أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


( الأدب اليهودي .. لماذ لا نقرأ او نسمع عنه )

بقلم : برهان جازية
21-04-2014 06:25 PM

الكاتب : برهان جازيه

الأدب العالمي جميعنا اجمالا اطلع عليه .. العربي والروسي والفرنسي والانجليزي وغيره ... ولكن نحن العرب بالمجمل وانا واحد منهم لم أسمع يوما عن ( الأدب اليهودي ) ... المؤلفون والكتاب اليهود من هم ؟ .. وعن ماذا يكتبون ؟ ... وما هي فحوى ومضمون رواياتهم وقصصهم ؟ ... هل ( جير ) الأدب اليهودي سياسيا لصالح دولتهم /الكيان الصهيوني خدمة لأغراضهم الاستعماريه ففقد ألق ابداعاتهم الادبيه ؟ ... هل ما جرى على ( الأدب اليهودي ) جرى على باقي الفن اليهودي الأخر من ( غناء وتمثيل ....) ؟ ... لا بد ان هناك ادباء ( يهود ) يتمتعون بحس عالي من الفن والادب والذوق والابداع ... لنحيد جانبا ( موضوع السياسه جانبا ) .. لا اريد ان اخذ الجانب السياسي بمقالي هذا ... اريد ان القي الضوء فقط على ( الادب اليهودي ) ... اين هو الأدب اليهوي ؟ .. ولماذا لا يصلنا منه شيء ؟ ... اعيد وأكرر لا اريد ان يفسر مقالي على اساس سياسي ( كتطبيع واعداء واحتلال وترويج والى ما ذلك ) .. اريد ان اخذ الجانب الادبي كـأدب عالمي فقط .
وعوده الى الموضوع ....
ما الذي دفعك للتفكير بالأدب اليهودي ؟... ما دفعني هو اردت ان اعرف الطبيعه الانسانيه الحقيقيه التي يختزنها الشعب اليهودي والتي تتجسد وتتعمق وتكون صادقه عند الكتاب والادباء بشكل خاص .. فالادباء والكتاب اجمالا يتصفون بالحس المرهف والعالي والخيال الواسع الجمالي ووصف العمق النفسي والانساني بصوره دقيقه جدا ويميلون الى الواقعيه وهدفهم سامي وهو اخراج عمل يخدم البشريه بطريقه او بأخرى بغض النظر عن الدين او اللون او الجنس او اي شيء أخر .. انا اعتبرهم طبقه نقيه حياديه ينظرون الى البشر نظره واحده وعلى مستوى واحد ... ومن هنا لا بد وأن الأدب اليهودي له بصمه بالعالم .. ربما غيرنا نحن العرب قرأ لهم ويعرفونهم بالأسم .... ولكن نحن العرب لا يوجد لدينا هذا الانفتاح الادبي ناتج عن التخوف من اعتبارات سياسيه ربما او اشياء اخرى في حين لا اجده مبرر للمنع من الاطلاع على ثقافات العالم بغض النظر عن اي دافع .
هناك كتاب يهود رضخو لسياسة كيانهم ووجهوا كتاباتهم كلها خدمة للصهيونيه ..ز ومنهم من رفض هذا الامر كليا وفصل الادب عن السياسه وتركوا اسرائيل وكيانهم وعادوا الى المهجر لأنهم اعتبروا ان الادب لا يخضع لأي سلطه او يجير لأي طرف وانه ليس اداه لأي طرف او مفهوم يخرجه عن واقعه النبيل والغايه التي خلق ووجد من اجلها الأدب او الثقافه بشكل عام .
هناك كتاب عالميين يحملون جنسيات مختلفه وهم من اصل يهودي وامتهنوا مهنة الكتابه من قصص وروايات وشعر ونقد وتحليل ادبي وفنون بشكل عام وقرأنا لهم وانتشرت اعمالهم بكل اصقاع الأرض .. ولكننا لم نرى بكتاباتهم النفس العنصري او الحقد او التهجم على الاديان او على طائفه او التحيز لدينهم ( اليهودي ) كتبوا من أجل الأدب فقط .... ولكن ما اود ان اشير له وهو من هم ( الكتاب اليهودين ) الموجودون بالكيان الأسرائيلي وعلى أرض فلسطين .. هؤلاء من هم ؟ .. وماذا يكتبون ؟ .... وهل اعمالهم واسمائهم وشهرتهم منتشره بكل انحاء العالم بأستثناء العرب ؟ .. لماذا لم يواجهني بحياتي ان ( تطرق ) كاتب او مؤلف او اعلامي او قناه فضائيه للتحدث عن ( الأدب اليهودي ) بشكل عام وتقوم بتحليله وتصنيفه والاشاره الى ما هو جيد منه والمبدع والى ما هو سيء والى ما هو يخرج عن نطاق الأدب ويسخر لخدمة اسرائيل ... اي بمعنى لماذا لا يكون هناك القاء نظره على أدبهم وثقافاتهم .. وهو لا يعيب العرب ان تطلع على ثقافة الغير .,, وخاصة ان ( الموضوع اليهودي ) قريب جدا منا وبيننا وبينهم اقتراب حدودي ووجودي ونزاع وصراع وقصص وروايات واحاديث واختلاط وربما ايضا تبادل سياسي واقتصادي بغض النظر عن ( أصل الموضوع وأصل القضيه وأصل الصراع ) .... لو أخذنا جانب اخر من الموضوع كمثال وهو ( مثلا الفلسطينيون ) المقيمون مع اليهود بنفس الأرض بفلسطين والعرب المختلطون مع اليهود بكل انحاء العالم الا ينتج عن ذلك تبادل افكار واراء واختلاط فكري وتبادل وجهات النظر واطلاع على ثقافة الغير بغض النظر عن الصراع او الاختلاف السياسي القائم بينهم .. نحن لنأخذ الجانب الثقافي او الادبي .
هل ساهم الأدب اليهودي بتطور الأدب العالمي منذ نشأة الخليقه كباقي الاداب والثقافات الاخرى ؟ ... وما مدى مساهمة الأدب اليهودي بتحسين البشريه وخدمتها ؟ ... ما هي الاعمال المصنفه ك ( أدب اليهودي) او فنونهم بشكل عام التي لا يستطيع اي انسان على وجه الارض ان ينكرها او يقلل من قيمتها او شأنها ويشهد لها كعمل ابداعي وتركت بصمه بالأدب العالمي ؟ ... لا بد وان هناك كتاب ومؤلفين يهود انتجوا أدب وفنون ساهمت بتحسين اوضاع البشريه منذ نشأه الخليقه الى يومنا هذا .
مر الأدب اليهودي بسلسله طويله من الاحداث التي واجهتهم على مر العصور .. ما قبل احتلالهم فلسطين وما بعد الاحتلال ... ولا بد ان الأدب اليهودي تأثر بهذه الاحداث كباقي الاداب الاخرى والأقوام الأخرين ... ولا بد انه تم الأشاره بكتاباتهم الى تلك القصص والاحداث وخاصة انها كانت تعتبر جزء من التاريخ اليهودي وهذا لا ينقص من عملهم الادبي في شيء .. ولكن ان زاد الأمر عن حده واصبح يتكلم بلغه عنصريه او طائفيه او بث الحقد او السعي الى التحريض او العنف او القتل من هنا يخرج من نطاق الأدب الى ( اعلام مسموم ) وما ينطبق على الأدب اليهودي ينطبق على باقي الاداب من الاقوام الأخرين .
هناك من الكتاب اليهود الذين استلهموا من كتبهم الدينيه بعض الصور التي استخدموها وسخروها بتحسين رؤيتهم بكيفية اخراج عملهم الأدبي ... بغض النظر عن صدق هذه الصور وصدق احداثها .. وربما تكون ( خرافات / أساطير ) بنظر الأخرين ولكن بنظرهم قد تكون واقع وأيمان وطقوس حقيقيه وموجوده ومتوارثه .... ولا بد ان الأدب اليهودي تأثر بهذه الخاصيه كبقية الثقافات والأداب الأخرى ...
نحن العرب كون بيينا وبين اليهود صراع غلافه (الاحتلال ) ننظر دائما الى الأدب اليهودي على اعتبار ان ادابهم وثقافاتهم جميعها بالمجمل هي ( عنصريه واحتلاليه ) فاصبحت لدينا قناعه مترسخه اننا لا نقبل منهم أي شيء بغض النظر عن قيمة هذا الشيء ... في حين ان هذه القاعده لا تنطبق على كل الكتاب والمثقفين اليهود ... هناك كتاب يهود يعيشون والى الأن بالمهجر وبدول اخرى ويحملون جنسياتها ولا يريدون العيش بأسرائيل ولم يخضعوا لأي ضغط من قبل الصهيونيه لتكريس ادابهم لخدمتها والخروج عن أدب وهدف ورسالة ألأدب الذي اصلا وجد من اجله وهو ان ( الأدب والثقافه ) تحاكي الجميع وكل البشر ولم يمكن تسيسيه فهو حر طليق لا يخضع لقيود او ابتزاز او انه يستخدم كأداه لأنه بهذه الصوره سيخرج عن مفهومه وهدفه السامي ولا زال هناك كتاب يهود متمسكين بمبادئهم الساميه .. على العكس لقد شهد التاريخ ايضا ان هناك كتاب يهود هاجموا اسرائيل بكتاباتهم ورواياتهم وقصصهم واعتبروها دوله محتله وظالمه وضد البشريه والأنسانيه وكان لكلامهم وأدابهم هذا صرخه صادقه ومدويه بالعالم أجمع ومع هذا العرب لم يشيروا الى هؤلاء او الاقتراب منهم او التعامل معهم فعاملوا كل ( الأدب اليهودي وثقافتهم وكتابهم ) على وتيره واحده وبنفس المستوى وبنفس المفهوم وهنا فقد العرب لون أخر من الوان الأدب العالمي والذي بلا شك له جماليه خاصه تطغي وتضيف للأدب العالمي نكهه جميله تعزز من اتساع فهم البشر وتحثهم على التنوير والسؤال والابداع والغوص بعلوم الغير والاطلاع على لون أخر من الوان الأدب أسوة بالأداب الأخرى وعلى مر ومختلف العصور وحضاراتهم مثل ( الفرنسيه والروسيه والأنجليزيه والأسيويه والأفريقيه والدول اللاتينيه واليونانيه والأغريقيه والعربيه .... ) والتي جميعها بلا شك هي عباره عن ثقافات وأداب متنوعه تطرقت بكتاباتها الى كل شيء ومنها التاريخ والدين والاحداث والسياسه والاقتصاد والاجتماع ووصف المكان والزمان والصفات البشريه والغوص بالعمق النفسي للبشر وتحليل الأشياء وغيره من جماليات ( الأدب والثقافه ) والتي تنوعت كراويات وقصص وشعر وغناء وغيره .
نحن تطرقنا الى الجانب ( الأدبي ) هنا فقط ..في حين ان هناك حوانب أخرى مرتبطه به وفي كافة المجالات التي تتعلق بهذا الأطار والتي تتعلق بكل شيء يخضع ( للثقافه والعلوم الأخرى ) ... لا بد وان هناك سجل طويل وكبير من المؤلفات لكل شعوب العالم بكافة المجالات ولا بد من ( عولمتها ) لتكون بمتناول يد الجميع من باب الأطلاع والأستفاده وألقاء نظره ومعرفة بماذا يفكر الاخرون وما هي ثقافاتهم وادابهم نأخذ منها الجيد ونبعد عنا ما هو سيء .
لم أقرأ بحياتي لكاتب يهودي مقيم بفلسطين منذ احتلالها ولم اعرف من هم ولا اسمائهم وما هو فحوى ومضمون كتاباتهم من قصص وروايات واشعار وأي فن أخر ... لربما لسببين .. انما بسبب التعتيم على اعمال اليهود الادبيه من قبلنا نحن العرب ناتج عن الصراع القائم فيما بيينا وخوفا من الدخول ( بميمعة التطبيع ) .. واما ان الكتاب اليهود المقيمين بفلسطين منذ احتلالها خرجوا عن رسالة الأدب الحقيقيه ووجهوا اقلامهم نحو خدمة اسرائيل وتحقير العرب والحث على العنصريه والعنف والتزوير وتبديل الحقائق فخرجوا من اطار الأدب ففقدت الطائفه اليهوديه شيء اسمه ( كتاب ) فخلت منهم واعتقد انه بهذه الحاله غابت اليهود ادبيا عن العالم منذ 70 عاما الا من بعض اليهود الذين ما زالو يقيمون خارج اسرائيل وهم قله ولا زالوا يحافظون على رسالة ومفهوم الادب الحقيقيه ومع هذا لا نعرفهم الا بالصدفه واعمالهم قليله وغير مشهورين بالمعنىى الكافي ...
ملاحظه : لقد قرأت أدب عالمي لكتاب قيل انهم من أصل يهودي ( هذا كان قديما ) ووجدت بكتاباتهم قمة الأبداع والتألق والحياديه وكتبوا من أجل الأدب وتحقيق رسالته ... انا لم أقرأ شيء منذ 20 سنه ... لم أجد بعد عصر العظماء والقدماء مثل شكسبير وديستوفسكي وشارلوت برنتي وهمنغواي وغيرهم من الكتاب اي أدب يستحق أن يقرأ من بعدهم لعدم قدرة أي شخص ان يصل الى ابداعهم او يتجاوزه ان كان عربيا او غربيا في كافة المجالات لذا اردت ان اتخذ لون أخر من الأدب العالمي وهو الأدب اليهودي لعل ذلك يفتح شهيتي على ثقافه جديده اكتشف بها ابداع وتشبع فضولي .. لكني أخاف أن انتكس واتفاجأ من ادابهم وثقافاتهم المتدنيه أسوة بغيرهم فأعود الى الصفر من جديد باحثا عن ثقافه او أدب أخر عالمي .. ربما التجا الى أدب غير مكتشف بالنسبة لي أجد فيه ربما ابداع وتألق وتفوق على الكتاب العظماء والقدماء ... ربما ... الأدب العربي تحول منذ زمن بعيد الى كتابات ( سيناريو وحوار ) نراها تفسر على شكل مسلسلات تافهه.... هذه وجهة نظر .. مع احترامي للجميع.
والسلام عليكم
برهان جازيه
Burhan_jazi@yahoo.com






التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012