فيديو لأحداث الخميس

كل الأردن-أكد شهود عيان (الساعة الثانية عشرة ليلاً) أن مدرعات تابعة للأمن والدرك تتجمع على مدخل السلط من ناحية عمان، وذلك بعد ورود أنباء عن تعزيزات كبيرة في محاولة للسيطرة على الوضع بعد فشل القوات الموجودة في فرض حظر التجول. وشوهدت المدرعات عند قصر العدل، وفي وادي الشجرة نزولاً باتجاه وسط السلط. وفي نفس الوقت أكد شهود عيان لـ"كل الأردن" اشتعال مدرعة درك بعد تعرضها لقنابل حارقة ألقاها متظاهرون عليها. وقد سمع في هذه الأثناء إطلاق رصاص كثيف في منطقة مركز السلط الثقافي في قلب المدينة، حيث ترجل أكثر من 50 دركياً وساروا إلى منطقة المركز وسط إطلاق نار كثيف من قبلهم في الهواء وباتجاهات مختلفة، في حين تمركزت مجموعة أخرى من قوات الدرك على سطح البلدية.

وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً شوهدت آليات الدرك التي جاءت للتعزيز، شوهدت منسحبة من منطقة واد الاكراد بعد دقائق قليلة من دخولها هناك. كما أكد شهود عيان احتراق مدرعة أخرى بالكامل في حدود الساعة الواحدة ليلاً بعد أن تعرضت لقنابل حارقة.

من ناحية أخرى شهد مستشفى السلط الحكومي وصول عشرات حالات الاختناق بين النساء والأطفال بسبب الغاز المسيل للدموع الذي تعرضت له المنازل في شوارع السلط الضيقة.

وفي تحد لحظر التجول الذي يحاول الأمن فرضه نزل الآلاف من الشبان إلى الشوارع في مدينة السلط، في مظاهرات لم تشهد المدينة مثلها في تاريخها الحديث، في حين يتحدث المواطنون هناك عن انهيار أمني واسع وفلتان شامل. وقد أفاد شهود عيان (الساعة العاشرة ليلاً) أن الاشتباكات امتدت إلى الشوارع الرئيسة في السلط، حيث سيطر المتظاهرون على معظمها وأجبروا قوات الدرك والأمن على التراجع، إلى إشارة البلدية، في حين قامت مجموعات غاضبة من المواطنين بإحراق كشك الشرطة الرئيس والواقع عند الإشارة الرئيسة مقابل البلدية. وشهدت مناطق وسط المدينة انقطاع التيار الكهربائي.

وفي حدود الساعة الحادية عشرة ليلاً شوهد إطلاق كثيف لقنابل الغاز باتجاه البيوت في مناطق الخضر والسلالم والجدعا، في حين قام متظاهرون غاضبون بإحراق صرافات آلية تابعة للبنك الإسلامي والبنك الأهلي، كما حوصرت مدرعات للدرك عند مركز السلط الثقافي وسط الركام المشتعل، وتعرضت لوابل من الحجارة من قبل المتظاهرين، إلى أن قامت تعزيزات بمساعدتها على التخلص.

كما أكد شهود عيان لـ"كل الأردن" اشتعال النيران في دائرة السير الواقعة في مجمع الباصات خلف البلدية، وفي محيط مركز السلط الثقافي. وتشاهد النيران من بعيد في مناطق الخضر وواد الاكراد ووادي الريح وشارع الميدان، وفي أشجار محيطة بمدرسة السلط الثانوية للبنين، والتي يقول مواطنون انها قد تكون نجمت عن قنابل الغاز.

ويسمع في المدينة إطلاق النيران وقنابل غاز، وتتعالى بين المتظاهرين هتافات بسقوط حكومة سمير الرفاعي، في حين أكد شهود عيان لـ"كل الأردن" أن الدرك يقومون بإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي، وخصوصاً باتجاه منطقة السلالم والتي لم تشهد أية اشتباكات.

وتتوجه إلى مدينة السلط تعزيزات أمنية كبيرة في محاولة للسيطرة على الموقف، في حين يجري الحديث عن تدخل من نوع مختلف لم تتضح طبيعته بعد.

وقد أغلقت قوات الأمن والدرك مداخل مدينة السلط، وخصوصاً مدخل المدينة من ناحية عمان، وأعلنت حظر التجول في المدينة في محاولة للسيطرة على أعمال العنف فيها.

وتدور الاشتباكات في هذه الأثناء (التاسعة مساءاً) في مناطق شارع الميدان (الشارع الرئيس في السلط) وشارع اليرموك ووادي الريح، لتشمل الاشتباكات مدينة السلط من شمالها إلى جنوبها. وقد أكد شهود عيان تضرر سيارات الأمن نتيجة رشقها بالحجارة، فيما استخدم المحتجون الإطارات المشتعلة والحاويات لإغلاق الشوارع.

ويسمع من وقت لآخر صوت إطلاق النار وإطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وقد تجددت في مدينة السلط بعد المغرب أحداث العنف حيث تم إغلاق الشارع الرئيس في منطقة واد الاكراد ومناطق أخرى، في حين تجمعت أعداد كبيرة من رجال الأمن والدرك، وفي المقابل تجمع المئات من الشباب الذين اشتبكوا مع رجال الأمن بالحجارة، في حين استخدم الأمن والدرك الغاز المسيل للدموع. وفي وقت لاحق شهدت المنطقة إحراق إطارات وحاويات من جديد، في حين يقول شهود عيان أن الدرك والأمن أخليا منطقة واد الأكراد تجنباً للمواجهة مع الشبان الغاضبين.

ويقول شهود عيان أن الشغب تجدد بعد ظهور مدرعات للدرك في منطقة اشتباكات الخميس. كما أكد مراقبون من السلط لـ"كل الأردن" ان الهدوء سيعود تلقائياً فور انسحاب قوات الدرك والأمن، والتي تتحرك بشكل استفزازي منذ الخميس.

ويتوجه في هذه الأثناء أعداد كبيرة من الشباب من مختلف نواحي السلط إلى منطقة الاشتباكات.

وكانت أجواء التوتر سادت المدينة رغم الهدوء الذي مرت به نهار اليوم.

وكانت أحداث شغب واسعة وقعت في السلط يوم الخميس عقب إصابة الشاب سليمان خالد الخريسات إصابة حرجة على يد رجال الأمن، فيما يؤكد أقاربه أنه توفي فعلاً، وأن الأمن يتستر على وفاته.

تصريح الأمن العام

ذكر الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب أن هيئة التحقيق المشكلة لغايات الوقوف على ملابسات حادث تعرض أحد المواطنين للإصابة بعيار ناري في مدينة السلط مساء يوم الأربعاء الموافق 17/11/2010 قد باشرت أعمالها وبدأت في ضبط أقوال طاقم الدورية الأمنية وأشقاء المصاب وتحفظت على السلاح النارية الخاص بطاقم الدورية وإرسال إلى المختبر الجنائي في حينه.

وتابع الخطيب أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن طاقم الدورية قد اشتبه بإحدى المركبات في اليوم المذكور بسبب عدم وجود لوحات أرقام في المركبة التي يستقلها ثلاثة أشخاص بالإضافة إلى أن زجاج المركبة من الأمام والخلف كان محطماً بشكل يثير الريبة.

وأشار الخطيب أن سائق المركبة رفض الامتثال ولاذ بالفرار مما حدى بطاقم الدورية لمتابعته إلى منطقة كفر هودا في السلط وخلال ذلك تعرض عدد من أقارب وسكان المنطقة إلى طاقم الدورية وقاموا برشقهم بالحجارة ومحاولة الاعتداء عليهم وحالوا دون ضبط المركبة ومن فيها وعادة الدورية إلى مدينة السلط.

وأضاف الخطيب أنه بعد مرور وقت قصير أسعف أحد المواطنين إلى مستشفى السلط الحكومي بسبب تعرضه للإصابة بعيار ناري وادعى أشقاءه أن الإصابة كانت ناتجة عن إطلاق النار من قبل أفراد الشرطة .

وأضاف الخطيب أنه وللأسف الشديد وبعد هذه الحادث تجمهر عدد من ذوي وأقارب المصاب أمام مستشفى السلط وقاموا بالاعتداء على مرافق المستشفى وقامت قوة الشرطة بتفريقهم في حينه وفي اليوم التالي تجمهر مجموعة من الأشخاص في عدة مناطق من مدينة السلط وقاموا بإثارة أعمال الشغب وحتى هذه اللحظة وإبرام النار في الإطارات ورشق المارة بالحجارة وتكسير المركبات الخاصة والإخلال بالأمن والتسبب في أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة وإحراق كوخ أمني ولا زالت قوات الدرك والشرطة في الموقع تتعامل مع هذه الإحداث لضبط الأمن وتفريق المتجمهرين.

وأكد الخطيب أن التحقيقات من قبل هيئة التحقيق مستمرة وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق حال الانتهاء من جمع المعلومات والأدلة والقرائن.