أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الكراهية تترعرع فينا

بقلم : نايف المحيسن
27-03-2014 12:51 AM
نحن أهل شعارات كاذبة وندعي اننا نتحلي بأخلاق نبينا وبتسامح ديننا الاسلامي وهو منا براء.

نعم هذه هي الحقيقة، فنحن اهل الكره والنميمة والحسد واكثر ما تشدنا هذه المفردات وتفعل فعلها فينا، نتحدث عن الصدق والامانة والاخلاق الحسنة وكأنها احلام وندعي اننا نعيش بها في الاحلام، وواقعنا هو عكس كل المفردات التي تقرب الانسان من الانسان، فالانسان هو من الفصائل القليلة التي لا ترحم بعضها البعض.

مجتمع الكراهية يتجلى في احسن صوره في ما يسمى بالدول العربية.. ونحن في الاردن نزيد عليهم لنطقبه عنفاً وواقعاً فعلياً وعمليا، فالمسؤول يكره الذي سبقه والذي سبقه يتآمر على الذي أتى بعده، ومن يأتي يكره الذي ذهب والذي ذهب يظهر نفسه افضل من الذي جاء، والاحزاب تكره بعضها البعض لصالح لمصالحها بعيدا عن مصلحة الوطن، وابناء الارياف يجب ان يتعزز الكره لديهم لابناء المدن، والقرى ضد المدينة والقرية ضد القرية الاخرى، وابناء العمومة يكرهون بعضهم والابناء يصطفون مع احد الابوين ضد الآخر.. والاخ ضد الاخ عندما يصبح لكل منهما ابناء، واعتقد ان الفرد هو بالنتيجة ضد نفسه عندما يؤيد مثل هذه الافعال ولا يكون له موقف جدي وفعلي منها.

من يناصر الكره هو انسان كريه ومن يناصر الوئام والمحبة والرفق والشعور بالانسانية والتراحم وايثار الغير اصبح عمله نادرة رغم ان الكل يدعي انه يملكها ولكن هيهات يبن من يملك الفعل ومن يملك القول.

تنعكس قضايا الكراهية على الناس في الاردن بصور شتى.. فالنائب في المجلس يلجأ للعنف ضد زميله ليس دفاعاً عن الوطن، ولكن ارضاء للكراهية التي ترعرعت في اوصاله واصبحت هي الهاجس العقلي له.

الجامعات اصبحت مرتعا لتعميم الكراهية بدل تعليم العلم والادب والخلق فمنارات العلم اصبحت منارات للاحقاد وتفريغ شحنات العداء المتأصل داخل من جاءوا اليها ليس طلباً للعلم والاخلاق وانما طلبا للكراهية والتجاوز على القانون وكذلك اصبحت المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم العلاج والرعاية الصحية.. فيا أسفي عندما اجد من جاء ليعالج نفسه وقد اصبح هو اداة عنف ضد من جاء له محتاجا للعلاج ويصبح الطبيب بعدها هو المحتاج اكثر للعلاج.

ولكن الادهى والأمر في العنف لدينا هو ما يسمى لدينا «الفيصلي والوحدات»، فنحن اصبحنا مجتمع مقسوم بين فريقين هما من يقرران من نحن وباي صف نحن وكأننا في معركة دوماً امام هذين الفريقين, ما حدث مؤخراً امر مخجل من لاعبين كان الاجدر بهم ان يكونوا قدوة للمتفرجين واقصد قدوة بتعديل الصورة الموجودة بدل تعزيزها من قبل الفريقين.. فالمعركة ليست ملعب كرة قدم ولو كان الملعب ساحة عراك لتغيرت الاساليب فيه.. فلنخرج من عنق زجاجة نتفق ان عدونا هو من يريدنا ان نكون كذلك.. ولا نجعل عدونا هو يقودنا للانقسام ليبقى سيداً لساحتنا وملاعبنا وجامعاتنا ومجالسنا.. فعندما نعزز مفاهيم الكراهية فاننا نساهم في دعم اعدائنا.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-03-2014 07:09 AM

نعم هذا هو واقعنا نحن نكره ونحقد ولا معنى للحب لدينا والواحد فينا يكتب على باب متجره الصدق والأمانة وهو حرامي وكذاب

2) تعليق بواسطة :
27-03-2014 09:57 AM

من زرع الكراهيه فينا ؟ من زرع فرق تسد فينا ؟ من قسمنا الى بدو وفلاحين وشمالات و جنوبات ؟ و من فتفت عشائرنا وعائلاتنا ؟

هل لازال جلوب باشا عندنا ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
27-03-2014 03:13 PM

سيدي التعميم غير صحيح. انا و اعرف كثيرين مثلي فيصلاوية منذ ان تعرفنا على كرة القدم و كان ذلك في الستينات . نعم نحب ان يفوز الفيصلي و لكن طول عمرنا نحترم المنافس من ايام الجزيرة الى ايام الحدات الفارق اننا كنا على مقربة من اللاعبين عرفنا نبيل التلي و الج علي و اسد حبيب و طالب زمقنا كما عرفنا النحاس و نادر سرور و مصطفى العدوان ابراهيم سعدية و ناصر غندور كنا نعرفهم عن قرب و كانو هم زملاء احباب . انظر الى جيل اليوم و بالكراهية التي تغلف افكارهم و ياريت فقط وحدات و فيصلي و لكن برشلونة و ريال و استسخف هذه الحضارة و اترحم على ايام زمان و حتى انني كرهت كرة القدم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012