لمئة عام تقريباً إتضح أن حصر الدعوة لعدل الإسلام في حزب سياسي يُميز أعضاءه عن باقي المسلمين في المجتمع بأنهم رمز التقوى والقرب من الله ولذا فقد وجب مبايعتهم للحكم وإلا فهي المواجهة والصدام هو أمر فاشل لم ينجح لللآن وسبب كوارث خطيرة على دعاة هذا الإسلوب وعلى المسلمين عموماً. الإسلام والشريعة يصلان للحكم بطبيعة الواقع والسواد الأعظم (فوق 80%) وبالتدريج وبالحكمة والصبر والرفق وإنتشار العلم والوعي وليس بإكراه نصف المجتمع إن كان غافلاً وجاهلاً بالشريعة وبما أنزل الله وغارقاً بالمعاصي والسعي وراء الدنيا فلا إكراه في الدين. لو أدرك قادة الإسلام السياسي هذه الحقائق وطبيعة المجتمعات العربية التي نصفها ما زال غير متقبل لتطبيق الشريعة بحذافيرها لأخذوا مقعداً خلفياًُ ولما دخلوا في السياسة بل إكتفوا بهداية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الأمن والصفح والعفو ونبذ العنف والخلاف والصدام وعدم تحدي الأنظمة العادلة التي يعيش فيها المسلمون بأمان. فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما كان أكثر من حوله هم من الغافلين عن أمر الله تعالى لم يكرههم ولم يرعبهم بالعنف بل صفح وعفا وقال سلام عليكم. لا شك أن الغرب وإسرائيل بل والعالم بأسره يرتعدون رعباً من عالم عربي إسلامي متحد يحكمه القرآن الكريم ولذلك فهم يحولون الربيع العربي الإسلامي إلى محرقة للمسلمين ولكن التصدي لهم لا يكون بالصرعة والتهور بل بالحكمة والصبر وذلك بإبطال خططهم وبوقف المحرقة فيما بيننا والتصدي للحمقى منا أهل القتل العشوائي الإرهابي والحقد الطائفي الفارسي. أكبر ما يخافه الغرب وإسرائيل وروسيا وإيران الآن هو أن يجتمع العرب حكاماً ومحكومين ممثلين بزعماء الأحزاب سنة وشيعة علمانيين وإسلاميين والخروج بعهد صلح عربي داخلي بإشراف الجامعة العربية يوقف فوراً حمامات الدم ويعطي للحكام طمأنينة الأمن في بلادهم ويحاسب من سفك أنهارا من الدماء منهم ويعتذر فيه الإخوان عن محاولة إكراه نصف المجتمع المصري والعربي الذي غير مقتنع بهم بالرغم من فوزهم بأصوات النصف الآخر وأن تنسحب كل الأحزاب والحركات ذات الخطاب الإسلامي السياسي المستأثر بالإسلام من السياسة وتقف الحملات ضدهم وذلك لحماية دين الحق من مستنقعات السياسة ويقف العرب وقفة رجل واحد فسترى أعداء الأمة قد أصبحوا عاجزين ويكون العرب قد أخذوا زمام الأمور وأوقفوا حمامات الدم الجارية أوالتي قد تجري.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .