أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أيها الطبيب إن الوطن ليس بخير

بقلم : م أمجد الشباطات
19-02-2014 10:53 AM
تحاول الأم المرتبكة الخائفةُ جاهدةً إيصال كل المعلومات للطبيب عن حالة ولدها وكذلك الأب وتتخالط الأصوات أحيانا لإيصال الرسالة للطبيب عن كل الأعراض التي ألمّت بالطفل لكي يستطيع الطبيب معرفة أصل المرض ويبدأ في العلاج.
الحالة ألسابقة أشبّهها بحال الأردن_الطفل المتألم- وحال كل الحراكات والمقالات والرسائل والصرخات التي يطلقها أبناء الأردن لإيصال رسالة واحدة مفادها أن الوطن ليس بخير.
الكل يعلم أن الأردن يعيش تقريبا كل يوم حالة وجع يتبعها صرخات قوية وعالية ما تلبث أن تخمد قليلاً وتتحول إلى أنين بصوتٍ خافت لا لأن هذا الوجع لم ينل من هذا الجسد ولكنه يتهيأ لوجعٍ جديد في مكان جديد , فالأخبار تترى عن حالات الفساد والسرقات وما تم الكشف عنه وإجراء محاكمات وإدانات بخصوصه لغاية الأن كفيل بأن يشخّص أن هذه الحالة المرضية هي سرطانية يجب البدء فورا بعمليات الاستئصال والتطهير وتغيير أساليب المعالجة.
المؤلم والمخيف أن أشكال التهديد للأمن في الأردن بكافة صوره أصبحت متنوعة ومجرد سردها يشعرك بالغثيان: سرقات وفساد بكافة أشكاله وبرعاية متنفذين مع التسويق قبل السرقات والتبرير بعدها , عنف مجتمعي وزيادة الكره والاحتقان بين أفراد المجتمع والتمزيق في النسيج الإجتماعي , وأُضيفُ عليها حالة الضياع لتعريف الوطنية والإنتماء والتي من المفروض أنها من البديهيات عند أي مجتمع إلا نحن في الأردن فتتداخل الشتى مع الأصل مع متطلبات المرحلة وفرضيات الواقع. هذه التداخلات أنتجت مسخا في أذهاننا و حالة ذهول تضاف إلى رصيدنا السابق من الضياع.
ثقتنا قاربت أن تكون معدومة بكل أركان الدولة ومؤسساتها وأصبحنا نشك هل هي تعمل لمصلحة الوطن والمواطن؟ أم هنالك أجندة تنفذها و بوصلتها تعاكس صمام أمان الوطن.
يقول لي صديق أن خطة كيري تضع اللمسات الأخيرة لتصفية الأردن وأقول له ما خطة كيري ولا غيره نخشى ومنذ متى كان الاخرون يهمتون لمصالحنا, قضيتنا داخلية إبتداء بمنظومة الاخلاق المنهارة ولا تنتهي عند أعداء الداخل وخاصة بعض المتصدرين للمشهد السياسي في الاردن الموقعون على ضياعه على بياض.
أيها الطبيب في وجداننا لقد تجسّدتَ منقذا للاردن في حقب شتى لم تبدأ في (هية الكرك) ولم تؤرخ فقط عند معسكرات الاتراك(الدول) وذباحتها, بل هي حالة أؤمن أنها تترقب لتثب ،وتنتظر لتحشد، وتعاين لتستأصل.
أيها الطبيب إن الوطن ليس بخير.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-02-2014 09:46 AM

لا بد للطبيب ان يسمع وان يعطي العلاج ولو كان مر في الوقت المناسب وان يعطي العلاج بنفسه وان لا يعتمد على المساعدين والممرضين لأ الله سائله والمريض امانه والامانه ابت السموات والارض عنهاواشفقن منها والفاروق خاف لو ان شاة على شط الفرات تعثرت ان يسئله الله لما لم يسوي الطريق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012