أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


في ذكرى الصراع العربي الاسرائيلي. د.مولود رقيبات.

بقلم : د.مولود الرقيبات
17-05-2014 10:01 AM

محطات كثيرة هي تلك التي مر بها الصراع العربي الاسرائيلي ومنها مفصلية على مدى 66 عاما ومن ثم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بعد ان تم اختصار القضية وحصرها في منظمة التحرير الفلسطينية منذ 1974 كممثل وحيد للشعب الفلسطيني وما آلت اليه هذه القضية التي تحولت الى مجرد مسار تفاوضي بين عباس ونتنياهو برعاية اميركية. المحطات في تاريخ هذا الصراع بدأت منذ الرابع عشر من ايار 1948 بعد اعلان الزعيم اليهودي القادم من بولندا ديفيد بن غوريون عن قيام دولة اسرائيل وهو نفس اليوم الذي يقف فيه الفلسطينيون لاستذكار ما يسمى ' النكبة ' وذلك بعد الحرب العالمية الثانية بسنوات ثلاث فقط ، هذه المحطات استطاعت رسم الملامح الرئيسية للصراع وادعاء الاحقية في الارض الفلسطينية اخرها صراع بين دولة قائمة اعترفت بها الامم المتحدة فورا حال اعلانها وهي اسرائيل ومجموعات او تنظيمات مبعثرة متناحرة هنا وهناك منها في الداخل الفلسطيني ومنهم من حصل على الجنسية الاسرائيلية ومات الكبار منهم في حين نسي الصغار شيء اسمه فلسطين واغلبها في الخارج العربي والغربي من اصحاب البزنس والتجارة والمتاجرة السياسية بما بقي من اسم القضية ، صراع بين قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية اسرائيلية وضعف فلسطيني ووهن عربي وشرذمة حتى بين الفصائل الثورجية نفسها . ولكن يبقى لب الصراع الذي احتدم بعد اعلان قيام الدولة اليهودية على اساس وثيقة الاستقلال التي تعتبر مستندا تاريخيا رسمي يؤرخ لدولة مستقلة ذات سيادة للشعب اليهودي وحملت عدة مبررات لاقامة اسرائيل منها التاريخي والطبيعي بأن يكون لليهود وطن كسائر شعوب الارض ومنها القضائي الذي يحمل ويحمل المستندات الرسمية التي تثبت احقية اليهود في فلسطين وان يكون لهم وطن مستقل ويشمل ذلك وعد بلفور وقرار هيئة الحمعية العمومية للامم المتحدة وقد تم الاعتراف بهذا الحق في وعد بلفور 1917، بحيث شملت تلك الوثيقة تعريف الدولة بنفسها فهي ' دولة ديمقراطية لجميع اليهود في الشتات من جميع انحاء العالم ومفتوحة الابواب للهجرة وهي دولة يهودية اقيمت بالاساس لليهود' ، ومنذ ذلك الحين سعى اليهود جيلا بعد جيل مدفوعين بالعلاقة التاريخية والاثنية الدينية والتقليدية الى اعادة ترسيخ اقدامهم في وطنهم القديم وعاد الالاف ، لا بل الملايين خلال العقود الست الماضية جاؤوا مدافعين وروادا جعلوا الصحاري تتفتح واحيوا اللغة العبرية ، بنوا المدن والقرى واوجدوا مجتمعا ناميا يسيطر على اقتصاد ه ، مجتمعا يحب السلام ولكنه يعرف كيف يدافع عنه ، وهنا لا بد من الاشارة الى مقال الدكتور كامل ابو جابر المنشور في الجوردان تايمز في الثامن والعشرين من نيسان الماضي والذي تزامن نشره مع ذكرى الكارثة اليهودية ومقتل ملايين اليهود على ايدي النازية الهتلرية ويحضرني الاستغراب والاستهجان ان شخصا مثل ابو جابر وهو رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤتمر حوار الاديان ووزير خارجية سابق ونحترمه الاستغراب في اعتماده على كتاب للسفاح النازي اودلف هتلر في الحديث عن الكذبة الكبيرة وهو ما ورد في كتابه ' كفاحي' لاقول للدكتور ابو جابر بانه اتفقنا او اختلفنا مع سياسة اسرائيل اليوم فانه لا يمكن انكار او اغفال معاناة الشعب اليهودي ابان الحرب الوطنية العظمى ، كما لا يجوز تحدي مشاعر شعب تربطنا به اليوم علاقة سياسية ودبلوماسية يوم وقوفه مستذكرا للمأساة الكارثة ولا بد من مراعاة المصادر بحيث لا تكون نازية او فاشية . ويا ليت ان يطلع ابو جابر على تاريخ الحرب العالمية ومعاناة الشعب السوفياتي ومنهم اليهود على وجه الخصوص وعشرات الملايين من القتلى والمعوقين التي خلفتها النازية الهتلرية ويكفي دخول متحف ' الوطن الام ' في العاصمة كييف الاوكرانية لنرى كيف صنع الالمان النازيون الحقائب والكفوف لنسائهم من جلود اليهود؟؟ هذا تاريخ سوفياتي وليس يهودي . على كل الاحوال التاريخ لا يمكن طمسه او نسيانه بمقال او تصريح . ما يعنينا هو ما نشاهده ونسمعه اليوم وما يخرج به علينا البعض في العواصم العربية وما لفت انتباهي اليوم تلك المسيرة امام الجامعة الاردنية لاحزاب ما يسمى الحراك او المعارضة بالرغم من وضاعتها وقلة اعدادها واليافطات والشعارات التي تعودنا عليها منذ اكثر من ثلاث سنوات التي تعبر عن التمسك بحق العودة ورفض يهودية الدولة والوطن البديل مذيلة كالعادة بالمطالبة بالافراج عن الدقامسة في مشهد يوحي بالحرص على هذه الثوابت .وارجو ان يتسع صدر القارىء الكريم وان لا يذهب البعض الى توجيه الاتهامات وكيل والصاق الصفات لي لاني وقبل كل شيء مسلم كباقي المسلمين وعربي اردني لا اساوم على ذرة من تراب الاردن ولكن لدي اسئلة كثيرة يطرحها ملايين الناس ومنهم الاردنيون : يتحدثون عن تمسك بحق العودة وهم عارفون جيدا بأن ممثليهم من القيادات المخولة تنكر اليوم حق العودة ولو ان اسرائيل تؤمن بهذا الحق فما قامت على الاطلاق ، اضف لذلك لو كان هذا الشعار صادقا فلماذا التهافت على الهوية البديلة والجنسية الاسرائيلية والامريكية وغيرها من الفلسطينيين ولماذا المطالبة بالحقوق المنقوصة وتولي المناصب وتحصيل المكاسب في الاردن؟ لماذا يلهث الالاف من ابناء القضية في يوم الكارثة او النكبة للحصول على امتيازات لابناء بناتهم من المتزوجات من اردنيين والاولى ان تمنحهم السلطة الوطنية الفلسطينية حقوقا لا امتيازات، وهو ما يقودني الى الشعار الاخر الرافض للوطن البديل لاقول بأن الواقع الديمغرافي في الاردن بائن للعيان اذ تغلب فيه الاصول الفلسطينية المتجنسة بالهوية والحقوق الاردنية وهذا المشروع بدأ قبل بلفور ويتم تنفيذه وراجعوا رسائل وزير المستعمرات البريطاني وحديثه عن تزويد شرق الاردن بالسكان لنعرف بان المشروع سائر بسهولة ولكن بهدوء لا على عجل فالوطن البديل هو اصيل للفلسطينيين ليصبح الاردنيون فيه بعد سنين جالية على غرار الجاليات الاخرى ، وبربكم هل يترك الفلسطيني قصره ومزرعته واستثماراته في شرق الاردن لو اتيحت له الفرصة للعودة؟؟ حتى ابناء المخيمات من الاجيال الصاعدة تتحدث بالعودة وفلسطين ولكن كأحلام واوهام وقصص موروثة ، اما المطالبة بالافراج عن الدقامسة فاصبحت شماعة يعلق عليها كل خايب رجا وناقص حظ لان الامر بصراحة وبساطة شأن القانون والدولة لا الشارع . واخيرا اسأل ماذا يرفع الفلسطينيون من شعارات في غزة المحتلة من حماس بعد عودتها للفلسطينيين وماذا يرفعون في رام الله هل هناك وطن بديل ودقامسة ؟؟ اما رفض يهودية الدولة الاسرائيلية اطرح سؤالا على اصحاب هذا الشعار هل اطلعوا على قرار عصبة الامم الخاص بانشاء دولتين في فلسطين واحدة عربية واخرى يهودية واذا اعترفتم باسرائيل دولة وهي كذلك فلماذا تحملوا انفسكم ماهية هذه الدولة وتسميتها وسكانها فسموا دولتكم بالاسلامية على غرار ايران التي لا يعترض عليها اليهود ولا النصارى والفاتيكان التي تعترف بها الدول الاسلامية .
اسرائيل ما قامت بشعارات ويافطات ومن يريد دولة خالصة له ويتخلص من مجرد الاستذكار فعليه رمي الشعارات والتقدم خطوات على طريق العمل السياسي والدبلوماسي اولا واخيرا لان لا حيلة لكم اليوم وكيري وعباس اسدلوا الستارة واصبح لكم وطنا بديلا واسرائيل يهودية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012