|
|
غُزلاننا وكِلابهم
بقلم : تمارا سالم الدراوشة
17-06-2014 09:04 AM يعتبر الحديث عن الحريات والديمقراطيات , بهذا الصوت المرتفع من نتاج الربيع العربي , الذي زلزل كثيراً من الأنظمة وغيّرها دون أن يعيد بنائها , وبالرغم من كل التداعيات التي صنعها وخلّفها الربيع العربي , إلا أن هناك من هو مستفيد بشكل شخصي , وأخرون تتفاوت استفادتهم بمستوى الفُتات الذي يلقيه إليهم أسيادهم وبمختلف المستويات , وكذلك هناك من خسر كل شيء مقابل بحثهِ عن الحرية والعدالة الاجتماعية , وهذا الخسران الذي حصل دعا كثيراً من الطغاة وأصحاب الأجندات الخاصة , وبمختلف مستوياتهم لكي يطمعوا ويطمحوا , بتحقيق المزيد من قمع الحريات وصهر كل من تسوّل له نفسه الخروج عن الخط الذي رُسم له . وحقيقة الأمر أن عدد أولئك الدكتاتوريين , أو تلك العصابة الفاسدة , التي تتصرف بالأوطان كما المزارع الخاصةِ , هم قلة قليلة إذا ما قورنت بالعدد الكُلي , لكن كَثرة كلابهم الضالة واللاهثة خلف قطعة عظم , يجنوها من تحطيمهم وقتلهم لأهداف بريئة , فقط لأن سيدهم أشار لهم بإحضارها , وذلك لتحقيق مصلحة شخصية أو للخلاص من إزعاج الأصوات التي تنادي بحقوقها ومكتسباتها , في وطنهم الذي بات لا يمثل لتلك المجموعة أو العصابة أكثر من مزرعة يتقاسموا ثمارها ويستظلوا تحت اشجارها. وهنا أستذكر القصة المعروفة , وهي حكاية الصياد والكلب والغزال , حيث يحكى أن صياداً يرافقه كلبه , ذهب الى رحلة صيد , وخلال مسير الصياد شاهد غزالاً برياً , يستنشق هواءً نقياً ومباشرة أخذ الصياد بندقيته وصوّبها بإتجاه ذلك الغزال ولكن لم يصبه , فقفز الغزال من موقعه , وعندها نظرَ الصياد إلى كلبه وأشار لهُ بيدهِ ، بإتجاه ذلك الغزال , فانطلق الكلب مسرعاً خلف الغزال ليحضرهُ إلى سيّده , لكن الغزال بقيَ يقفز مسرعاً , وكان الكلب يركض خلفه , وعندما شعر الغزال بأن الكلب بدأ يلهث وأن التعب أخذ منه ما أخذ , وقف الغزال ونظر الى الكلب وقال له , رحمة بك لا تركض خلفي , لأنك لن تمسك بي , فأنا رؤيتي بعيدة وأهدافي أراها أمامي , فأركض بإتجاهها لأحققها , فقاطعه الكلب وقال لماذا تقول ذلك وأنا أقترب منك , فقال الغزال يا هذا أنا أقفز مسرعاً بلا توقف , لأني أنطلق بإتجاه حريتي بينما أنت تلهثُ خلفي لإرضاء سيدك , فليس لديك هدف إلا إرضاءه , وهذا جعلك عبداً له ولغرائزه , فأصبحت أنت تركض وتلهث وتقتل , وفي النتيجة لا تنال إلا قطعة عظم تعفف عنها سيدك , فعندما أذهب أنا الأن بإتجاه حريتي , ستعود أنت بإتجاه سيدك , تبحث له عن عذرٍ لعدم قدرتك على تحقيق هدفه , فعندها قد يكون جزائك هو حرمانك حتى من بقايا العظام إن وجدت . وفي النهاية أعتقد أن كل قمعٍ للحريات في أي وطنٍ أو أستبدادٍ للسلطة من أي مسؤول , وعلى أي مستوى لم يكن ليتحقق لولا توفر زمرة من الكلاب حولهم , والتي دربوها على الطاعة وتحقيق رغبة المسؤول بدون أدنى تفكير , ودون أن يشعر ذلك المسؤول بلهاث كلبه , لأنه لا يعني له أكثر من وسيلة تجلب له ما يريد بدون حتى سؤال . وأخيراً فالحرية والديمقراطية والعدالة ( والتي مثّلها الغزال ) هي ما يرجو كل إنسان تحقيقه والحصول عليه , بينما اولئك أعداء الحرية والديمقراطية والعدالة الذين يقتاتون على أشلاء الأحرار ( والتي مثّلها الكلب ) يعتقدوا أنهم سيجنوا الكثير وسيحققوا الأكثر , عندما اصطادوا غزالاً أو أكثر من طرف القطيع , وظنوا أنهم في أمانٍ مطلق , ونسو ما قاله الشاعر يوماً : لا بد للصّبح أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر أما ذلك الصّياد , فنسي أوتناسى أن الغزال إن رأى هدفه ومبتغاه , فإنه لن يستطيع الكلب أي كلب , أن يمنعهُ من الوصول لهدفه , فالتاريخ أوضح لنا كيف هي غزلاننا وكيف هي كلابهم
والله صح لسانج يا تمارا الدراوشه ==لعنة الله عليهم وعلى كلابهم ==يومهم قرب بعون الله
نحن الغزلان كل الشكر للكاتبة المبدعة
ماعندنا عماله ليس لدينا مسؤول حر يطبقون مايؤمرون به .
اذا الشعب يوما اراد الحياه فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ..................... ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر !
هل تضنين سيدتي ان الشعب الاردني سيحتمل العيش بين الحفر الى ما لا نهايه ؟!
الى 4 الجملة الاولى فيها شبة حرام ، الناس تسجيب للقدر وليس القدر يستجيب للناس واالله اعلم ؟؟؟
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|