أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الشرعية الدينية لا تلغي المسؤولية السياسية

بقلم : خالد عياصرة
03-04-2014 11:00 AM
لو أن محمد صلى الله عليه وسلم، تخلى عن مسؤولياته السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، هل كان من الممكن ان يؤمن به أحد.

حتماً الأجابة تنحصر في خانة واحدة، ولا تحتمل أجابة أخرى، لا لن يؤمن بالرسول أحد، لأنه تخلى عن أهم شروط الرسالة، وهي المسؤولية.

فالأعمال هي التجسد الأعلى للشرعية، مهما كانت هالة قدسيتها، كما أن الأفكار هي التجسيد الأهم للمسؤولية بكافة أوجهها. وسقوط أحداهما حتماً يقود إلى سقوط الأخرى.

مع هذا نجد الكثير من الملوك، ورؤساء، وسلاطين، وامراء وحتى شيوخ بعض العشائر ربطوا أنفسهم بآل البيت النبوي، بهدف أحاطة انفسهم بهالة قدسية شرعية دينية، تحصنهم، وكراسيهم، ومواقعهم، و تصرفاتهم بما يخدم مصالحهم وتوجهاتهم.

هؤلاء نسوا أو تناسوا أن آل البيت لم يتخلوا عن مسؤولياتهم إتجاه الناس، بإعتبارهم غاية الدولة والخلافة السامية، حيث إسعاد الناس وخدمتهم تدخل في صلب مسؤولياتهم، هؤلاء كانوا في عمق صلبها، ما أسهم في التفاف الناس حولهم.

لا ضير أن تكون هؤلاء من آل البيت المحمدي، كذلك لا مشكل من اتباع منهجهم، لكن هذا لا يلغي بالضرورة المسؤولية السياسية اتجاه الناس.

كيف لنا إذن، أن نصدق قرب هؤلاء من آل البيت مع انهم متخلين جهاراً نهاراً عن مسؤولياتهم، بل ويسقومون ويسمحون بما يتعارض مع العقل والمنطق، فهم أهل فساد وافساد، يسمحون ويتغاضون عن الفاسدين، ويحمونهم، بل ويحصنونهم. لهذا لا يمكن باي حال من الاحوال ان يرضى او يؤمن العقل بأن من هو من آل الرسول فاسد، وسارق، ومنافق، وحامي للفساد.

هل من العقل بمكان أن نجد مثلاً أحد الأمراء أو السلاطين من آل البيت، لكنه يصر على التفرد بالسلطة باعتبارها ملكية خاصة له ولابناءه، غير خاضعة لمبدأ التعددية والتشاركية والديمقراطية، ولا تؤمن بالحرية ولا بالمساواة، كرسالة سامية تؤمن بالانسان بإعتباره طاقة كبرى والغاية الأسمى، التي يمكن الإتكال عليها في سبيل بناء الأوطان، وحمايتها مما يهدد كيانها، وأمنها واستقرارها.

فالشرعية لدينية التي يحاول هؤلاء الصاقها بأنفسهم من خلال ربطهم بآل الرسول وبيته، هي في الحقيقية تعني أولا العدل، والمساواة، والتوزيع العادل للثروة، كما تعني الانصاف، والمتابعة والمراقبة، والاستئثار باهل الامانة ودعمهم، لا تعلى من شأن الظلم، وتستأثر بالثرورة، لصالحها ولصالح من تعلق بها.

كما أن الشرعة الدينية، لا تقول ابداً بأن القائد، وبمجرد جلوسه على كرسي الحكم، قد تحول اوتوماتيكياً إلى أحد أفراد آل البيت، بإعتبارة قائد ضرورة لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، قوله أمر، وفعله مقدس، لا يقبل بالتاؤيل أو التفسير أو الاعتراض.

أمن المعقول أن تحصن الشرعية الدينية هؤلاء أن تخلوا عن مسؤوليتهم، أو ان فشلوا في إدارتها بما يتوافق وتطلعات الشعب وآماله، خصوصاً في أوقات الشدائد.

في الحقيقية، الأجابة لا تقبل، بل، وتنحصر في ( لا ) كونها المعبر الحقيقي والفعال للرد على هذه الفكرة، الجهنمية التي رات بالقرب من الشرعية الدينية طريقا لحمايتها من غضب الشعوب، وثرواتهم، (لا ) مهما تأخرت فانها ولابد ان تنطلق مدوية بوجه الظالمين، الذي اسقطوا الشعوب من اولوياتهم وحساباتهم.

إن تكون من بيت الرسول الكريم آيا كانت صفتك، لا يعني تخليك عن مسؤوليتك أتجاه أبناء الشعب، سيما وأن المواطن مازال يلتمس عذرا وراء عذر للهروب من استحقاق مصيري يحميه ويحمي وطنه، من تغاضي هذه الفئات عن دورها الحقيقي، استحاق قد يصير واقعاً أكيداً، لا يقبل التراجع أو التقهقر.

أخيراً: إن شرعية اأنسان، وحمايته، وتأمينه، لهي أهم من شرعية الأديان، التي وجدت لسعادته، كما أن شرعية المواطن أهم من شرعية القائد الذي نصُب، لتلبية مطالب الشعب، لا للمتاجرة بها، وفق رؤيته التي احاطها بهالة من القداسة الشرعيته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2014 04:04 PM

لغاية هذا اليوم لم يثبت بالدليل الشرعي والعلمي ان حاكم ينتمي لال البيت الاطهار وكلها ادعاءات تفتقر للادله الدامغه لان ال البيت الحقيقيين يحملون الجينات النبويه الطاهره وال البيت صفاتهم الزهد والورع والتقوى وكل ما يجمعونه من مال كانوا ينفقونه على الفقراءوال البيت لا يأكلون الصدقه وليسوا اصحاب مال او عقارات او اراضي وكانوا افقر الناس

2) تعليق بواسطة :
03-04-2014 04:09 PM

اذا اردت ان ترى احد من ال البيت الحقيقين فان الدكتور محمد الهاشمي مدير قناة المستقله من ال البيت

3) تعليق بواسطة :
03-04-2014 04:22 PM

هو كل واحد جاب شهادة نسب لال البيت صار منهم مئات العائلات تدعي انتماءها لال البيت وجابوا صورة شجرة النبوه ولزقوا اسماؤهم بها ولمعرفة ال البيت الحقيقين يمكن التواصل مع الشيخ عمر الزيد المتخصص بالانساب والحمض النووي لال البيت الاطهار الموقع اجتهادات

4) تعليق بواسطة :
04-04-2014 11:18 AM

مره من الشرق ومره من الغرب هذه المواضيع التي تباشرها .
حرية الراي وحرية الكتابه هذه الفكره الماسونيه هي التي سمحت لمثل هؤلاء ان يتنطعوا لامور لايفقهون فيها شئ غير رص الكلمات الفارغه .
ما شأنك ومسؤوليات رسول الله عليه الصلاة والسلام لتتناولها بقلمك المتخلف الجاهل ؟ من انت ؟ كيف تسمح لنفسك ان تذكر رسول الله بهذه التجريد وكأنك تتحدث عن صديق لك او جارك !
تقحم نفسك في امور ليسن من مستواك ولا تملك من العلم بالكاد فروض الطهاره !
من اين سقط علينا مثل هؤلاء ؟ الاتعرفون حجمكم ؟
كل من يحفظ كلمه من هنا وكلمه من هناك شتيت معلومات صار يتنطع ويتحدث في شؤون الامه بلا ادب ولا علم
نعوذ بالله من هذا الزمان الذي ظهر به امثالكم . المشكله انكم ماخذين بحالكم مقلب ولا ترعوون .

5) تعليق بواسطة :
04-04-2014 06:56 PM

مقاله رائعه يا عياصره بس ما في اشي اسمه شرعيه دينيه .الرسول الكريم عاش فقير ومات كذلك .كل ال بيت الرسول كانوا فقراء زاهدين في الحياه ورعين تقاه نقاه لا ياكلون لا صدقات ولا اموال الناس قنوعين .لهم هيبه شخصيه عند النظر الى وجه احدهم تشعر بشي من الرهبه .اخبرني احد الاصدقاء ان على جباههم ما يشبه الختم وهو على شكل قبة الصخره المشرفه وهم دائمي التعبد والعباده .

6) تعليق بواسطة :
04-04-2014 11:31 PM

أولا : لقد كانت حكمه الله عزً وجل ان يموت ابناء الرسول الكريم صغارا , وفي هذا معنى عظيم بفصًل الرساله النبويه عن "الحكم" , فلوا أراد الله عزُ وجل أن يحكم نسل الرسول لعاش أبنائه وحكموا وحكُم اولادهم . وكان الحدث الفارق في هذا الشأن هو خلافه ابو بكر للرسول الكريم وهو ليس من آل البيت .

ثانيا : ظهرت فكره ربط أل البيت في الحكم في صراع علي بن ابي طالب مع معاويه رضي الله عنهما , ومنً يعود لتلك الحقبه المتوتره يجَد عوده أجواء العصبيه القبليه التي ظهرًت وعودة تنافس بني أميه وبني هاشم القديم واستخدم في هذه الصراع على السلطه منطق أحقيه آل البيت , وهو منطق لم يوره الرسول الكريم في أي أثر او حديث . ولو كان هناك أي اثر من الرسول بهذا الأمر لما حكم ابو بكرً ولأعترض عليه المسلمون .

ثالثا : أن ألتطًور البشري وصًل لأفضَل أنظمه الحكم وهي الديمقراطيه , وهي من نفس نبع الشورى , ومن يقرأ التاريخ الأسلامي الحقيقي بموضوعيه ودون تعصًب يصًل الى أن نظام الخلافه الذي تحولُ الى وراثه عائليه قدً سبًب كوارث للأمه فعدًم وجود مخرًج ديمقراطي للحكم كان سببا دائما للصراع على السلطه , فالأمثله لا تنقطع منذ صراع علي ومعاويه . أن الزائر لجزيره "الأميرات" في بحر مرمره يدرك التاريخ على حقيقته فقد كان الخليفه العثماني يباشر سلطاته فور انتقال السلطه له بسجن اشقائه في تلك الجزيره ,ومثلاً قد لا يدرك الكثيرين أن أحد اعظم السلاطين وهو سليمان القانوني قد شاهد بعينيه أربعه من حرسه البكم ينفذون أمره في خنق أبنه البكر "مصطفى" خوفا على السلطه وفي تصديق لفريًه تعرَض لها ابنه .

7) تعليق بواسطة :
11-12-2015 11:22 PM

فكيف ينتسب الراغبين والراكضين خلف الشرعية الدينية ؟؟؟؟ قال تعالى :مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012