أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


معان في القلب

بقلم : عميد متقاعد سامي المجالي
30-04-2014 11:22 AM


من واجبات الأمن العام الرئيسية منع الجريمة قبل وقوعها ، وإذا ما وقعت الجريمة يجب عليهم ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم إلى القضاء ، وما أن يتم القاء القبض على الفاعل يصبح هذا أمانة بين يدي رجال الأمن يجب المحافظة على إنسانيته وحقوقه التي كفلها له القانون ، القانون الذي يجب أن يسود وبدون لا هيبة للدولة ' أحد مقاييس هيبة الدولة حسب قناعات الضليعيين بالشرطة يرتبط بكفاءة التنفيذ القضائي ' .
معان تعتبر مدينة حدودية على الرغم من بعدها عن الحدود ، وتقع في قلب البادية التي تمتد إلى أطراف الصحراء ، أهلها محافظيين خياراتهم لتأمين لقمة العيش محدودة ، كماهي خيارات باقي معظم أهالي المحافظات البعيدة ، الحكومات المتعاقبة انسحبت من حياتهم مثل غيرهم من الأردنيين ، العلاقة الوحيدة الباقية هي الجباية وتوجتها حكومة الدكتور عبد الله بعدد من اجراءات التضييق ، رافعة التضخم إلى أرقام غير محتملة .
معان يفصلها عن السعودية من الشرق خط وهمي أطلق عليه الحدود الدولية ، الناس على جانبي هذا الخط يشتركون في عادات وتقاليد وأساليب حياة متشابهة إلى حد بعيد . الأشقاء في السعودية في الجانب المقابل من الخط يتمتعون بخيارات لا حصر لها حيث تكاليف الحياة المعيشية الزهيدة . في المقابل المعانييون الذين تمثل محافظتهم ثلث مساحة المملكة يعانون من ضنك العيش الذي ولد عندهم نمط من الحياة يعتمد التقشف والزهد ، مبتعديين عن حياة الرفاهية والبذخ ،ليكونو هدفاً للحركات الدينية والأصولية منها ، مع تعامل متذبذب من الجهات الرسمية حسب ظروف المنطقة والإقليم ، ما شكل بالنهاية أزمة ثقة مع الحكومات بشكل عام ورجال الحكم المحلي بشكل خاص والذيين يجب ان يتم انتقاءهم بمواصفات معينة تنعكس بالتالي سلباً على حياتهم والأصول التي ينتمون إليهم .
لنعود إلى سيادة القانون والتي يجب عدم التنازل عنها تحت آية ظروف ، الجميع مع القاء القبض على الـ 19 مطلوب ، ولكن ليس بمعاقبة معان والتشهير بها وبعشائرها واستفزازهم وحشرهم في زوايا تحولهم جميعهم إلى مطلوبيين ، ' لا يوجد شعوب مجرمة يوجد أفراد مجرمين ' والوسائل عديدة للوصول إليهم وأجهزتنا الأمنية قادرة على ذلك بحرفيتها العالية ، لا يعقل أن ننتظر من المعانية الإشتراك في ملاحقة مطلوبين للحق العام لإنعكاسات ذلك الخطيرة على أهل معان الذين يطمحون إلى حياة هانئة معززة بالشموخ والآنفة والكبرياء ، وأملهم من الدولة التي ينتمون حمايتهم ودعمهم وكشف الإنتهازيين وعدم السماح لهم بتحقيق مأربهم .
أما أذا كان تصنيف الـ 19 مطلوب بالخطيرين والتي يجب القاء القبض عليهم وإيداعهم إلى القضاء ، يجب أن يتزامن ذلك مع حملة على المجرمين والبلطجية الذين يصولون ويجولون في عمان ومدن أخرى ، حيث البلطجة أصبحت ثقافة تجد من يرعاها ومصدر للرزق .
يتساءل المعانيون ومعهم كل الأردنيون ما هي خارطة الطريق للتعامل مع الفاسديين الذين يستفزوننا ليل نهار وها هم الآن في الواجهة لا يتحدثون إلا ،،، بالقيم ،،، المثل ،،، الشرف ،،، والنظافة ، كيف لهم إعادة الثقة بحكومات لا هم لها إلا سحق ما تبقى من الطبقة الوسطى المقلقة فقط لأنها تفكر في الهم العام ، حكومات همها إيجاد المخارج للفاسديين ، وها هي التطمينات جائتنا مؤخراً بأن هناك بوادر حل لمشكلة الكردي ، وإن الإخراج في مراحله النهائية ، وكأن الكردي الوحيد الذي تطاول على مالنا المنهوب ، أو كأنة يتجاسر علينا لولا جرعة المؤهلات الإضافية التي حصنته ، الجماعة يعتقدون بتصفية الحساب مع المحكوم الفار وليد الكردي يكون قد أنجزو كل شيء . لا ... حسابنا معكم طويل .
' لا يضيع حق وراءه مطالب '
العميد المتقاعد سامي المجالي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-04-2014 11:46 AM

الحق قد طالبه وسينجلي الليل ويطلع الصبح ،اليس الصبح بقريب؟.
أحسنت يا سيد سامي...شكرا.

2) تعليق بواسطة :
30-04-2014 01:12 PM

اخي العزيز سبق وان قلنا ال 19 كيف اصبحوا خطيرين وهم من يسرق سيارتك من امام بيتك وبقوم بالاتصال معك ويفاوضك على دفع المبلغ المطلوب ثم تقول لرجال الامن سيارتي موجوده في المكان الفلاني ومع فلان لكن سرعان ماتحصل على اوكي بنعرف بنعرف والغريب ايضا ان المخدرات والحبوب تصل لطلاب الجامعات وهذا الجزء الرئيسي للعنف الجامعي وبالامس كنت في الكرك وتحديدا مؤته وكان احد المركبات مغلق الطريق وكان الشارع له فنزلت وقلت للسائق يارجل افتح طريق هل هذه وقفه فقال عادي ادفع بطاقة خلوي وخذ الشارع كله الصيبه ليست بالمطلوبين المصيبه انهم يعرفون ان رجال الامن قادمون لهم قبل معرفة رجال اﻻمن انفسهم اذا لم بكن التعاون مشترك وجاد مابين المواطن ورجل الامن وتوعية ومراقبة ابناؤنا والحفاظ على بلدنا من كل مكروه والوقوف بحزم ضد كل مارق عن القانون لينال عقابه وعدم التعاطف معه باسم محافظه فهو مصدر اذى لها قبل اذى المجتمع

3) تعليق بواسطة :
01-05-2014 08:03 AM

الى السيد العميد اضن ان الأمن العام والدرك وانت سابقا منهم لم يقصروا في مواجهة الخارجين عن القانون حتى ان وزير الداخليه ومن قبلها لما كان مدير امن كان في مقدمة المراجعين الخارجين عن القانون بينما لم نسمع أو نرى أي من السءولين الآخرين وانت أيها الكاتب تخلط بين عمل الأمن وعمل الدولة لمجرد اللمز الفسادشيء ومواجهة المطلوبين شيء أبشرك مادام البعض من أهل معانٍ يحموا المطلوبين والمهربين والفاسدين والسلفين والمدافعين عنهم لن يسود الهدوء معانٍ وارجوا من الكاتب المحترم ان يترك أمور حماية الاردن والأردنيون لمن يستحق ان يتحمل كامل مسوءليته لا للدي قدم ولاءه لبشار وحسن نصر الله وإيران أليس هدا أكبر واقدر من الفساد أرجو النشر

4) تعليق بواسطة :
01-05-2014 09:01 AM

شكرا لك على هذه الكتابه ولجميع الشرفاء من ابناء هذا الوطن

5) تعليق بواسطة :
01-05-2014 10:15 AM

مشكور الأخ الكاتب

نحن مع ملاحقة المطلوبين في كل مكان و بنفس الكيفية

والأصل ان يمتلك الأمن الذي نعتز به و نتفاخر به القدرة على جلب المطلوبين بطريقة أقل عنفا

6) تعليق بواسطة :
01-05-2014 10:42 AM

مقال وتحليل رائع وهادف وصادر من مخلص لهذا البلد وذي تجربة في مجال تحقيق الأمن و الأمان للمواطنين. فحقا قلت اننا جميعا مع استتباب الأمن والقاء القبض على المطلوبين ويتم ذلك من قبل الجهات الأمنية وليس على ايدي المدنيين و المواطنين. واجهزتنا الأمنية قادرة على تحقيق ذلك وبهدوء ودون استفزازات فهي مشهود لها ولكن للأسف هناك من يريد بعث الأثارة وذر الرماد في العيون.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012