أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ناهض حتر يكتب : " اللي استحوا ماتوا"!

بقلم : ناهض حتر
20-03-2014 03:36 PM


لا أعرف ما هي الحكمة من استخدام صحيفة يومية شبه رسمية، لنشر افتتاحيات من صنف رديء جدا للإساءة إلى قيادات وطنية تختلف في الرأي مع هذه الجهة أو تلك داخل النظام؛ بالمحصلة سيرتدّ هذا الاستخدام المتدني المستوى على الصحيفة نفسها وصدقيتها ومحرريها وكتابها الذين ينبغي أن يكونوا أول من يعترض على تحويل صحيفتهم إلى منشور تسوّده هذه الجهة أو تلك، بقلم ' محررها المحلي' بقصد الإساءة إلى خصوم سياسيين.
تتعرض الصحيفة لمجموعة من المتقاعدين العسكريين شاركوا في وفد سياسي أردني زار لبنان وسوريا، والتقى قيادات سياسية في البلدين، ليشرح لها قضية الشعب الأردني ونضاله في مواجهة الوطن البديل. وقد حصل الوفد على مواقف مساندة أهمها موقف الرئيس بشار الأسد الذي أعلن 'وقوف سوريا إلى جانب الشعب الأردني في الحفاظ على هويته الوطنية وكيانه الوطني في مواجهة مؤامرة الوطن البديل'.
من الواضح أن الذين انزعجوا من نجاح الوفد في تحقيق حضور سياسي بارز للحركة الوطنية الأردنية ـ والمتقاعدون العسكريون جزء أساسي منها ـ هم أولئك الضالعون في مؤامرة التوطين السياسي والتجنيس وشطب الهوية الأردنية والتآمر مع العدو الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
'الإفتتاحية' التي أهملت كل مجريات الجولة العربية الناجحة للوفد الأردني، عمدت إلى التركيز على أكذوبة 'الثراء المفاجئ' للمتقاعدين المشاركين في الوفد، متهمة هؤلاء الشرفاء بالحصول على أموال سياسية. وهذه التهمة بالغة الطرافة عندما تأتي من نظام حصل وزير خارجيته، منذ وقت قريب، على شرهة إماراتية علنية لتسخين موقفه السياسي التابع للتحالف الخليجي الإسرائيلي، والأكثر طرافة أنها تأتي من نظام مدان بعشرات ملفات الفساد الكبرى التي دمرت الاقتصاد الوطني، وأرهقت كاهل البلد بالمديونية. وكان المتقاعدون العسكريون بالذات هم أول من طالب في التحقيق في هذه الملفات العام 2010، ثم تبعهم الحراك الشعبي لمدة ثلاث سنوات من دون نتيجة.
وإذا كانت قائمة الفاسدين الكبار معروفة للجميع ـ ويمكن إعادة نشرها بالتفاصيل، وبالأسماء والأرقام ـ تفر من التحقيق، ومن البلد، كما هو حال وليد الكردي مثلا، فإن المتقاعدين العسكريين الذين يتهمهم محرر مأمور، زورا، بأنهم تربّحوا من مواقفهم السياسية المعادية لإسرائيل والوطن البديل، موجودون ومستعدون لأي اجراء قضائي.
' اللي استحوا ماتوا' بالفعل؛ أما الهجمة الرخيصة على المتقاعدين العسكريين، فهي تندرج في إطار واضح:جماعات الوطن البديل الخائفة من هذا الخزّان الوطني الأردني الذي يخرّج عشرات الآلاف من الوطنيين الأردنيين، تسعى، بطريقة بدائية، للتشويش على قيادات المتقاعدين لمنعها من الانخراط في صفوف الحركة الوطنية الأردنية، واضعاف قدرة الشعب الأردني على إفشال المؤامرة ضد وطننا الحبيب.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012