أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


النظام العربي السوري الشرعي

بقلم : فتحي المومني .
29-05-2014 08:22 AM
لا يوجد نظام سياسي يحكم في العالم بلا أخطاء ، والبيروقراطية ( ’سلطة المكتب ) جزء من تكوين الانظمة العالمية والعربية ، وبدون ان ’نسهب كثيراً في وصف النظرية الدواوينية القائمة على علاقة كِبار المسؤولين بنظام الحكم سواءً كان ملكياً أم جمهورياً فهو دلالة على تقاسم المسؤوليات بشكل هرمي - ولكن بطريقة أخرى تحتوي على معنيين هما السيّد الصنم ، والعبد الحجر ، وما ينتج عن هذه النظرية التي استشرفتها من زمن في جسد الامة العربية أن لا هوية أو قانون أو سيادة لوطن باستثناء سوريا التاريخ وعمق الأمّة ، وهي الدولة الوحيدة التي بقيت ثابتة رغم كل المؤامرات كنظام سياسي سيادي يحكم ، ما ينتج عنه مقومات رئيسة للدولة المتكاملة - من حيث تراث ( ثقافة ) تقرأ العصر والانسان ، وثوابت واضحة حقيقية لا يمكن لمثقف أن ينكرها إلا اذا كان بحدود جدران البيت والقبر فقط فسوريا دولة بامتياز الدول ؛ لأنها حافظت على مقوماتها الاستراتيجية والمستقبلية - زراعة نقيّة بلا أمراض - سيادة على التعليم وهو العامود الفقري للدولة وبنيتها الثقافية القادمة ، تمحور النظام السياسي بيد القائد والحزب ، وليس بيد نساء عهرت الامة ، وباعت كل قيمها - فهي دولة ’تبقي على البعد الاقتصادي الاجتماعي بعمق ودراية لما يحاك ضد الأمة العربية والاسلامية من سرقتها لمقوماتها التي ذكرت سابقاً ...

النظام السوري هو نظام عميق للهوية والتاريخ حتى وان ناكفني الكثير قِصرَ النظر فيما بعد ؛ لأن النظام الذي ’يطعم ، ويعلم ، ويعطي المواطن كامل حقوقه هو نظاماً يستحق القتال من اجله ليبقى قائماً بدون أن نفكر بعيداً للصراع الذي تغذّى من الخليج في أنه نظاماً إقصائياً على أساس الدين فقط فبتصوري أن عبد الفتاح السيسي هو المشهد الواضح للانظمة الدموية فتكاً - لماذا لا ’تسقطه مؤسسة الاكفان المتحركة والملكية ؟! ؟! ، وما نشاهد على الساحة المصرية ’يثبت مدى عمق المؤامرة على النظام الشرعي الوحيد الذي تسلّم مقاليد الحكم لأول مرة في مصر مع وجود خلاف بين النظامين الشرعيين في سوريا النظام البعثي - وفي مصر النظام الاسلامي الوحيد الذي حاز على الشرعية بصندوق اقتراع ، والذي أ’سقطَ قبل أن يأخذ مصداقيته بالقوّة - فكانت اولى الاخطاء التي مارسها الدكتور محمد مرسي اعلان الجهاد على النظام السوري الشرعي الوحيد بكل حتى متناقضاته ( هل الجهاد مشروع على ارض سوريا ، أم على العدو المحتل ؟!- فأنا مطلع جيداً على النظام السوري قديما وحديثا ، ومؤسسة الامن السياسي وأخطائها في سوريا - وهذا أيضاً لا ’يثبِت عدم شرعية النظام الحاكم - فما كان يمارس في سوريا كان يمارس في الاردن ومصر وتونس وليبيا والعراق وغيره من النواحي الامنية ،لكن بتفاوت ، ولننظر كيف مارسوا في الاردن المؤامرة على الحراك الشعبي الشرعي الذي كانت اقصى مطالباته الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي ، وبالرغم من كل ذلك فالاردن هو البلد الوحيد الذي يسرق المواطن وحقوقه ومقدراته ولم يتقدم خطوة واحدة نحو الاصلاح فهذا هو التكتيك بوسام الاستقلال ؟! فمن هو الفاعل ؟؟!! ، ونعي تماماً أن أكثر الانظمة العربية قمعاً هي الانظمة الملكية - ممثلةً بالسعودية فهناك مسمى دائما ما كنّا نعرفه وهو خلف الشمس ، والغرف المظلمة في بلاد اخرى مترا بمتر ، وطرد المواطن من الوظيفة بلا حقوق ، وسرقةالكهرباء والنفط المجاني ، وبيع المياه ، وتلويثها ومؤسسات ومواطن ووووو الخ - فقط يحدث في الاردن - فالحكومة تقرأ المواطن وتتصرف على ضوء ذلك ؛ لأن المواطن الاردني مواطن هش بلا وجود ، ويفضل دائما ان يأكل الطعام والدواء الفاسد ان وجد اصلاً ، و’يختصر فقط بمكرمة من ماله ومقدراته - فهل هذا يحصل في سوريا التاريخ والعمق لتستحق الفوضى وليس الثورة ؟!

نعرف ان هناك خطأً مارسته الدولة الثيوقراطية ( المرجعية الدينية في المنطقة ) وهي ايران بلعبة الدماء في العراق وسوريا ، وهذا غباء سياسي ؛ لانه يخدم معسكر الشر في المنطقة ( امريكا وحلفائها ) ، واسقاط التاريخ على مصداقية ايران في المنطقة - فالأصل ومن الذكاء بالتحديد ان تتعامل دائما مع الانظمة العربية كونها هي التي تملك القوّة والفاعلية - أدب السياسة والحكمة والمرجعية الرشيدة لمشروعها القادم كقوّة توازن في المنطقة العربية - فالنظام السوري العميق بالشام القديمة اذا ما اسدل الستار عليه - أتصور أن القادم هو النظام الناعم الرأسمالي الذي سيبيع الهوية والوطن والمقدرات واسقاط المواطنة على مزابل التاريخ كما هو حاصل في الدول العربية الاخرى كالاردن ومصر والعراق الفوضى المنزوعة من الأمن واستنزاف الانسان والمقدرات - فإذا ما نظر المواطن العربي نظرةً واعية - فإن الهدف من زج سوريا في شلال الدماء هو عودة الاحكام العرفية في الاردن والسعودية ودول النفط المحترق لمزيد من الظلم والفقر والتهميش وبيع الهوية - فسقوط النظام السوري ’يعني انتهاء الأمل بعودة وطن وانسان في الاردن بالرغم من فقدان الامل اصلاً بالمواطن الاردني ، وزيادة العنف والتهميش والجوع والسرقة وبيع الوطن وما الى ذلك من اسقاطات طردية متزايدة في النسيج الاردني المفكك مشروعاً سياسياً من أدوات العمالة بداخله ...

المجتمع العربي يريدها الدولة الانموذج ! ’ترى هل تستمر الحياة بمضمونها اذا ما كانت العدالة قائمة ؟! لكن نريد بالتأكيد الافضل والاعمق لرسم مستقبل قادم للاجيال ، وأتصور أن سوريا ليست الدولة التي تستحق هذه الفوضى وليس الثورة كما يدّعون الساسة المأجورين بثمن يسمى الدم ، والموت ، ولو انعطفنا قليلاً لاشكالية ما يحدث مثلاً لمخيم اليرموك ، والذي تناط مسؤولياته من السلطة الفلسطينية وحماس ؟!- فليس الهدف تجويعه وقتل اطفاله بقدر ما هو الهدف عدم التوسع في دائرة العنف ، والابقاء على لعبة الصراع الهدف على الاراضي السورية التاريخ ، والدخول في التحالف العربي الراسمالي العميل ضد النظام العربي السوري الذي لم يتآمر لحظة واحدة على مكونات الدولة والانسان والهوية كما يحدث في باقي مناطق الوطن العربي - فالدولة الوحيدة في الوطن العربي التي ’زجت في مسرح الفوضى والهدف النيل منها ، ومن كيان الامة ككل لا تستحق الدمار وهي سوريا التاريخ- فالنظام الحاكم بنى سوريا الدولة والانسان والثقافة ، ولم يخصخصها ( ويبيعها ) ويجعل المواطن فيها يتسول على المزابل والتلوث والجوع والمرض والعبودية والقهر والقمع والجهل كما يحدث في الاردن وباقي الدول المنكوبة بإنسانها ولصوصها - فقد اكتشف المواطن السوري بعد اللجوء للأردن وغيره ؛ أن سوريا هي الدولة الوحيدة التي تحترم الانسان وهويته ووجوده ، وأن مشروعها هو مشروع الدولة المتكاملة التي تقوم على سيادة القانون والشعب والارض والهوية ، وأن النظام الذي يحكمها هو النظام الاقرب الى العدالة وسيادة القانون والشعب ككل ، وأن ما يحصل للوطن العربي السوري لا يتعدى مؤامرة العربان ( الاكفان المتحركة ) للاجهاز على بقايا الامة - سوريا - النظام والشعب والهوية المتكاملة .....!

الحديث حول هذا الموضوع طويل جدا - لكن من المهم ان اتضحت الصورة بعد أن كانت قاتمة أمام الجميع - فالثورة تليق بمن باعوا السلاح ، وفتحوا الحدود لقتل الاشقاء السوريين ، وقبضوا الثمن بمليارات الدولارات وشعوبهم لا زالت قميعة ، وأن الجهاد هو على مرمى بصر الجميع مع العدو المحتل ، ولاشهادة تحسب داخل جسد عربي واحد .... اتصور ان الرسالة وصلت للمواطن العربي الواعي ، وليس المنكوب بالعبودية والجهل والبيع مقابل ما يمثله من مبلغ من المال أو الوظيفة والمنصب المزيف العفن ,,,!!!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2014 07:44 PM

اقتباس :-
سوريا هي الدولة الوحيدة التي تحترم الانسان وهويته ووجوده ، وأن مشروعها هو مشروع الدولة المتكاملة التي تقوم على سيادة القانون والشعب والارض والهوية ، وأن النظام الذي يحكمها هو النظام الاقرب الى العدالة وسيادة القانون والشعب ككل ، وأن ما يحصل للوطن العربي السوري لا يتعدى مؤامرة العربان ( الاكفان المتحركة ) للاجهاز على بقايا الامة - سوريا - النظام والشعب والهوية المتكاملة .
والله لتحاسب حسابا عسيرا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بفلب سليم على هذه الشهاده التي تجافي الحقيقه والواقع الاليم الذي عانى ويعاني منه الشعب السوري منذ اكثر من اربعين عاما حكم بالحديد والنار والقمع والبطش وتكميم الافواه واقصاء الآخر فسوريا العظيمه بنظر هؤلاء المجرمين ما هي الا مزرعه ونركه لعائله باغيه طائفيه لا تؤمن بعروبه ولا بدين .
استعانوا بالفرس الملاعين وميليشيات قوامها من ابناء المتعه لسفك دماء الشعب السوري المظلوم من اجل بقاء صبيهم وعميلهم على راس السلطه لينشروا شرورهم وضلالهم الذي ورثوه عن ابن سبأ وابو لؤلؤه المجوسي .
هداك الله لما فيه الخير .

2) تعليق بواسطة :
29-05-2014 07:45 PM

نسيت تقول أعرق ديمقراطية على وجه الارض

سيادة الدولة تحوم في سمائها أرواح شهداء أبرياء قتلوا بدون ذنب أطفال ونساء عزل وشيوخ

اللعنة الى يوم الدين على نظام الغطرسة ومعاونيه ومن والاهم ممن عميت أبصارهم وماتت قلوبهم

3) تعليق بواسطة :
29-05-2014 10:04 PM

نفس النغمة ونفس التعليقات. جهز حالك استاذ فتحي فستتم محاكمتك والنتيجة انك كافر وحلت عليك لعنات السماء وانت الى جهنم وبئس المصير. التهم جاهزة ومن اختلف مع الاخرين في موقفه السياسي اصبح كافرا ومتحالفا من النصيرين والمجوس وابناء المتعة .. الخ من هذه الاسطوانة الممجوجة. نصبوا انفسهم وكلاء عن رب العالمين على الارض ويتحدثون باسمه. اما من يقف في الجهة الاخرى فلا بأس. كلمة واحدة لا يوجهونها الى انظمة حكم اخرى والسبب انهم لم يريقوا قطرة دم واحدة وكأن ذبح الشعوب لا يكون الا بالدم. الا يوجد طريقة اخرى في التعليق لا تتعرض للدين والتهديد بيوم الحساب ؟

4) تعليق بواسطة :
30-05-2014 03:32 AM

الصديق الرائع فتحي المومني اعرف انك لست مع بشاعة النظام المجوسي السوري واعرف ما ترمي اليه من المقال فكل حرف تفضلت به أجدر بكل قارىء ان يحلله لما بعد ذلك - دمت ودام قلمك حرا نقيا فانت في النهاية انثروبولوجي وتعرف ما تكتب يدك - نلتقي في القريب العاجل في الاردن الطيب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012