أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ماذا لو خسرنا الوصايه على القدس والأقصى

بقلم : برهان جازية
06-03-2014 10:27 AM
لنأخذ السيناريو التالي .... حول مسأله ( الأقصى والقدس ) ... ليس شرطا ان يكون واقعي .. ولكن يدخل من باب الذهاب بعيدا بالخيال والافتراض .. 
1- لا يوجد دخان بدون نار .... تحرك قضية القدس والاقصى والوصايه عليها من قبل الكنيست الاسرائيلي لا أظنه ارتجالي او بأتفاق داخلي بين نواب بالبرلمان الاسرائيلي ربما يكون هناك اتفاق مع الحكومه الاسرائيليه وهي التي اوعزت للبرلمان بتحريك هذا الموضوع . 
2- وهذا يشير الى ان ( الكنيست الاسرائيلي ) هو الحلقه الاخيره من السلسله ... وهذا يعني ان الحكومه الاسرائيليه هي التي تدير العمليه بالاتفاق مع اطراف خارجيه ... كيف هذا حصل ؟ .. لا يمكن ان اقتنع ان تزامن مطلب ( الكنيست الاسرائيلي ) برفع الوصايه الاردنيه عن القدس والاقصى اتى من فراغ هناك تزامن بين هذا المطلب وخطة كيري ... هل هو محض الصدفه ؟ .. وربما هناك امور كثيره ستجد على الساحه وتتزامن ولكن اتوقعها أولا بأول حسب تقدم المفاوضات . 
3- اميركا على اطلاع على هذ الامر ... والمسأله برمتها كبيره وتدخل من باب ( تأطير ) كل دوله تعتبر طرف بخطه كيري القادمه والتي مضمونها بشكل عام هو الخروج بأتفاق جمعي بين كافة الاطراف لتحقيق السلام النهائي بين الاسرائيلين والفلسطينيين المعنيين بالقضيه بالدرجه الاولى ومن ثم باقي الاطراف ذات الصله ومنها الاردن . 
4- خطه كيري لم يوجد بها اي شيء مكتوب او معلن .. هي مجرد حوارات وتبادل الرأي ووجهات نظر ( وجس نبض ) وجدول اعمال .. هي خطط غير مستقره وهي عرضه للتبديل والتغيير والاضافه والشطب حتى تأخذ شكلها النهائي وتصبح مكتوبه ( اتفاقا / معاهده ) بأتفاق الجميع . 
5- خطه كيري ( الشفويه ) والمتحركه ( غير ثابته ) لغاية الأن .. كل شيء من خلالها مطروح ... ومن هنا .... ما دام سيكون هناك اتفاق بين كافة الاطراف لذا ( يجب ) تحديد وتأطير كل دوله وتعرف ما لها وما عليها وما هي حدودها ومسؤولياتها ( ويجب ) تحديد كيان كل دوله ومهامها ودورها بعد ( نتاج ) عملية التفاوض والسلام النهائي ... مع التأكيد ان تكون مخرجات هذا الاتفاق او المعاهده هو ( انهاء والغاء ) ( التداخلات ) بين كل دوله ودوله ( الاردن / فلسطين / اسرائيل ) ثم باقي الدول العربيه . 
6- مسألة القدس والأقصى لا بد وان تم تداول وضعها النهائي ومشموله بعملية التفاوض السائره الأن .. وقد طرح ( انا اقول افتراضا ) كسيناريو ... ان مسأله القدس والأقصى والوصايه عليها يجب ان لا تبقى ( معومه ) بغض النظر عن ما نتج من اتفاقات حول هذا الموضوع ... لا يجوز ( حسب المفهوم الاسرائيلي ) وربما بعض اطراف التفاوض ان تكون القدس والأقصى مسؤوله وتحت سياده دوله تعتبر خارجه من مفهوم التفاوض او الاتفاق او الحل النهائي بين الاسرائيلين والفلسطينين ... اي بمعنى .. ان القدس ستقسم الى شرقيه ستذهب الى الفلسطينيين وغربيه ستذهب الى الاسرائيليين ... والأردن لن يكون لها دور بما يخص ( القدس او الاقصى ) لأنها تعتبر ضمن ( الاراضي الفلسطينيه والاسرائيليه ) وبالنهايه ستكون تحت سياده احدى هاتين الدولتين ( فلسطين / اسرائيل ) او تتقاسمانها ليصبح كل قسم تحت سياده دوله قائمه ومشموله ضمن اراضيها ودولتها ( فلسطين واسرائيل ) ... ما ينتجه الاتفاق سيكون محصور بين دولتين بما ضمنها القدس والأقصى .. فوجدت اسرائيل ان هناك طرف ثالث وهو الأردن يجب ابعاده عن هذا الموضوع ويتم ذلك عن طريق ( رفع الوصايه الاردنيه ) عن القدس والأقصى ... وطبعا هذا لا بد وان طرح بالخفاء او بالعلانيه بين الاطراف جميعا لجس النبض او تم التشاور حوله. 
7- اسرائيل درست الموضوع جيدا .. وحتى انها عادت الى اتفاقيه وادي عربه وبنودها فلا بد وانها وجدت نصوصا تستطيع ان ( تتلاعب بها ) قانونيا ... عندما صاغت اسرائيل اتفاقيه بنود وادي عربه هي والأردن وتم التوقيع عليها اكاد أن أجزم ان اسرائيل تعمدت ان تترك كلمات ( فضفاضه ) بالاتفاقيه لكي لا تكون ( ملزمه ) لها قانونيا امام محاكم المجتمع الدولي .. مثلا كلمة ( تحترم ) اسرائيل الوصايه الاردنيه على المقسات الاسلاميه .. كمثال .. كلمة ( تحترم ) هي لا تعني الالزام او انها تعبر بشكل صريح وواضح ان السياده الاردنيه على القدس والأقصى هي شرط تلتزم به اسرائيل .. كلمة ( تحترم ) هي كلمه فضفاضه تستطيع اسرائيل قانونيا عن طريق خبراءها ومحاميها القانونيين ان تبعد صفة الالزام عن اسرائيل بهذا البند وتعتبره نوع من ( الموده ) والمجامله لا يقيدها شرط .... وبهذا تكون الاردن ربما اعتمدت على هذه الكلمه من باب انها تفيد الالزام ولكنها قانونيا ربما لا تعتبر الزام .. انا لست خبير قانون دولي هناك خبراء قانونيين ودوليين اردنيون وغيرهم يستطيعون من خلال خبراتهم ومعرفتهم ما هي نقاط القوه والضعف الموجوده ببنود المعاهده او النصوص وكيف ممكن ان يتم تأويل او تفنيد او التلاعب بالفاظ والعبارات ومن هنا يجب ان لا نعتمد عل شيء اسمه ( نص وروح الاتفاقيه ) لأني أجد ان هذا غير ملزم قانونيا . 
8- قد يكون هناك تفاهم جانبي بين اطراف التفاوض الرئيسين او اعطاء ضوء اخضر لأسرائيل لكي تقوم بهذه المهمه وقد تعهدت اسرائيل ان تقوم بها كونها بعيده عن اجواء الحساسيه مع العرب وتفهما للطرف الأخر من هذه الناحيه .. والدافع ان ان الطرفين ( الفلسطيني/ الاسرائيلي ) يريد ان يحصر دولته ضمن حدوده ويهيمن ويسيطر ويفرض سيادته على حدود دولته دون تدخل الغير .. سيناريو قد يكون اخذ هذا البعد او التفكير او المسار او الطرح . 
9- عندما تعهدت اسرائيل ان تقوم بهذه الخطوه اوعزت الى الكنيست الاسرائيلي ان يمهد لمثل هذا القرار الذي ربما تتخذه حكومتها . 
10- التأزيم مع اسرائيل من هذه الناحيه تدركه اسرائيل جيدا وقد تم دراسته بالتفصيل وبحث نتائجه ... حتى انها اخذت ابعاده الى اقصى درجه ومناه ان يصل الموضوع الى ( المجتمع الدولي ) والمحاكم الدوليه مستنده بذك الى مراجعتها لبنود اتفاق وادي عربه والتي ربما تبين معها ان هناك بنود كثيره بهذه التفاقيه ( تدعم ) موقفها وذلك بالاستعانه بخبراء قانونيين يستطيعون من خلال خبرتهم ومعرفتهم ان ( يتلاعبوا ) ببنود الاتفاقيه مما يجير البنود لصالح اسرائييل بما فيها ( الوصايه على القدس والأقصى ) . 
11- الموضوع كردة فعل ( طرد السفير الأسرائيلي ) بميزان الاسرائيلين لا يعني شيئا .. هو ( جزئيه ) صغيره من الموضوع الكبير ( بالمجمل العام ) للفكر والتخطيط الأسرائيلي ... هم يتطلعون الى مكاسب اكبر قد تتحقق لهم من خلال هذا الطرح ( الكنيست الأسرائيلي ) لموضوع الوصايه ... حتى نكون واقعيين اكثر يجب علينا ان نتوقع اسوأ الاحتمالات .. ربما يخسر الاردن الوصايه على القدس والأقصى بالأضافه الى خسارته للعلاقات الدبلوماسيه مع اسرائيل وحلفائها وبجميع الامور اسرائيل ستخرج رابحه اذا تم الأمر بهذه الطريقه التي يفكر بها الاسرائيليون . 
12- ربما المفهوم الاسرائيلي يفكر ايضا ان ( القدس والأقصى ) قد تصبح تحت الرعايه الدوله كمقسات دينيه محميه ومتاحه ( للأديان الثلاث وتحت الوصايه الدوليه .. ولتحقيق هذا الأمر تنظر اسرائيل اولا الى ضرورة رفع الوصايه الاردنيه عنها كليا ومن ثم تليمها او وضعها تحت الوصايه الدوليه .. أو تقاسم السياده على ( القدس والأقصى بين الفلسطينيون والاسرائيليون فقط ... ومع احترامهم وتقديرهم للوصايه الاردنيه على مر العصور على القدس والأقصى حسب مفهومهم وبدون تأزيم . 
13- بجميع الظروف والأحوال كل شيء بالسياسه متوقع .. والزمان يتغير .. والظروف تتغير .. وعلينا ان نكون مستعدين لأي تغيير او تبديل ... لنفترض جدلا ( وبدون حساسيه ) او غضب انا اتكلم بشكل موضوعي وواقعي وافتراضي .. مثلا لو افترضنا انه تم رفع الوصايه الاردنيه عن القدس والأقصى بعد مداولات دوليه من مجتمع دولي ومحاكم وتأزيم وفقد الاردن الوصايه على القدس والأقصى .. ماذا سيكون ردة فعل الاردن .. هل الحرب ؟ ... اجده مستبعد .. ربما قد يطمئن الاردن انه بذل كل جهده وما بوسعه وبقي محافظ على القدس والاقصى وهي تحت وصايته وان انتقلت الوصايه بعدها الى المجتمع الدولي تجمع الاديان الثلاث ويبقى محافظ عليها كمكان ديني مقدس او تتبع للدوله الفلسطينيه او ( لمحتمع العربي الأسلامي ) بجميع الظروف والأحوال هي ستبقى مكان مقدس تحت أي وصايه ويجب السعي لذلك . 
14- ما يهمنا بالأمر هو ان نطمئن على وضع القدس والأقصى وأن يبقى مكان له قدسيته وان لا يتعرض للهدم او الاساءه بغض النظر تحت أي وصايه بعدها سيقع .. ولا بد ان توجد طريقه عالميه وباتفاق عالمي حول هذه المسأله . 
15- اذا كان هذا القرار أخذ بشكل ثنائي بين ( اميركا واسرائيل ) فهذا يعني ان اميركا تريد هي واسرائيل ان تحل موضوع ( القدس والأقصى ) بشكل نهائي وان لا يبقى معلقا او موضع خلاف بين كافة الاطراف المفاوضه ليكون الحل هو حل نهائي بما فيها القدس والأقصى .. أي بمعنى وضع النقاط على الحروف لكل المسائل .. جميعها .. لكي يكون حلا نهائيل حل الدولتين واستقرار المنطقه وان يكون صامنا هذا الحل النهائي لكافة حقوق الدول العربيه الاخرى وبدون تحقيق مصلحة دوله على حساب دوله .. هكذا ارى المفهوم العام لمفاوضات السلام الدائره الأن . 
16- يجب علينا ان نوسع مفهومنا وتفكيرنا وان يكون عميق وكبير وينظر الى الصوره الكبيره والابعاد والى ما هو مطروح وكيف أفاوض من أجل ان اصل الى حل نهائي يريح الجميع ... لا يجوز على كل قول او فعل او طرح ان تخرج منا ردات فعل سريعه ومتسرعه وان احصر عقلي وفكري على هذه ( الجزيئيه ) هنا وهناك .. يجب أن أخذ وأعطي بعمليه الطرح ... يجب ان اسمع واتقبل الطرح واناقشه وافاوض واحاور واحاول واصل الى حل يرضي الجميع .. وكل تفاوض عذرا ان اقولها يوجد تنازلات .. كل الاطراف تقدم تنازل هنا وهناك اذا اراد الجميع ان يصل الى حل نهائي وشامل وعادل ... انت لست وحدك بالساحه .. ليس شرطا ان احقق مصلحتي مائه بالمائه ... لا يمكن ان يتحقق ذلك .. هناك عثرات للتاريخ .. وهناك اخطاء بشريه .. وهناك اخطاء فوق طاقة وقدرات البشر .. وهناك اخطاء لم يصنعها البشر .. . وهناك قدر ... وهناك تصارع قوى .. وهناك شعوب تعاني ... وهناك امكانيات وظروف .. وهناك لا بدائل ... يجب على الشعوب ان تقف وتفكر بهدوء وتحس النتائج ... نحن نتكلم عن ادارة دول .. 
17- جربنا الشعوب العربيه ( بثوراتهم بالربيع العربي ) وجدنا ان هناك نسبه عاليه منهم انساقوا وراء اوهام والبعد عن الحقيقه .. وعندما انصدموا بالواقع والحقيقه فشلت ثوراتهم لأنهم لم يقدروا امكانياتهم وتعاملوا مع الامور الكبيره ومنها السياسيه بأسلوب ( الفزعه ) والتسرع والمصالح .. هذه الامور جميعها لا تبنى بها اوطان او ترسخ بها ثوابت او تبني بها دول او تنمي مجتمعات ... هناك نخبه مفكره وسياسيه وقادره على قيادة الامور للأفضل .. ولكن من المؤسف جدا ان هناك عراقيل توضع امام هذه النخب السياسيه والاقتصاديه وهذا العراقيل ناتجه عن تخلف وقلة معرفه وخبره ويكون اكثرها أتي وقادم من اغلبية افراد الشعوب ... لذا أجد ان الأمور يجب ان تناقش وتحاور وتدار من قبل القيادات العليا ( كصف أول ) وان نمنح ثقتنا المطلقه لهم وما ينتج عنهم من قرارات واتفاقيات واداره للعمليه السياسيه .. وبدون تشويش او تضليل او تهور او تسرع او اندفاع او احاديث جانبيه او امتعاض او فرض رأي او تهديد او وعيد ... عمليات التفاوض تحتاج الى صبر وهدوء ورويه وبدون تدخل او اعاقه ... ومهما نتج عن هذه القيادات والنخب السياسيه من قرارات يجب على الشعوب ان تلتزم بها بدون معارضه ليقيننا بأن هذه القيادات عملت ما بوسعها ووضعت مسأله البلد والشعب ومصالحهما بالقمه .. ولكن هذا اقصى شيء ممكن ان يحققوه لنا وأن كان أقل من الطموح ولكن هذا هو المتوفر والموجود الأن .. .. ويجب مساندتهم ومبايعتهم ومباركة خطواتهم ومهما كانت القرارات والنتائج .. ولا أظن ان هناك قياده عربيه تسعى ضد بلادها وشعوبها .. ولكن يجب علينا ان نقدر امكانياتنا ونقدر ما يملكه الخصم من ادوات قويه ايضا . 
ملاحظه : هذا سيناريو قد يكون خيالي .. أنا أخذت جانب أخر ربما بعيد عن ما يدور بفلك السياسه الاقليميه الأن ... لكن مجرد تفكير بعيد .. وقد يكون بعيد جدا ولا أساس له .. لكنه فكره افتراضيه ووجهة نظر ربما . 
والسلام عليكم 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012