24-12-2010 10:57 AM
كل الاردن -
بمبادرة من نادي الحسين إربد
كل الاردن - تداعى عشرات المواطنين وأصحاب المبادرات لغابة الشهيد وصفي التل لزراعة الأشجار الحرجية، في محاولة منهم لتقليص الآثار التي خلفها حريق جاء على مساحات شاسعة من الغابة.
وتزامنت هذه المبادرة – التي أطلقها الرئيس الفخري لنادي الحسين أربد الدكتور نصير شاهر الحمود – مع مرور 4 عقود على استشهاد التل الذي يحتفظ الأردنيون بذاكرتهم مواقفه القومية الشجاعة، كما يستذكرون دوماً حسن إدارته وسياساته حيال القطاع الزراعي الوطني.
وتقع الغابة على طريق إربد جرش، وتضررت بعض مساحاتها مؤخرا بفعل الحريق، بيد أنها ظلت شاهدة على وجود الاف أشجار الأرز التراثية التي تزيد عمرها عن الأربع عقود.
وتقدم تنفيذ هذه المبادرة رئيس نادي الحسين الرياضي، الأستاذ خلدون حتاملة عشرات المواطنين، والرياضيين، فضلا عن أعضاء من الهيئة الإدارية للنادي.
وتداعى هؤلاء لموقع الغابة لغرس الأشجار الحرجية، التي تم صرفها من قبل وزارعة الزراعة، كما قام التلفزيون الأردني بتغطية الفعاليات، وتصوير المشاركين خلال زراعتهم لعشرات الأشجار في الجزء الغربي من غابة الشهيد.
وتحدث الأستاذ الحتاملة للتلفزيون الأردني قائلاً،: تأتي هذه المبادرة مواكبة لمرور ذكرى استشهاد المرحوم وصفي التل،فبعد 40 عاما من فقداننا لتلك الشخصية الوطنية العظيمة، ها نحن نساهم في إعادة إحياء ما جاءت عليه الحرائق من أضرار بالغة في الغابة.
وأكد الدكتور نصير شاهر الحمود أن هذه المبادرة تأتي في سياق المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والتاريخية للنادي الذي يحرص دوما على الوقوف أيضا موقف وطنياً في مختلف الميادين.
وقال ' هذه المبادرة أقل ما يمكن القيام به في ذكرى استشهاد وفي التل، فقد بذل سنوات عمره ساعياً نحو الارتقاء بالجوانب الحياتية المختلفة للأردنيين، كما لا تزال ذاركتنا زاخرة بمواقفه القومية العروبية المشرفة'.
وكان الأستاذ راتب الضامن تحدث عن المبادرة وطلب من الحضور قراءة الفاتحة على روح الشهيد.
بدوره ذكر رئيس تحرير وكالة نيرون الإخبارية تحسين التل، أن المبادرة تأتي بناء على دعوة وجهها الدكتور نصير الحمود: سفير النوايا الحسنة، عبر الإعلام الأردني، وقامت الصحيفة بنشرها والتعامل معها منذ عدة أسابيع، وقال رئيس التحرير إن رعاية نادي الحسين لهذا النشاط يأتي ضمن نشاطات رياضية واجتماعية يقوم بها النادي وهي نشاطات مستمرة وعلى مدار العام.
وألقى الناشط السياسي جمال الدويري قصيدة شعرية بحق الشهيد الكبير وصفي التل، وكانت بعنوان: إنا هنا؛ قال فيها:
يا دار وصفي أبشري يا دارا
والحر يغرس في الثرى أحرارا
طوبى لنا دار الشهيد منازلا
بوركت يا أرضا علت مقدارا
شبت على أثر العزيز ليوثها
وعرين وصفي عزة وفخارا
شعب أبي لا تلين قناته
ما زاغ يوما بل أتى كرارا
هبوا إليك ومجدهم ملأ الدنا
وسقوا ترابك خضرة ونضارا
جاء النشامى قد تبارك جمعهم
جاءوا وقالوا نكمل المشوارا
جاءوا بزرع للحياة وللنما
وإن استثيروا قصفوا الأعمارا
شيحان نادت بالرجال إلا انفروا
عجلون ردت ابرقوا لجدارا
عمون لبت من جوار أحبة
والسلط تذكي بالحشود النارا
إذ أحرقت أحقاد قوم غابه
ما زادنا حقد سوى إصرارا
وهناك من دبج الأثير بشعره
ورجال وصفي زرعهم أشعارا
إنا هنا في الأرض نكمل حرثها
ونرد عن صرح العلا أخطارا
نسقي غراسك باليمين عزيمة
ويسارنا غوثا أتى ويسارا
السوسنات السود أدمعت الندى
وسقت رياضا أينعت نوارا
يا غاب وصفي قد أتتك سحائب لتصب
في عرق الحمى مدرارا
ونشيد صرحا بالذرى راياته
والفجر وصفي هندس الإعمارا
يعلو على هام السحاب بنائة
والجذر في بطن الدنا قد غارا
أذن بنا وصفي نهب إلى الوغى
يأتي الخميس مؤللا سيارا
قدت من الصخر العنيد قلوبنا
واستنسخت من عزمنا إعصارا
يعلي سماق المجد ثابتة العرى
ويهد كونا في الوغى إن ثارا
هذي نشامى تبذر الأمل الذي يمناك
كم كتبت به أسفارا
هذي مغاوير أتتك وما انثنت
يمناك قد زرعت بهم مغوارا
شهم ولدت, وإن أتتك منية لبيت
يا شهما كذا أقدارا
لا يورث الشهم الأبي لأهله
إلا الإبا وابن الإبا جبارا
وصنعت مجدا لا يغيب سنائه
والبدر يرفض بعدك الإقمارا
الجيد يفخر بالحلي وبالحلا
أما الأرادن يرتدوك سوارا
وعباءة التاريخ أقصبها لنا
والغار يلبس من نداك دثارا
غار المفاخر يا ابن كل فضيلة
يكفيك فخرا أن نقول عرارا
والله ما لبس النهار ردائه
الاك فخرا للردا والغارا
وصفي سنرجع عهدنا ميثاقنا
يا دار وصفي أبشري يا دارا
وتابع النشاط عشرات المشاركين والمشاركات، والناشطين من عمان وإربد وجرش وعجلون، وبعد انتهاء الفعالية، تحدث المشاركون عن مواقف الشهيد وصفي التل، وذكريات الآباء والأجداد الذين عاصروا الشهيد عن قرب وكان له معهم مواقف إجتماعية وإنسانية، وشارك عدد من الأطفال جاؤوا من عجلون خصيصاً لزراعة الأشجار . رحم الله الشهيد وصفي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته>