أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قل لي من تقاطع أقل لك من أنت !

بقلم : جهاد المحيسن
06-04-2014 12:24 AM
لثلاث مرات خذل الشارع والقوى السياسية مجلس النواب، فعندما دعا لقطع العلاقة مع العدو الصهيوني، وطرد سفير الكيان من الأردن وعودة السفير الأردني للبلد، لم تساند الجماهير هذه الدعوات، حتى ولوعلى سبيل الدعاية الانتخابية.
المرة الوحيدة التي تفاعل فيها الشارع، كانت لحظة استشهاد القاضي زعيتر، على يد جنود العدو، ولم تكن ردة الفعل في الشارع أو المجلس على قدر الحدث الجلل، بل خرج المجلس مهزوماً ومجرداً من كل أركان الثقة الشعبية التي بقيت له حتى عند مناصريه.
ولكن رغم الموقف الصلب للقوى الاجتماعية والسياسية، من العدو الصهيوني والتطبيع معه، إلا أن ثمة مَن يتلذذون ببناء علاقات حميمة مع هذا الكيان، ومنها بعض القطاعات التجارية، التي لا تعرف مصلحة لها سوى المال بغض النظرعن المصدر؛ أكان من المستوطنات الإسرائيلية التي يقاطعها أغلب العالم، أم من دولة القتل ذاتها ونظامها العنصري!ففي بريطانيا التي عانى العرب والفلسطينيون على وجه الخصوص من وعد بلفور الذي جعل من فلسطين وطنا قوميا لليهود، يراجعون التاريخ من خلال مؤسساتهم الحيوية. فها هو الاتحاد الوطني للصحفيين البريطانيين، سيصوت الأسبوع المقبل، على اقتراح لمقاطعة إسرائيل، ويصفها بـ'الدولة العنصرية'.
وبحسب صحيفة (جويش كرونيكل) الصادرة في لندن، فإن الاقتراح يشبّه إسرائيل بنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ويحثُ اللجنة التنفيذية في الاتحاد على مقاطعة بضائعها، وأن الاقتراح يدعو اللجنة التنفيذية إلى دعم المحاضرين البريطانيين الذين رفضوا التعاون مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، ويصف إسرائيل بـ'الدولة العنصرية' لرفضها منح الفلسطينيين حق العودة.
والاقتراح يدعو إلى إطلاق حملة مقاطعة، وفرض عقوبات مختلفة على إسرائيل، ونسبت إلى متحدث باسم الاتحاد الوطني للصحافيين البريطانيين قوله إن 'اللجنة التنفيذية في الاتحاد أوصت الصحافيين، الذين سيعقدون مؤتمرهم السنوي في نهاية هذا الأسبوع بعدم التصويت'!
فكرة مقاطعة الكيان الصهيوني، فكرة تتسع في العالم الغربي، وتتنوع من مقاطعة المنتجات الزراعية القادمة من المستوطنات، إلى مقاطعات أكاديمية واسعة يقودها الناشطون، في مختلف مناطق أوروبا، وهاهم الصحفيون البريطانيون، يوسعون من دائرة الدعوة للمقاطعة، ومحاكمة 'إسرائيل'، على مواقفها العنصرية من الشعب الفلسطيني.
البعض عندنا في العالم العربي يتهافت بشكل مخز، لبناء علاقات مع دولة العدو، وفي مختلف القطاعات الثقافية والتجارية والسياسة. الغرب يراجع شكل علاقته مع هذا الكيان على مستوى الأفراد والنقابات، ونحن نسعى لتعزيز هذه العلاقة!الخضار الواردة وغيرها من السلع، التي تعج بها المحلات، يخفون مصدر هذه المنتجات على الزبائن، كان الأجدر أن يتحلى المتعاملون مع دولة العدو، بالقليل من الشجاعة ليعلمونا عن هذه البضائع حتى نتمكن من مقاطعتها. ولكن من يرضى بالتعامل مع هذا الكيان لا يختلف كثيراً عنه، فقُلْ لي من تقاطع أقُلْ لك من أنت !
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012