أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ازمة القرم أم ازمة قَرن

بقلم : محمد الخطايبة
31-03-2014 11:02 AM
في يالطا لم يصمد العجوز روزفلت والمريض تشرشل وهما يشاهدان الدب الروسي ستالين يحكم قبضته وسيطرته التامة على الشرق الاوروبي، خاصة دول البلطيق وغربي بولندا، فكان للدب مراده بالتوقيع.
بين يالطا شباط/فبراير 1945 واذار/مارس 2014 ثمة كبوة احدثت فجوة عقب زلزال بورستريكا غورباتشوف وصحوة قادها بوتين، مستذكراً يالطا تلك المدينة المنتجع على شواطىء البحر الاسود، حقاً أنها مفارقة ودلالة وذات رمزية.
بوتين الذي يحب الرقص دون تراخي، يمتطي الحصان وفي ذاكرته انتصاراته في الشرق الآسيوي، يسبح في النهر ويعرف الاعاصير ويتزلج على جليد بلاده الاوسع في العالم، يقيس درجات حرارته بانتظام، وله على جليده أعظم كاسحات للثلوج في العالم.
على الجهة المقابلة نجد أوباما ضعيف، وكاميرون متردد مشوش، هولند منشغل بحبه وميركيل تشكو كسر حوضها.
القادة الحقيقيون يتطلعون على الدام للماضي وهم يستشرفون المستقبل، ويقال أن التاريخ يعيد نفسه، والقادة يحتاجون الى نصير يخلدهم، هم لا يرغبون بالعودة الى الصقيع السياسي، دول الغرب مرتبكة، باتت الأقرب الى الاستسلام، ترددت كثيراً قبل أن تمد يدها الى جعبتها الأقتصادية شبه الخاوية، كورقة أخيرة للحيلولة دون اعلان اوكرانيا دولة فاشلة.
المخاوف ليس ضم القرم يقع الامر في خانة بات تحصيل الحاصل، لكن الدب يعرف بأن روسيا الاتحادية لم تعد تسعه، وينظر بجدية الى اقاليم تحن الى لغتها الروسية وشق موالدافيا، لنجد رومانيا المجاورة في داخلها رئيس وزراء مؤيد لروسيا ورئيس متعاطف مع الغرب، ثمة نيران تشتعل تحت المرجّل.
روسيا اليوم المحطة التلفزيونية مدعاة للمشاهدة، لا أعتقد بأن اسمها بعيد عن هدفها، أنها تتحدث بلغة جادة وحاسمة عن 'اليوم' ولا تبخل على مشاهديها من العودة الى الأمس بحنين وتحدي لاحداث الفرق بعد الخرق.
نحن هنا في بلاد العرب اوطاني نعرف ان الكرة الأرضية لم تعد مُكوّرة بقدر ما هي منبسطة، ثمة لاعبين يتحركون عليها بخفة ورشاقة، وعلى خط الملعب، مدربون لديهم دراية بالملاعب طولها وعرضها، حتى مكان الهدف محسوب بالميلمتر، لا مكان للخطأ عند التصويب، وعندما سأل أحدهم أين نحن؟ أحد الخبثاء أجاب نحن جزء من الملعب، وعلى درجة نتحرك بالتأثير العاطفي، لسنا في القُرم بالضم ولا في القَرن بالفتح بل بالقِرن بالكسر... لا حول ولا قوة الا بالله.. وبالله المستعان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012