أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إلى ساسة البلد ... "كفاكم" !!!

بقلم : منال العبادي
07-05-2014 10:14 AM
'الكرسي' ، أما حين 'يعودون له' تنقلب الطاسة رأسا على عقب (وتعود حليمة لعادتها القديمة) .
'يعودون له' .... هنا يكمن (الإعجاز) في السياسة الأردنية ، فالمقدرة والكفاءة التي يمتاز بها (السياسي) الأردني تؤهله ليكون مسؤولا رفيعا بأعلى المستويات حينما يستلم (المنصب) ، وبذات الوقت فهي تؤهله ليكون معارضا من الدرجة الأولى حين يجلس على المقاعد الجانبية (إحتياط) بإنتظار صفارة الحكم لبدء شوط جديد.
حينما نعود بالتاريخ، ونقرأ سيرة السياسيين والقادة العظماء والمؤثرين في تاريخ بلادهم ، نجدهم إما خرجوا من رحم الشعب (الطبقة الفقيرة) والتي كما عندنا تكون مهمشة ، وإما من رحم العسكر كما جرت العادة منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن في كثير من الدول العربية ..... إلا هنا في الأردن ، فالسياسي العظيم والمغوار (مخلص الشعب) فيخرج من رحم (النظام) !!! ماليا وفكريا .... فقط في الأردن ...!!! .
موسوعة غينس للأرقام القياسية تفكر جديا بإصدار ملحق خاص بالأردن ، يشمل أسماء السياسيين وإنجازاتهم منذ بداية القرن الحالي ولغاية الآن ، لأنه بالرغم من كثرتهم ، فلم يرسم أحدهم خطة أبدا (دائما على الجاهز)!! .
قال تعالى :
((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ)) .

غريبة هي السياسة في الأردن ، والأغرب منها السياسيون ، تراهم حين يجلسون على الكرسي يتنافسون في أرضاء (النظام) على حساب شعبهم وكرامتهم وقناعتهم ، ثم ينقلبوا ليتنافسوا على إرضاء الشعب حين عزلهم أو الإستغناء عنهم ... ولو إلى حين ، وإن عادوا ... يعودوا .
نادي رؤساء الوزراء السابقين بدأ (كالعادة) بشن حملة ممنهجة على رئيس الوزراء الحالي بإنتقاد حكومته سياسيا وإقتصاديا ، (فقد طال إنتظراهم على مقاعد الإحتياط) ، المفارقة العجيبة تكمن في أن الإنتقادات للرئيس الحالي ... هي واقعية وصحيحة وما تزال خجولة ، ولكن لماذا الآن ..؟؟؟ وقد إنبرى لسان الشعب من الصراخ والشكوى من آثار (سياسة القمع والإفقار الإقتصادي) الذي تمارسه حكومة النسور 'ضده' ...!!!.
السياسيون السابقون في بروجهم بالأعلى ينتقدون مستشعرين نبض الشارع ، والشعب من الأسفل يصرخ ويستنجد و .. (يولول)!! ، وما زال الرئيس الحالي مرتاح البال لا يلقي لأحد بالاً ، تماما كما حدث في الماضي مع (باسم عوض الله) ... فلم يبقى أحد لم ينتقد أدائه وخصخصته ، بينما بقي هو حتى أتم مخططاته وباع البلد ، ورئيسنا الحالي باق حتى يتمم ما أتى من أجله .. والذي يتلخص في تثبيت الإفلاس العام، ثم الرضى بما يُفرض!.
غريبة هي السياسة في الأردن ، والأغرب منها السياسيون ، وقد لخصها أحد أعمدة السياسة الأردنية الحديثة وهو على رأس مجلس 'التشريع' أثناء إدارته لإحدى إجتماعات مجلس الأمة ... لخص السياسة الأردنية بكلمتين ... (أنا الرئيس وأفعل ما أريد) وللأسف كل رئيس مرؤوس ولكن بالخفاء ...!!! .
مشاكل معظم السياسيين أصحاب المناصب في الأردن تكمن بعدة نقاط : 'قصر النظر' : فتراه يراوح مكانه لا يدري من أين يبدأ ثم كيف سينتهي، 'عدم الشعور بالأمان الوظيفي' :فتراه يحاول (التكويش) على ما تصل إليه يداه لأنه لا يدري متى يتم الإستغناء عنه ، 'عدم الولاء للوطن' :فولائه ينحصر بمن وفر له الوظيفة و(كسر عينه) لأنه لم يعين لكفاءة أو إستحقاق، فتراه المطيع،المنفذ لما يأمره به صاحب المنّة عليه، لا لما يمليه عليه ضميره ، أما حين يخرج من دائرة الكراسي ... فيفتح الله عليه (ويُكشف عنه الحجاب) ، فيصبح المنظر وصاحب الرؤية الثاقبة ، ويملك الحلول لجميع مشاكل البلد السياسية والإقتصادية، وربما الزوجية والمرورية أيضا ...!!! .
البعض مما نريد :
*بما أننا لا نريد إستخراج الثروات من باطن الأرض ، فلنستغل الثروات التي فوق الأرض ، المتمثلة في الآلاف من المتعلمين الذين لم ولن يجدوا وظائف في الأردن ، ونضغط قليلا على الدول الخليجية لإستيعابهم والإستفادة منهم ، فترتفع (حوالات المغتربين) التي زادت أهميتها في السنوات الأخيرة .
*وضع قانون 'الأردنة' على غرار ما قامت به السعودية 'قانون السعودة' الذي حقق نجاحا باهرا .
*وقف إستنزاف الماء والطاقة و..و..و..و ، لحساب اللاجئين الجدد ، والضغط المباشر على الأمم المتحدة والدول العظمى لشراء هذه الخدمات من الأردن لحساب اللاجئين بأسعار مضاعفة ، لتعويض الشعب ولو قليلا من الآثار السلبية التي خلفها وما زال بقاء هؤلاء اللاجئين (وإن كانوا يدفعون ،فأين هي الأموال ؟؟) .
*إنشاء 'مجلس وصاية' على ممتلكات وثروات الشعب ، تنحصر مسؤوليته بالمحافظة على ما تبقى من ثروات ومقدرات ،والعمل على إستعادة ما قد بيع بأبخس الأثمان .
* مكافحة وتعطيل ومحاربة ... المحاولات الحكومية الحثيثة لوضع اليد على الضمان الإجتماعي (آخر مسمار في نعش الإقتصاد) ، وبنفس العزم مكافحة المشروع النووي (آخر مسمار في نعش البيئة).
*أنشاء 'هيئة مكافحة الفساد الوظيفي' ، متخصصة في شؤون الموظفيين العموميين ، العامل منهم والمتقاعد، الصغير منهم والكبير ، والبحث في أصول ثرواتهم!! .... فمن يستطيع إقناعي بحال موظف عام مهما علا مركزه وبلغ معاشه ، إمضى حياته بالوظيفة!! ، كيف يمتلك القصور والفلل والشركات والمصانع والإستثمارات؟ .... بالله عليكم كيف ...؟؟؟ ، ثم صغار الموظفين الذين لا يخافون الله ولا الناس في أداء وظائفهم ... يجلسون في مكاتبهم تماما مثل (تنابل السلطان) لا رقيب ولا حسيب ... إلا قليل ممن رحم ربي !!! .
*التقليل من الضغط المتواصل من الدولة على جماعة 'الإخوان المسلمين' والتي تعتبر المتنفس الديني المعتدل والبديل عن المنظمات المتشددة بغض النظر عن رأينا فيها .. (القاعدة وأخواتها) ، والتي يخاف النظام ويحذر من تمددها في الداخل، ولست أرى أفضل من وضع نقطة ، ثم الرجوع إلى مبادرة 'حسن النوايا' النظام عام (89) .
*التقليل من الضغط المتعمد على الإعلام والصحافة ، والتي تعتبر المتنفس شبه الوحيد لما يواجهه ويعاني منه الشعب من ضغوط سياسية وإقتصادية... ومخلفّاتها الإجتماعية (العميقة والمُحلٍلة للنسيج الطبقي) .
*الكف عن إذلال المواطن عبر طريقة (الدعم) الحالية وإيجاد آليات تليق بكرامة المواطن .
*إلغاء مبدأ التسييس والتنفيع والتدوير للمناصب ، والبدء بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
* الإهتمام ثم النهوض بأولويات ومرتكزات وأساسيات البلد السليم ، من تعليم (المدارس)،الصحة (المستشفيات).
*إقصار عمل ' مجلس الإخفاقات' على الخدمات فقط ، (وبذلك يتّقي الشعب شر النواب) ، فنحن لا نطالب بإلغائه ليظن الغرب بأننا لسنا ديموقراطيين .. ما عاذ الله .! ولكن ليبتعدوا عن (التبصيم على التشريع)! .
غريبة هي السياسة في الأردن ، والأغرب منها السياسيون ... جميعهم تكسبوا على حساب (النملة النشيطة) وهاهم الآن يشبعونها إذلالا وتشريدا وتنظيرا ، يتباكون على كل شيئ حولنا ... إما نحن فلا بواكي لنا ...!!!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-05-2014 10:49 AM

سلم فوك يا بنت عباد ، لقد تحدثت فاجدت وابدعت فالكل يتباكى علينا وهو خارج المنصب وبعيدا عن الكرسي ، واذا ما جلس على الكرسي يصبح وحش مفترس ياكل الناس الذين كان يتباكى عليهم بالامس وذلك من اجل ارضاء سادته واولياء نعمته ودموعه في هذه المره كذموع التماسيح

2) تعليق بواسطة :
07-05-2014 11:32 AM

الضرب في الميت حرام

3) تعليق بواسطة :
07-05-2014 12:12 PM

احسنت والى الامام

4) تعليق بواسطة :
07-05-2014 12:33 PM

حتى لو فرضنا ان النظام فهم المقصود واقتنع بالتغيير .. يعني .. حزننا على شعب مسحوق فهل يستطيع ؟؟!! طبعا لا !! البلاد لا تدار بعقول سياسيها !!.. فلكل منهم شيفره توجيه خبيثة وممسك وقصة وحكاية ؟؟!! لهذا تبقى كلمات وافكار واقتراحات امثالك من الكتاب والمطلعين والمتابعين والمهتمبم احلام يقظة !! الى ان يشاءااالله ...؟... وما تشاءون إِلا أن يشاء اللَّهُ إِن اللَّهَ كان عليما حكيما.

5) تعليق بواسطة :
07-05-2014 08:53 PM

كل ما جاء في المقال هو برأيي صحيح - الدولة وظيفية في تكوينياتها في السياسة الخارجية - اما إدارة البلاد في فرئيس الوزاء هو موظف وليس مخولاّ في اتخاذ أي قرار سياسي مستقل بل هو ينفذ تعليمات فقظ باستثاء تبديل سيارته وأثاث مكتبه وتعيين المقاريب والمحاسيب

6) تعليق بواسطة :
08-05-2014 12:36 AM

اشكر الكاتبة المبدعه على هذا المقال الرائع والذي يعبر عن الواقع الحالي بكل صراحة ودقة كل الشكر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012