أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إن الغيظ يأكل في جسدي....

بقلم : ماجد العطي
17-04-2014 11:02 AM

بقلم : ماجد العطي
نكاد لا نغمض أعيننا من كثرة الأحداث المتصاعدة والدموية في العراق وسورية واليمن ومصر وفي كل أرجاء المعمورة مادام هناك صوت يعرقل مشاريعهم الاستعمارية ففي كل يوم يمر على شعوبنا العربية يخطف أرواح العشرات إن لم يكن المئات من الأبرياء بسبب أعمال الإرهاب المنظم ضد امتنا .
غالبية شعوبنا تنظر إلى المشهد بنظرة المتفرج على أحداث المسلسلات اليومية ويتباكون ويغضبون مما يحدث على الأرض العربية ومنهم من يخاطب ضيوفه أو أعضاء حزبه بالعجز وعدم القدرة على مساعدة الأشقاء وينفضوا أياديهم ويقولون ليس باليد حيله أو يفرح البعض لتقدم الجيش السوري أو العراقي لبعض المحاور السياسية أو العسكري ضد الجماعات الإرهابية .
لقد استطاع المحور الاستعماري خلال السنوات الفائتة من جمع وتدريب عشرات الآلاف من العناصر المرتزقة باسم الدين وبإغرائهم بالمال والعديد من أساليب الاستقطاب التي تستخدمها أجهزة المخابرات الاستعمارية من اجل أن يقاتلوا بالإنابة عنهم وإعادة تقسيم المنطقة وإبقائها في حالة فوضى دائمة .
الغريب والمغيظ في الأمر أن سوريا احتضنت إن لم يكن جميع حركات التحرر العربية والعالمية فالقسم الأكبر منها وقدمت كل أشكال الدعم لهم فأين هم هؤلاء من ترك السوريين وحيدين يدافعون عن امة بأكملها إن الغيظ يأكل في جسدي كل يوم وأنا أرى حتى فصائل المقاومة الفلسطينية التي من واجبها حماية مخيماتها خرجت هاربة وكان ما يحدث لا يعنيهم مبررين ذلك بأنهم يجب أن يبقوا محايدين في معركة أصلا شنت من اجلهم فموقفهم أصبح اقرب لزعماء الإرهابيين الذين استولوا على مناطق محاذيتا لفلسطين المحتلة وأدلوا بتصريحات يعتبرون فيها أنهم لا شان لهم في حال شن العدو الصهيوني حربا على سوريا فهم ليسو طرفا في الصراع مع العدو الصهيوني
إن الحرب على سوريا لم تعد بحاجة إلى توضيحات أكثر مما نشاهده فالابتعاد عن الدفاع عن سوريا أصبح هو الخيانة بآم عينها وعلى الفصائل المكبلة الأيدي أن تعيد النظر في حساباتها إن ما زالت تصنف نفسها بالقوى الثورية وأما القوى القومية واليسارية والوطنية والتقدمية في وطننا العربي فهي ليست بالقوى العابرة فلها جذورها وتاريخها وبإمكانها أن تقدم الكثير وهي ليست بحاجة إلى تأكيدات بان ما يجري في سوريا هي معركة مصير فلماذا لا تشكل وتدعو جميع الشباب العربي الوطني بالتطوع للوقوف مع الشعب السوري وجيشه البطل الذي يواجه اكبر حرب كونية في تاريخ البشرية بدل من التفكير في المهرجانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع فلدينا من الشباب الذين يمتلكون الطاقة الثورية والعلم الثوري والقتالي تكفي للتحرير كل الوطن العربي من رجس الإرهاب وردعهم وردع كل المؤامرات التي تحاك ضد امتنا .
لقد افتقدنا الملايين من أبناء شعبنا وشرد الملايين أيضا ولم يتحرك لقوانا العريقة ساكنا لدعم صمود من يتعرضون إلى الإبادة الجماعية على يد المجموعات المسلحة التي تشن عليهم حربا بالإنابة عن القوى الامبريالية والرجعية العربية فهم يسعون إلى تفكيك دولنا وتدمير كل شيء فإلى متى هذا الصمت الذي ينتابكم وإبقائكم في حالة المتفرج على نزيف لم ينقطع منذ سنوات عدة فهل يصحوا أبناء امتنا ويهبوا للدفاع عن أرضهم وإخوانهم أم أنهم سيبقون مكتوفي الأيدي ينتظرون دورهم للذبح على أيدي التكفيريين .
آم أنكم تنتظرون حلا سلميا في سوريا وهذا لن يحدث طالما اجتمعت كل هذه الملل في أرضنا , إنهم لن يخرجوا إلى بقوة السلاح فلا خيار أمامكم إلى مقاومة هؤلاء القتلة ( إسلاميو البيت الأسود ) .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-04-2014 09:49 AM

لمئة عام تقريباً إتضح أن حصر الدعوة لعدل الإسلام في حزب سياسي يُميز أعضاءه عن باقي المسلمين في المجتمع بأنهم رمز التقوى والقرب من الله ولذا فقد وجب مبايعتهم للحكم وإلا فهي المواجهة والصدام هو أمر فاشل لم ينجح لللآن وسبب كوارث خطيرة على دعاة هذا الإسلوب وعلى المسلمين عموماً. الإسلام والشريعة يصلان للحكم بطبيعة الواقع والسواد الأعظم (فوق 80%) وبالتدريج وبالحكمة والصبر والرفق وإنتشار العلم والوعي وليس بإكراه نصف المجتمع إن كان غافلاً وجاهلاً بالشريعة وبما أنزل الله وغارقاً بالمعاصي والسعي وراء الدنيا فلا إكراه في الدين. لو أدرك قادة الإسلام السياسي هذه الحقائق وطبيعة المجتمعات العربية التي نصفها ما زال غير متقبل لتطبيق الشريعة بحذافيرها لأخذوا مقعداً خلفياًُ ولما دخلوا في السياسة بل إكتفوا بهداية الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الأمن والصفح والعفو ونبذ العنف والخلاف والصدام وعدم تحدي الأنظمة العادلة التي يعيش فيها المسلمون بأمان. فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما كان أكثر من حوله هم من الغافلين عن أمر الله تعالى لم يكرههم ولم يرعبهم بالعنف بل صفح وعفا وقال سلام عليكم. لا شك أن الغرب وإسرائيل بل والعالم بأسره يرتعدون رعباً من عالم عربي إسلامي متحد يحكمه القرآن الكريم ولذلك فهم يحولون الربيع العربي الإسلامي إلى محرقة للمسلمين ولكن التصدي لهم لا يكون بالصرعة والتهور بل بالحكمة والصبر وذلك بإبطال خططهم وبوقف المحرقة فيما بيننا والتصدي للحمقى منا أهل القتل العشوائي الإرهابي والحقد الطائفي الفارسي. أكبر ما يخافه الغرب وإسرائيل وروسيا وإيران الآن هو أن يجتمع العرب حكاماً ومحكومين ممثلين بزعماء الأحزاب سنة وشيعة علمانيين وإسلاميين والخروج بعهد صلح عربي داخلي بإشراف الجامعة العربية يوقف فوراً حمامات الدم ويعطي للحكام طمأنينة الأمن في بلادهم ويحاسب من سفك أنهارا من الدماء منهم ويعتذر فيه الإخوان عن محاولة إكراه نصف المجتمع المصري والعربي الذي غير مقتنع بهم بالرغم من فوزهم بأصوات النصف الآخر وأن تنسحب كل الأحزاب والحركات ذات الخطاب الإسلامي السياسي المستأثر بالإسلام من السياسة وتقف الحملات ضدهم وذلك لحماية دين الحق من مستنقعات السياسة ويقف العرب وقفة رجل واحد فسترى أعداء الأمة قد أصبحوا عاجزين ويكون العرب قد أخذوا زمام الأمور وأوقفوا حمامات الدم الجارية أوالتي قد تجري.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012