أضف إلى المفضلة
الخميس , 01 أيار/مايو 2025
شريط الاخبار
رويترز: الأردن ينجح في الحفاظ على المساعدات الأمريكية الخارجية الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من سوريا إلى الأردن الداخلية: أكثر من 56 ألف سوري عادوا إلى بلادهم الأردن: قلقون من التوتر بين الهند وباكستان وندعو لخفض التصعيد الأردن أمام العدل الدولية: الاحتلال ينتهك حق تقرير المصير في الأراضي المحتلة مجلس إدارة الضمان يؤجل اقتطاع أقساط السلف الممنوحة للمتقاعدين عن شهر أيار المقبل إحالة 33 موظفًا في التربية إلى التقاعد المبكر - أسماء السجن 20 سنة لـ 4 من 16 من المتهمين بقضايا حيازة مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إرادات ملكية بالسفراء الشريدة والعموش وعبدالغني الحكومة توافق على اعتبار قلعة القطرانة موقعًا سياحيًا نشر قانون هيكلة مؤسسات ودوائر حكومية في الجريدة الرسمية موظفون حكوميون إلى التقاعد - أسماء وزير الخارجية يلتقي نظيره السعودي "الأمن العام" تطلق مبادرة "صيف آمن" للحد من المظاهر السلبية شركة البوتاس العربية تهنئ موظفيها بمناسبة عيد العمال
بحث
الخميس , 01 أيار/مايو 2025


لماذا كل هذا الحنين إلى وصفي؟

28-11-2010 08:59 AM
كل الاردن -

حسان الرواد

عندما ابتليت الأمة بالغزو المغولي والحروب الصليبية فيما يسمى بالعصور المتأخرة, عاش الناس لفترة من الزمن وقد حُرموا من البطولات والانتصارات والقادة العظام الذين سطّروا لهذه الأمة مجدا عظيما زاخرا بالقصص البطولية التي اعتادها العربي المسلم, فما أن يترجل أحد القادة إلا وتجد قائدا عظيما قد سطع نجمه في سماء الأمة التي امتدت من شرق آسيا إلى جبال فرنسا.

ولمّا ابتعد الناس عن دينهم وغُاب العظماء والشرفاء وحل الضعف والانقسام في جسد الأمة وساد فيها الرويبضة, طمع من طمع بهذه الأمة واستأسد علينا حتى الجبناء من الأعداء.

أما عامة الناس والمثقفين منهم والشعراء الذين اعتادوا نظم الشعر وتمجيد القادة وانتصاراتهم الكبرى, فقد افتقدوا هذه المادة الغنية التي لطالما وجدها السابقون من الشعراء في العصور الذهبية التي عاشوها, فنظّموا الشعر لهم وتغنّوا بهم, فلما فقد شعراء هذا العصر من يمجّدونهم ويسطّرون بطولاتهم, ولمسوا فقر الحاضر الذي يعيشونه بالقادة العظام, عادوا إلى التاريخ الغني بهم, وإلى عهد النبوة بشكل خاص ينهلون من عظمة هذه المرحلة والتي تلتها من عصور الفتح الإسلامي, فكثرت قصائد المدح النبوي على غير العادة, في إشارة نفسية على فقر الحاضر الذي عاشوه وغنى الماضي الذي افتقدوه؛ وقد فسر بعض النقاد والمؤرخين كثرة قصائد المدح النبوي في العصور المتأخرة إلى أن العامل النفسي والواقع الفقير بالقادة والانتصارات؛ هو سبب توجه الشعراء لقصائد المدح النبوي الشريف ليعيدوا إحياء هذه الفترة ولو في نفوسهم وأشعارهم كعزاء لهم.

ما أردت قوله أن حنين الناس للتاريخ المشرّف والماضي الغني بالشخصيات المؤثرة فيه والتي أحبوها بكل صدق لخصالها الفريدة التي تميزت بها, هو أمر بديهي خاصة إذا ما خلا زمانهم منها , فيكفي أن ترى مشاعر من هم أمامك وأنت تحكي لهم قصص العظماء وبطولاتهم وعزتهم على الأعداء, وتواضعهم أمام البسطاء, لتدرك من خلال مشاعرهم ونظرات عيونهم المندهشة أنهم قد فقدوا هذه العظمة ويتوقون لمثل هذا الزمان.

ومن هنا فإن فقر الحاضر يجعلهم يشعرون بالحنين إلى الماضي الذي سمعوا عنه ولم يعيشوه. أما ما يتعلق بحنين المواطن الأردني المتصاعد في هذه الأيام إلى وصفي التل يرحمه الله وخاصة من جيل الشباب الذين لم يعيشوا فترة ترؤسه للحكومة قبل أربعين عاما, بل لم يكن أكثرهم مولودا بعد ولا قبل, لكنهم سمعوا عن مآثر هذا الرجل الذي كان يوما رئيسا للوزراء فسمعوا أنه كان يحرث الأرض بنفسه ويتفقد أحوال الناس البسطاء الذين لم يروا فيه إلا ذاك الرجل البسيط المتواضع الفلاح ابن الفلاح الذي لم يكبر على أرضه وأهله اللين الطيّع أمام الفقير, العصي القوي أمام العدو فكان الأقرب إلى قلوبهم وفاز بمحبتهم التي مازالت تتغنى بها الأجيال وخاصة هذا الزمان ( زمان أبطال الديجتال) لدرجة أن ذكره في هذه المرحلة بات لسان حال الكثيرين من البسطاء والفقراء والمثقفين والأدباء ( باستثناء السياسيين ومن هم رأس عملهم).

نعم إن الحنين لوصفي التل يرحمه الله سببه وبكل صراحة أنه كان مع الشعب ونبضه وجوعه وقهره, الأمر الذي لم نعد نراه الآن إلا من خلال تصريحات وهمية لوسائل الإعلام من تمنيات ووعود بحياة كريمة ما عادت موجودة إلا على صفحات الصحف الرسمية فقط, في حين لا نرى على أرض الواقع سوى آهات القهر والمعاناة وتحميل المواطن ذنوب وسقطات وسرقات الغربان التي ملأت سماء بلدي ونهشت لحمه ونهبت خيراته وباعت مؤسساته ووقفت تصيح وتصرخ أمام الضحية وهما وسرابا بأن حب الأوطان مقدس؟! ناهيك عن الفجوة الكبيرة جدا بين المواطن وبينهم, فلم يتركوا لنا خيارا واحدا لنشعر يوما أننا منهم وهم منا.

rawwad2010@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-11-2010 09:32 AM

ما لنا ندعو لاندلس اذا حوصرت حلب

2) تعليق بواسطة :
29-11-2010 01:27 AM

لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..

لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

3) تعليق بواسطة :
29-11-2010 01:30 AM

يا أيُّها الأطفالْ..
من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
ويقتلُ الخيالْ..
يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
فنحنُ خائبونْ..
ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
لا تقرؤوا أخبارَنا
لا تقتفوا آثارنا
لا تقبلوا أفكارنا
فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
يا أيها الأطفالْ:
يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ..

4) تعليق بواسطة :
29-11-2010 06:33 AM

لاننا فقدنا الرجال الشجعان بكل بساطة فالكل يتكلم عن الوطنية والانتما ولكن كلام وليست افعال لهذا نحن لامثال وصفي وهزاع عليهم رحمة الله
عاشت الاردن والملك ونعم للاحرار العسكر

5) تعليق بواسطة :
29-11-2010 08:20 AM

هالسنة سنة سلطية يا عم

6) تعليق بواسطة :
29-11-2010 10:03 AM

حنين الى رجل صنع نفسه بنفسه, حنين الى رجل عشق الارض , حنين لرجل عرف الفقر فكان قريبا من كل فقير, حنين الى رجل حمل راية و لم يتركها الا شهيدا, حنين الى رجل لم تفقده السلطة رشده, حنين الى رجل بوصلته كانت واضحة تؤشر دائما باتجاه عامة الناس, حنين الى رجل اعترف الجميع بصواب استشرافه للمستقبل حتى اولئك الذين كانوا يصنفونه في خانة الاعداء.

هل هناك مثل ذلك الرجل في هذه الايام ؟؟؟؟

7) تعليق بواسطة :
29-11-2010 02:44 PM

نعم ان الحنيين الى وصفي يرحمه الله وزمن وصفي لانه كان من الشعب ومع الشعب بنفس الوقت كان يعرف الشعب في بوادية وقراءه قبل مدنه كان يعرف تلك القري والبوادي والارياف والمدن جيدا ويعرف احوال ناسها وحاجاتهم ولقد رايت وصفي عندما كان عمر اثنا عشر عاما نعم رايته يفتتح بلدية عام 1968م في قرية بسيطة من قرى محافظة الكرك هي قريتي بلدة أدر . فهذا هو وصفي وزمن وصفى ولماذ الاردنيون يحنون الى وصفى وزمن وصفة يرحمهما الله

8) تعليق بواسطة :
29-11-2010 07:48 PM

شكرا للكاتب المحترم حطيت ايدك على الجرح

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :