|
|
فلاسفة ومفكرون وثورات
بقلم : عبد الحليم المجالي
09-02-2014 10:43 AM ' كنت قد نشرت هذا المقال في موقع آخر في بداية عام 2010 واعيد نشرة بعد ثلاث سنوات لظهور حقائق حول الثورات العربية ناتجة عن غياب المفكرين والفلاسفة عن قياداتها '
في مادة التاريخ , في المرحلة الثانوية , وفي مدرسة الكرك الثانوية, بداية الستينيات , كان مدرسها الاستاذ شاهر فايز المجالي , حفظه الله ورعاه, من المعلمين الذين لايمكن نسيانهم , لانه كان مميزا في طريقته بالتدريس . اذكره دائما عندما تقع عيني على كلمة ثوره او اسمع عنها , واليوم ونحن نعيش الثورات الشعبية , اذكره واذكر طريقته في لفظ اسماء فلاسفة ومفكري الثورة الفرنسية الذين حفظنا اسمائهم عن ظهر قلب , فقد كان يلفظ تلك الاسماء المحسوبة اصلا على لغة العصافير بلكنة كركية اقرب ما تكون الى البدوية وخشونتها وبصوت عال يملأ جنبات غرفة الدرس . كان يشدد على بعض الحروف بطريقة ملفته , وكان من عادته ان يعطي درسه ماشيا بين رحلايات الطلاب , وما ان تنتهي الحصة حتى نتبادل معا كطلاب – بشقاوة ودعابة- تلك الاسماء وحسب اللفظ الذي خصها به اسناذنا المحبب الى نفوسنا . من تلك الاسماء فولتير وجان جاك روسو وروبسبير . في تلك الايام كنا نحفظ الاسماء والشعر من اجل الامتحان , ومن اجل العلامة , مثلا كنا نحفظ ان فولتير من الفلاسفة الذين تأثرت بهم الثورة الفرنسية , واما كيف كان التاثير فليس مهما , لاحقا , وفي مكتبة كلية زايد الثاني العسكرية , اتيحت لي الفرصة لاقرأ عنه في موسوعة الفلسفة , قرأت عنه الكثير , اشياء فهمتها واخرى تعذر علي فهمها , اكتشفت انه غزير الانتاج , وانه من دعاة حرية الاعتقاد , قرأت له ان الاعتراف بوجود الله يكاد يكون عاما عند كل المؤمين وعبادته فرض , ولكنه يؤمن بان لكل انسان الحق في عبادته بالشكل الذي يراه مناسبا , والذي من خلاله يستشعر بعظمته ووحدانيته والوهيته . كان فولتير في معظم كتاباته يعبر عن رد فعل على المتزمتين في عصره , والذين نرى شبيها لهم في عصرنا هذا . في يوم من ايام ميدان التحرير , في القاهرة , شهدنا قداسا من المسيحيين , وصلاة من المسلمين , على ارواح الشهداء , شهداء الثورة , بطقوس مختلفه , في مكان واحد ووقت واحد , اليس في ذلك ترجمة لفكر فولتير ؟ . فولتير من فلاسفة ومفكري عصر التنوير الذي نتج عن تعسف العصور الوسطى وظلامها , وتفرد الكنيسة بالحكم . نحن في الوطن العربي عشنا عصر التنوير بعد عصر من الانحطاط الفكري ,مع اختلاف الظروف , وفيه لمعت اسماء مثل الافغاني ومحمد عبده والطهطاوي والكواكبي وغيرهم , وحسب اعتقادي انهم لم يكونوا بدعا من الناس , بل كانوا حلقة في سلسلة الفكر الاممي , وتأثروا بالفكر الغربي المتنور , السائد انذاك , ذلك التأثر الب عليهم من تلاهم من المفكرين الحساسين من الغرب وفكره , الى درجة عدم الاعتراف بنتاجهم الفكري ورفضه باعتباره منتجا غربيا ,وتم الاجتهاد الفكري بخصوصية طاغية , وتم رفض كل ماهو غربي نتيجة لتحيزللشرق وثقافته وظهرت مقولة الشرق شرق والغرب غرب , ونتيجة لذلك لم نجد مرجعية فكرية عربية او اسلامية عصرية واضحة المعالم لصانعي آخر ثورة شهدنا بواكيرها في تونس والقاهرة , ثورة اولئك الشباب الذين فاجأوا الجميع بقدرتهم علي الاخذ بزمام المبادرة والقدرة على قيادة الاغلبية ممن اتفق معهم او خالفهم . انها ثورة شعبية من حيث اتساع قاعدة المشاركين فيها , ولكنها من حيث الفكر والاسلوب , عالمية او علمانية او من نتاج العولمة . قد لايعجب هذا التوصيف بعض التيارات ومفكريها وافرادها , ولكنه للذين يحترمون الحقيقة , والحقيقة مرة , هو الصحيح . هذه الثورات سياسية بامتياز , وتناولت الفكر السياسي وممارساته , والتزمت بادبيات الديموقراطية , تلك الادبيات التي تحدث بها فرسان التغيير من فلاسفه ومفكرين وقادة وافراد واجتمعوا عليها , واستمر ذلك منذ عصر التنوير الغربي مرورا بالثورة الفرنسية والثورة الامريكية وصولا الى الثورة الحالية . من المفردات التي تكرر تداولها , الحرية , وخاصة حرية التعبير , الدولة المدنية , بدون مرجعيات محددة , العدالة , وعدم الاقصاء , الامة مصدر السلطات , وغير ذلك مما لم يخرج على ما هو متعارف عليه عالميا . تم التركيز على فصل السلطات وحسب المراجع السياسية اول من تبناه ونادى به هو مونتيسكيو, وهو من رواد الفكر الغربي في السياسة وادبياتها . من الامور اللافتتة للنظر صدق العاطفة عند الحديث المشترك بين المسلمين والمسيحيين ,وهم يتحدثون معا وبلغة مشتركة عن المواطنة , على اساس جغرافي لا عقدي , ضمن حدود الوطن الواحد , وحقوقها وواجباتها , وعن العقد الاجتماعي وشروطه العالمية . اود ان اخلص الى انه بات من الواجب , بما لايدع مجالا للشك , ان نتأقلم مع هذه الادبيات وما ترمز اليه وما تدعو اليه من سلوك ,وان لانسقط عليها مفاهيمنا الخاصة لتبدو بعدها ممسوخة , وعلى الذين راجعوا انفسهم وفكرهم , وتراجعوا عنها بشكل بطىء , ان يتحلوا بالشجاعة الادبية وينضموا الى ماهو شائع ومتداول وتفرضه طبيعة العمل السياسي الذي نتعلم اصوله في المعاهد والجامعات ذات اللغة العالمية المشتركة , وان يوفروا على امتهم الوقت والجهد والارتباك الحاصل من التردد والعناد والجدل البيزنطي والمناكفات السياسية التي حرمتنا من الرؤية المشتركة لما يستجد من امور , وان نميز بين ماهو خاص وما هو عام , وما هو من السياسة وما يأتي منها, وما هو من العقيدة والاخلاق التي حفظها ديننا الحنيف , وحفظت هويتنا جيلا بعد جيل , وضمنت مشاركتنا الفعالة الجريئة في اثراء التراث الانساني الفكري مع الاحتفاظ بالاسم والهوية . الخصوصيات تضاء لت , والبشر على اتساع الكون وامتداده تعولموا حتى في مجال النكتة بتنا نسمع – فيس بوك على كل ظالم -.......
مقال قيم لا يستحق منا الا الشكر لكم ولجهودكم المميزه داىما بعقلانيتها واتزانها دمتم اهلا لها
للاسف الثورات العربيه قامت على ايدي مجموعات من الانقلابيين الطامحين الى كرسي السلطه وجلهم اتخذ من القوميه العربيه والوحده وتحرير الشعوب من رواسب الاستعمار وبعث امه عربيه واحده ذات رسال خالده.... نعم اتخذوا من هذه الشعارات مطيه لهم وما ان تمكنوا من رقاب البشر باجهزتهم الامنيه القمعيه حتى استعبدوا وبطشوا وصادروا الحريات واذلوا الشعوب ...ثوراتنا بحاجه الى مفكرين وفلاسفه وليس الى تابعين وطائفيين وطغاه مجرمين . كل التقدير والاحترام للاستاذ عبد الحليم المجالي صاحب الفكر والادب اكثر الله من امثالك وقد توقفت قليلا عندما تطرقت بمقالتك لمكتبه كليه زايد الثاني في مدينه العين حيث كنت احد روادها.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|