أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل أوباما ... أسوأ رئيس حكم اميركا ؟

بقلم : برهان جازية
24-03-2014 10:27 AM


الكاتب : برهان جازيه


من سياسة الحزب الديمقراطي الامريكي هو الانكفاء نحو الداخل ( المجتمع الامريكي ) وقصر اليد عن الامتداد الخارجي ... وبالتالي ( اوباما ) خسر الكثير من سياسته هذه النابعه من برنامج حزبه الديمقراطي .... مما اتاح الفرصه للاعبين الصغار ان ينتهزوا الفرصه ويكبروا ويمتدوا حول العالم .. اي بمعنى (اوباما ) بسياسته اعطاهم فرصه ( للنمو ) ...
ومن هذه الدول ( روسيا ) ... جاءتها الفرصه الذهبيه لتعيد نفوذها حول العالم وبلا مجامله او تسجيل مواقف هي تستحق ذلك .. انا شخصيا اجد ان شرطي العالم ( اميركا ) قد ( أحيل على التقاعد ) ... هذه هي سياسة اميركا التي خطها اوباما .. ولا شك ان اوباما هو ليس المسؤول شخصيا عن هذا .. برنامجه الحزبي ورغبة الشعب الامريكي هي التي قادت الى هذه الامور او بمعنى هم ارادوا ذلك تحديدا فلم يعد لهم اهتمام بمشاكل وازمات العالم وخاصة بعد تعرض موازنة اميركا الى التهديد بالاضافة الى تأثير السياسه الخارجيه على حياة ومعيشة الامريكان التي انعكست على واقعهم بجميع المجالات .
اوباما قد يكون له رأي ونظره ورؤيه مختلفه عن برنامج حزبه او تطلعات الشعب الامريكي ولو بشكل جزئي لكنه تنازل عنها او بمعنى لا يمكن ان ينفذ رؤيتها او قراراه بشكل منفصل فهو محكوم ومقيد من جميع الاتجاهات ... وهذا بدوره جعل من الدور الامريكي الكبير في قيادة العالم ( مقزم ) ومحصور مما فتح المجال لقوى اخرى ان تدير العمليه السياسيه العالميه والتحالفات بطريقتها الخاصه دون مرجعيه او اتحاد او تنظيم وانما تشرذمت قوى العالم وتفتتت كل منهما يبحث عن مصالحه بالدرجه الاولى دون ان يقيم احدهم وزنا او اعتبارا لمصالح الغير او ان يعطي للتحالفات قيمه تذكر .. فأصبحت الدول الضعيفه ( بمهب الريح ) فهي فقدت لسند قوي اذا كانوا تابعين للتحالف ( الامريكي ) او اي تحالف اخرى ... الكل اجمالا اصبح ( مشغولا ) ومهتما بمشاكله باحثا عن مصالحه بالدرجه الأولى او السعي لتخفيف معاناته او لحل ازماته منفردا او انشاء تحالفات ( وقتيه ) كتبادل مصالح لأجتياز أزمته او لتحقيق مصلحه معينه دون النظر الى الغير ... التراجع الامريكي جعل من العالم يعيش حاله من ( الفوضى السياسيه ) وخلق جو انتهازي سياسي واقتصادي وغيره واختلت معادله ( العداله نوعا ما ) بين دول العالم .
لا اشير هنا الى ان اميركا تحقق العداله مائه بالمائه .. ولكن كان لها دور نوعا ما بتحقيق التوازن بلا شك .. وغيابها عن الساحه العالميه زاد من تعقيد الازمات العالميه بالاضافه الى ( خلق ) ايضا ازمات عالميه جديه .. ولم يقتصر الامر الى هنا فحسب بل من المتوقع ان الازمات التي خلقت بغياب الدور الامريكي ستجد دول تتحمل تبعات هذه الازمات على حسابها الشخصي وستحمل عبأ امسؤوليه هذه الأزمه لوحدها بالمستقبل .. والأمثله على ذلك كثير منها ( الأزمه السوريه / اللاجئين السوريين بالاردن ولبنان / المساهمه بقلب المعادله السياسيه بمصر وليبيا واليمن .... / الأزمه الأوكرانيه / ... ) وغير من الازمات ليس سياسيا فحسب وانما ايضا الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه وغيره ...
اسرائيل اصبحت تتصرف بعيدا عن اميركا كغيرها من الدول التي انتبهت الى ( الضعف والانساحاب ) الامريكي من الاجواء العالميه سياسيا وايضا اقتصاديا واجتماعيا .... لم يعد أحد يعول على الدور الامريكي بالمنطقه ... ومن هنا المرحله الحاليه لا تخدم احدا بالوقوف والانتظار لكي تنهض اميركا وتصحى من فغلتها .. الوقت ثمين ويوميا هناك خسائر بشريه وماديه تدفعها الدول التي وضعت نفسها بأنتظار الدور الامريكي او التي استسلمت للغياب الامريكي وبدأت تتخبط بسياستها لأنها شعرت انها تركت وحيده الأن وتاهت بوصلتها ... وهناك من لا يستطيع ان يعيد حساباته ويلجأ الى التخلي عن اميركا بفترة (سباتها ) هي مغامره بحد ذاتها لأانها ارتبطت بمصالح وامور كثيره معها .. فهي لا تستطيع ان تغامر باللجوء الى اقامة او استبدال التحالف الامريكي بتحالف أخر فهو غير مضمون وفيه خسائر كبيره .. من الأفضل ان تقيم تحالفات جديده كداعم وحفاظا على خط الرجعه مع الحفاظ على التحالف الامريكي ولكن هذا قد لا ينجح دائما لأن أي تحالف خارج التحالف الامريكي المتأصل بينك وبينه قد يترتب عليه ( شروط ) من التحالف الأخر الجديد بأن تعلن ولاءك المطلق له وتتخلى عن اميركا وهذا صعب بل صعب جدا .. مثال .. قد تضظر دوله الى انشاء تحالف او الانضمام الى التحالف الروسي والتخلي عن التحالف الامريكي المنتمي له انت منذ عقود وارتبطت بمصالح معه وهذا بمجمله يترتب عليه امور لا تحمد عقباها .. ومن هنا نجد ان سقوط اميركا .. نعم اسميه سقوط . لأن التغيب يعني التراجع ولم يعد لها اي دور مؤثر بالمجمل جعل من الدول الأخرى المتحالفه معها ايضا تتراجع ويضعف دورها .

اذا انتهت فترة حكم ( اوباما ) هناك تخوف كبير من ان يعاد ( الحزب الديمقراطي ) الى الحكم مرة اخرى ولفترات رئاسيه طويله ( وبشخص جديد ) ينتهج نفس نهج اوباما وهذا متوقع لأن برنامج الحزب الديمقراطي معروف انه مسالم ويميل الى الاهتمام الى الداخل الامريكي وليس الخارجي وهذه ستعتبر ( الضربه القاضيه ) بالنسبه للدور الامريكي في العالم وهذا يعني مزيدا من ( نمو ) الدول الاخرى وزيادة نفوذها وقد لا نتفاجأ ان تبرز دول اخرى في واجهة العالم كدول مسيطره ولها نفوذ وتحالفات وقويه وتلعب دور شرطي العالم ايضا ومنها ( الصين ) مثلا ... أو أيران .... وربما تنشط دول من اميركا اللاتينيه ... وهذا بمجمله سيضعف دول وتنهار وتنشط دول وتزدهر .. اي ان المعادله السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه العالميه ستختلف كليا وجذريا ...
من الدول المهدده بالتراجع هي كل الدول المرتبطه ارتباط وثيقا بأميركا وبلا شك سيتأثر الاتحاد الاوروبي ايضا ويتراجع دوره وربما يتفكك او ينهار كأتحاد لأن هناك دول وتحالفات جديده سابرز واقواها بروز الدور والنفوذ الروسي الذي سيعظم والتي من المتوقع ان هناك الدول المنفصله عنه سابقا ( الاتحاد السوفياتي ) ستعاد الى الاتحاد معه ولكن بالطريقه ( الرأسماليه والديمقراطيه ) وليس كحزب شيوعي او اشتراكي هذا انتهى ...
اميركا او سياسة اوباما من دلائل ضعفها .....
1- لم تستخدم اميركا بفترة حكم ( اوباما ) سوى استخدام سياسة ( الحصار الاقتصادي ) فقط كأده لتهديد العالم وبالأخص الدول التي تعتبرها مشاكسه .
2- استخدام لغة التهديد والوعيد العسكري الوهمي ( كالبالون ) الذي لا يوجد له اي نيه بتنفيذه .
3- تغيير التحالفات إما باتباع سياسة ( تطميع ) الحلفاء بمساعدات ماليه فقط أو سياسة الاقتراب من دول كانت تعتبرها ( عدو ) وتقديم لها تنازلات من اجل تقوية نفوذها واضعاف الغير او استخداما كأداه للضغط والتهويل وتخويف الغير.. مثل اقترابها من ( ايران ) كمثال .
جميع سياسة اوباما المتبعه بأتجاه العالم الخارجي ( فاشله ) لم تحقق اي مردود .... بالعكس اصبحت الدول المتحالفه معه ( يائسه ) من سياسة اميركا واصبحت تصفها ( بالممله ) ... واصبحت الدول المتحالفه معها تنظر يمينا وشمالا بحثا عن بديل اخر اكثر نفوذا وسرعان ما ستجد اميركا نفسها وحيده لن يتطلع اليها احد او يتجاوب معها .
الوضع قد يتغير وتعيد اميركا نفوذها اذا تم الوصول الى الحكم من ( الحزب الجمهوري ) بعد سنتين او ثلاث والذي يتصف ( بالقوه ) في الانتخابات القادمه ولكن الوقت يكون قد فات بما يخص الأزمات التي خلفها النظام الديمقراطي السابق ( اوباما ) فقد تجد نفسها اميركا تواجه صعوبه بالغه بأعادة نفسها بالعالم بعد سنتين او ثلاث ... وقد يقضي الحزب الجمهوري وقت طويل وفتره رئاسيه كامله بأعادة ترتيب اموره وفي اعادة اميركا الى الصفوف الأولى والمؤثره بالعالم وهذا قد لا يكون مضمونا لأنه حينها ستكون امور كثيره تغيرت .
لا يظهر تأثير اميركا بشيء .. هي تلعب دور الوسيط تقريبا بكل شيء ولكن غير مؤثر ... وقد ادركت دول كثيره هذا الأمر ومنها ( اسرائيل ) حتى المفاوضات الجاريه الأن مع الطرف الفلسطيني تتهرب اسرائيل من جو المفاوضات بحجج واهيه ومنها ( يهودية الدوله ) لمعرفتها التامه غياب الدور الامريكي بالعالم وبذلك هي تناور هنا وهناك لكي لا ينفرد بها العرب بدون الحضور الامريكي وتضع العقد بالمنشار لكي لا ترضخ لأي ضغط عالمي بعيدا عن التأثير او الوجود الامريكي ... اميركا قد يتوهم البعض ان ( الفيتو ) الروسي او الصيني هو من يعيق التدخل الامريكي وبسط نفوذه ... اميركا لو ارادت ان تفعل شيء ستفعله ... ولكنها تحتمي وتختفي خلف ( الفيتو ) الروسي والصيني وبذلك تكون قد تحققت سياستها كبرنامج ( حزب ديمقراطي ) وهو الانكفاء نحو الداخل وليس الخارج .. روسيا والصين خدمتا اميركا بطريقه غير مباشره وبنفس الوقت على حساب اميركا بأنها سمححت لنفوذ تلك الدولتين بالتقدم عالميا كدول اصبحت يشار لهما بالبنان انهما هما اصبحا من الاقطاب الرئيسيه والمؤثؤين بالسايه العالميه على حساب تراجع الدور الامريكي ... في حين لو ان الحزب الجمهوري هو من تولى حكم اميركا بدل الحزب الديمقراطي والمتمثل بأوباما لاستطاع الحزب الجمهوري ( الشرس ) ان يبقى متربع على عرش النفوذ العالمي ولساهم بطريقه قويه بتغيير احداث كثيره حصلت بعهد ( اوباما ) ... رغم شراسه الحزب الجمهوري وشعبيته العالميه الغير محببه ولكن دوره لا ينكر وكل شخص يرفع قبعته احتراما لهذا الحزب الجريء بقراراته واقدامه بغض النظر لأي قضيه ينتصر او مع اي جهه يقف .. نحن نتكلم على النهج . ( اوباما / الحزب الديمقراطي ) ساهم بفترة حكمه بدموية وانتهازية العالم بطريقه غير مباشره ... الحزب الجمهوري لا يؤمن ( بالمدد الطويله / هو يوصف انه قليل الصبر ) .. هو سريع بأتخاذا القرارات ... لو الحزب الجمهوري كان على سدة الحكم لما وصل الربيع العربي الى هذا التخبط وما وصلت سوريا الى طول فترة حربها وازمتها الى هذا الحد ايضا كأمثله ...
(اوباما / الحزب الديمقراطي ) لم يخدم اميركا داخليا نهائيا ايضا كا لم يخدمها خارجيا .. هو لم يحقق رغد العيش لشعبها او منحهم امتيازات بفترة حكمه ما فعله هو جنب ابنائهم الحروب فقط ... فشل اوباما بسياسته الداخليه والخارجيه معا .. انا اعتبره ( اسوأ رئيس حكم اميركا ) واعتقد انه بالمستقبل ستتردد هذه المقوله عالميا .. بأن اوباما ( اسوأ رئيس حكم اميركا منذ استقلالها لغاية الأن ) .. مع احترامي للجميع ولكن هذه هي وجهة نظري .

والسلام عليكم
برهان جازيه
Burhan_jazi@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012