أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يوميات غريب في الدوار الرابع

بقلم : باسم سكجها
25-03-2014 11:13 AM
خلال عشرات السنوات، نعم ثلاث 'عشرات'! دخلتُ مبنى رئاسة الحكومة عشرات المرات أو أكثر، ولكنّ السنة الفائتة منحتني الفُرصة أن أدخل إليه بكثافة، وبيني وبينكم، فليس مثل الدوار الرابع من مكان أردنيّ يحمل مفارقات الدنيا، وليس هناك من مبنى في عمّان يحتوي مثل تلك الكمية من التناقضات.
أنا لستُ أروي قصّتي مع ذلك الدوّار، الذي يدوّر رأس من يتربّع على كرسيّه، ولا أكتبُ نصّاً أدبياً قد يستذكر لمن كانت الأرض، أو كيف صارت مقراً للحكومة، أو حتى كيف توسّعت، واستولت على أراضي الغير، فأنا هنا أكتب عن سيّارتي، وسيارات رئيس الوزراء والوزراء، وَمَن لفّ لفّهم من الحاشية.
وقد تابعت، وتأمّلت، بشغف، صور رئيس الحكومة الخارج من سيارة 'هايبرد تويوتا بريوس' ليصافح مواطناً، أو يتعرض لحادث سير في تلك السيارة فيعفو عن متسببه، ويصفح عنه، ولا يشكوه للشرطة، ثمّ يذهب إلى المستشفى لفحوصات أكدّت أنّه بخير، والحمد لله.
أمّا عن السيارات المقصودة فهي من نوع 'بريوس' من منحة يابانية (وهذه ليست دعاية) وتابعت صوراً كثيرة غيرها لدولة الرئيس في السيارة نفسها، وحوله الحاشية ذاتها، وأخذت في التذكّر، والتأمّل.
كُنتُ أصل إلى مدخل الدوار الرابع قبل عشر دقائق من موعد الاجتماع، فيستوقفني شاب من الدرك عند الحاجز، ويؤشر لي بأصبعه أن: عُد، فأفتح نافذة السيارة وأقول: أنا فلان، وذاهب لاجتماع النزاهة مع دولة الرئيس. الدركي الشاب، يأخذ قليلاً في تأمّل سيارتي، ويسألني: اسمك لو سمحت؟ أعيد له أنّ اسمي فلان، فيعيد استعراض سيارتي بنظراته، ثمّ يسأل بجهازه اللاسلكي قائده، وبعد قليل يسمح لي بالمرور.
وفي كلّ الاجتماعات كان المشهد نفسه يتكرّر، فمع كلّ يوم، أو أسبوع، يتغيّر شباب الدرك هناك، وفي يوم أخذت بالتفكير في المسألة، فما هو الأمر الذي يثير الريبة بي إلى تلك الدرجة؟ وبقدر ما كان السؤال صعباً، فالإجابة كانت سهلة واضحة: سيارتي، التي هي من موديلات نهايات القرن الماضي، التي لا يرى مثلها الدركي إلاّ في قريته، ولا يمكن أن تكون هنا في 'الدوّار الرابع'، فمع كلّ دخول لي إلى المرآب، كانت تقابلني سيارات لا أحلم بالنظر إليها، وهي التي تمرّ أمام هؤلاء الشباب كلّ لحظة.
.. أنا كنتُ الغريب، بسيارتي الغريبة، في مكان ما زال يدوّر رأس أشخاص عرفتهم قبل الدوّار، وبعد الدَوار، ولا يبقى سوى أن نحيي رئيس جمهورية الدوار الرابع على تواضعه بأن يركب سيارة 'تويوتا بريوس هايبرد'، ضمن موكب من النوع نفسه، وكلّها سيارات من منحة يابانية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-03-2014 11:45 AM

وين الفكره بالموضوع ؟!

2) تعليق بواسطة :
26-03-2014 06:59 AM

سيدنا عمر الفاروق قدم الى القدس ــ ليستلم مفاتيحها ــ على ظهر دابةٍ ،وكان يتناوب ركوبها مع خادمه كما جعل لها دوراً تستريح به ، ما الرأي الان أخي باسم ، أم أنك تسأل عن أرضٍ إستولي عليها لتتمدد عليها دار الرئاسه ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012