أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


جوعتنا دولة الرئيس

بقلم : عبد الحي حباشنة
19-02-2014 11:05 AM
لا ادري من اين ابدأ , امن صورتك وانت تسخر من شاب يطلب عمل لا زالت في عمق ذاكرتي لا تبارحها ابتسامتك الساخرة وتعليقك العبقري الخلاق ,ام ابداعك في تصوير العدالة والشفافية على نحو لم يسبقك اليه احد ,ام في قدرتك الفائقة على اقناعنا بان الغلاء سنة حميدة لولاك لكنا فقدنا اجورها عند المولى العزيز,ام من احساسك العميق بجهلنا لتطل علينا في المسائل الحيوية لتقول انك لا تعلم شيئا .لكني سابدا من حكاية اردني على ابواب الخمسين وعى وعانى ولا زال ترهات الحاكمين وملاذات وتحولات الناس بين الكراسي والمواقع عل ذلك يسمعك بعض ما يجب ان تسمع في الشان العام دون مقدمات .
المسالة دولة الرئيس اننا وصلنا الى حد لا يمكن احتماله فهل تصدق مثلا بشفافيتك المرهفة ان خريجا جامعيا من ربع قرن لا يزال خاضعا للتنافس في ديوان الخدمة المدنية العتيد وهو حتى هذه اللحظة واسرته بلا اية ارقام ضمان او تامين صحي . صدق دولة الرئيس ان كُثراً كذلك لكنهم في دولة الفساد والمحسوبية مخروسي الاصوات امام فيض الكذب والنفاق والظلم الذي يعتري وصلات كل مفاصل مؤسساتنا ادعاء وكذبا وتزييفا للحقائق .
هل تعلم دولة الرئيس ان اردنيين يبحثون في القمامة عن بقايا طعام صالح درءاً لجوع او فاقة في المحافظات النائيه وقد اصبح حلمهم بطاقة لاجيء من اي نوع سعيا للحصول على ما تيسر من بواقي ما تتركون من المنح والعطايا الانسانية .
وهل تدرك دولة الرئيس حال التنمية في انحاء الوطن وكيف تراجعت حتى على صعيد الخدمات الاساسية ولم يتبقى منها غير اصدارات وزارة التخطيط الفاخرة بارقام وتحليلات يضعها اناس اجزم ان معظمهم لا يعرف الاماكن التي يتحدث عنها .
هل تعرف فعلا حجم تاثير الغلاء على الناس اجتماعيا واخلاقيا ام تراك تظن ان المسألة تقف عند حدودها الاقتصادية وانت تنبري للتنظير لها باعتبارها عملا وطنيا خالصا.
هل تفكر سيدي الرئيس في الاطفال وحليبهم الذي اصبح ليس متاحا لذويهم ام تراك تعتقد انه يمكن اختزال حليبهم بدعم المحروقات العظيم . وهل قابلت يوما رب اسرة يقنع احد ذويه باهمية الاعشاب ودور مياه الحنفية الغنية بالاوساخ عفوا بل المعادن والفيتامينات حجبا وتحايلا على عدم قدرته على تامين علاجهم .
هذا غيضٌ من فيض ما نعاني نحن, وليس انت ذلك ان تكاليف بذلة او عجل سيارة يعد طموحا استثنائيا لمعظم شباب الوطن المبتلى ويمكن ان يكون ركيزة لحل مشكلة اسرة بكاملها .وهناك الكثير الذي يمكن ان يقال في مقام الرفاه والحياة الفضلى للاردنيين والتي نسمعها صباح مساء فارغة جوفاء من اي مضمون حقيقي جاد .
اردت ان اقول لك دولة الرئيس ان الاوطان لا تبنى بالتسكين والمحايلة على الواقع العام بكل ابعاده واللعب على وتر التناقضات بل تبنى بالحرص والمحبة والاخلاص للناس والاحساس بهم والاهم بالحرص على كسب ثقتهم ومحبتهم وقد وصلنا الى حدود لم يألفها ابناء هذا الوطن منذ كان .
اخاطبك سيدي من جوع حقيقي واحساس عميق بالمسؤولية تجاه ما يجري في وطني لكنني اجزم انك تكاد توصلنا الى حافة حافة الجوع التي ليس بعدها الا ماّلات الخوف وفقدان الدالة الوطنية خاصة ونحن على مشارف ما لا نعلم وما لا نقرر في شأن وطني حساس, خاصة وان سلوك وزراءك وكبار موظفيك لا ينم عن وعي حقيقي للبعد الوطني العام لمعاناة الناس واحتياجاتهم وكان ما نعانيه داخلا وخارجا (عرس عند جيراننا) فأعد قراءة المشهد على نحو ينجي الجميع فانت راع ومسؤول عن رعيتك قبل ان يفوت الفوات .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-02-2014 01:14 PM

منك لله يا دغري

2) تعليق بواسطة :
20-02-2014 05:37 PM

لماذا يا صديقي تحولون القضية ,جائع ,عاطل ,ملان .... القضية اكثر عمقا ,هل نحن متسولون ؟ لماذا تجزؤون القضية ,لا تلم النسور ولا حكومته قبل تلوم مرحلة وربما مراحل ..الان كنت في بلده المزار الجنوبي التي منها وحولها عشرات المسؤولين السابقين والحاليين ..صدقني لم اعرف وجهها وكأنها بلده في جوار مقديشو ...لا حدا ينتقد هؤلاءلماذا نتسابق الى مناسفهم في الانتخابات مثلا , فقط النسور ,كلنا صنعنا هذا الواقع الذي نعيش سواء بالفعل او الاقرار ..او السكوت !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012