أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


د.حسن البراري يكتب: الغموض يلف مصالح الاردن والعجز سمة السياسة الخارجية

19-01-2014 03:17 PM
كل الاردن -
د. حسن البراري - جامعة ييل الاميركية

قبل حرب بوش الإبن على العراق بثلاثة أشهر التقى وفد أردني غير رسمي بوفد آخر إسرائيلي غير رسمي بمدينة لندن للتباحث في القضايا المشتركة بمعزل عن الفلسطينيين. وكان اللقاء (على حد تعبير احد منظمي اللقاء الاردنيين) مخصصا 'للبحث في العلاقة الثنائية مع الاسرائيليين بمعزل عن المسار الفلسطيني.'

حضر اللقاء من الجانب الاسرائيلي رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية الاسبق امنون لبكن شاحاك، وجلعاد شير (كبير المفاوضين الاسرائيليين في محادثات كامب ديفيد الاخيرة التي سبقت الانتفاضة وصاحب كتاب 'قاب قوسين او أدنى' والاكاديمي الاسرائيلي والمؤرخ البارز والمختص بالاردن اشر سسر الذي نشر كتابا عن وصفي التل والاستراتيجي اللامع مارك هيلر من معهد الأمن القومي الاسرائيلي بجامعة تل ابيب، ومدير مكتب رابين الصحفي ايتان هابر. اما على الجانب الاردني فضم الوفد عدد من نخب وادي عربة وعلى رأسهم احد الاكاديميين الاشكاليين وشخصية أخرى تولت منصبا وزاريا فيما بعد وأثارت بتصريحاتها غضب قطاع هام بالاردن وشخصية هامة كانت تنسق الاتصالات السرية مع إسرائيل منذ عام ١٩٧٦ وشخصية أخرى استلمت منصبا اعلى من وزير ولأكثر من مرة.

وسبق عقد اللقاء غير الرسمي او ما يسمى ب (Track II) رفض رئيس حكومة اسرائيل انذاك ارئيل شارون طلبا اردنيا بالاعلان بان اسرائيل لن تستغل الحرب الوشيكة لتنفيذ الترانسفير. وعندما زارت شخصية اردنية بارزة بشكل سري شارون في مزعته مرزعته (هشكيم) التي تقع بالقرب من بئر السبع رفض شارون الطلب الاردني.

وكان السؤال الرئيس في اللقاء هو كيف يمكن الحفاظ على العلاقة الثنائية بين الاردن واسرائيل في ظل ما كان يجري وكيف يمكن أن تأخذ اسرائيل المصالح الاردنية بالحسبان. لكن عندما طلب الوفد الاسرائيلي من نظيره الاردني تحديد المصالح الاردنية لنقلها الى شارون وخلق رأي عام للضعط على شارون لم يتمكن الوفد الاردني من الحديث عن هذه المصالح بشكل واضح، واكتفى اعضاء الوفد الاردني بالقول ان للاردن مصالح في الحل النهائي دون تقديم تصور عن تفاصيل هذه المصالح أو حتى كيف يمكن لإسرائيل ان تساعد الاردن على تحقيقها، وبالتالي خرج الوفد الاسرائيلي لا يعرف بالضبط ما هي مصالح الاردن وهو الأمر الذي يدفع الاسرائيليين للقول بأنهم يعرفون مصالح الاردن اكثر من الاردنيين! وكان الاتفاق ان يرفع الوفد الاردني تقريرا للملك الا أن ذلك لم يحدث لأن اللقاء الذي تم لم يكن يعلم به مكتب الملك ولا الديوان الملكي. وعندما حاول الوفد الاردني اجراء جولة ثانية رفض الاسرائيليون ذلك على اعتبار ان الوفد الاردني ليس لديه ما يقوله بعد ان اتضح لهم عدم وجود اتصال بين الوفد الاردني وصناع القرار بالاردن.

مؤخرا، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان بلاده ستأخذ بالحسبان مصالح الأردن وهي تفاوض الفلسطينيين على حل للنزاع، وجاء هذا التأكيد بعد الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى عمان الاسبوع الماضي للالتقاء مع الملك عبدالله، وهي الزيارة التي ركزت على التنسيق بين الجانبين، ولم تتسرب تفاصيلها الحقيقية بعد. لكن السؤال ما هي مصالح الأردن التي يفهمها الاسرائيليون ولا يفصح عنها الأردنيون؟! في إسرائيل يتحدث القادة من اليسار الى اليمين عن مصالح اسرائيل الأمنية والسياسية، والسلطة الفلسطينية تتحدث بوضوح عن مصالحها في الحل النهائي مع انه ليس هناك ضامن بأنها ستحقق هذه المصالح، لكن لماذا لا يتحدث الاردنيون عن مصالح بلادهم في الحل النهائي؟

وعلى نحو لافت، تعرّف إسرائيل وتعلن عن مصالحها في الحل النهائي مع الفلسطينيين، واكثر من ذلك تقوم الحكومة الإسرائيلية بترجمة هذه المصالح الى استراتيجيات وسياسات. والأمر لا يحتاج إلى الضرب بالرمال أو استحضار عبقريات خارقة حتى نفك طلاسم السياسات الإسرائيلية، فما علينا سوى اعادة قراءة توصيات مؤتمر هرتسليا منذ اول مؤتمر عقد عام ٢٠٠٠ إلى آخر مؤتمر عقد قبل أشهر. فهناك اجتمعت النخبة الإسرائيلية بكافة تلاوينها الايدولويجية والسياسية والاقتصادية والاثنية (باستثناء عرب اسرائيل) تحت مسمى 'المنعة الوطنية' واتفقت على تعريف المصلحة الاسرائيلية العليا.

وهنا يكمن الفرق بيننا وبين الجانب الاسرائيلي، فلم يعرّف أو يعلن الأردن عن مصالحه في الحل النهائي، وهناك من يرى بأن النخب الحاكمة لا تعرف ما هي مصالحها! وما الاستمرار بترديد مقولة 'حل الدولتين' إلا سحابة دخان تخفي خلفها عجزا رسميا عن وضع الخطط اللازمة للتصدي لسيناريو فشل حل الدولتين. وهنا تتجلى المفارقة بوضوح، فبينما تستهدف إسرائيل بسياساتها الأردن، يوصف نتنياهو بأنه رجل سلام في مقابلة الملك مع غولدبيرغ، كيف يمكن أن يستقيم الأمر، وكيف لنا أن نرتاج للتطمينات الإسرائيلية أو كيف يمكن ان نثق بالنخب الحاكمة الاردنية التي تظهر عجزا خطيرا بات من الصعب اخفاؤه؟

سأخاطر هنا وأضع تعريفا لفهم النظام الاردني لمصالحه في الحل النهائي، وأجادل أن النظام الاردني يفهم بأن معادلة التغيير خارجية، وبالتالي فحتى يضمن النظام البقاء لا بد له من أن يتعامل بايجابية مع مخرجات حل القضية مع أنه ليس له القدرة على التأثير في هذه المخرجات. وما الكلام الذي قاله رئيس الوزراء عبدالله النسور لعدد من الكتاب قبل يومين عن 'مصالح الاردن' الا دليل على أن الحكومة الاردنية هي آخر من يعلم. فالنظام الاردني يدرك أن فرص البقاء له مرتبطة بقدرته على القيام بدوره التاريخي والوظيفي الذي يعني الامتثال لشروط الحل كما تراها تل ابيب وواشنطن وتوافق عليها السلطة الفلسطينية، ولهذا السبب لا يمكن لأي من النخب الحاكمة بالاردن وضع تفصيل جدي لمصالح الاردن. بمعنى آخر، لا مصالح اردنية عليا ثابته وتعريفها يخضع لعوامل خارجية.

ولنناقش مقولات الملك عبدالله بموضوعية، فالملك يقول من أن مصلحة الاردن العليا تستلزم حل الدولتين، وهذا هو السبب وراء نشاط الاردن في اقناع العرب بالمباردة العربية للسلام التي هي بالاساس فكرة توماس فريدمان، وقال الملك ان انسداد افق حل الدولتين سيلحق ضررا بالغا بالامن الوطني الاردني. والقول أن انعدام الحل سيعرض الامن الوطني الى خطر كان يستوجب أن يتخذ الاردن خططا بديلة للدفاع عن امنه، فما هي الخطط البديلة؟ طبعا سألت هذا السؤال لكبار المسؤولين الاردنيين ومنهم الدكتور باسم عوض الله عندما كان رئيسا للديوان الملكي في لقاء جمعنا به بمكتبه وتهرب من الاجابة لأنه ببساطة لا يعرف.

الخيارات والسيناريوهات المطروحة

في حال فشل حل الدولتين، ستشهد المنطقة احد السيناريوهات التالية او مزيجا بينها.

أولا، استمرار الوضع الراهن ما يعبد الطريق لحل الدولة الواحدة، وهي حل يعني أن اسرائيل ستتوسع لتشمل البقعة الجغرافية من البحر المتوسط إلى نهر الاردن. وهي دولة لن تقبل لاجئين لكنها دولة ستكون ثنائية القومية بفضل عدد الفلسطينيين الذي ستيتجاوز عدد اليهود بحلول ٢٠٢٠ (اذا بقيت معدلات الهجرة اليهودية ثابتة) حسب دراسات ديمغرافية اجراها عدد من الاكاديميين الاسرائيليين وعلى رأسهم ارنون سوفير. وهنا احيل المهتمين إلى قراءة كتاب الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر بتمعن.

وهذه الدولة الثنائية القومية قد تكون ديمقراطية، بمعنى ان الغالبية الفلسطينية ستشكل الحكومة، وهو امر منافي لمبرر وجود الحركة الصهيونية، ولن يقبل به سوى ٢٪ من اليهود حسب استطلاعات علمية اجراها مركز شتايمتس من جامعة تل أبيب في السنوات العشرين الاخيرة. والخيار الآخر هو نظام فصل عنصري تحكم فيه الاقلية اليهودية الغالبية الفلسطينية وهو أمر لن يقبل به الصهاينة ايضا. وأمام هذا الواقع تعلي إسرائيل من قيمة يهودية الدولة (بمعنى ان تكون الغالبية من اليهود) وهو ما قد يفرض الترانسفير السياسي او الديمغرافي أو مزيج بين الامرين. ولا بد من الاشارة الى أن هناك ٤٢٪ من الوسط اليهودي افادوا بأنهم يؤيدون الترانسفير لتجنب ثنائية القومية. هنا يصر الفلسطينيون ان الشعب الفلسطيني لن يتزحزح قيد انمله من ارضه، لكن كيف يمكن ان يصمد هذا الكلام في حالة اندلاع حرب؟!. كيف يمكن عندها ان يدافع الاردن عن مصالحه وما هي مصالحه في هذه الحالة؟!

ثانيا: الحل الاقليمي، بمعنى ان تقوم اسرائيل بالاعلان عن حدودها النهائية بشكل أحادي بعد ان تكون قد توسعت بالحد الاقصى. وهنا سيتعامل المجتمع الدولي مع الأمر الواقع ويبدأ البحث عن حل اقلييمي كتب عنه عدد من الاسرائيليين منهم دان شفتان (صاحب كتاب الخيار الاردني) وغيورا ايلاند وافرايم انبار. وهذا الحل يمكن أن يأخذ شكل الخيار الاردني أو الكونفدرالية مع توطين اللاجئين مقابل تعويضات من صندوق دولي. وللعلم هناك دراسات اجريت، موّلها الكنديون وسهلها احد مراكز الدراسات الاردنية لقاء مبلغ مالي وصل الى ١١٢ الف دولار، تفيد ان ما لا يزيد عن ٨٪ فقط من اللاجئين الاردنيين بالاردن مع خيار العودة. كما أن هناك فهما غربيا يرى بأن الاردن يريد تعويضات مالية ولا يمانع من توطين اللاجئين بشكل نهائي، فمعاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية تسمح بذلك ثم مبادرة السلام العربية هو وصفة توطينية واضحة تمنح اسرائيل الفيتو على عودة اللاجئين.

في إسرائيل يقول الكثير من المراقبين ان هناك ثمة فرق بين ما يريده الأردن وما يحتاجه! بمعنى، يرى الكثير من الإسرائيليين أن الاردن يحتاج لضمان استمرار الدعم ولضمان بقاء النظام شكلا من الوحدة مع الفلسطينيين. وهذا ما يجب على الاردن أن يقبل به وأن لا يلتفت الى ما يريده لأنه أكبر بكثير من متطلبات الحل! وبالتالي فإن الغموض في تعريف المصالح الاردنية يعود لغياب التيقن الناتج عن عدم المعرفة بطبيعة الحل ان وجد ولأن السياسة الخارجية عاجزة على صنع الفرق ولأن الدور الوظيفي يحتم على النظام القبول بمخرجات أي حل تدفع بها اميركا واسرائيل وتوافق عليه السلطة الفلسطينية.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-01-2014 04:16 PM

تحليل ومعلومات منطقيه وصحيحه وهذا هو الواقع الذي نعاني منه وما زلنا نكابر ونتخبط وسبفرض علينا الحل مهما كان ولو ضد مصالحنا وهويتنا وأمننا ووجودنا ومستقبلنا المهم ان يحفظ للنظام البقاء وممارسة دوره الوظيفي التاريخي على هذا الاساس .
الامور مرسومه تماما ونحن على الهامش وسعينا فقط هو بقاء النظام لممارسة الدور التاريخي المرسوم .

2) تعليق بواسطة :
19-01-2014 05:55 PM

لقد نصحنا ولكن لقد أفلحت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .
لقد وضع بيان الاول من ايار 2010 وضع النقاط على الحروف ونبه للمخاطر التي تحيط بالاردن ونبه للسياسات المرتهنه لرغبات العدو والرغبات الخارجيه.
ثم صدرت الورقه الاقتصاديه ولكن دون جدوى .
ثم صدرت الورقه السياسيه التي تعتبر خارطة طريق وطنيه بامتياز ولكن كل هذه الاوراق والنصائح ذهبت ادراج الرياح لتعنت من يتلقون اوامرهم من حكومات الظل المرتهنه للامريكان والاسرائليين .
مهما كتبت يادكتور حسن ومهما كتب ونصحت وكتب ونصح احرار الوطن يواجه بموجة من الحقد والعنت والمعاداه الا ما يناسب الاجنده السياسيه المرتهنه وادواتها ممن اضاعوا الوطن والهويه وفككوا كل ما في الوطن لصالح اليوم الموعود لصالح الدولة العبريه .
لقد وقف احرار الوطن حائرين بهذا الصلف الرسمي حيث يستحضرون مجلس نواب بالريموت ليبصم على ما يريدون ويضعون في مراكز الدوله العليات من يعملون بالريموت من جهات خفيه تحفظ فقط مواقعهم وكراسيهم ومكاسبهم بعيدا عن الهوية والوطن والامن وقسموا الشعب الى موالي مدفوع الثمن ومعادي لمجرد ان رأيه الوطني لا يتفق مع اجنداتهم .
الحديث يطول ولكن كما بدأنا نعود
لقد افلحت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي

3) تعليق بواسطة :
19-01-2014 06:45 PM

المقدمه توجيه اعلامي مبطن خاصه بعدم ذكر وتحديد اسماء الشخصيات الاردنيه للوفد المفاوض المزعوم حتي التلميحات لهم قد تنطبق على العديد ممن سخروا او غرر بهم !! ويقول "وكان الاتفاق ان يرفع الوفد الاردني تقريرا للملك الا أن ذلك لم يحدث لأن اللقاء الذي تم لم يكن يعلم به مكتب الملك ولا الديوان الملكي." ؟؟؟!!!!
زبدة المقال بقوله
" توطين اللاجئين مقابل تعويضات من صندوق دولي. وللعلم هناك دراسات اجريت، موّلها الكنديون وسهلها احد مراكز الدراسات الاردنية لقاء مبلغ مالي وصل الى ١١٢ الف دولار، تفيد ان ما لا يزيد عن ٨٪ فقط من اللاجئين الاردنيين بالاردن مع خيار العودة. كما أن هناك فهما غربيا يرى بأن الاردن يريد تعويضات مالية ولا يمانع من توطين اللاجئين بشكل نهائي، فمعاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية تسمح بذلك ثم مبادرة السلام العربية هو وصفة توطينية واضحة تمنح اسرائيل الفيتو على عودة اللاجئين " . متى تمت هذه الدراسه ومن هو المسؤول عن مركز الدراسات هذا ومن الشريحة التي تم استجوابها واعدادهم وفئاتهم ومناطقهم؟! وكيف لم يسمع الشعب الاردني او الفلسطيني عنها . ؟؟؟!!! هذا تسخير اعلامي سبق وحذرت منه اقلام مرتجفة . ارجو ان تكتمل الصحوة للاردنيين ليس للردع والتصدى فهذا مستبعد !! انما على الاقل للعلم باشىء والدعاء بالقلب وهذا اضعف الايمان .

4) تعليق بواسطة :
19-01-2014 07:47 PM

اصدقاؤك واعداؤك :
اصدقاؤك ثلاثة , صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك , واعداؤك ثلاثة , عدوك و عدو صديقك وصديق عدوك .

5) تعليق بواسطة :
19-01-2014 09:59 PM

عوض الله كان منهمك بالبيع و الكوميشن ولا تعنيه مصلحة الوطن بشيء



اما النخب فكل اهتمامهم البقاء في مناصبهم ولا تعنيهم الا امتيازاتهم و الوطن والمواطنين آخر اهتماماتهم ولديهم الاستعداد لارتكاب كل الخطايا بحق الوطن و المواطنين في سبيل البقاء على كراسيهم

6) تعليق بواسطة :
19-01-2014 10:07 PM

.
-- بضع ملاحظات على مقال الباحث الرصين و الكاتب باللغات الثلاث العربية و الانكليزية و العبرية الدكتور حسن البراري .

-- ابدأ بملاحظة إنتبه لهاالاستاذ عمر الاردن في تعليقه و هي الوفد الاردني الذي قابل نظيرا اسرائيليا ليتفاوضا دون علم مكتب للملك او الديوان ..!!

-- و للإيضاح فإن الافراد و الوفود الذين كانوا يقابلون الاسرائيليين لم يكونوا يتنفسون الا بأمر او توجيه مباشر او غير مباشر من الحسين او الحسن ,و اي جهد خارج ذلك يكون اما اجتهاد من افراد او افتراء عليهم ليس من طرف الدكتور البراري بل ربما ممن اورد له المعلومة .

-- اخالف الدكتور مع الاحترام بأن ما يجري هو تطبيق لافكار ميلتون فريدمان فالدكتور المقيم في الولايات المتحدة يعلم ان الآله الاعلامية الامريكيه التي ينتمي لها فريدمان يقتصر دورها على تحسس او استقراء او ترويج موقف معين اما المصالح الوطنية فقراراتها تتم عبر مؤسسات ضخمة تعمل ضمن منظومة معقدة و بخطط طويلة المدى بعيدا عن الاضواء .

-- لم يشر الدكتور الكريم الى من يملك المشروع الاسرائيلي و ما يريد منه و هو سوآل يجب ان يسبق ماذا يريد الاردن و ما هو موقفه.

-- اساسا اسرائيل و الصهيونية المرتكزة على السلفية اليهودية كقوة ضاربة ليستا مشروعا لخدمة اليهود بل لاستغلالهم .

-- ثمانون يالمائة من يهود اسرائيل مهجرين لا مهاجرين .. اسرائيل فكرة نابليون خلال حصارة لعكا 1799 عززها ما تمخض عن قمع اليهود في عهد الاباطرة الروس و مصادرة املاكهم و تاليف بروتوكولات حكماء صهيون من قبل مخابرات القيصر.

-- كل ذلك جرى استغلاله بذكاء بريطاني و تمت صناعة هيرزل و ما تلى ذلك من جرائم النازية يقابلها منع اليهود الهاربين من دخول امريكا الا بضع عشرات الالاف و ترك الملايين الباقين لمصيرهم مع فتح نافذة للتوجه فقط لاسرائيل واكبها تهجير يهود الدول العربية لها باسم القومية العربية كما يهجر مسيحيينا الان باسم الاسلام .

-- لا يحتاج السيطرة على العرب اقامة اسرائيل و هي بإختصار مشروع غربي يستخدم اليهود لعجزه عن السيطره عليهم لأنهم مجتمع متكافل في مجتمعات فردية التكوين .

-- و انتقلت ملكية مشروع اسرائيل من هيمنه منشئيها الانكليز الى الامريكان بعد حرب 1973 التي ضللت امريكا فيها الحكومه العمالية الاسرائيليةالمحسوبه على بريطانيا وصنعت بطلين من رجالها هماالسادات بطل العبور و شارون بطل ثغرة الدفرسوار.


-- اعتذر للاطالة , لكني شعرت و كأن المقال يلمح بأن الاردنيون يغدرون بالفلسطينيين مما يبرر غدرا مقابلا من رجال السلطة .

-- ما فاجأني انك سألت باسم عوض الله و كتبت بانه لم يعرف الجواب ايضا .وهل يغيب عن باحث مثلك دور عوض الله و لمن ولاؤه لتأخذ من جوابه ما يعزز ان الاردن لا يعرف ما يريد.

-- الحسين ثاقب البصيرة كان يريد الوقت و يصنع التأجيل لأنه اراد تغيير الحقائق بالسلاح الديموغرافي الذي لا نملك غيره.

-- اما خصومه من عرب النفط و عسكر مصر و السلطة و رجال امريكا باسرائيل فسعوا دوما لقطع الطريق على ذلك بافتعال الحروب المبرمجة لقضم الارادة و الارض.

-- عجز خصوم الحسين عن هزيمته من الخارج فاتجهوا لهزيمته من الداخل و كانت البداية بإستشهاد الملكة عالية.

.

7) تعليق بواسطة :
19-01-2014 10:37 PM

النظام في الاردن لا يملك الاراده السياسية لا يملك ارادة اخذ ومبادرة القرار وانما تملئ عليه ارادة غيره الاردن مثقل بالديون وعجز واضح في الميزانيه تصورانه قد لايستطيع دفع رواتب شهرواحد للجيش والموظفين وقد هددت الاردن بمثل هذا ولكن سوي الامر مرة من هنا ومره من هناك والئ سيظل للنظام مهددا هل يستطيع النظام ان يكون علي غيروفاق مع امريكا او السعودية الجواب نفيا قاطعاولااسرائيل مصلحه في الحفاظ علئ النظام

8) تعليق بواسطة :
19-01-2014 10:51 PM

أعتقد أنّ مركز الدراسات الذي عناه الصديق الكاتب حسن هو مركز الدراسات في الجامعه الأردنية في فترة ادارة دمصطفى حمارنة وكان على ما اعتقد الكاتب نفسه يعمل به وينسق مع الدكتور مصطفى حمارنه وهو نائب الأن واعتقد أن مقالة ناهض حتر تدور حول هذا النائب كما اجزل في وصفه في عنوان مقاله المنشور الأن

9) تعليق بواسطة :
20-01-2014 03:02 PM

توماس فريدمان و ليس ميلتون فريدمان اعتذر للخطأ

10) تعليق بواسطة :
20-01-2014 11:50 PM

أوافق الأخوة عمر الاردن والمغترب .
الا تلاحظون أن السياسيين في الأردن هم أقل أناسٍ على وجه الأرض بكتابة مذكراتهم السياسية؟؟
ثم أنهم يقومون بتسريبات ،غالبآ مغلوطة، لكن توقيتها يستدعي التوقف عنه.
أن الأسماء الاسرائيلية المذكورة كانت العقل الاستراتيجي الخارجي - ألأعلامي - المكشوف .لكن صاحبنا ، ألذي أوحى بأول فقرة منه، تناسى وعن مقصد يوسي ساريد - صاحب مقولة ننصحهم بسياسات صغيرة ومرحلية وحين يطبقونها بوعيهم القاصر تنعكس سلبيآ عليهم -...
تلك الفترة كانت ذهبية لليسار الاسرائيلي لكني أشكك برواية حصول اجتماع من خلف الديوان أو من وراء ظهر الاجهزة..
المقال مليء بالتساؤلات الهامة جدآ.وهي مُثيرة لدرجة توضيح بعض غموض في السياسة ألخارجية ،التي أعتقد أن في غموظها حكمة.مرحليآ على الأقل.
ألف نوون.

11) تعليق بواسطة :
22-01-2014 01:50 PM

من بين كل التعليقات, ارى ان تعليق المغترب #8 قد فند مقال الكاتب, ماشدني هو اخر فقره في التعليق والتي اقتبسهاكما هي:
-عجز خصوم الحسين عن هزيمته من الخارج فاتجهوا لهزيمته من الداخل و كانت البداية بإستشهاد الملكة عالية. والسؤال من كان له مصلحة بهزيمة الملك حسين داخليا؟

12) تعليق بواسطة :
23-01-2014 07:58 PM

.
-- سيدي , لا يستطيع اي نظام او كتلة سياسية مؤثرة الاستمرار دون غطاء دولي.

-- الاردن و حزب العمل الاسرائيل كانا يمسكان بمقبض المظلة الانكليزية بالمنطقة بينما تمسك السعودية و مصر بمقبض المظلةالامريكية .

-- فشلت محاولات عدة لنقل الاردن للمظلة الامريكية سلما حينا و حربا حينا آخر "فتح و ايلول" لحنكة الحسين .

-- ولسعي امريكا السيطرة على كامل المنطقة و على مشروع اسرائيل تحديدا المرتبط حسب نموذجها بإقامة وطنين قوميين واحد لليهود غرب السكة حتى البحر المتةسط و اخر للفلسطينيين شرق السكة في الاردن حتى الصحراء كان لا بد من تغيير ارتباط الاردن الدولي ليقف هو الآخر تحت المظلة الامريكية دون ان يمسك بالمقبض .

-- بدأ الامر بتعارف طابعه شخصي للحسين نظمه اردشير زاهدي رجل امريكا القوي في بلاط الشاه رضا بهلوي , تلاه مخطط سار بهدوء استغل مرض الحسين واوصلنا على مراحل لنصبح تحت المظلة الامريكية التي يمسك مقبضها الان يد سعودية و يد اسرائيلية و نقف نحن و المصريين تحتها .

و للاستاذ واحد من الناس الاحترام و التقدير

13) تعليق بواسطة :
23-01-2014 10:21 PM

قد يأتي يوم ونفهم ما يعنيه الاستاذ المغترب من تعليقه المتكرر للتنبيه حول انتقال الاردن من المظلة الانجليزيه الى المظلة الامريكيه !!انا اعلم ان بريطانيا ضعف تأثيرها على المنطقة والعالم في نهاية الستينات و تبخرت في بداية القرن الحالي عندما سميه رئيس وزرائها بلير بكلب بوش الابن !! انا عن نفسي لم افهم المقصود ولم استطع ربط التلميحات ببعضها !! فهل من زيادة وتسهيل وللاستاذ المغترب كل الشكر والتقدير .

14) تعليق بواسطة :
24-01-2014 04:02 AM

.
-- سيدي, ادت ظروف الحرب العالمية الثانية الى قبول الانكليز مرغمين التنازل عن بعض اهم مناطق نفوذهم بالمنطقة للامريكان و هي مصر و السعودية و ايران .

-- فالسعودية التي نصب الانكليز آل سعود ملوكا عليها بعد معاونتهم في ابعاد الهاشميين خارج الجزيره العربية للعراق و بلاد الشام كان اجتماع الرئيس روزفلت بالملك عبد العزيز إيذانا بالإنتقال الدولة الفتية السعودية الى المظلة الامريكية .

-- اما مصر فلقد قام الضباط الاحرار بالانقلاب العسكري بتنسيق كامل مع السفارة الامريكية كما اعترف السادات و التزمت القوات البريطانية الحياد .

-- في ايران تم فرض عودة الشاة رضا بهلوي و اعدام و ابعاد خصومه بدعم كامل من الامريكيين .

-- باقي المناطق كانت اقل اهمية بالنسبة لامريكا حينها و بقيت للانكليز و الفرنسيين مرحليا .

-- و من بديهيات السياسة انها فن الممكن فما تعطيه اليوم تستطيع ان تسترده و اكثر منه غدا ان تغيرت ظروفك او ظروف خصمك .

-- لذلك فامريكا لم تكتفي بما اخذت و بريطانيا لم ترضى بما اعطت و لأن البلدين حليفين فإن صراعهما هاديء رغم شدته.

-- ما فعلته امريكا مع بريطانيا يشابه ما فعلته مع فرنسا فإنكفأت فرنسا تصارع للإحتفاظ بمناطق نفوذها في افريقيا و دول الكاربي دون استفزاز امريكا ..في حين انتقلت بريطانيا للهجوم فإنتزعت إيران بثورة الخميني و تمددت لسوريا و العراق و غزة و لبنان عبر حزب الله فما الذي يميز بريطانيا عن فرنسا لتأخذ موقع الند لامريكا.؟

-- انه المال الذي لا تزال تسيطر بريطانيا على حركته في العالم .

-- فالدهاء البريطاني انشأ منذ قرن حوالي ثلاثين "جنة ضريبية"بالعالم كل مجموعة منها تخدم قارة .

-- و الجنه الضريبية هي مكان وهمي تستطيع ان تخفي به ارباحك او عمولاتك او سرقاتك او اموال تجارتك غير المشروعة و يكون ذلك تحت اسم وهمي او رقم حساب و لا يعرف القيقة الا صاحب المال "و" سجلات الجنة الضريبية بمعنى آخر بريطانيا .

-- و عندما نعلم ان حوالي 75% من حركة الاموال بالعالم غير شرعية نستطيع ان ندرك الحجم المذهل لنفوذ من يعرف عنها ادق التفاصيل و يكتم اسرار من يملكها او يديرها .

-- هونغ كونغ تخدم الصين , استراليا و جنوب اسيا.. دبي و البحرين تخدمان ايران الجمهوريات الاسلامية ,روسيا و الدول العربية.. جيرزي و ارلندا تخدمان اوربا .. و مجموعة جزر الكاربي تخدم امريكا الشمالية و الجنوبية.. و بذلك تغطي الشبكة كل المناطق بالعالم .

-- شركات امريكا الكبرى و بنسبه 90% تستعمل خدمات تلك الجنات في عمليات اخفاء وتخفيض ارباح لتجنب الضرائب الامريكية و اي تسريب بسيط يمكن ان يؤدي لإنتقال عملاق اقتصادي او سياسي الى السجن .

-- و تدرك امريكا حجم النفوذ البريطاني عبر ذلك و تحاول صناعة تشريعات دولية صارمة لمحاربة ما يسمى غسيل اموال و على الطريقة الانكليزية تقف بريطانيا مع الجهود الامريكية ظاهريا .

-- و يفسر ذلك ايضا سبب احجام بريطانيا عن الانضمام الكامل للاتحاد الاوربي كي لا تشاطر هذا السلاح مع احد او تجبر على التخلي عنه .

-- يقول الانكليز If you can't fight them join them اي بمعناه إذا كنت لا تقدر على الانتصار شارك الجانب المنتصر وهذا ما فعله الثعلب طوني بلير ..و العبرة بالنتائج فنصف العراق السني الذي كان به ثلاثمائة الف عسكري امريكي كان يعيش جحيما يوميا في حين ان الجنوب الشيعي الذي كان به اقل من ثلاثين الف جندي بريطاني كان ينعم بهدوء نسبي سببه التفاهمات من الباطن بين الانكليز و الايرانيين الذين في نهاية الامر سيطروا بعد الانسحاب الامريكي .

-- رئيس الوزراء البريطاني الحالي فعل عكس بلير عندما احرج الامريكيين بتحويل ضربة سوريا الصاروخية للبرلمان لرفضها , فما الفرق .. الجواب بسيط .. العراق منطقة نفوذ امريكية و مشاركة الامريكان مفيدة في حين ان سوريا منطقة نفوذ بريطاني و مشاركة الامريكان ضارة .

-- الروس و الانكليز حلفاء في المنطقة و يمتد حلفهم من زمن الاباطرة مرورا بالفترة الشيوعية و حتى اليوم و يتجلى ذلك اليوم في سوريا .

و للاستاذ عمر الاردن الاحترام و التقدير .

15) تعليق بواسطة :
24-01-2014 08:07 PM

!!!اشكر لطفك على الرد ولنا ان احيانا الله في المستقبل نقاش اخر ساكون حريصا ان لا يفسد من الود بين الجميع . واختم شكري لك بقول ابن سينا" بُلينا بقوم يظنون ان الله لم يُهدى سواهم " نسأل الله أن يزيح الهم و أن يجلو الغم ويفضح كل فاسد ومتآمر وأن ينقذ الاردن من شرهم ونفاقهم . تقبل احترامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012