أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


القول الزُّلالْ في تاريخ القتالْ

بقلم : رائد علي العمايرة
04-05-2014 10:45 AM
في ذِكْرِ أحداث، سنة أربع وثلاثين، وأربعمئة وألف للهجرة - من وزارة ابي زهير عبدالله بن عبدالكريم السلطي،وهو يومذاك ابن خمس وسبعين سنة تامة، نعيذه من كل عين لامَّة- وما حصل فيها من الأحداث الجِسامْ،والبلايا العِظامْ، نسأل الله السَّلامْ.
فقد هاجت الدهماءْ،وارتجت الأرجاءْ، عندما قتل اليهود -غيلة ً- رجلا من أهل الأردن، فصدَحَ الخطباء،وعلا النحيب والبكاء،وكانوا قد قتلوه صباحا، فأقسم الناس، على الثأر له قبل المساء.

فاجتمع جماعة من (النواب) - قال اللُّغوي المبينْ 'بن الحزين':مفردها نائب،وتؤنث على 'نائبة' وقال: ابو الحقيق ابن الخرَّاطْ، في كتابه :(زبدة الماءْ في طبقات النواب والوزراءْ) لم يَرَ الناسُ منها، إلا ما كان مؤنثا- انتهى كلامه.
قيل فاجتمعوا في مجلسٍ لهم عقدوه، وعلى جَمْعِهِمْ أغلقوهْ، فأرعدوا بالوعيدْ،وأزبدوا بالتهديدْ،وأقسموا أن لا يبيت منهم،غائبٌ ولا شهيدْ، ولا راجلٌ ولا قعيدْ، حتى يأخذوا بالثأر من اليهودِ، على كل صعيدْ.
وقال 'النواب' بطرد سفير الصهاينة، ولم يصدر منهم في طرده أقوالٌ متباينة،واشتدت من النقاش حرارتهم،وجف من الصراخ لُعابُهُمْ،وسال العرق زُلالاً من نواصيهمْ، فجففوه حتى لم تبق في مجلسهم، من المَحارِمِ (فَايِنَهْ)
ثم إنهم خطبوا مترادفين فقالوا: قد أخفق الرئيس بماقال، ولقد نقض الذي عاهدنا عليه ومالْ،وقال أكثرهم :(علي الحلال) لا يبقى في الوزارة، ولابد بأن ننزع الثقة وأن يُقالْ،فنحن لا نرضى أبدا بأن يقال،بأننا واطأناه،عندما قالْ:بالموادعة ومنع الإستعجال.
ولما سمع أبو زهير مقالتهم، اشتدَّ غضبه،وارتجل من ساعته فأنشد:


خذوا عني سلاحي والنعامة(1) ...فلم يَعد الوغى يُرْجَى ضِرَامَةْ
غدت ساحُ الوَغى تحتاج فَحْلا0000ًيُفَلِّقُ هامَهُمْ هاماً فَهامَهَ
وليس اليوم من فحلٍ لدينا........ وخيرُ أسودنا أمسى نعامة(2)
ثم نظر في كل من حوله شزرا،ورمى عباءته على عاتقه،وغادرهم والقوم في هرج ٍومرجٍ حتى أصبحوا، فمن قائل نُبَيّتُهُمْ(3) ونقتل مسالحهم وذراريهم،ومن قائل نمنع عنهم الماء والميرة،ومن قائل نكمن لهم، في كل مرصد، حتى نقطع طريقهم إلى معايشهم، فلما انفلق الصباح، سكتوا عن الكلام المباح،وكان أبو زهير في بيته،قد استراح،ولم يكدر خاطره، بسماع أي اقتراح.
ثم سّيَّرَ أبو زهير، الى سفارة اليهود،جَحْفَلاً من الجند، في مراكب من الدروع،في نحوٍ من ألف مركبةٍ عليها البيارق،فطافوا بالسفارة وطوقوها في الطريق الرئيس وفي الفروعْ،فقال الناس: قد أزفت آزفة اليهودْ،ثم ظهر أن الجند طوقوها صيانةً لها من الحشودْ،أن يَنالوا السفير بسوءٍ، أو يطردوه فلا يعودْ.
واجتمع النواب للتصويت على الثقة،وظن الناس أنهم ُسَيُسقِطونَ الحكومة،وقد أعَدوا لهذا الأمر، نتيجةً مَحسومةْ،فلما صَّوَتوا ثبتوه بالأغلبيَّة،وتلك هي العادة المرعيِّة، في المجالس البرلمانيِّة،وعادوا وإياه إخواناً، كأن لم تكن بينهم وبينه خصومة.

شرح الغريب والمُشْكِلْ.
(1)-النعامة الأولى:فرس الحارث بن عباد المشهورة
(2)-النعامة الثانية:النعامة المشهورة
(3)- نُبَيِّتُهُمْ: (نُغير عليهم ليلاً) لفرط ثقتهم بأنفسهم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-05-2014 02:38 PM

صفحة من يوميات مجلس النواب الأردني.....المجلس الفاشل الذي صدع رؤوسنا بالخطابات ، وقرف منه الشعب لكثرة المشاجرات و(الولدنات) ، ولم يسفر عن اجتماعاته أي خير أو منفعة لعامة الشعب.....مجلس هزيل يضم حشدا ممن وصلوا بالتزوير ، وشراء الأصوات، والمطلوبين في قضايا يتم تحريكها أو تجميدها حسب درجة رضى الحكومة (الرشيدة) على كل منهم ، ...وأجمل أيام هذه الفئة من الشعب الاردني الصابر هي أيام مناقشة الموازنة أو التصويت على الثقة ، حيث تكون الفرصة سانحة لابتزاز الحكومة (الرشيدة) وجني المكاسب ، ومقايضة أصواتهم بتلك المنافع من (كاش) ، وتنفيعات وتعيينات للمحاسيب والأقارب والحبايب.... كان الله في عونك أيها الشعب الاردني الصابر على ما ابتليت به........أبدعت أستاذ رائد.....

2) تعليق بواسطة :
05-05-2014 12:27 AM

يااخ رائد لا تتعب نفسك , فأنت لا تعيش في العصر العباسي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012