19-12-2010 08:49 AM
كل الاردن -
كل الاردن - أبدى مهتمون بالبيئة في محافظة الطفيلة تخوفهم من تزايد الاعتداءات على الاشجار الحرجية والمثمرة لاستخدامها حطبا في المدافىء جراء ارتفاع أسعار المحروقات.
وأكدوا ان عمليات التحطيب العشوائية ستنعكس سلبا على الغطاء النباتي، وزيادة تصحر المناطق الزراعية التي نضبت ينابيعها مع توالي سنوات الجفاف.
ونتيجة لعودة العديد من العائلات لمدافىء الحطب في الريف جراء ارتفاع اسعار مشتقات الوقود وتزايد كلف المعيشة مع سوء الحالة الاقتصادية ، فقد بدأت عمليات تقطيع مستمرة لاشجار الزيتون وبعض اصناف الاشجار الحرجية باستخدام المناشير الالية واليدوية وفق عدد من المواطنين.
واكد مزارعون انه مع تضاعف الاعباء المالية عليهم فقد اصبحوا امام خيارات صعبة لمواجهة برد الشتاء واللجوء إلى الخيار الممكن من الطبيعة بقطع الاشجار خصوصا النادرة منها بسبب ارتفاع أسعار مادتي الغاز والكاز.
وأشاروا الى ان عمليات قطع الاشجار تتم من نهاية ساق الشجرة بحيث لا تنمو بعد ذلك خصوصا اشجار العرعر والزيتون والتي تتحمل عادة ظروفا مناخية قاسية من جفاف وتفاوت في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء.
وقالوا انه منذ الارتفاعات المتتالية لأسعار مشتقات المحروقات، بدأت المناشير الالية تجد طريقها الى بساتين الزيتون الرومي القديم ويسمع صداها في أودية الطفيلة، ما يعرض هذه الثروة إلى الانقراض والانحصار في وقت تواجه فيه هذه البساتين مشاكل اخرى على رأسها تلاشي ينابيع المياه جراء انخفاض معدلات الامطار السنوية.
واشار عدد من اصحاب محلات بيع مدافئ الحطب الى ان الاقبال على شراء هذه المدافئ في تزايد مستمر، لاستخدامها كوسائل للتدفئة بديلا عن المدافىء التي تعمل بمادتي الكاز والغاز لعدم قدرة بعض المواطنين على شراء احتياجاتهم من الكاز بسبب الارتفاع الكبير على اسعار الوقود .
وقال المواطن خالد البدارين انه بات مضطرا شانه شان الكثير من الاسر لاستخدام مدفأة الحطب بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على اسعار المشتقات النفطية.
مدير الشؤون البلدية والبيئية في الطفيلة المهندس حمد البدور بين ان تقطيع الاشجار الحرجية والزيتون، سيؤدي إلى خلل بيئي وفقدان ما تبقى من غطاء نباتي خصوصا لاشجار السرو والعرعر واللزاب التي تلف جبال الطفيلة، مؤكدا ضرورة المحافظة على هذه الثروة الطبيعية .
وحذر المهندس البدور من عمليات التحطيب الجائر في ضوء تناقص المساحات الزراعية نتيجة للتوسع العمراني من ناحية وعوامل الجفاف من ناحية اخرى.
من جانبه، أكد رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة الطفيلة المهندس احمد الشرايدة ان عمليات مراقبة مكثفة على مناطق الحراج تجري من خلال تسيير دوريات متحركة في شمال وجنوب المحافظة وبشكل مستمر وعلى مدار ساعات النهار والليل .
وأضاف ان مساحة الأراضي الحرجية في الطفيلة تبلغ زهاء 80 الف دونم، يجول فيها وبشكل دائم قرابة 50 طوافا لمراقبة أي اعتداء عليها، مشيرا في الوقت نفسه الى أن المخالفين الذين يتم القبض عليهم يتم تحويلهم للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بسبب اعتدائهم على الثروة الحرجية.
ودعا المزارعين إلى التعاون والتنسيق مع المهندسين في قسم الإنتاج النباتي لإرشادهم الى كيفية تقليم أشجارهم وإعادة تأهيلها والمحافظة على ديمومة إنتاجيتها في ظل انحباس الإمطار وانخفاض المعدل المطري إلى أدنى مستوياته والتي بلغت 18 ملم مقارنة مع 57 ملم خلال ذات الفترة من العام الماضي .
( بترا )