أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ليدز آند جنتل من : هذا وطن وليس سلعة

بقلم : محمد البدارين
29-04-2014 08:53 PM
برغم كل النوايا المسبقة ، وبرغم كل الحيل البياناتية المستعملة ، فقد جاء تقرير المحقق عمر الرزاز ، بمثابة تشييع جنائزي مخفف ، لعصر الخصخصة الاردني ، الى مثواه الاخير ، غير مأسوف على شبابه ، ولا على كهوله ، الا من قبل اولئك الذين تحولت الخصخصة عندهم الى صنم يرمز الى تصنيف فئوي عصبوي ، حتى اصبح في مفهومهم ، ان نقد الخصخصة لا يقصد منه الا التعرض لصنمهم الفئوي.مع اننا سبق ان شرحنا ، بطريقة مختبراتية بالغة الدقة ، ان كلا الصنمين التوأمين ، اللذين انقسم العباد من حولهما ابان مرحلة السبهللة ، لا علاقة لاي منهما ، لا بالاعمام ولا بالاخوال ، ولا بأهل العمعمة ولا بأهل الخصخصة ، لكنهما في لحظة الذروة القصوى للنشوة السلطوية الجارفة ، استلحقا نفسيهما بهذه الانتسابات المفتعلة ، وفق مقتضيات نزاع سلطاتي انتهازي نفعوي ، حتم عليهما معا في لحظة الانشطار ، ان ينقسما على نفسيهما ، حسب اول قاسم متوفر، وقادرعلى تحشيد المريدين والاتباع ، فكان لهما ذلك ، بفضل سخافة الاوضاع وتفاهة المرحلة.على ان المهم الان ، ان عصر الخصخصة قد ولى ، وشيع جثمانه الفاسد الى المزبلة ، ملفوفا بورق خفيف ، من النوع نفسه الذي يحبه التابعون ، ومملوء بالنقاط والمصطلحات والارقام والرسوم البيانية الملونة ، تماما كتلك التي اشتمل عليها وعد الخصخصة اول مرة. عندما عربّها زيد الرفاعي ، الذي حين تحيّر بالتعريب على التلفزيون المحلي ، اضطر لاستعمال الكلمة الانجليزية نفسها ، لعلنا نفهم انه يفهم بالازيشينات! ( جمع zation ) بصدق ، لم يكن بوسع اللجنة الرزازية ، المحترمة قليلا ، برائحة منيف الرزاز ، الا ان تلفلف الموضوع ، بشكل يشبه تلفيف ميت سابق ، تعفنت جثته ، وطلعت ريحته ، فكان لزاما عليها لضرورات التلفيف الجيد ، ان تعلن للناس شيئا عن انتهاء شغلها ، مع ما يلزم لذلك ، من فضفضة اعلامية موسعة ، بقصد تضييع المسؤولية عن الثروات المهدورة والمنهوبة ، وتصعيب عمليات المحاسبة والمساءلة والادانة ، وافشالها سلفا. الامر الذي استلزم تقديم اعتراف تعميمي مبرّد ، بشيء من الهدر جراء عمليات التخصيص ، يمكن تفسيره على صورة خطأ في الاجتهاد ، قد يستحق فيه المخطىء اجرا من الله !!وبقصد تحمية وجه التقرير ، وتمريره على الناس كأنجاز او حل او مخرج ، ستعقّّب عليه بسرعة احدى شخصيات دولة الرئيس المختلفة ، بطريقة بلاغية اجترارية خالية كالعادة من اي معنى محدد . لكن هذا الاعتراف المعمم والمبرّد والمعقم بعناية فائقة ، سيظل بدون شك ، دليلا كافيا ، يؤكد بيع الموارد والموجودات الوطنية الاردنية، بطريقة اقل ما يمكن ان يقال عنها ، انها تنم عن جهل البائع او استعجاله او فساده او تواطئه مع الغريب.وللتخفيف ، من قسوة هذا الوصف ، على الاطراف المعنية ، سنؤكد ، ان هذا التواطوء او هذا الجهل ، هو حكاية مألوفة في تراثنا الشعبي ، وقد انعكست منذ زمن بعيد في ديوان شاعرنا الوطني العظيم ، حين يقول : زيتون برما داشر .. تعيّشوا يا همل! ، وهي بالمناسبة حكاية تتكرر بين حين واخر ، عندما يموت الاب الاردني المزمن ، فيستعجل الورثة المنقسمون على انفسهم ، بحكم تعدد الزوجات والكنائن ، بيع الموروثات ، وتسييلها ، وتضييعها ، مع ما يصاحب ذلك من منازعات ومشاحنات ، قد تستدعي احيانا الذهاب الى السجن. وخير من يمكن ان يروي لنا شيئا من تفاصيل هذه الحكايات المحلية ، بعض سماسرة الاراضي المخضرمين ، المتخصصين تحديدا ، في احواض القرى الاردنية المضمومة ، طوعا او كرها ، الى عمّان ، في مرحلة الامانة الكبرى!!وعلى الرغم من ذلك ، وغير كل ذلك ، وبرغم الانجلاء الكوني الشامل ، لهزيمة الخصخصة ، فلا يزال عندنا حتى الان نفر من اهل الحل والربط ، يصر على الدفاع عنها وتستير فضائحها ، وكل مادته التي يعرضها بهذا الخصوص ، لا تتجاوز معلومات تقارير جارية ، تشبه نشرات اخبار الثامنة ، لكنها مطبوعة باللغة الاجنبية.وهذه ، طبقة اخرى متقيحة ، من طبقات مصائبنا ونكباتنا المتراكمة فوق بعضها بعضا ، سواء في هذا البلد الذي اردنا بناءه ، او في هذه الامة التي اردنا خدمتها ، وذلك ، منذ ان ابتلانا الاجنبي ، بنخب ببغاوية مهجنة وجاهلة ومضبوعة ومستلبة ومتسفلة ومتغطرسة ، وسلمّها امورنا بالكامل ، فسامت مجتمعاتنا الكريمة ، شتى صنوف التجريب والتخريب والتخريف والتسخيف ، ظنا منها أنها تقود الناس الى الامام ، ان افترضنا حسن النوايا وعدم الارتباط.وحتى لا نتوسع ، ولكي نتجنب الشعور بالأسى ، فاننا سنعلن الان عن فرحنا بالنصر ، نصرنا نحن هنا في الاردن ، ونصر الانسان نفسه في كل انحاء المعمورة ، فقد انفضحت النيوليبرالية في بيت اهلها اولا ، وهي الان تنفضح وتندحر في كل مكان نهبته ، فقبل ان تطلع رائحتها الكريهة في بلادنا ، كانت قد طلعت هناك في الوول ستريت ، وبرذرز ، وفي الجزر المحمية بالتاج البريطاني كمستنقعات قذرة للاموال العمومية المسروقة. وهاهم الان ابطال الليبرالية والخصخصة ودعاتها ، يتحولون في كل مكان ، الى منبوذين ومطلوبين او جناة هاربين من وجه العدالة اوسجناء او تائبين يرجون التسوية والصفح في احسن الاحوال.ما احلى انبلاج الفجر ، وما احلى منظر الهمل والزعران والسرسرية والتافهين والافاقين والاوغاد وحملة الحقائب المدولرة ، وهم يتوارون عن الانظار ، ويتخفون في المطارات باسماء مستعارة ووجوه ترهقها قترة ، وما اجمل هذا الصبح العربي الاحمر المنفلق على هيئة جرح كبير في جبهة الظلام!!لا تبتئس ايها الانسان، فظلام العصور كان دائما يرحل ، وكنت انت دائما تبقى ، وتلك هي الايام والاموال خلقها الله للتداول بين الناس ، وتيقن ان لم تكن قد تيقنت بعد ، ان الخصخصة هي بنت الرأسمالية ، وان النيوليبرالية هي الرأسمالية نفسها ، ولكن ، بنسختها الاصلية المجردة من التزييف ، او غير الخائفة من الله ولا من الشيوعية.انها نظرية داروين القائمة على مبدأ الفناء للاضعف ، وبنيانها المتضعضع كله يقوم على اساس فكرة التسليع والتسويق واليد الخفية للسوق ، وهي بخليط من المفاهيم الغامضة المستمدة من انبعاثات الشهوة والرغبة ، تخلط في ادبياتها ، بين العام والخاص ، فيتحول العمومي الى خصوصي ان كان مادة ، ويصبح الخصوصي عموميا ان كان معنى ، فتضيع المادة ويضيع المعنى معا ، خصوصا من الضعفاء والخاسرين . انه خليط مفاهيمي بهائمي متوحش فعلا ، لكنه بغرض الخداع ، يتغطى بغلاف ناعم ، باهر الصور والعبارات ، القادرة على الجذب والتوريط. فتأمل ايها الكادح الى ربك كدحا ، كيف يمكن ان تستباح وانت تلهث خلف المستبيح ، مثل ضحية من ضحايا الضباع .ذلك ، هو عصر الاهانة ، انه عصر يهين ملايير الناس ، عبر تجويعهم من اجل اتخام نفر منهم وهو ليس منهم ، مع تشليح مخز ومقرف ، للنساء على وجه الخصوص ، بغية تحويلهن الى صناعات تصديرية او مستوردات ضرورية ، لتعديل موازين المدفوعات المختلة ، في ما يسمى عالم التجارة الحرة ، الذي لم تزدهر فيه اية تجارة ، اكثر من تجارة البغاء والرقيق والسموم والمخدرات والمرتزقة والاسلحة الفتاكة.حدث ذلك ، امامنا ، في مطلع الالفية ، او قبله بقليل ، في عهود بوش الاب والابن وتشيني ورامسفيلد وابوغريب والتوماهوك والبلاك ووتر والسجون السرية ، وعمليات القتل المستهدف ، والشرعية الدولية التي اكتشفت فجأة ، وفي عصور الحكومات الوطنية المتجردة من بواقي وطنيتها احتفاء بعرس الاسياد ، حتى تحولت الدولة الوطنية المزعومة ، الى مجرد جهاز رسمي متضخم ، مخصص للنصب والاحتيال على شعبها ، بناء على الاوامر احيانا ، ومن دون اوامر في اكثر الاحيان!!ما احلى النصر ، الذي نراه قريبا ، وما احلى فلسطين ، وما اعظم شعبها الفلسطيني للابد ، وما احلى الاردن وشعبه الاردني للابد ، شعبان كريمان من امة واحدة اصلها ثابت وفرعها في السماء ، امتنا ، التي لا تزال دماء ابنائها الغيورين ، تجري كالانهار منذ مائة عام وعام في كل ميدان وساح ، لانها ترفض ان تموت!!قد نكون فلسطينيين وقد نكون اردنيين ، لكننا بالتأكيد لسنا من منابت واصول شتى ، جرى تجميعنا مؤخرا لصناعة كيان ما ، ولا يجوز ان يطلق علينا هذا الوصف ، فجميعنا كنا دائما هنا ، نقطع الشريعة غربا وشرقا بدون اي جسر وبلا اي تصريح ، ونحن متأكدون تماما بان لنا اصل واحد ومنبت واحد فقط لاغير. ولسنا ملزمين على الاطلاق باية كلمة وردت بخطاب كلينتون امام برلمان وادي عربة ، او اية كلمة سترد في خطاب كيري المحتمل ، ولا بأي خطاب لاحق يتجاهل حقيقتنا الوجودية الازلية الثابتة. مع الاحترام للجميع.اما الحوش واللمم ، ان كان هناك حوش ولمم في هذا العالم ، فانهم هم اولئك الذين جرى تجميعهم من شتى الاصول والمنابت ، لاستحداث كيان مصطنع سيظل يعيش على الاجهزة حتى يموت ، انهم كما يعرف روبرت ساتلوف نفسه ومعهده ، هم اولئك الذين جاءوا قبل قليل ، من شتى بقاع الارض ، محملين على ظهور البواخر والطائرات ، فاغتصبوا بلادنا وطردونا من ديارنا ، بدعوى وعد ممنوح لهم من السماء او وعد منحته لهم لندن ، انهم هم ، وليس نحن ، الذين يمكن ان ينطبق عليهم قول قائل ، سكان من شتى الاصول والمنابت ، اذا كان هناك من هو معني ولا بد بتطبيق هذا الوصف على احد.قد يطول الشرح ، وقد يتسع الجرح ، وقد ينسى من ينسى ، لكننا نحن نؤمن ان في الاردن شعبا اصيلا قال للعالم كله مرة بعد مرة انه يريد الحياة ، ونؤمن ان امة تقدم كل هذه الانهار من الدم المتدفق ، لا بد انها امة تريد الحق وتريد الحياة بالفعل !!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-04-2014 09:39 PM

سلمت وسلمت يدك وسلم قلمك ايها العربي الاصيل والاردني الوطني .
تحياتي على هذه الحروف الذهبية التي كونت هذه المقالة .

2) تعليق بواسطة :
30-04-2014 11:00 AM

إلى الكاتب الرائع البدارين تحية
مقالك هذا يحتاج إلى تكرار وان يقرأ من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ومن فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق، أشفيت ووعيّت.
أكثر ما يحز في النفس يا أخي أن النظام المولود من رحم المستعمر الإنجليزي المتخصص في خصي الأصايل، وأول من أخترع عملية تكديش الأصايل هم الإنجليز وأتباعهم في منظومة الفساد هنا محليا، رغم حرمة أو كره"مكروه" تكديش الأصايل في السنة النبوية وفي العرف العربي الأصيل، ولكن كثير من ألأصايل منا يقعون في حبائل هذا النظام ويزين لهم حتى عملية تكديشهم وخصيهم أنفسهم والأمثلة كثيرة.
منيف الرزاز هو إرث قومي وطني يرقى الى مستوى الأمة العربية، أصيل ومناضل وتاريخ، ولي معه شخصيا قصة رائعة حينما كنت متخرجا من المدرسة بعد التوجيهي وابحث عن منحة دراسية فكان للفقراء الأصايل حصة عند المناضل الرزاز.
ما كان لعمر الرزاز أن يقبل أن يكون وردة تزين ملف الفساد وأن يستغل إسمه عسلا أو دسما يخفي سوءة منظومة الفساد ونظامه....تحية للكاتب ولمحرر موقع كل الأردن أن ليس عمود الأقلام والمقالات العابرة بسرعة يستحقها مقال البدارين هذا وإنما عمود "إتجاهات".

3) تعليق بواسطة :
30-04-2014 11:13 AM

انشاء جيد

الوطن انباع و انقبض ثمنه والكومسينجي لايزال يفتش عن مشتري لبيع ما تبقى

الى متى سنبقى نخد انفسنا و ندعي الصبر والحكمه ونحن اجبن ناس تربينا على التسحيج و التعييش و النفاق والثغاء

فتفتتنا العشائريه و الجهويه واخترقتنا فرق تسد ولا زلنا على عنطزتنا و ازعم شنب يمكن شراؤه بكروز دخان او منسف او صره

اللي قبع قبع و اللي ربع ربع وراحت بالغلابى واستفاد الاذكياء و خسر الاغبياء

اشبعناهم ضربا و فازوا بالغنم

4) تعليق بواسطة :
30-04-2014 02:07 PM

هذا هو الفرق بين السرايا و القرايا ,, برأي السرايا هو سلعه للبيع يمكن قبض الثمن و العموله لكن برأي القرايا هو وطن لايباع والوطن غالي على اهله بينما لاقيم ه له عند الغرباء الا قيمة الثمن و العموله والوطن ما له ثمن ماله ثمن

5) تعليق بواسطة :
30-04-2014 02:10 PM

في الاردن شعبا اصيلا !!! لا يا سيدي في الاردن ملل و نحل من شتى اصقاع العالم والاردن بالنسبه لهم مكان اقامه او مكان ارتزاق ولا يمكن ان يعتبرونه وطن كل منهم ولاؤه لوطنه الاصلي اكثر من ولاءه للاردن

6) تعليق بواسطة :
30-04-2014 09:57 PM

كثيراَ ما يعقب النار هو الرماد
رحم الله منيف الرزاز

7) تعليق بواسطة :
01-05-2014 06:10 AM

واوضح الرزاز اننا في حالة انعدام الثقة، مشيرا ان المشكلة تكون اكبر اذا لم نخرج من هذه الحالة، مبينا انه يوجد في مجلس الوزارء مطبخ كبير لصناعة القرارات، لكنه اشار الى وجود مطبخ صغير تجري فيه كل الكواليس، لذلك لا بد من التمحيص في قرارات الخصخصة.
واعتبر ان خصخصة الاراضي تعد بنفس اشكالية خصخصة الشركات، مشيرا ان الحكومة منحت شركة الاسمنت 1800 دونم في الفحيص، وهذا من اكبر الاخطاء، داعيا الى معالجة ذلك بوضع هذه الاراضي في اطار تنظيمي لا يسمح للشركة الا باستغلالها لاغراض التنقيب عن الاسمنت.
وزيرة السياحة السابقة مها الخطيب كشفت خلال مداخلة لها، ان مجلس الوزراء لا يوجد فيه شفافية، موضحة ان بعض القضايا يتم نقاشها خلال 3 دقائق وتكون مصيرية او بملايين الدنانير، واصفة الية اتخاذ القرارات « بالهوبره «، معتبرة ان بعض القرارات كانت تؤخذ وكانها اسرار من اسرار الدولة ولا يطلع عليها وزراء.

8) تعليق بواسطة :
01-05-2014 07:31 AM

الشعب الاردني الاصيل صار يطلق عليهم الهنود الحمر و صاروا في ذيل القائمه الديمغرافيه الاردنيه يعانون الفقر و التهميش والبطاله و التقاعد .. فقد انهزموا امام زحف شتى الاصول و المنابت ,

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012