أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حتى الصين تغيرت بعد فوكوشيما !

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
08-05-2014 10:52 AM
في عام 2007 تجاوزت الصين ما تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية في إنتاجها للغازات الدفيئة التي تسهم بصورة أساسية في تعمق ظاهرة الانحباس الحراري واستفحالها، وباتت 7 من أصل 10 مدن الأكثر تلوثاً في العالم هي مدن صينية؛ ولذلك قررت الصين وضع خطة لإنتاج 40 غيجاواط من الكهرباء النووية بحلول عام 2020، بحيث تكون مشاركة النووي في الشبكة الكهربائية عندذاك نحو 3% (عندنا 50% ما شاء الله).
وقد بلغ إنتاج الصين من الكهرباء النووية 11 غيجاواط من خلال 14 مفاعلاً نووياً وذلك في عام 2010، ثم ما لبثت أن قررت الصين التوسع في الصناعة النووية لتوليد أكثر من 80 غيجاواط بحلول عام 2020، ولكن حادثة فوكوشيما النووية في 11 آذار لعام 2011 صدمت العالم باتساع مدى ضررها وصعوبة السيطرة عليه فقرر المجلس الصيني الأعلى تعليق أي مشاريع نووية جديدة وإجراء تقييم شامل للأمان في المفاعلات النووية القائمة وتلك التي قيد الإنشاء، كما اتخذ قراراً جريئاً بوقف كافة المفاعلات النووية داخل الصين البعيدة عن مصادر مستدامة للمياه، كالبحار والأنهار الضخمة، وذلك خوفاً من عدم القدرة على التبريد الكافي في حالة حوادث نووية كما حدث في فوكوشيما باليابان.
وهكذا تراجعت الصين عن إنتاج 80 غيجاواط كهرباء نووية عام 2020 إلى 58 غيجاواط، وصولاً إلى نحو 40 غيجاواط بحلول عام 2015، مع استثناء تام لكافة المفاعلات الجديدة البعيدة عن مصادر مائية ضخمة. كذلك رفعت الصين من عامل الأمان في مفاعلاتها كافة وأخضعتها لأنظمة الأمان الصينية وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الصعيد الكوني؛ وقد استدعى ذلك التحسين النوعي لمستوى أمان المفاعلات النووية الصينية رصد ميزانية إضافية لخمسة من مشاريع الطاقة النووية بلغت قيمتها 13 مليار دولار، سوف يتم انفاقها في غضون عامين، أي لغاية نهاية عام 2015.
ومن اللافت أن هيئة الطاقة الذرية الصينية تابعة لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات وليست هيئة مستقلة مرتبطة برئاسة الوزراء كما هي الحال عندنا. كذلك فإن الهيئة الرقابية المتمثلة في هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي هي أيضاً هيئة تابعة لوزارة البيئة وليست هيئة مستقلة كما هي الحال عندنا للأسف الشديد.
وفي سياق خطتها للتوسع الحذر في الصناعة النووية شأنها شأن التوسع الخيالي في الصناعات الأخرى لجأت الصين إلى الاستثمار في مناجم اليورانيوم في إفريقيا، وفي دولة ناميبيا تحديداً، وفي الاستثمار لبناء مفاعلات نووية في العالم، بل ومساعدة الفرنسيين في بناء أول مفاعل نووي تعتزم بريطانيا بنائه منذ عقدين من الزمن في Hinkley Point PP.
ولكن هل تخصب الصين اليورانيوم بوصفه عصب الصناعة النووية؟
اعتمدت الصين في السابق على اليورانيوم الروسي المخصب ولكنها لم تعد ترضى بذلك فأقامت منشأة تخصيب وطنية وتوصلت إلى التكنولوجيا الضرورية لذلك ثم شرعت في إنتاج اليورانيوم المخصب منذ زمن ليس ببعيد في منشأة Lanzhou، فماذا بعد التخصيب؟ هل تمتلك الصين منشآت لإعادة تدوير النفايات النووية؟
لقد أتقنت الصين أيضا إعادة تدوير النفايات النووية وهي اليوم قادرة على الشروع في صناعة التدوير لخفض إشعاعية الوقود النووي وتسهيل تخزينه بأمان أكبر، كذلك تستخلص صناعة إعادة التدوير البلوتونيوم لغايات عسكرية ومدنية ويمكن استرجاع بعض اليورانيوم وإعادة استخدامه في الصناعة النووية.
وهكذا فإن الصين باتت مستعدة عملياً للدخول في الصناعة النووية من حيث التخصيب وتكنولوجيا المفاعلات والتوربينات وأيضاً من حيث إعادة تدوير النفايات النووية، ولكن هل امدادات الوقود النووي كافية لاستدامة مشاريعها؟ وهل نستطيع أن نجزم بأنها مستعدة نفسيا لذلك وبخاصة بعد كارثة فوكوشيما؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-05-2014 11:31 AM

لقد تقدمت باقتراح ان يتم تعاون دولي
او عربي في انشاء مجمعات مشتركة للطاقة
النووية الفانية بعد 30 عاما بسبب
تولد مفعلات اندماجية وتشظي ليس لها
مخلفات نووية
والان نحن في طور تشكيل لجنة وطنية
لمفاوضة الدول التي تمتلك بحار
الاحمر الابيض الخليج العربي الهندي
بحر العرب
لاقامة هذا المجمع النووي الموؤد
على اراضيهم والربط الكهربائي العربي جاهز
وبذلك تصبح الاخوة العربية الاممية
امر واقع
لنتباحث حول هذا الموضوع بسرعة
قبل البدئ باقامته في البادية
شرق الموقر وتوفير مياه السمرة
لزراعة الكوسا والملفوف والفراولة

2) تعليق بواسطة :
12-05-2014 10:19 PM

نتمنى يا دكتور رضا ان يفهم دعاة النووي ما تقول انت والدكتور ايوب!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012