أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تهديدات اوباما باستخدام القوة ضد روسيا والصين .. قوة ام ضعف؟

بقلم : د.مولود الرقيبات
31-05-2014 10:02 AM
تصريحات الرئيس الاميركي اوباما في خطابه عن السياسة الخارجية في كلية ( ويست بوينت) وزعمه بان العالم سيبقى ويظل بحاجة الى مساعدة الولايات المتحدة الاميركية وهو ما يبرر به اوباما سيطرة امريكا على العالم ، كلام لا يمكن القول فيه الا انه صادر عن شخص يجهل الخفايا السياسية الدولية ومصالح الشعوب وطموحاتها وتطلعاتها، ويجافي المشهد السياسي في العالم بشكل عام ومخالفة للمنطق الدولي والحريات السياسية والسيادة الوطنية لدول العالم ، اضافة الى انه كلام فوقي يثير اضافة الى السخرية ، الاستفزاز ويبعث على التقيوء لكره رائحته والعالم يعيش في القرن الحادي والعشرين .
التصريحات والخطاب حمل ويحمل الكثير من المغالطات ، ناهيك عن المغالاة في القوة الاميركية ، اذ يؤكد رئيس الولايات المتحدة حق بلاده التدخل في شؤون اي بلد، 'لاحظوا' اي بلد في العالم كلما شعرت واشنطن بأن هناك ما يهدد هذه الهيمنة ويعرضها للخطر ( طبعا اضيف هنا رغم انف شعوب هذه البلدان) وهو ما يبرز الروح العدوانية والاستعمارية للسياسة الخارجية الاميركية اذا صحت اقوال وتصريحات رئيسها اوباما هذه ، ويعطي اوباما لنفسه ولامريكا الحق في التصدي لاي دولة تمثل تهديدا لهذه الهيمنة مثل الصين وروسيا ، مشيرا هنا الى الاحداث التي تجري اليوم بعيدا عن حدود بلاده في شرق اوكرانيا وبحر الصين جنوبا ( فبالرغم من ابتعاد هذه الاحداث عن حدود الولايات المتحدة الا ان اوباما يرى انه من حق الولايات المتحدة التدخل ربما حتى لو على كوكب عطارد والزهرا) ويتبجح اوباما في خطابه في التاييد المطلق للانقلابيين الذين استولوا على السلطة في العاصمة الاوكرانية كييف في الثاني والعشرين من شباط الماضي ودعم بلاده اللامحدود لهذه الطغمة بالرغم من ثوبها النازي وعباءتها الفاشية والسيد اوباما يعرف جيدا كيف وبأي مساندة استولوا على الحكم؟، ويزيد اوباما في التبجح ليقول بأن الولايات المتحدة 'نحن' من اعطى الاوكرانيين فرصة تقرير مصيرهم ومستقبلهم ( وليسمح لي القارىء بالتعليق بان واشنطن منحت الاوكرانيين فرص الاقتتال والحرب الاهلية وقد اغمض او تجاهل اوباما عودة القرم ولربما انه لم يسمع كما هي مندوبة بلاده في الامم المتحدة عن قصف القوات العسكرية وعصابات النازيين من فرق يارش وكالومونسكي وبوروشينكو الرئيس المنتخب اميركيا العشوائي بالاسلحة الثقيلة والطائرات لمدن الشرق الاوكراني في سلافيانسك ودانيتسك؟؟) نعم هذه هي الفرصة الحقيقية التي اعطتها السياسة الاميركية لاوكرانيا الانقسام والمزيد من الدماء والفرقة والحرب الاهلية وتقديم طبقة البارونات من المليارديرية وعصابات ستبان بانديرا الزعيم الفاشي الاوكراني ايام هتلر . التصريحات هذه للرئيس اوباما تعد قانونيا اعترافا واضحا جليا على قذارة السياسة الاميركية وتأكيدا وادانة لضلوع الايدي الاميركية في الجريمة التي ترتكبها عصابات البانديرا من القوميين والفاشيست الاوكرانيين ضد سكان المناطق الشرقية في اوكرانيا ، تصريحات اوباما تتطلب من منظمات حقوق الانسان وحقوق الطفل وكافة المنظمات الانسانية تحريك دعاوى قضائية ضد الرئيس اوباما بتهمة المشاركة بقتل الاطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس ورياض الاطفال في الشرق والجنوب الاوكراني وفقا لاعترافات الرئيس نفسه بذلك . اما نحن في العالم العربي فواجب علينا الان الوقوف امام سفارات الولايات المتحدة احتجاجا واستنكارا لهذه السياسة التي ظهرت واظهرت بشكل لا يقبل الشك بوقوف الادارة الاميركية وراء الكوارث التي تعرضت لها شعوب المنطقة ولا زالت تعاني منها حتى اليوم في مسلسل ما اسمته امريكا ' الربيع العربي ' وهو في الواقع الفوضى الخلاقة التي نشرتها امريكا في المنطقة لتحكم سيطرتها وتعزز هيمنتها على رقاب الشعوب والدول العربية غربا وشرقا ، يضاف الى ذلك كله مسؤولية امريكا وحدها عن المآسي في يوغوسلافيا السابقة وجنوب اسيتيا واوكرانيا اليوم وذلك لانه لم يبق مكان للشك بضلوع الولايات المتحدة الاميركية في اعمال التدمير هذه حتى امام المؤيدين والتابعين لامريكا من المشككين بالمؤامرة الكونية التي ظهرت على لسان الرئيس الاميركي بانها اميركية خالصة بهدف الهيمنة والذريعة حسب قول رئيسها حاجة الشعوب للمساعدات الاميركية ، نعم لا بد للحالمين في سباتهم ان يستفيقوا بعد هذه التصريحات ويحددوا مواقفهم، فامريكا التي تعرت اليوم على لسان رئيسها في خطابه في ويست بوينت هي التي تقف وراء الفوضى العالمية وهي نفسها المزود بادوات التدمير لعصاباتها في العالم وهي امريكا التي تدفع العالم اليوم الى هاوية الحرب الكونية الثالثة بتدخلاتها الصارخة والمفضوحة في شؤون الشعوب والدول وها هي دون خجل او خوف تعلن ذلك بصراحة ووقاحة .لم يبق من المستور بعد خطاب اوباما من شيء . وامام هذه التصريحات الخطيرة فليسمح لي القارئ والرئيس اوباما ان اطرح سؤالي : من فوض امريكا ورئيسها بهذه الصلاحيات للتدخل في شؤون الدول وتقرير او عفوا تفصيل النموذج الامريكي فقط للحياة؟وهل يقبل السيد اوباما ان يتدخل احد في تقرير مستقبل امريكا غير اهلها؟ وهل بامكان اوباما او غيره بعرض سند التسجيل ' الطابو' العالمي لامريكا في تقرير مصائر شعوب ودول العالم على الملأ؟ وهل يعتقد حقا ان شعوب الارض سلمت امرها لكم ايها الامريكان لتصبحوا ورثة الارض؟ وهل يعلم اوباما وغيره من عمي البصيرة حقيقة المشهد السياسي في العالم اليوم والحقيقة التي تقول بصوت عال ..نعم لقد استطاعت واشنطن من زعزعة الاستقرار في عشرات البلدان في العالم ولا سيما في يوغوسلافيا السابقة وافغانستان والعراق وليبيا ومصر وسوريا وتونس وغيرها ولكنها لم تتمكن ولن تستطيع تأمين هيمنتها هناك والواقع يشير بوضوح الى تنامي وتكاثر معارضي الهيمنة الامريكية وتشكل التوجه الوطني في تلك البلدان الداعي الى الاستقلال والسيادة الوطنية . اما بخصوص تهديدات الرئيس اوباما المحترم للصين وروسيا والتلويح باستخدام القوات المسلحة والعزل الدولي الذي بات مكشوفا بفشله وارتداد العقوبات الاميركية وبالا على الاقتصاد الامريكي والاوروبي ، هذه التهديدات تثير فقط السخرية لان الصين وروسيا تملكان ايضا القوة العسكرية الرادعة للدفاع عن اراضيهما وشعوبهما دون اكتراث او اهتمام الى امريكا ورئيسها وهو ما يزعج واشنطن وساكني البيت الابيض بصفة مؤقتة وبرايي فان التهديد الامريكي لا يمكن التعامل معه الا على اساس انه تهويشا اكثر منه تهديدا .
واختم بالقول بأن التهديدات للصين وروسيا فقاعات لا تجد الاهتمام والاكتراث لدى هذه الدول والادعاء بالهيمنة الامريكية على العالم حلم نهاري بلا وضوء يتبعثر قبل ساعات الظهيرة ليبقى السؤال الاهم هل التهديدات الامريكية قوة ام ضعف؟

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
31-05-2014 12:27 PM

سؤال للكاتب د. : هل فهمك لسياسة الأمريكية وروية معالمها فقط بعد هذا الخطاب الذي ألقاه أوباما في كلية ( ويست وبينت ) ؟
أما بخصوص التفويض اعتقد بانها اي امريكا لم تنتظر من احد تفويض لان ذلك الشخص ليس له وجود مبررا بمنهجية العربدة والقوة !
أما بخصوص علم أوباما عن حقيقة الأمر والمشهد أقول كما يقال بالعامية ( الله لو فهد يدري ) ومع احترامي لتساؤلك فهذا السؤال ليس بمكانه او تشابهاً او التباسا ما قد حصل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012