أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الطريق إلى القدس

بقلم : حماد فراعنة
08-05-2014 10:53 AM
بدعوة من لجنة فلسطين، لدى مجلس النواب الأردني، وبالتعاون مع مؤسسات أكاديمية ومتخصصة، وتحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله، وبرئاسة الأمير غازي بن محمد، مستشار الملك، عقد في الفترة الواقعة بين 28 إلى 30 نيسان 2014، المؤتمر الدولي الأول 'الطريق إلى القدس' في عمان، بحضور حشد كبير من شخصيات برلمانية أردنية وفلسطينية وعربية، وأكاديميين وذوات دينية بارزة من المسلمين والمسيحيين، وفعاليات ذات حضور سياسي ومعنوي مميز.
فكرة المؤتمر، تعكس التفاهم، والإحساس بالمسؤولية نحو القدس من قبل الأردنيين والفلسطينيين، وعلى أرضية الاتفاق الذي وقعه الملك عبد الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 31 آذار 2013، وانعكاساً للتعاون والاجتماع المشترك بين اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، ولجنة فلسطين النيابية الأردنية، لذلك تم تشكيل لجنة عليا للمؤتمر، برئاسة الأمير غازي وضمت في عضويتها رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، ورئيس لجنة فلسطين النائب يحيى السعود، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ونائبه الأب قسطنطين قرمش إضافة إلى عضوي المجلس الوطني نجيب القدومي وحمادة فراعنة، وعدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية، ما يؤكد الحرص على تحمل تبعات المواجهة السياسية والدينية لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والعمل كي تبقى مدينة القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، والعمل على حمايتها من التهويد والأسرلة.
قد لا يكون 'الطريق إلى القدس' أول المؤتمرات، وقد لا يكون آخرها، ولكنه تميز من خلال نوعية المشاركين في اجتماعاته التي استمرت ثلاثة أيام، والتوصيات التي خرج بها، وتشكيل لجنة متابعة للعمل على تنفيذ توصياته ما يعكس الإحساس بالقلق والمسؤولية، والرغبة في المساهمة لتحقيق أقصى درجات الاهتمام لدعم وإسناد أهالي القدس وصمودهم، فالقدس صحيح أنها مقدسة، وصحيح أن لديها تراثاً إسلامياً ومسيحياً، ولكن قيمتها الحقيقية، تكمن في الإنسان القائم فيها وعليها، وهو مصدر مكانتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ولذلك تسعى سلطات المشروع الاستعماري التوسعي العنصري الإسرائيلي على تغيير معالمها وسكانها، بطرد أهلها وترحيلهم وإسكان المستعمرين الأجانب مكانهم.
المشاركة الفلسطينية تمثلت بالمكونات الثلاثة: أولاً من أهالي القدس أنفسهم وهم حماتها والمرابطون فيها من قادة سياسيين ورجال دين مسلمين ورؤساء الطوائف المسيحية الأربع الكاثوليك والأرثوذكس والإنجيليين والسريان الأرمن، وثانياً من قادة مناطق 48 نواب الكنيست ولجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني، وثالثاً من أبناء الشتات والمنافي إضافة إلى قيادات في منظمة التحرير وسلطتها الوطنية مثل عزام الأحمد ومحمود الهباش وعدنان الحسيني وأحمد الرويضي وغيرهم، أما رجال الدين العرب فهم من الأبرز بدءاً من نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي، والداعية عمرو خالد، والشيخ علي جمعة مفتي مصر، والشيخ أحمد الكبيسي العراقي، ونهاد عوض الأميركي، والشيخ محمد العريفي السعودي، والشيخ محمد حسين مفتي القدس وفلسطين، والشيخ عكرمة صبري أيضاً، وعدد كبير من علماء الشريعة الأردنيين، ووزراء الأوقاف في الأردن وفلسطين ومصر واليمن.
حصيلة المؤتمر، الذي توقف أمام مخاطر فتوى عدم زيارة القدس، وتركها فريسة للتهويد والأسرلة، وعدم قدرة الطرفين اللذين يؤمانها وهما 1- أهالي القدس فقط دون أهل الضفة الفلسطينية وأهالي قطاع غزة الممنوعين من زيارتها، و2- أهالي مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، وكلاهما لا يستطيع وحده إبقاء القدس عامرة بالحياة، ويحتاجان للإسناد والدعم الشعبي الإسلامي والمسيحي من شعوب العالم، ولذلك أصدر العلماء فتوى مشروطة، تجيز زيارة القدس، وهي أول فتوى فقهية ذات مرجعية متفق عليها، تشكل غطاء لمن يرغب في زيارة مدينة القدس، حتى ولو كانت غير مستقلة، وترزح تحت نير الاحتلال وإجراءاته وسياساته التهويدية ومحاولات أسرلتها.
فقد حدد المؤتمر أهدافاً يسعى لتحقيقها تمثلت بالمحاور التالية:
1- إظهار الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية للقدس.
2- سبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع بإيصال الدعم للأقصى والمقدسيين.
3- الدفاع عن المسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم والدعوة لاستثناء زيارة المسجد الأقصى والغوث الإنساني للفلسطينيين من فتوى تحريم التطبيع مع المحتل.
4- العهدة العمرية – معاناة المقدسات المسيحية وخاصة كنيسة القيامة ودعوة المسيحيين في أنحاء العالم لنصرة مقدساتهم والحفاظ عليها.
وخرج بأربع وعشرين توصية كوسائل وآليات عمل لتنفيذ أهدافه، وبفتوى زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال، جاء نصها:
أولاً: يرى العلماء المشاركون في المؤتمر أنه لا حرج في زيارة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف للفئات الآتية:
1- للفلسطينيين أينما كانوا في فلسطين أو خارجها مهما كانت جنسياتهم.
2- للمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامي.
ثانياً: وفي جميع الحالات يجب أن تراعى الضوابط الآتية:
1- ألا يترتب على ذلك تطبيع مع الاحتلال يترتب عليه ضرر بالقضية الفلسطينية.
2- أن تحقق الزيارة الدعم والعون للفلسطينيين دون المحتلين ومن هنا نؤكد وجوب كون البيع والشراء والتعامل والمبيت والتنقل لصالح الفلسطينيين والمقدسيين دون غيرهم.
3-أن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية بعيداً عن برامج المحتل.
4- يفضل أن يكون مسار رحلة الأقصى ضمن رحلات العمرة والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة ويدعم الاقتصاد الفلسطيني والمقدسي تحديداً، وسياسياً بهدف حماية 'الأقصى' والمقدسات.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-05-2014 02:35 PM

دائما مبدع اخ حماده والاجمل وجود مقالك كوطني فلسطيني كبير بجانب مقال الدكتور العبادي كوطني اردني كبير وكل التحيه والتقدير

2) تعليق بواسطة :
08-05-2014 03:19 PM

الاخ حمادة فراعنه المحترم

الا يحتاج الزائر للقدس الى فيزا من اي سفارة اسرائيليه ...وكم تبلغ قيمة الفيزا بالدولار ..ولمن يكون العائد هل هو للدولة الصهيونيه ..ام للسلطة ؟

الفيزا ..الا تعني اعتراف الزائر ودولته بالسيطرة التامه على القدس والمقدسات ؟

اتقوا الله في القدس ..عمر بن الخطاب دخلها بدون فيزا من الرومان ..وكذلك فعل صلاح الدين

3) تعليق بواسطة :
08-05-2014 09:32 PM

من الواضح أن أسرائيل تشجع على زياره المسجد الأقصى من قبل المسلمين (من غير الفلسطينيين) وهذا موقف يجب التفكير به , ولو كانت سياستها غير ذلك لوضعت العراقيل وراء العراقيل لمنع المسلمين كما تفعل تماما مع الفلسطينيين , فلو وضعت فقط تعقيدات حاجز قلنديا لما تحُمل أي مسلم هذا الأذلال التي تتعمد وضعه للفلسطينيين الذين يريدون دخول القدس حيث يمضون في العاده ساعات النهار كامله في انتضار الدخول الذي لا يتاح الا لفئات عمريه محدده .
أسرائيل لها منظور استراتيجي للقدس لن يتغيُر وهي أن تكون تحت السياده اليهوديه , وهذا لا يكتمل الا بوفود المسلمين من جميع انحاء العالم الذين يزورون المسجد الأقصى وفي رحلات سياحيه مبرمجه حيث يقوم الأمن الأسرائيلي والدوله الأسرائيليه بحمايتهم وهي الصوره الأعلاميه الذهنيه التي تريد اسرائيل تصديرها لكل العالم , قدس تحت السياده اليهوديه المتسامحه مع جميع الأديان وهذا مكسب سياسي وأعلامي لا يقُدر بثمن لأسرائيل .
يا استاذ فراعنه , ما هكذا تورد الأبل , الواجب تصدير صوره معاكسه تماما للعالم وهي رفض خمس سكان هذا الكوكب زياره مشاعرهم المقدسه وهم تحت حراب الأحتلال وهذا الموقف الذي يفيد فلسطين .

4) تعليق بواسطة :
09-05-2014 11:03 AM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
09-05-2014 11:52 AM

الطريق الى القدس يجب ان تكون كما كانت وانصحك ان تراجع الؤلفات العربية الطريق الى مكة الطريق الى الدائن الطريق الى القدس ولا طريق الا واحدة التحرير ولا نلمع غيرها وشكرا

6) تعليق بواسطة :
09-05-2014 08:10 PM

الله ينور عليكم كلامكم صحيح و استغرب هذه الفتوة التي تفيد اقتصاد العدو فقط ..ام عن حجتهم دعم اهل القدس ...هل يستطيعون ان يدعموا اهل القدس بفلس دون موافقة المحتل؟!؟!؟!؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012