24-11-2010 08:48 AM
كل الاردن -
ادهم غرايبه
اثار حنقي ما تناقلته و سائل اعلام محلية مؤخرا (نية) عدد كبير من نواب "الشمال" تشكيل كتلة نيابية مغلقة . من حيث المبدأ لا تحفظ على تشكيل تلك الكتلة لكن ليس على اساس مناطقي و لا بناءا على نعرة جهوية بعيدا عن اسس فكرية و تقاطعات سياسية و همموم متشابهة و برامج مؤسسية و روح وطنية.
اذا تشكلت هذه الكتلة فإن الشرذمة تكون قد نالت شهادة الايزو !
من العار ان تتنتصر هويات التشتتيت و ثقافة الحارات و ولاءات العشائر في حين تنكفئ الهوية الوطنية الجامعة سيما و اننا نتحدث عن مجلس نيابي يمثل الشعب ! لاحظوا ان هذا الانحدار يحدث في احد اهم واجهات و مؤسسات الدولة و في مجتمع سياسي يفترض انه نخبوي لا بل ان احد اهم واجباته تحشيد الاردنيين و النهوض بفكرهم السياسي و تجديد مفاهيمهم و تجذير انتماءهم لكل المدن و القرى.
اذا تشكلت هذه الكتلة بناءا على ماسمعنا فإن التهنئة يجب ان توجه للاجهزة التي ابدعت و ابتدعت في مجتمعنا بديلا اخطر من النزاع الطائفي الديني الذي يعاني منها جوارنا العربي ! لقد تشكلت في مجتمعنا طوائف"عشائرية" و طوائف "مناطقية" و طوائف" طبقية " و طوائف "حكم " !
لو ان مجتمعنا الاردني مثقف و منفتح بالحدود الدنيا على الاقل مثلما كان عليه قبل ثلاثين عاما ! فانه حتما سيعي المؤامرة على تماسكه الداخلي ولابتدع اشكالا في مواجهة ثقافة الانحطاط التي تسعى لإغراقه في هموم هامشية و في انشغالات تافهة . ان ابسط اشكال مقاومة هذه المؤامرة التي تحيكها جهات خارجية و تنفذه على الرحب و السعة اجهزة يرصد لها ميزانيات ضخمة على حسابنا هو تجاهل خططها وعدم التعامل مع مفاهيمها و مجافاة سياساتها و عدم الاعتراف بنهجها , بمعنى اخر مقاومتها سلميا , فإذا كان المخطط تقسيم الاردنيين الى شمال و جنوب و الى مسلمين و مسيحيين و الى مدن و فلاحين فمن واجب الاردنيين الا يعترفوا بهذا التقسيم و ان يعوا مبررات ترويج ان عشيرة ما محظية دون سواها و ان احدى مدن البلد وافرة الخدمات و الوظائف اكثر من سواها فهذا ليس من باب محبة اهل تلك المدينة دون سواهم و ليس لسواد عيونهم انما لإثارة النعرات و التفرقة بين جموع الاردنيين و من غير المنطقي بعد ذلك ان ننساق باقدامنا الى مقصلة الحقد الداخلي و ان الرد يكون بلقاءات شعبية تؤكد وحدة الهم و الدم ! لما لا تبادر مجموعة من المثقفين من عدة عشائر مسلمة لمباركة اعياد المسيحين و العكس بالعكس في بادرة لتجذير المحبة و تجسيد التآخي الديني الذي ندعيه و لا نطبق منه شيئا ! لما لا يلتق اهل مادبا بأهل المفرق و أهل جرش بأهل الطفيلة مرة بالعام و حسبه ان يكون لقاءا اجتماعيا فحسب لزرع " قواوير" الوطن بورد العشائر التي تخسر وطنها بعد ان عمدته بالدم !
من فوائد الطقم السياسي الذي طلع الى منصات ادارة الدولة من حواري الكمبرادور انه بلا جذور اجتماعية و مغترب عن التركيبة النفسية الاهلية الاردنية و ذلك يكفي لارتكابه خطايا فنية و سياسية و هو – للامانة- ليس محترفا في مجال الدهاء و الخبث الذي اعتادته قيادات سابقة فكانت نتيجة ذلك انه وزع حصص خطاياه و عواقب توجهاته الكارثية بالتساوي على كل مدن المملكة و مناطقها و لم يحرم احدا من مساوئه فلم يعد فضل لمدينة على اخرى و لم يعد لدينا عشائر مدللة و اخرى منكلة!
لقد نجحت جهات داخلية غير معنية اطلاقا بحال الاردن و أهله ببيع الارض و من فوقها و ما تحتها فقط من خلال تقسيم الشعب و انهاكه بصراعات داخلية اغلبها عشائري و مناطقي و تفكيك وحدته و تجفيف ضميره و اعدام اخلاقه و بتدعيم زعامات تشبه زجاجات الكولا... ما فوق الرقبة فارغ ! و بتعزيز قوى الانغلاق الديني التي تحارب و تكفر المصلين انفسهم فما بالك بمن لا يعرفون اماكن المساجد! و باظهار المتسلقين على حساب طمس المقتدرين فكريا ...انا شخصيا مستاء من مستوى الخدمات المقدمة لمدينة اربد و من "التخبيص " الحقيقي بحقها و من الجرائم بحق اراضيها و هويتها الزراعية, لكن اليس من الاولى لوم رئيس بلديتها المحترم و هو اصلا ابن اربد ؟ و الوزراء و رئيس الوزراء الذي كان من اربد ؟ طيب ما ذنب اي (معاني) بالموضوع حتى استعدي اهل الجنوب؟؟ سيفرحني تعزيز الخدمات بمستشفيات الشمال و تعبيد طرقه و صيانة مدارسه لكن بشرط الا يتم على حساب اهل الكرك او الزرقاء مثلا !
و بعد ذلك يكمل علينا نوابنا النوائب ليشكلوا كتلة الشمال !