أضف إلى المفضلة
الجمعة , 09 أيار/مايو 2025
الجمعة , 09 أيار/مايو 2025


حكومة آخر ماركة

29-11-2010 08:23 PM
كل الاردن -

عبد الهادي الراجح

 

 

كنا وقت مضى من أكثر دول العالم تغيرا للوزارات حتى قيل أن كل مواطن أردني وزير أو مشروع وزير في المستقبل القريب وان كان التغير شكليا في الأشخاص. وبقي الوضع الاقتصادي والسياسي الأردني يسير من سيء إلى أسوأ.

 ويبدو أن أصحاب القرار أخيرا قد توصلوا متأثرين ببعض الدول العربية الأكثر تخلفا وتبعية سياسيا في العالم لحالة تسمى إبقاء كل شيء كما هو أي حالة من استقرار المقاعد الوزارية.

 

ليس مهما تعفن تلك المقاعد تحت أصحابها والتذمر الشعبي الذي لم يعد له أي قيمة من أصحاب القرار الذي أصبحت واشنطن قبلتهم ومحجهم. وحتى الوزارات لا تشكل في كثير من الدول العربية إلا بموافقة أصحاب القرار الأصليين وليس الكومبارس، ولهذا كما كان متوقعا جاءت حكومة الرفاعي الثالث بتشكيلتها الباهتة بعد أن أجرت ما يسمى بعملية الانتخابات النيابية التي كانت تستحق أن تكون مهزلة العصر وليس العرس الوطني كما يقول إعلام السح الدح نبو حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة بها عن 35% تركز معظمها في المناطق ذات التأثير القبلي . والذي أخفق في الانتخابات العشائرية ألمسماه بالانتخابات النيابية جرى توزيره كنوع من الترضية وجبر الخواطر.

 

وراحت حكومة الرفاعي الثالث تختبئ وراء كتاب التكليف الملكي معلنة أنه برنامجها كما فعلت المرة السابقة ، وإذا كانت هذه الحكومة قد فشلت منذ تشكيلها وحتى مهزلة انتخاب مجلس النواب الأخير الذي سيطر عليه المال والعشائرية كما هو متوقع فما هو مبرر اختباءها وراء خطاب الملك إلا هروبا وعدم القدرة على مواجهة المسؤولية خاصة في ظل الأخطار التي تحدق بالوطن من الداخل وضع اقتصادي منهار وحالة تذمر شعبي غير مسبوقة وخارجيا المؤامرات الصهيونية لجعل الأردن الوطن البديل أو ما يسمى بالخيار الأردني.

 

 وبدلا من إيجاد حكومة قوية ومجلس نواب حقيقي على قدر التحديات للأسف وجدنا الحكومات خاصة الحكومتين الأخيرتين تمارس التهرب من مسؤولياتها بل وتقوم بإصدار الأنظمة والقوانين التي جعلت الوطن أشبه ما يكون بالحارات، تلك لمتعب ابن تعبان وهذه لزعل ابن نعسان، الأمر الذي أفقد المواطن العادي حسه الوطني حيث جرى التعامل مع المواطن على أنه مجرد رقم في سجل الأحوال المدنية يباع ويشترى في المواسم الانتخابية، وأصبح المال السياسي هو سيد الحارات والبعيد عن المال السياسي طالته المناسف السياسية في الانتخابات الأخيرة التي عادة ما تكثر في تلك المناسبات. والنتيجة للأسف مواطن مقهور لا رأي له ووطن يباع بالقطعة تحت ما يسمى بالخصصة وغيرها، حتى لتلك المؤسسات أو الأرض التي تعتبر من صميم أمننا الوطني وإذا هي تصبح ملكا لدولة دبي كابيتال التي اشترت ممن لا يملك وهي لا تستحق.

 

ولا أعلم أين سيذهب المواطن الأردني الذي لا يحمل الجنسية الأمريكية أو البريطانية أو جنسية أخرى إلا هوية هذا الوطن الذي أصبح لدى الشرفاء من أبناءه أضيق من خرم الإبرة ولكن ماذا بعد .

 

لقد أصبح الشعب كأنهم قطعان لا رأي لهم في الوزارات بالوراثة وكذلك الوظائف. ماذا يختلف سمير الرفاعي عن غيره من الأردنيين من أصحاب الكفاءات.

 

اليوم التاريخ بالأردن يعيد نفسه وكأن شيئا لم يحدث وأصبح يحكمنا الرفاعي الابن بعد الأب والجد، وسؤالنا هل هذه الحكومة الباهتة اللون هي حكومة تصريف أعمال على ما بقي من الوطن.

 

ولعل المؤامرة الكبرى على وطننا هو إيجاد حكومة من هذه الشاكلة ضعيفة مهزوزة بلا شرعية حقيقية.

 

والمواطن الأردني أذكى مما يتصورون، ولهذا كان التجاهل الكامل لما يسمى بالانتخابات النيابية وغيرها ، حتى أنه أي المواطن الأردني نادرا ما يعرف أسماء بعض وزراء يتحدثون باسمه دون علمه ولكن مع كل ذلك أجد نفسي وأنا استقرئ تاريخ وطني وأمتي أقول أن ساعة الخلاص قد قربت وكلما تضيق تقترب ساعة الفرج والخلاص وأن شعبنا الذي طفح به الكيل سيعيد تصويب أوضاعه ونحذر من التمادي أكثر من ذلك ، لقد طفح الكيل وضاقت علينا الأرض بما وسعت كشعب وقد أصبح واقعنا يذكرنا بما قاله القائد العربي العظيم طارق بن زياد لجنوده (( البحر أمامكم والعدو خلفكم وما لكم إلا الصبر والثبات )) ونحن لم يبق لنا إلا الصبر والثبات ليعود الوطن لكل أبناءه حرا وسيدا وهذه الحكومات لا تملك من قرارها إلا التنكيل بالمواطن برفع الأسعار ومحاربته في رزقه وتزوير إرادته ورحم الله الشاعر العربي الكبير أبو القاسم الشابي حين قال (( إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر لا بد لليل أن ينجلي لا بد للقيد أن ينكسر )) ولا نامت أعين الجبناء.

 

 

alrajeh66@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-11-2010 08:43 PM

الاخ عبد الهادي الراجح المحترم
للتاريخ اقول ان اول من اخترع نظام ان خطاب العرش هو برنامج الحكومة هو سمير الرفاعي الجد وللعلم ايظا ان البرلمان لم يمنح الحكومة على هذا الاساس وبالتالي تم حل البرلمان ....

حكومة بلا برنامج حكومي واضح محدد بالوقت وله ادوات قياس واضحه ليتم محاسبه الحكومة على اساس مدى تحقيق هذه الاهداف ...تعني ان الحكومة غير قادرة على القيام بمهامها وحماية مواطنيها من الاسعار والضرائب ...ان الاختباء خلف خطاب العرش وعدم تحديد نقاط تقييم للبرنامج الحكومي يفلقم الازمة
الحكومة ليست جديدة بل حكومة معدله وعلى رأي المثل القائل ( اجا يكحلها قلع عينها )
تحياتي

2) تعليق بواسطة :
29-11-2010 09:18 PM

لقد أبدعت أيما إبداع ......وليت كلماتك تصل إلى كل عارف بالقراءة والكتابة
.....ليعرف أن التاريخ والجغرافيا...تسلل إليهما قوم يجهلون تاريخ هذا الوطن وجغرافيته....فحبذا أن نحافظ على تاريخنا وجغرافيتنا قبل أن يعبث بهما العابثون فيفسدوا علينا بقية حياتنا....

3) تعليق بواسطة :
30-11-2010 03:54 AM

فعلا يا اخ راجي انتخابات عشائريه ، والصوت العشائري الذي سقط في الانتخابات وارعد وازبد عين وزيرا واين للداخليه ، وهي خارج دائرة اختصاصه ، بالله عليكم كفاكم الضحك على عقولنا ، نحن الان في عالم الانترنيت وليس عالم اذاعة عمان ايام سميره توفيق وجميل العاص ، الان وانت امام جهاز صغير 14 بوصه تجوب العالم وتطلع على كل مافيه ، ونحن في الاردن لا زلنا في البعد التاسع عشر ، المواطن في الاردن ليس سوى دافع ضرائب لدارسين في الجامعات لا يستحق بعضهم القلم ممن يسمون مناطق محرومه وباديه وخلافه

4) تعليق بواسطة :
30-11-2010 07:03 AM

أشكرك كل الشكر على هذا الكلام الذي يعبر عن ما يجول في صميم كل الأحرار في هذا الوطن وأنا معك أحذر الحكومة من أنها تقترب من نقطة الخطر .

5) تعليق بواسطة :
30-11-2010 07:37 AM

سلمت يمناك قلم رائع أبدع في التعبير عن واقع حال الأردن الغالي ترابو
وأنا أرى أنة لم يبقى لنا شيئ لا شيئ لاشيئ
ف الوضائف العليا أصبحت لموضفات دبي كابيتال

6) تعليق بواسطة :
30-11-2010 03:25 PM

الشعب لم و لن ينسى ماسي الحكومة

7) تعليق بواسطة :
30-11-2010 05:39 PM

هداه الله

8) تعليق بواسطة :
30-11-2010 06:10 PM

لقد تعبنا من الحكومات التي لم تجلب لنا الا المصائب. زمنذ وعينا ونحن موتورون من هذه الحكومات والقوانين التي لا تخدم الا الفئة المسيطرة والتي لا تنتمي الا الى ثرواتها واعمالها. ولم ار في حياتي حكومة عملت بكل جهد لمصلحة هذا الوطن.
نعم لقد تعبنا ولك يبق شيئ لنخسره فالحكومات باعت كل ما يمكن بيعة وهي تسير نحو اكراه الناس لبيع ارضهم ويهاجروا......الى اين؟
لم يعد ما يربطنا بهذا الجيل من الوزراء وممثلي الشعب المزورين اي رابط الا الرابط العجيب؟
اتعرفونه؟

9) تعليق بواسطة :
01-12-2010 06:33 AM

كما تكونوا يولى عليكم 000 الاخ والصديق والرفيق عبدالهادي اكاد اجزم اننا السبب الرئيس بتطاول وتغول الاقزام علينا ونحن من نصنع الاصنام ونعبدها ونحن من تركنا عباده الخالق والذي خلقنا احرار لنقوم بطقوس الاستخفاف بهذه الكرامه الربانيه ولننتقل لرتبه المملوك العاجز التافه 00واتمنى ان تعود بنا الذاكره للأجداد وهيه الكرك وتمرد كليب الشريده والثوره الماجديه ومفلح الكايد ونيسان بدل الهز والرعش والذي اخذ يصبغ عاداتنا

10) تعليق بواسطة :
01-12-2010 12:03 PM

قد يكون لديك بعض الحق فيما كتبت بان الحكومة اصدرت العديد من القوانين المؤقتة ون اخطرها واهمها قانون الضمان الاجتماعي المؤقت الذي ضرب بالحقوق المكتسبة لمنتسبي الضمان قبل صدور هذا القانون عرض الحائط والذي ينبغي على مجلس النواب رده ورفضه. لكن ان تهمز وتلمز بان من لم يحالفه الحظ تم توزيره فما من احد من المرشحين اصبح وزيرا سوى معالي المهندس سعد هايل السرور ومن خلال متابعتي وجدت ما يلي:
1- كما ذكرت سالفا فان هنالك مهزلة انتخابات وهذه المهزلة ( على حد قولك ) ادت الى اقصاء رجل ذا وزن سياسي الا وهو معالي المهندس السرور وغيره من شرفاء هذا الوطن. يتبع

11) تعليق بواسطة :
01-12-2010 12:03 PM

2- ان كثير من المواطنين في هذا البلد سعدوا بتعيين معاليه وهذا ما تناقلته المواقع الالكترونيةوالصحف المحلية واعتقد انك ككاتب قرأت مثل هذا الشيء الا ا1ا كنت كاتبا فقط.
3- أن معالي المهندس السرور ابن البادية يمثل المقولة القائلة الرجل المناسب في المكان المناسب فهو رجل سياسي برلماني
وفي النهاية فان استهلال مقالتك كن موضوعيا وتمنيت لو استمريت في كل المقال على هذه الموضوعية
ثم ان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ادام الله عزه عندما اراد حرية سقفها السماء كان يعني الحرية المسؤولة وليس استخدام هذه الحرية حس الاهواء

12) تعليق بواسطة :
01-12-2010 08:53 PM

قيدت الحكومات المتعاقبة حرية المواطن بســــــماء الغرفة التي يجلس فيها...
أليس كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :