05-12-2010 02:31 PM
كل الاردن -
كل الأردن- أصدرت حركة اليسار الاجتماعي الأردني بياناً هاجمت فيه بعنف مواقف الحركة الإسلامية الأخيرة بخصوص نشاطات ثقافية ورياضية. وتالياً نص البيان:
من خلال متابعتنا لمواقف جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن- وتحديدا لمواقفهم الأخيرة 'ذات الطابع الاجتماعي' والتي تشكل من وجهة نظرنا اعتداءا سافرا على حريات الآخرين في التفكير والإبداع والممارسة الشخصية التي كفلها الدستور الأردني-الدستور الذي يشكل الأرضية 'الوحيدة' لا غيرها التي يقف عليها جميع الأردنيين.
إن هذه المواقف التي تتلخص ابتداءً باستنكار الجماعة لجائزة 'جوردن اورد 2010' المتمثلة بتمثال 'تايكي' (اله الحظ) عند اليونانيين،مرورا باستنكارهم افتتاح المركز الاردني التايلندي للتأمل وتطوير الذات، وانتهاءً بربطهم 'العجيب' لانحباس الامطار واشاعة الغلاء والوباء وبين دعاية لمشروب الطاقة في منطقة البحر الميت وسباق الدراجات في العقبة.
اننا نجد انفسنا في حركة اليسار الاجتماعي والى جانبنا الكثيرون- مضطرين للرد على المواقف اعلاه والتي تشكل استخفافا بالاف المواطنين المتعلمين والمنفتحين باصالة قيمهم على ثقافة الاخرين والذين يؤمنون بحكم العقل والعلم والمنطق على الظواهر الاجتماعية المحيطة بهم.
اننا كشعوب دخلنا القرن الواحد والعشرين نستنكر ذلك ونحن الان نقف على اعتاب الاكتشافات العلمية المذهلة والانجازات الفنية والانسانية الزاخرة، والتي تمثل قدرة الانسان وروحه الخلاقة في الابداع والابتكار بالاضافة الى سهولة البشر في الوصول الى المعرفة اية معرفة دون حواجز مؤشر على رغبتها التواقة والمتزايدة للتواصل مع الاخر على قاعدة الاحترام لا 'التكفير'!!!.
وإننا – ومع حفظ حق الاختلاف- نستنكر استخدام الغطاء الديني في تحريض المواطنين والتلاعب بمشاعرهم لاستغلالها أسوأ استغلال في تحسين شروط التفاوض مع النظام السياسي واقتسام كعكة السلطة في اردننا الحبيب، وخاصة بعد قرار مقاطعة الاخوان المسلمين للانتخابات النيابية، وان مئات من مثل هذه الحوادث تكررت في السنوات السابقة –سنوات شهر العسل مع الحكومات المتعاقبة- ولم نسمع في وقتها عن اية ردة فعل بخصوصها.
ان بلدنا الغارق في ويلات السياسيات الاقتصادية الخرقاء قادها تيار الليبرالية الجديدة في الرضوخ لاملاءات صندوق النقد الدولي وعرابه 'الويلات' المتحدة الامريكية والمتمثل في بيع ممتلكات القطاع العام وتفكيك الدولة الاردنية وسحق الغالبية العظمى من ابناء شعبنا واغراقه في الفقر والجوع والبطالة والعنف الاجتماعي هو الاولى والاجدر بمواجهته بكل الوسائل لحماية الاجيال القادمة من الدمار لا ان ندير الظهر ونحشر انفنا في جائزة على شكل تمثال او دعاية لسباق دراجات نارية!!؟.
نحن في حركة اليسار الاجتماعي الاردني نؤكد على حق الناس الكامل والواضح في معتقدهم الديني والثقافي ودون وصاية من احد، وان اهم اهداف حركتنا هو بناء مجتمع علماني حر متسامح واكثر عدالة وايمانا بالمواطنة ولن نسمح لاي كان باعادتنا الى الوراء.
في نهاية القول نختم بالآية الكريمة- الحجرات 13- الداعية الى التسامح والتعرف على الاخر:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
وقول سيدنا المسيح عليه السلام:
يا سيد، كم مرةً يخطأ إليَّ أخي وأغفر له؟ أسـبـعَ مـــراتٍ؟
فـأجابه يسـوع:
لا سـبـعَ مـراتٍ، بـل سـبـعـيـن مـرةً سـبـعَ مـراتٍ. ' (متى 18:21)
حركة اليسار الاجتماعي الاردني
عمان 05/12/2010
الامين العام
د.خالد كلالدة