أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مخيمات .....مخيمات ....مخيمات. د.مولود رقيبات .

بقلم : د.مولود الرقيبات
19-04-2014 11:00 AM

المخيمات في الاردن قصة طويلة لها تاريخ غامض غير محدد بأطر واضحة وذلك منذ بدء اللجوء الى الاردن ومن بعد النزوح الفلسطيني الى الضفة الشرقية من نهر الاردن وما تلاه من استقبال بحجة العامل الانساني للعديد من اللاجئين بعد حرب الخليج الاولى في التسعين ومن ثم السماح باقامة مخيم في الرويشد على الحدود العراقية ابان احتلال العراق اميركيا في 2003 وانتهى المطاف بنا الى الازمة السورية التي بدأت قبل اكثر من ثلاث سنوات شهدت خلالها المملكة موجات كبيرة من اللاجئين او الفارين من الموت بحجة حمايتهم وايجاد المأوى المناسب لهم ووصل الامر الى دخول الالاف يوميا عبر الحدود الاردنية السورية ليستقر بهم الامر في مخيمات جديدة تم اعدادها على الفور وكأنها كانت جاهزة قبل الهجرة والنزوح . وانتشرت ظاهرة المخيمات في الاردن على طول البلاد وعرضها حتى اضحت كل مدينة اردنية محاطة بمخيم او اكثر يفوق عدد سكانه سكان المدينة الاصيلة . وعند الحديث عن المخيمات لا بد من التعريج على المناطق المحيطة والقريبة من هذه المخيمات وتأثير هذه المخيمات على ابناء المناطق المجاورة من ابناء البلد الاصليين ، بالرغم من اننا نفهم المعاناة للبعض من القاطنين في هذه المخيمات الا اننا اصبحنا نشعر بالخوف من انفلات عقال هذه المخيمات وتحولها الى قنابل موقوتة في الاحضان او خلايا نائمة تقتنص الفرصة للانقضاض على الوطن الاردني وتقويض امنه واستقراره وهو ما بدأنا نلمسه مؤخرا في مخيم الزعتري المعد للاجئين السوريين .لا ندري ما هو السر الكامن وراء تحويل الاردن الى دولة مخيمات ولاجئين ؟ وما هي السياسة الحكيمة لهدا القرار ان كان قرارا او لهذه الكارثة لانها حقا كارثة على الشعب الاردني ، لماذا كارثة او قرار كارثي؟ الاسباب جدا بسيطة ويمكن تلخيصها بشكل بسيط ، اذ نذكر ويتذكر الاباء والاجداد اللجوء الاول من فلسطين في عهد النكبة 1948 واجلاء ولا اقول لجوء الفلسطينيين الى مناطق الضفة الغربية (واؤكد على الاجلاء لان البريطانيين الذين كانوا يحكمون قبضتهم على فلسطين سلموا ثكناتهم العسكرية بمعداتها كاملة للعصابات اليهودية وطالبت السكان باخلاء المدن والقرى خوفا من اليهود ) وهو ما دفع الكثيرين للهروب الى مخيمات اقيمت لهم في الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية ونصبت لهم الخيام وقدمت لهم الاونروا المساعدات الانسانية باعتبارهم لاجئين سيعودون الى ديارهم ، الا ان المماطلات الاسرائيلية والاستخفاف العربي بقضيتهم ادى الى توطينهم حيث هم ليصبحوا مواطنين اردنيين يتمتعون بالحقوق الاردنية كاملة ، اضافة الى ان العديد من اهل البزنس ورأس المال تمت استضافتهم في عمان ليفتحوا البنوك والشركات ويشغلون اموالهم ويحصلون على الجنسية الاردنية التي لم تصطدم بعد بشعار لا للتوطين . وفي اعقاب هزيمة حزيران 1967 لجأ العديد من ابناء تلك المخيمات وابناء المدن في الضفة الغربية الى الضفة الشرقية وكانت غالبيتهم تحمل الهوية الاردنية بحكم قرار الوحدة بين الضفتين 1950، كذلك تم بناء المخيمات لهم على شكل خيام لاقامة مؤقتة وراحت الاذاعات ووسائل الاعلام المحلية تروج الى العودة والتحرير واستعادة المحتل وطرح شعار الصمود والتصدي وتلقي المساعدات العربية باعتبار الاردن يقف على اطول جبهة مع اسرائيل ليستمر الامر على هذا الحال حتى ايلول 1970 وما تلاه من قطيعة بين ما يسمى منظمة التحرير والدولة الاردنية تلاه مؤتمر الرباط الذي جرد الاردن من حق التحدث باسم الفلسطينيين والاقرار بمنظمة التحرير ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني . ولكن الاوضاع لم تتغير فيما يتعلق بالمخيمات ، لا بل زادت الاوضاع سوءا بالنسبة لنا في الاردن ، حيث تم تجنيس الملايين من هؤلاء اللاجئين والنازحين واقيمت مدن عشوائية على اراضي المخيمات لتتحول بالتدريج الى مدن تنافس المدن الاردنية وينافس سكانها اللاجئون العمالة والتجارة المحلية بدعم من الحكومة عن طريق الاعفاءات ودعم المنظمات الفلسطينية التي اصبحت عصيا بايدي الحكام العرب وبالتالي تم التمهيد منذ ذلك الوقت لحل القضية على حساب الاردنيين ولا زال السيناريو مستمرا الى اليوم مع بعض التعديلات الطفيفة .القانون الدولي يمنح اللاجئء حقوقا مؤقتة الى حين العودة ولكن لا يمنحه حق المواطنة الكاملة ان كان حقا لاجئا يسعى للعودة الى وطنه ، الا ان ما جرى ويجري اليوم هو عملية احلال شعب مكان شعب اخر ، حيث تخلى اللاجئون عن حقهم بالعودة وصاروا يطالبون بالرقم الوطني والهوية الاردنية ويتهمون اهل البلاد بالعنصرية عندما يتعلق الامر باقامتهم في الاردن ويطرحون شعارات مثل الحقوق المنقوصة في اشارة الى حقهم بالهوية وكأنما فلسطين اصبحت شيئا من الماضي بالنسبة لهم؟؟؟ وتحولت المخيمات الى مدن وقواعد قابلة للانفجار ويصعب دخول الامن اليها احيانا . واليوم نرى ونعيش سيناريو المخيمات يتجدد باستقبالنا ملايين السوريين والعراقيين والسماح لهم بالاقامة والهوية ، وكم اثار استهجان الاردنيين تصريح وزير داخليتنا حسين المجالي بان مخيم الزعتري يعد اكبر خامس مدينة اردنية ؟؟؟ منذ متى اصبح اللجوء مدن في الشرع الدولي يا باشا ؟؟؟ وهل الاردن برأيكم قطعة ارض للايجار او البيع او الاستثمار؟ وهل سألتم الاردنيين عن رأيهم بتصرفاتكم وقرارات الحكومة بقبول اللاجئين على اراضيهم؟ هل من المقبول والمعقول ان يصبح الزعتري بما يحوي من فئات وطوائف وعصابات وانتم من اكد قبل ايام بان القتيل في الزعتري اثناء هجوم ' اللاجئين ' على قوات الدرك كانت اصابته من الخلف اي من داخل المخيم ؟ وهو ما يشير الى اعتراف ضمني بوجود مسلحين وسلاح داخل المخيم؟؟؟؟؟ هل من المنطق السماح بتجارة البشر واللاجئين في الزعتري التي يمارسها بعض الاردنيين تحت سمع وموافقة وزارة الداخلية بما يسمى الكفالات؟؟ وهل هناك مشروع جديد تتباهى به وزارة الداخلية والحكومة الاردنية باقامة مدن الزعتري ومريجيب ونحن نعاني ما نعاني من نقص بالموارد والمياة وحتى المواد الاساسية؟؟ نأمل ان نلقى اجابة وتوضيح من وزير الداخلية حسين المجالي على اسئلة الاردنيين هذه وغيرها حول منح الجنسية للسوريين والتباكي على ابناء مخيم اليرموك بشكل يوحي بانه ليس هناك معاناة في سوريا الا ابناء المخيم ؟؟ وما سبق ذلك من مبادرات نيابية ومباركة رسمية لمنح ابناء ' الاردنيات ' المتزوجات من اجانب حقوقا اضافية ومن هم هؤلاء الابنا ومن هم ابائهم ؟ والله لم اسمع باردنية متزوجة من ايطالي او فرنسي وتطالب لابنائها بحقوق ؟ حولتم الاردن الى بلد المخيمات وبلد اللاجئين وبلد النصارى والمهاجرين ولكن نسيتم ان الانصار اليوم في الاردن يطالبوكم بتهجيرهم الى عالم اخر غير عالمكم ولا يريدون العيش على هذه الطريقة فيا ليت نجد توضيحا لحقيقة المخيمات هل هي قرار كارثي ام منفعة شخصية؟؟؟؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-04-2014 10:35 AM

الكاتب الفاضل أعتقد بأن قولك : أقتبس "..وهو ما دفع الكثيرين للهروب إلى مخيمات اقيمت لهم في الضفة الغربية التي كانت جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية ونصبت لهم الخيام وقدمت لهم..." فيه مغالطة تاريخية حيث لم تكن الضفة الغربية جزءاً من المملكة عشية حرب ال48 .

وأضيف بأنه حتى مع قرار الوحدة المزعومة ؛ فلقد كانت الضفة "وديعة" بيد الأردن وهذا ما أعلنته وأكدته الأردن للجامعة العربية عشية قرار الجامعة بطرد الأردن من عضويتها نتيجة فعلها الباطل بإعلان الوحدة.



أما السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليها فهو لماذا بقي اللجئين في الضفة الشرقية بين عامي 48 وال67 بدلاً من الاقتراب من ريحة بلادهم في الضفة الغربية المطلة على أراضي ال48؟

والجواب باعتقادي هو أن الوطن ننظرهم كان ولا زال "مصالح وذكريات" وحيث مصالحم فأنهم يلزقون ودمتم

2) تعليق بواسطة :
20-04-2014 08:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوه الكرام
السلام عليكم
أسئلة بريئه برسم الاجابه الهادئه ، اطرحها على الجميع ، فقط بهدف الفهم والتحليل .

1- عندما احتلت اسرائيل" اجزاء " من فلسطين عام 1948 ، لماذا ثبت " بعض " الاخوه الفلسطينيين في ارضهم ، وتركها بعضهم ؟ .

2- الاخوه الفلسطينيين اللذين فضّلوا ترك مدنهم وقراهم بسبب ظروف الاحتلال 1948 ، لماذا لم ينتقلوا الى اماكن اخرى غير محتله داخل فلسطين ( الضفه الغربيه وقطاع غزه ) ؟ .

3- بعد نكسة 1967 لماذا ترك بعض الفلسطينيين ارضهم في الضفة الغربيه ؟ وفضلوا الانتقال الى وطن بديل !

3- بعض الاخوه الفلسطينيين يستطيعون العوده لقلسطين ... لماذا لا يفعلون ؟ .

بعيدا عن " المجاملات " ، ولا استسيغ استعمال كلمة " النفاق " احتراما للذوق العام للمعلقين الكرام : يعيش في الاردن الان شعبان وليس شعب واحد ، وارى ان محاولة طمس الهوية الفلسطينيه تحت مظلة اطلق عليها " الوحده الوطنيه " هو تجني على فلسطين .. الارض والانسان ! .

ملايين الفلسطينيين كتب عليهم ان يعيشوا في وطن بديل ... هذا ما تريده اسرائيل ، وللاسف الشديد فقد قمنا بحسن نيه او سوء نيه بمساعدة اسرائيل بتغيير جنسية الفلسطينيين لتثبيتهم في ال وطن ال بديل ، وذلك بمنحهم الجنسيه الاردنيه .

سادتي : يستطيع جواز السفر والرقم الوطني الاردني تغيير " جنسية " الانسان الفلسطيني ظاهريا ومؤقتا ، ولكن كل الاغرائات لن تغير " هوية " الانسان ، فهوية الانسان الفلسطيني الحر هي "هواه " ووجدانه وروحه التي بين جنبيه . وهذا ما لن تستطيع اسرائيل ان تفعل معه شيئا ، ولو طال مقامها في فلسطين كما طال بقاء العرب في الاندلس !

وان لا بد من همسة بأذن الاخوه الفلسطينيين : على من استطاع منكم العوده الى فلسطين فليغعل فورا ، وان يكن في ذلك بعض التضحيه بمنصب او مكتسبات ، ففلسطين تستحق ولها في اعناقكم دين . ولا تنسوا أن من ترك داره .. قل مقداره .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012