أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عندما يصبح إخماد المعارضة الإسلامية هدفا للدولة الأردنية!!!

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
02-04-2014 10:06 AM
طالعتنا صحيفة وورلد تربيون الأمريكية هذا اليوم أن ان الملك عبدالله الثاني قال للرئيس الأمريكي أوباما في شهر شباط الماضي إنه قد أخمد المعارضة الإسلامية الصاعدة واستعاد ولاء العشائر الأردنية. خبر لم ينفيه الديوان الملكي ولم يصدر تفنيد أو تفسير لمغازيه ومقاصده خصوصا عندما يتعلق الأمر بموقف أعلى موقع قيادي في الدولة الأردنية من قوة سياسية معتبرة في الوطن .ومما يعطي هذا الخبر أهمية إضافية هو مضمون الرسالة التي نقلت لرئيس دولة بحجم وقوة ونفوذ أمريكا والتي تم التعبير عنها وكأنها مهمة موكلة إلينا وقد أنجزنا المهمة بنجاح أو كما يقولونها بالإنجليزية(Mission Accomplished ) .تساؤلات مشروعة تطرح نفسها هنا مثل لماذا يقوم الملك بإبلاغ الرئيس الأمريكي بإنجازه مهمة إضعاف قوة سياسية وطنية مشروعة في الوقت الذي كنا نتوقع أن يكون موقف القيادة الاردنية هو حماية القوى السياسية وإبداء الحرص على بث أجواء الديمقراطية وحرية التعبير؟. كيف للملك أن يكرر تصريحاته التي تتضمن تشجيعه للأحزاب والتكتلات السياسية في الوقت الذي يقول لقيادة أجنبية أننا أخمدنا المعارضة الإسلامية واستعدنا ولاء العشائر وكأن الشيخ أوباما حريص على النسيج العشائري والقيم العشائرية الأردنية؟ لا أعلم كيف تكون مشاعر الرئيس اوباما عندما يعلمه رئيس دولة بأنه قد أخمد المعارضة الإسلامية في بلده علما بأن أوباما نفسه يمضي شهورا وسنين في تفاوض مضني مع خصومه السياسيين ومعارضيه لتمرير برامجه الاقتصادية والاجتماعية .
أما على الصعيد الداخلي فإني أعتقد بأن ما قاله الملك لأوباما ربما اعطى رسالة للقوى السياسية الأردنية وللشعب الأردني عامة بأن ما سبق وصرحت به القيادة الأردنية من تشجيع للأردنيين للانضمام للأحزاب هو غير حقيقي وغير مطلوب .فكما هو معروف في بديهيات علم الاتصال فإنه في حال تناقض الرسالة اللفظية مع التصرف الفعلي على الأرض فإن الغلبة والفهم سيكون ليس للكلام والتصريحات وإنما للحركات والأفعال على الأرض. لا أعتقد بأن الدولة الأردنية تشجع الأحزاب ولا الحزبية الا في إطار ديكوري صوري يتم من خلاله تسخير هذه الأحزاب للتسحيج للنظام وتأدية أدوار التأييد والتسبيح بنعمة النظام وبركاته.
إن ما قاله الملك لأوباما بالتأكيد لا يشمل حزب الوسط الإسلامي ولا مبادرة زمزم لأن هذه الكتل باتت مقربة من النظام ونشاهدها على تلفازه الرسمي ويتم تغطية أخبارها بأريحية وغبطة ملحوظة لا بل يمكن الذهاب لأبعد من ذلك للقول بأن الدعم والإسناد الإعلامي على الأقل الذي تحظى به هاتين القوتين السياسيتين ربما أنه هو الذي يعتبره الملك إضعاف للمعارضة الإسلامية الممثلة بحزب جبهة العمل الإسلامي على اعتبار أن القيادات البارزة في هذين التكتلين انسلخت من جسم جبهة العمل الاسلامي وجماعة الإخوان المسلمين .أنا أعتقد بأن قيام الدولة الأردنية بجعل محاصرة المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية هدفا لها هو شيء فعلا معيب ويضعف من إقبال الأردنيين على الانضمام الى الأحزاب كيف لا وهم يرون قياداتهم لا توفر فرصة للنيل من المعارضة الإسلامية الا واغتنمتها. أنا أعتقد أن موقف الملك ومن يمثله من وطن وشعب كان من الممكن أن يكون أقوى لدى أوباما وغير أوباما لو أظهر اعتزازا بالمعارضة الأردنية وهيأ ربما فرصة لأوباما للالتقاء برموزها والاطلاع على وجهة نظرها في الشؤون الداخلية والإقليمية. في بريطانيا تكرر الملكة دوما الاعتزاز 'بحكومة الملكة' و'معارضة الملكة' وهي تقف على مسافة واحدة منهما .زيارات قادة الدول الديمقراطية الى دول أجنبية عادة ما تتضمن فسحات معدة مسبقا للالتقاء بقيادات المعارضة البارزة تماما مثلما يلتقي الرئيس الضيف بقادة الدولة الرسميين. ولا يفوتنا في هذا السياق أن نكرر القاعدة الذهبية في علم القيادة والتي تقول بأن القائد الذي لا يكون مرجعا لكل مواطنيه ويتحيز لفئة دون أخرى فإنه يصبح قائدا للفئة المقربة منه في حين لن يستطيع قيادة الفئات المبعدة والمحرومة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-04-2014 11:33 AM

أبدعت اخي الدكتور أنيس
ما تفضلت به هو صلب الحقيقه وان لا مكان لمعارضه ولا لأحزاب تحت عباءة السلطه التي أفردت عباءتها وجناحيها علي الحزب الحاكم والأحزاب التابعة التسحيج او الاحزاب التي تولدها السلطه عامه والمخابرات خاصه تولدها لتكن أحزاب مواليه فقط للنظام ولا يعنيها وطن وتنعم بالدعم المادي والإعلامي والوظائف لانها لا تعمل الا بالتسبيح بحمد النظام وشكره وتتجاوز عن 30 مليار مديونيه وفساد عام استشري كالسرطان قطع أوصال الدوله الاردنيه وظلم مثير وفقر مدقع وبطالة لا يخلوا منها بيت وتعليم في تراجع ونظام صحي متآكل يعتمد علي المكرمات كما تعظمها الحكومه وتفرد لها جلسات كيف تنفذ المكارم وانشغال عن هم الوطن بالتآمر علي الوطن والمعارضات الحقيقيه المهم ان يكون الجميع تحت عباءة السيد الفقيه .
الاردن بلد العجائب نظاما ودستورا وتبعيه وتقديم تقارير لأولياء نعمتنا من أمريكان وصهيانيه وخليجيين علما انهم ليسوا بحاجه لتقديم تقرير من راس الدوله الا في اطار التأكيد والسبق الصحفي لان أجهزتهم الامنيه ترتع وتوجه وتقدم حقائب الدولارات كرشاً باسم التعاون .
الحديث طويل وقد أعيا الطبيب المداويا .... سلطة تمردت وتمرست وتمادت ومردت علي اعتبار الوطن وساكنيه ما هم الا مجموعة من الأبقار الحلوبه في مزرعة النظام وولاءها لمن يدفع اكثر والدفع شغال ولا يتوقف ما دام الثمن سيج
شكرًا لك دكتور مرة اخري

2) تعليق بواسطة :
02-04-2014 01:39 PM

هذا عهدنا بك دكتور انيس تورد الابل الى مشاربها . لا نامت اعين الجبناء والسحيجة ....

3) تعليق بواسطة :
02-04-2014 01:52 PM

لا يوجد معارضه حقيقية في الاردن ، وان وجدت فهي ضعيفة وغير منظمه ومخترقه من قبل مخابرات النظام .

4) تعليق بواسطة :
02-04-2014 02:22 PM

ولاء العشائر للوطن وأخلاصهم للوطن ولد معهم ورضعوه من اثداء أمهاتهم الماجدات والتقرب اليهم ومنهم ليس معيب يا دكتور لا بل وأفضل مليون مرة من التقرب الى احزاب ولائها وانتمائها لفكرة ولدت في الخارج ومستورده !!
الحمدللة إنجاز المهمة كان بسلاسة وسياسة حكيمة وبدون فوضى واستعمال القوة والقتل والتدمير
نريد توضيح اكثر من الكاتب منهم المعارضة الاسلامية الذي يتكلم عنها اذا هو وضع احزاب ومبادرة زمزم من السحيجة ؟
سيبقى الاردن سالماً وقويا بالعشائر الاردنية و بسواعدالمخلصين من أبناء الوطن الساهرين والمتربصيين وبحذر لأصحاب المصالح الشخصية !

5) تعليق بواسطة :
03-04-2014 07:52 AM

كلام سليم د

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012