ماذا بعد انتهاء دعم مايكروسفت لويندوز XP ؟

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

ماذا بعد انتهاء دعم مايكروسفت لويندوز XP ؟

بقلم : محمود هاني عمر الجديد
26-03-2014 10:29 AM
منذ أكثر من عامين ومايكروسفت تحذر المستخدمين من الإستمرار في استخدام ويندوز XP و OFFICE 2003 داعية إياهم لتحديث أنظمتهم واضعة لذلك حد بأن الدعم الفني لمايكروسفت سينتهي بحلول الثامن من إبريل لعام 2014 .

في 25 أكتوبر 2001 صدرت أول نسخة من ويندوز إكس بي والذي شكل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا آنذاك فكان أول نظام تشغيل يحاكي المستخدم ويتحكم بعتاد الحاسوب بالشكل الأمثل مستغلا كافة قدراته إضافة لتوافقه التام مع معظم التطبيقات والبرامج ولا ننسى سهولة إستخدامه .

في عام 2002، قامت شركة Microsoft بتقديم سياسة دورة حياة الدعم استنادًا إلى ملاحظات العملاء لتوفير المزيد من الشفافية وإمكانية توقع الدعم المطلوب لمنتجات Microsoft. بموجب هذه السياسة، تحصل منتجات Microsoft Business وDeveloper، بما في ذلك منتجات Windows وOffice، على 10 سنوات من الدعم على الأقل (دعم أساسي لمدة 5 سنوات و5 سنوات من الدعم الموسع) على مستوى حزمة الخدمة المدعوم, يشمل الدعم العديد من التحديثات تشمل تحسين الآداء وسد الثغرات الأمنية وزيادة موثوقية النظام وثقة المستخدم .

كان ويندوز XP من أكثر أنظمة التشغيل التي تعرضت لفيروسات وهجمات شرسة, ليس ضعفا في النظام نفسه ولكن بصفته الأكثر استخدام على مستوى العالم فكان هدفا للكراكرز والبرمجيات الخبيثة والفايروسات للولوج إلى قلب النظام والتحكم به والحصول على بيانات المستخدمين لأهداف عديدة كالتجسس والسرقة وغيرها, إلا أن مايكروسفت كانت تتابع عن كثب كافة هذه الهجمات وتقوم بإصدار تحديثات أمنية تغلق فيها المنافذ بوجه المخربين مهما كانت أهدافهم مالية أو سياسية أو غيرها .

في 30 يناير عام 2007 أصدرت مايكروسفت النسخة التالية من نظام تشغيلها وهو ويندوز Vista والذي سقط سقوطا عنيفا وكان فاشلا بما تحتوي كلمة الفشل من معنى, وكان السبب الرئيسي في ذلك عدم قدرة مستخدمي XP على الإنتقال إليه وذلك لعدم توافق غالبية البرمجيات والتطبيقات وكذلك عتاد الحاسوب وتعريفاته مع النظام الجديد, مما اضطر المستخدمين للعودة إلى XP من جديد تاركين لمايكروسفت نقطة فشل وصفها الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسفت ستيف بالمر بأنها الخطأ الوحيد الذي ارتكبه خلال توليه منصبه في مايكروسفت وأشد ما يندم عليه .

وتصحيحا للمسار أصدرت مايكروسفت نسخة ويندوز 7 وذلك في 22 أكتوبر 2009 والذي لاقى نجاحا باهرا فجمع بين التوافقية مع غالبية برمجيات XP و Vista في آن واحد, إضافة لتوافقه مع معظم عتاد الحاسب وكان اكبر نسخة نظام تشغيل مستقرة وآمنة بعد ويندوز XP إلى أن أصبح أكثر أنظمة التشغيل استخداما على مستوى العالم وما يزال.

وصدر بعد ذلك في 26 اكتوبر 2012 نسخة نظام تشغيل ويندوز 8 والتي لم تلاقي رواجا وقبولا لدى المستخدمين لاعتمادها على ما يعرف بواجهة ميترو والتي تليق بالأجهزة اللوحية أكثر من أجهزة PC واللابتوب وعدم احتوائها على ما اعتاد عليه مستخدمي ويندوز وهو قائمة Start وهنا أصدرت مايكروسفت في 18 اكتوبر 2013 نسخة معدلة أطلقت عليها إسم 8.1 لتعيد من جديد قائمة Start وتترك الخيار للمستخدم في استخدام واجهة الميترو الجديدة, وتحاول مايكروسفت بشتى السبل إنجاح الإصدارة الأخيرة من خلال الترويج والإعلانات إضافة لجعل النسخة تعمل على أجهزة لا تتطلب سوى معالج 1Ghz وذاكرة عشوائية 1Gb .

ومع هذا التطور التاريخي لأنظمة تشغيل مايكروسفت ما بعد ويندوز 2000 ولغاية ويندوز 8.1 وعلى الرغم من أن ويندوز XP يبلغ من العمر الآن (13) عاما إلا أنه ما يزال عدد مستخدميه (31.2%) يأتي مباشرة بعد ويندوز 7 الذي يبلغ عدد مستخدميه (46.4%) حتى تاريخه .

نعود إلى سياسة دورة حياة الدعم التي أطلقتها مايكروسفت في عام 2002 والتي توفر من خلالها كافة التحديثات للإبقاء على نظام تشغيل ويندوز مستقر وآمن, وانتهاء الدعم يعني خطر كبير لا تحمد عقباه سيطال (31.2%) من مستخدمي الحواسيب حول العالم بمن فيهم العديد من المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية كما ان غالبية الصرافات الآلية تستخدم XP لغاية تاريخه وهنا أطرح عدة أسئلة محاولا الإجابة عليها .

أولا : ماذا يعني انتهاء الدعم ؟
فور انتهاء الدعم في الثامن من إبريل 2014 سيصبح النظام معرض للخطر من قبل القراصنة والفايروسات والبرمجيات الخبيثة وسيزداد تركيز القراصنة على إيجاد ثغرات أكثر للولوج للنظام والتحكم به والحصول على بيانات المستخدم دون تخوفهم من أن هناك تحديث من مصنعي نظام التشغيل سيقف عائقا أمام تحقيق رغباتهم .

ثانيا : ما جدوى مضادات الفايروسات والجدران النارية على نظام تشغيل انتهى دعمه من قبل صانعيه ؟
سيكون هناك نوع من الحماية عند استخدام مضاد فايروسات يقوم بتحديث نفسه تلقائيا إضافة لوجود جدار ناري يراقب الإتصالات الصادرة والواردة من وإلى النظام, ولكن لن يتجاوز حجم الحماية أكثر من 50% فمصنعي برامج مكافة الفايروسات والجدران النارية بكل تاكيد لن يقوموا بسد ثغرات النظام أو إكتشافها جميعها بصفة أن صانع النظام هو الأعلم به والأعلم بكيفية سد الثغرات وحماية نظامه وبصفة ان ويندوز مصدر مغلق غير مفتوح كأنظمة لينيكس فلا يمكن التعديل على البنية الخاصة بالنظام نفسه بل ستبقى هذه البرامج تنفذ دورها الرقابي المعتاد والذي كثيرا ما يغفل عن بعض المخاطر حتى بوجود تحديثات وسد ثغرات, ولا ننسى الدراسة التي أجرتها شركة أمن البرمجيات سيكونيا في المراجعة السنوية لمواطن الضعف في البرمجيات أكدت أن 86% من مواطن الضعف بالأنظمة التي قامت الشركة بأجراء المسح الأمني الخاص بها لأكثر من 50 برنامج شعبي لنظام التشغيل ويندوز تعود لمطوري البرمجيات أو تطبيقات الطرف الثالث وليس نظام التشغيل ويندوز أو التطبيقات المرتبطة به

ثالثا : لماذا ما زال العديد لم ينتقلوا إلى إصدارات أحدث على الرغم من مرور 13 عاما على نظام تشغيل XP .
الأمر يعود لسببين أولاهما مادي في عدم قدرة الأشخاص أو الحكومات على شراء أجهزة أحدث لتعمل عليها أنظمة أحدث وثانيها أن برمجياتهم الخاصة بأعمالهم صممت فقط لتعمل مع XP , وهنا أعتقد أن المهلة التي منحتها مايكروسفت كانت كافية لتوفير المال لشراء جهاز أحدث أو تطوير البرمجيات لتعمل على أنظمة أحدث .

رابعا : ماذا يعني استخدام XP بعد انتهاء دعم مايكروسفت ؟
يعني أمر في غاية الخطورة والإنتقال إلى نظام تشغيل آخر أصبح أمر لابد منه .

خامسا : كيفية الإنتقال لنظام أحدث .
من خلال شراء جهاز كمبيوتر أحدث وان لم يكن فاستخدام إحدى أنظمة لينيكس المجانية مفتوحة المصدر فهي تتسم بالموثوقية ولا تحتاج في العادة لمواصفات عالية لأجهزة الحاسوب, إضافة لتطوير البرمجيات لتتعامل مع لينيكس وإن لم يكن فهناك في لينيكس برنامج يدعى (Wine) ليمكن مستخدمي لينيكس من استخدام برمجيات ويندوز من خلاله .

بعض من أفضل وأشهر توزيعات نظام تشغيل لينيكس :
Puppy Linux
Manjaro Linux
Lubuntu