أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المضبوع

بقلم : محمد الخطايبة
14-05-2014 11:25 AM
من الأسطورة ثمة حكاية كانت الأمهات والجدات يسردنها قبل النوم لأطفالهن وأنا واحد منهم، عن ذاك الضبع الذي يخرج ليلاً يطارد فرائسه، ولعل هدف الحكاية نحن الأطفال، يخرج الضبع لأختيار الفريسة المناسبة ومع بريق عينيه تخاف الفريسة، يقترب منها أكثر ويرش بوله، يحقق هدفه باستلاب الارادة ومسح الذاكرة تلحق به الى وكره وتصبح الفريسة 'مضبوعة او مضبوع'.
قبل سنوات أعلن رئيس مجلس الأعيان الحالي ورئيس الحكومة الأسبق عبدالرؤوف الروابدة أن الأعلام الأردني مضبوع.
لا أعتقد بأن قطاع الصحافة وحده ينسجم مع هذا الوصف، ولعلي أقدر بأن الناس جميعاً مضبوعين، لا فعل لديهم غير الأستسلام، واذا كانت الضباع كثرت جراء الأقنعة التي تلبسها كأحباب فان حالة صمت الناس لم يعد بمقدروها ان تفجر تياراً او تجسد اطاراً، بات الاستسلم متلبداً ومن يعتقد أنه يلوذ بالصبر فان تبريره لا يحمل يقيناً.
جمعتني ثلة من اصدقاء كان باسم وله من اسمه نصيب يحدثنا برقته المعهودة انه شاهد 'دبع' بلهجة أهل المدينة الساحلية، في محيط مزرعته، اشتاط احدهم غضباً لاعتقاده ان ما شاهده أرنب لا ضبع، كثيرة هي المتلابسات، حقاً لم نعد نفرّق بين الشهيد والشهيد. نرفع الرايات دون النشيد، لم يعد للالوان قيمة فيما باتت البيضاء فضيلة.
حالنا هنا لا تبتعد عن الشقيقات 'الشقيات' على مساحة ما يسمى بالوطن، وقل دون تردد زنزانة الركوع دون وضعية السجود، وطن تعرى من نواياه القومية، وطن يغادر ذاته، ندهش في الصباح ما زلنا أحياء، نقرأ في الليل ونمحوه في الصباح، على شاشات التلفاز مقويات جنسية وأخرى تطالب بمنع الحمل.
غريب يا وطني، وأنت تجمع المتضادات، الثائر والسارق الثورة، القائد والجبان، الفقير وسارق اللقمة، الكاتب خيري منصور غاضب سأله احدهم بت اضعف وكان يتمنى ان يسأله رشاقته، يعتقد بأن فنجان قهوته هوة، لا فرق بين مصل التطعيم ضد المرض او تطعيماً به، ومع كل جرعة ندعو له بالعافية. يقتلون أخاك ويدعون لك بطول السلامة ويعرفون ان دورك آتن. ننشد حقوقنا وننتهكها نحن، نطالب بتبديل الاشياء ولا نبدل ما بأنفسنا، ترفض الأنتحار لان الأديان تحرمها.
صرخة مدوية الضباع تقترب... لا أريد وطناً.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012