أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حل أزمات معان مسؤولية اللوبي النووي

بقلم : د. باسل برقان
27-05-2014 10:39 AM




يتجادل فريقان على سبب مشكلة الأزمة الأخيرة بمعان. فريق الحكومة يؤكد بأن الأزمة تعود إلى خارجين عن القانون ومطلوبين بقضايا أمنية وعددهم لا يتجاوز '19 مطلوباً'، والفريق الآخر المؤلف من الحراكات والأحزاب السياسية والناشطين والمطلعين وبعض من أهل المدينة المنكوبة يدّعي أن أزمة معان سببها إخفاق الدولة في تنمية هذا الإقليم.

بيت القصيد هنا، أن هذه المدينة تنتفض للمرة السادسة حيث كانت الإنتفاضة الأولى لها في عام 1989 عند تعويم سعر صرف الدينار الأردني آن ذاك ومع رفع أسعار المشتقات النفطية من بنزين وديزل بدون رفع تعرفة النقل التي يعتمد عليها جزء كبير من سكان المدينة. ثم توالت الأزمات (1996، 1998، 2000، 2002 و 2014). وبالأثناء وبعد توالي حكومات عديدة، لا زلنا نسمع من الوزراء عن ضرورة النمو الإقتصادي وليس التنمية الإقتصادية. وهذا ما جاء على لسان وزير الصناعة والتجارة في أخر لقاء وزاري بعجلون (الرأي 27/4/2014)، مع أن المتابعين للشأن الأردني والتنموي العالمي يصرّون بأن إرتفاع النمو الإقتصادي قد لا يعني تحسن بالأحوال المعيشية للمجتمعات المحلية بل قد لا يتعدى تضخم جيوب الأثرياء التي توظف عمالة محلية أو أجنبية بأبخس الرواتب أو نفعاً للمستثمرين الأجانب في المشاريع المحلية. فالتنمية الإقتصادية هي الأساس لرفع مستوى الدخل لسكان المحافظات الأردنية ولتحسين ظروف معيشتهم من نقل وصحة وتعليم وبيئة نظيفة وترفيه مجتمعي بالإضافة إلى الدخل العائلي. هذه هي التنمية التي نُريد لمعان وكافة المحافظات.

وقد أضاعت الحكومات المتعاقبة فرصة حل أزمة معان منذ 7 سنوات، فمنذ أن طُرِحَ قانوني الطاقة المتجددة والطاقة النووية في عام 2008، تفاجأ المطَلعين بأن قانون الطاقة النووية تم الموافقة عليه وإصداره كقانون خلال أشهر بذلك العام وبالرغم من أنه مصدر غير سيادي للطاقة، وبقي قانون الطاقة المتجددة حبيس الأدراج لغاية 2012....!! وتغوَل اللوبي النووي على أجهزة الدولة حتى أنه عُين عرابهم وزيراً للطاقة وأصبحت الدولة تروج لهذا المشروع بكلف في عشرات المليارات ومن الخزينة. ولكن لو أطلقت الدولة أيدي القطاع الخاص ليستثمر في الطاقة المتجددة منذ ذلك الزمن، لإمتلأت معان بمشاريع الطاقة الشمسية منذ عدة سنوات ووظفت الآلاف من أهل المدينة وقضت على البطالة بهذه المحافظة كاملاً وساهمت برفع مستوى الدخل والمعيشة. لم تتراجع الدولة عن مشروعها النووي وحتى بعد ضغط جماهيري ومؤسسي فضح هذا التخبط وأصبح مستهجناً محلياً ودولياً. وبالرغم من ذلك لم تطلق أيدي قطاع الطاقة المتجددة كاملاً حيث تتقدم عشرات المشاريع من مستثمرين أردنيين وأجانب ويوافق على إثنين أو ثلاثة أو أربعة منهم فقط سنوياً (الحزمة الأولى تقدمت 64 شركة من مال القطاع الخاص وإنبهر الجميع بأن الحزمة إنتهت بالتوقيع مع 4 شركات فقط وبكميات إنتاج أقل من المطلوب وأما باقي الطلبات ألقيت بالقمامة...!!!).

تستطيع منطقة معان إنتاج كهرباء تساوي عشرات الآلاف ميجاواط بالساعة من الطاقة الشمسية. ويحتاج ذلك إلى دعم حكومي بسيط بتحسين شبكة الضغط العالي وذلك بزيادة إستطاعتها للخط المتوجه من الجنوب إلى عمان (الذي هو حالياً 450 ميغاواط فقط). ويمكن فصل الخط عند معان فتستغل مشاريع الطاقة الشمسية الأولى بمعان لتزود كامل إحتياج عمان والوسط والشمال. وبعد الإكتفاء من قدرتها الإنتاجية، تحوَل المشاريع الجديدة بمعان لتصدير الطاقة والكهرباء إلى الشقيقة مصر عبر العقبة كون مصر تعاني من أزمة طاقة. ويتوقف شراؤنا للطاقة من مصر بل نصبح مصدرين لها. وذلك يحتاج إلى جهد وزير الطاقة ورئيس الحكومة بدلاً من سيرهم بخط واحد وهو إستعادة الغاز المصري المدعوم سعراً والذي تم تفجيره ما يزيد عن عشرين مرة خلال 3 سنوات من أبناء بلد بحاجة إلى إستيراد الطاقة بدلاً من تصديرها.

ستُشغل مشاريع الطاقة المتجددة الألأف من مواطني معان مباشرة بالمشروع أو بطريقة غير مباشرة لخدمة المشروع من ورش صيانة وتزويد وخدمات بكل أنواعها. والدراسات الدولية تُبين أن كل وظيفة داخل مشروع الطاقة المتجددة يتشكل أمامها 3-10 وظائف مساندة خارج المشروع (دراسة البنك الدولي 2011). أول المشاريع المرخصة في منطقة معان تم توقيع إتفاقيته مع وزارة الطاقة وشركة الكهرباء هذه السنة فقط ولإنتاج 20 ميغاواط (مع أنهم تقدموا بطلب 100 ميغاواط) وسيوظف 23 معانياً داخل المشروع. إذا إستمرت هذه المشاريع التي هي من مستثمري القطاع الخاص فقد تصبح معان محطة للهجرة إليها من محافظات أُخرى التي تعاني من إرتفاع أعداد العاطلين عن العمل.

ننهي بالسؤال، من هو المسؤول عن أزمة معان؟ هل هم فعلاً 19 مطلوب أمني أم تقصير وزراء الطاقة والحكومات السابقة أم تغَول اللوبي النووي على أجهزة الدولة خلال السبعة سنوات الماضية.....؟؟

د. باسل برقان 10-5-2014

جمعية أصدقاء البيئة الأردنية

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-05-2014 11:11 AM

المسؤول عن ازمة معان هم اللي فوق ما بشبعوا

2) تعليق بواسطة :
27-05-2014 11:21 AM

مشاكل معانٍ جاي من تفكير الحجري عند اهل المحافظه بالاضافة لحب اهل معانٍ للجماعات المسلحه الارهابيه

3) تعليق بواسطة :
27-05-2014 11:34 PM

د باسل المحترم
هل تعلم ان سعر كيلو كهرباء من الطاقة
السمية حاليا 6 سنت عالميا.
في الايام القادمة ستكون الخلاية الشمسية
عبارة عن سجادة تعلق على الابنية وينحدر سعرها الى اقل من 3 سنت.
وذلك بسبب زيادة كمية الكهرباء
المولدة من وحدة المساحة عدة مرات
مما يولد في الوقت الحاضر
ولكم التحية والتقدير

4) تعليق بواسطة :
27-05-2014 11:59 PM

وان العلم يتجه لبناء بطاريات نووية
نانوية لتخزين اكبر كمية من الكهرباء
المولدة من الشمس ليعاد ضخها في الليل
وسعرها سيكون في متناول الدول المتخلفة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012