيما تقوم سيارات بلدية السلط بإزالة آثار أحداث ليلة الأمس، فيما لم يلاحظ أي وجود أمني داخل المدينة أو خارجها.
وفي شوارع واد الاكراد كانت رائحة الحاويات المشتعلة والإطارات وقنابل الغاز ما تزال قوية، في حين كانت الحياة تسير بشكل طبيعي.
وقد أصيب ضابط كبير أثناء اشتباكات وقعت ليلة أمس في السلط، كما أصيب شرطي، وفي نفس الوقت أصيب عدد من الأطفال والنساء داخل منازلهم في منطقة واد الاكراد باختناق نتيجة الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع من قبل قوات الدرك والأمن، وقد تم نقلهم إلى مستشفى السلط، فيما تراجعت قوات الدرك وأخلت منطقة واد الاكراد، في محاولة على ما يبدو لاحتواء الغضب المتصاعد من قبل شبان ملأوا الشوارع في المنطقة، وأغلقوا الشوارع بالحاويات والإطارات المشتعلة، وبعد وقوع اشتباكات بالأسلحة النارية، وذلك بحسب ما أفاد شهود عيان "كل الأردن" قبل ثلث ساعة من منتصف الليل، فيما أكدوا أن اشتباكات متقطعة بالرصاص ما زالت تسمع حتى اللحظة.
وفي حدود الثانية ليلاً تجددت الاشتباكات في منطقة الجدعا، وسط استخدام كثيف للغاز المسيل للدموع، فيما من المتوقع أن تستمر الاشتباكات لفترة طويلة في المنطقة ذات الطبيعة الوعرة والشوارع الضيقة. وكانت محاولات سابقة للدرك لدخول المنطقة ووجهت بمقاومة عنيفة استخدمت خلالها الأسلحة النارية والحجارة.
وفي حدود الساعة الواحدة ليلاً أفاد شهود عيان أن أكثر من 3 آلاف شاب من مختلف مناطق السلط يتجمهرون عن مثلث الخندق، فيما يدور حديث عن ورود تعزيزات أمنية كبيرة إلى مدينة السلط، مما ينذر بتجدد الاشتباكات، بينما تغطي سحب الدخان وآثار الحرائق مناطق واسعة من مدينة السلط.
وقد وردت إلى "كل الأردن" أنباء لم يتسن التأكد من صحتها مفادها مقتل شاب من عشيرة الخريسات على يد رجال الأمن في مدينة السلط. وكان الشاب أصيب برصاصة أثناء مطاردته من قبل الأمن في كفر هودا شمال غرب السلط. والشاب يدعى سليمان خالد الخريسات، وهو من سكان كفر هودا، ويبلغ من العمر 24 عاماً، ويعمل موظفاً في جامعة البلقاء التطبيقية، فيما أكد أقارب له أنه لا سجلات أمنية ضده.
وقد شهدت منطقة واد الاكراد تكسير وحرق كشك للشرطة في الساحة من قبل متظاهرين في حدود الثامنة مساءاً، في حين أكد شهود عيان لـ"كل الأردن" أن الشرطة استخدمت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، والذين رد بعضهم بإشعال الإطارات في الشوارع. وقد امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى في غرب السلط وسط تواجد أمني كثيف. كما أفادت أنباء غير مؤكدة أن قوات الدرك والأمن تعرضت لإطلاق نار في منطقة الجدعا مما استدعى انسحابها من هناك.
ويتناقل مواطنون في السلط أنباء عن إصابة ضابط في الدرك برصاص من قبل زملاء له بالخطأ، فيما قالت رواية أخرى أنه أصيب نتيجة انفجار قنبلة غاز بالخطأ، ولم يتسن التأكد من هذه الأنباء.
وحتى الساعة الحادية عشرة ليلاً أكد مواطنون لـ"كل الأردن" أن الاشتباكات ما تزال مستمرة، وأن أصوات إطلاق العيارات النارية تسمع بشكل متقطع، حيث يقع تبادل متقطع لإطلاق النار في منطقة الجدعا، في حين ما تزال قوات الدرك والأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع بكثافة وبشكل عشوائي، مما تسبب في اشتعال النار في أحد المنازل والتي أكد شهود العيان أن النار شبت فيه بفعل الغاز المسيل للدموع، كما شهدت مناطق في المدينة انقطاعاً في التيار الكهربائي، وجرى تسير سيارات وأحراق بعضها، كما تم تكشير واجهات بعض المحال التجارية. وقد أفاد شهود عيان "كل الأردن" ان مناطق واسعة في السلط أغلقت وحظر التجول وحركة السيارات فيها، فيما يتجمع في الشوارع أعداد كبيرة من الشبان من عشائر سلطية مختلفة، قدرت في منطقة واد الاكراد بأكثر من ألفي شخص.
ويقوم مئات الشبان الغاضبين بما يشبه الكر والفر في مواجهة قوات الدرك، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة والشوارع الضيقة.
وقد قام عدد من وجهاء السلط بزيارة عشيرة الخريسات لمحاولة احتواء الموقف وللمطالبة معهم بالكشف عن المتسبب في إصابة سليمان الخريسات.
وقد تجمهر عدد كبير من أفراد الخريسات بعد المغرب داخل مستشفى السلط الحكومي (مستشفى الحسين) في منطقة السلالم، حيث تم إسعاف المصاب، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتشدين. وأكد شهود عيان لـ"كل الأردن" ان قوات الدرك استخدمت قنابل الغاز داخل حرم مستشفى السلط. وتسببت بعض قنابل الغاز في إحراق بعض الأعشاب والأشجار في ساحات المستشفى وقرب مبنى الطوارئ. وتضاربت الروايات حول المتسبب في تكسير واجهات زجاجية في قسم العناية الحثيثة في المستشفى، حيث قالت مصادر أن أقارب المصاب قاموا بذلك فيما قالت مصادر أخرى أن بعض رجال الأمن وأثناء محاولتهم تفريق المحتشدين هم من كسروا واجهات الزجاج.
وفي وقت لاحق تم نقل المصاب من مستشفى السلط إلى المدينة الطبية.
وقد طلب عدد من وجهاء عشيرة الخريسات من الدرك الانسحاب والابتعاد لتفادي الاحتكاك والاستفزاز، فيما وصل المئات من أقارب المتوفى إلى المستشفى وتجمهروا هناك، فيما يخشى مراقبون من أعمال شغب الليلة في واد الاكراد في السلط ، خصوصاً إذا تأكدت وفاة الشاب.
ولم يتضح خلفية إصابة الشاب، وربما مقتله، على يد رجال الأمن، فيما يؤكد أقاربه أنه أصيب برصاصة من قبل الشرطة استقرت في رأسه.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .