أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حضر الملك.. وغاب الجميع

بقلم : عبد الحي حباشنة
25-02-2014 10:07 AM
'قراءة مضمونية في حديث الملك' 

بعد عصف وتجاذب غير مسبوقين وحالة من المحاور والتمترس الفكري في الساحة الاردنية حول جملة من التوقعات حول حل وشيك او حراك ما في المسالة الفلسطينية ودور الاردن في ذلك وحالة من الاحتقان السياسي والاقتصادي الحاد اطل جلالة الملك في حوار مع رؤساء السلطات الاردنية وبعض المستشارين المقربين ليوضح فيه جملة من القضايا التي شكلت هاجسا وعنوانا للحركة السياسية الاردنية والقت بظلالها على الصعيدين السياسي والعام بصورة كبيرة , باعتباره راس الدولة ومصدر الحالة الواقعية التي عايشت فعليا الوقائع والاحداث على نحوها الحقيقي , وحتى لا اغرق في الاسترسال الادبي فان اللقاء تضمن مداخلات محددة حول المضامين التالية : 
اولا- الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين وهنا لا بد من الاشارة الى ان هذه المقولة جاءت في سياق رد واضح على اطروحات الوطن البديل والهوية الوطنية واللافت هنا هو استعراض مواقف سابقة للملك في نفس السياق وهي من المسائل غير المالوفة عادة في الحوارات الملكية ولعل المراد منها رسالة واضحة للاردنيين بان هذا الموقف هو استمرار لموقف وطني مستمر في هذا السياق .وانه لا مجال للحديث حول اية حلول على حساب الاردن .وهو امر بلا شك يساهم في طمأنة ابناء الوطن وقد يشكل قطعا وبترا لكل ما احتمله ويحتمله هذا العنوان والذي في احايين كثيرة تم استغلاله من بل البعض ليراد به بعض باطل . 
ثانيا- رسالة واضحة لكل من تناول مشروع او خطة كيري وبنى عليها معطيات ذات مساس مباشر بالداخل الاردني استنادا الى فهم خاطيء بحسب الملك وبلغة واضحة فيها اشارة واضحة الى خروج هولاء عن السياق الوطني وارتباط هذه الطروحات باطار موسمي مكرر وفيها لوم مباشر تجاوز حدود العتب المالوفة الى شكل من المباشرة في اللوم .ويبدو ان حساسية المسألة واثرها البالغ على المناخ الوطني العام في ظل وجود محفزات جدية وارضية خصبة للتاويلات ربما جعلت الحديث ياتي على هذا المستوى من المباشرة والوضوح الى درجة التلويح بالتسمية وابراز المواقف الشخصية بصورة محددة والرد عليها . 
ثالثا- تناول الحوار مدخلات الواقع الاقليمي والدولي وتاثير ذلك على واقع الدولة الاردنية وهي من الامور المتوقعة والاعتيادية خاصة فيما يتعلق باطلاع المعنيين على مجريات المباحثات التي اجراها الملك مؤخرا في امريكا وبريطانيا, وهنا يبرز تساؤل مشروع حول قدرة متلقي هذا الحديث على اطلاع مؤسساتهم ومرؤوسيهم ومن بعدهم الشعب الاردني على ما تم طرحه خاصة بعد التجربة الواضحة مع هؤلاء المسؤولين فيما طرحه جلالة الملك من تصورات في اوراقه النقاشية السابقة. وهو ما يقودنا حتما الى ما تضمنه الحوار من تصورات في العمل في الداخل الاردني في النقاط التي ستلي . 
رابعا- الشأن الداخلي الاردن وتضمن اربع منطلقات تكررت في الحوار الملكي وهي الحاجة الى العمل بروح الفريق الواحد وضرورة وجود رجال للدفاع عن الاردن والوقوف مع الملك والدولة الاردنية وامتلاك هؤلاء الرجال القدرة للتعبير عن روحية ما ورد في الحوار الملكي على الاقل واولويات الاصلاح السياسي والاقتصادي في الاردن وخدمة المواطن الاردني . وهي محاور حيوية تكاد تغطي ابرز معالم مشروع النهوض الاردني المأمول ويمكن تسجيل بعض المداخلات المتواضعة حول هذا المضمون وبسوية اخلاقية متزنة هدفها الدائم التاشير على مواطن القوة ومكامن الاعتوار في الممارسة والاجراءات والتطبيق وعلى النحو التالي 
- ان العمل بروحية الفريق الواحد على الصعيد الوطني تتطلب اساسا رجال دولة يؤمنون ابتداءً بعمل الفريق وهو الامر غير المتاح دائما في ظل ما تشهده جل مرافقنا العامة من سياسات فردية يطغى عليها الطابع الشخصي والفئوي اضافة الى روحية الايمان بالتغيير والتجديد كضرورة سابقة لاي تحول ايجابي مرتجى . 
- ان الية ومنهج الدولة في اختيار الرجال للمواقف يتلبسها اعتوارات واختلالات كثيرة سواءً على صعيد البنية ام على صعيد الكفاءات وهي مسألة تتضمن عديدا من معطيات المنهج المتعلقة بالتصنيفات التي تسبق مثل هذا الاختيار وهو الامر الذي ساهم في غياب من يحملون الرسالة الحقة او انكفاءهم اذ لم ولا يعدم الاردن على الدوام مثل هؤلاء الرجال . 
- الاصلاح السياسي بحاجة الى حامل نوعي يؤمن به وكذا الاصلاح الاقتصادي ولعل الاردن يسجل دائما السابقة في ان راس الدولة فيه يتصدى لمتابعة ما يقدمه من رؤى مباشرة الى الشعب بسبب وجود هذه الفجوة الجدية التي تحول دون تنفيذ الافكار النبيلة والرسائل الهامة لان النواقل الوسيطة والتي في صميم واجباتها القيام بذلك لا تقوم به او تقوم به مع قولبات وتفسيرات لا تحمل في معظم الاحيان روحية التوجيهات والرؤى الملكية مع عدم انكار وجود بعض الجهود المخلصة هنا وهناك الا انها تبقى دوما ادنى من طموح الرسالة التي تحمل . 
- التنمية المستدامة هي عنوان خدمة المواطن وان تنمية المحافظات جزء اصيل فيها وبالرغم من تكرار ذلك ملكيا الا ان الواقع يشير الى تقاعس السلطة التنفيذية عن تحمل اعباء هذا الدور المحوري وغالبا لاسباب واهية ودون بناءات حقة لمنهج تنموي يحترم ويقدر فعلا احتياجات الناس والوطن لتبقة التنمية وافاقها مسار دوران في نقطة واحدة دون تقدم او انجاز جاد مبني على رؤية تنموية خلاقة . 
المطلوب ان يكون الاردنيون بنخبهم ومؤسساتهم واحزابهم حاضرون في التصدي الجاد للمخاطر الحقيقية دون ان يقسمنا الخارج على نحو لا يخدم الا العبث وان يكونوا اكثر تركيزا وتحديدا ذلك ان سياسات الشعوب والدول تبنى على العلم والحقائق وليس سواهما كما مطلوب في ذات اللحظة وحيث يغيب البرلمان عن اداء دوره اللائق وتفقد الحكومة الثقة المتيقنة بفعل سلوكات غير مفهومة للناس فان الواجب يتركز اكثر في تكاتف جهود الجميع لتحديد القواسم التي يجمع عليها الوطن وابنائه على نحو متسق لنصل بدفة الوطن الى منافذ النجاة في محيط فيه من التربص والضغوط والابتزاز الكثير الكثير . 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-02-2014 11:03 AM

.
-- "قراءة مضمونية" تعبير جديد علي, لذلك قرأت المقال لأفهم فلم أفلح.
.

2) تعليق بواسطة :
25-02-2014 01:16 PM

مضمونية يعني اطلالة على المحتوى وفي الدراسات يتلو ذلك قراءة تحليلية .
اتمنى لك الفلاح دائما

3) تعليق بواسطة :
25-02-2014 08:01 PM

وﻻ انا فهمت اشي مثلك
منافقه
.منافقه..منافقه فاشله..وتسفيط حكي فاضي

4) تعليق بواسطة :
25-02-2014 09:13 PM

أؤكد بأن اللغتان الأيرانيه والباكستانيه تكتبان بالحروف الهجائيه العربيه, كما أؤكد بأن 80% من اللغه المالطيه هي من العربيه.

5) تعليق بواسطة :
25-02-2014 09:55 PM

استاذ عبدالحي ... انت مبدع وقارئء جيدا ... بس في ناس ما بتحب الا الاستماع للراي الواحد ... موفق

6) تعليق بواسطة :
26-02-2014 12:22 AM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012