أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


انظمة القلعة تخشى تعلّم شعوبها

بقلم : محمد الخطايبة
11-05-2014 10:22 AM
قبل شهور أعلن وزير التربية والتعليم أن نسبة الامية فاقت أية توقعات، وقبل سنوات مضت لم تكن المدارس متوفرة للجميع، والمعلمون شخصيات تحمل رسالة، فيما منحهم الآباء الإذن بالصفع أو شد الآذان، بيد أن المدارس هدفت لتقديم حياة أكثر كرامة، ومزيداً من المعرفة للطلبة.
هذه الأيام يحشر عشرات الطلبة، لكنهم يتعلمون أقل بكثير، واذا كان نسبة سكان الاردن المتعلمين آخذة في الانتشار، بيد أنها أرقام الأمية باتت مقلقة، ومن هنا جاءت صرخة الوزير المدوية عن نسب اخر الخريجين من الثانوية لا يستطيعون القراءة والكتابة.
قلة من سمع الصرخة، ولي ان اتساءل مع اخرين كيف يمكن أن أسلّم طفلاً لنظام تربوي لمدة ست ساعات في اليوم ولخمسة أيام أسبوعياً ليعود أميّا؟
واقع الجامعات ينسجم مع فائض المدارس، واذا كانت أعداد خريجي كليات الهندسة، الأعلام، الصناعة، الزراعة، القانون، الصيدلة والعلوم الانسانية بتزايد لماذا لا زال الأردن يتخبط إجتماعياً وسياسياً واقتصاديا؟
واقعاً فان جميع الوزراء والمسؤولين الحكوميين في قطاع التعليم والتعليم العالي يعلنون فور تسلمهم وظائفهم عن برامج لتحسين التعليم، أنه أمر نمطي، وعندما سألت مدير مدرسة ماذا يفعل الأولاد هنا قال متجهماً: أنهم يتعلمون القراءة. أعتقد أنه لم يفهم قصدي، صحيح أنهم يستطيعون أن يقرأوا لافتة شارع لكنم بالحقيقة لم يصلوا الى منطقة الأدب.
ما يدرس للاطفال والطلبة ما يسهل تدريسه بدلاً من تدريسهم ما يحتاجون الى تعلمه ولا عجب من خروج جميع حقول الانسانيات من البرامج الدراسية، ان خروج الطالب للصف الذي يليه يشترط الحضور للمدرسة والاستسلام للمعلمين، أعتقد بان طلب الفنادق لغاسلي الصحون المرحلة الثانوية له ما يبرره، وبخلاف ذلك وحتى يكون لدينا شعب يقرأ سيزداد السخط على الحكومات ولعله مصدر قلق واجب 'التحوط'، صحيح يقال بان السمكة تتعفن من رأسها وان انظمة القلعة تخشى من تطور شعوبها، لكن لا بد من اختراق الرؤوس اولاً لاختراق عتمة الليل ببصيص ضوء.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012