أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن و اين يكمن الخطر الحقيقي.

بقلم : عمر خطاب زكريا
22-06-2014 01:31 PM

لا يخفى على احد ان 'داعش' تطلق بين الحين و الاخر تهديدات تملؤها انهار من الحقد و الكراهيه ضد ما يجاورها من دول فهي تحتل منطقة وسطيه الجغرافيا ممتده من سوريا الى العراق و قد ازدهرت على انقاض حاله الارتباك الامني في المنطقة بشكل عام على اثر 'الخريف العربي' الذي لم اجد اصدق من هذا التعبير لوصفه . فهو خريف سينتهي بشتاء بارد طويل ، تحاك في سماءه الغيوم السوداء المتلبدة و العواصف و الرعود.

و تتذرع هذه الجماعات الاسلاميه المتطرفه و ترتكن على الغالبيه المسلمه الآمنه من سكان المنطقه العربيه ، بالخطابات العاطفية ، بغية ارساء الحكم الاسلامي و تدشين دولة خلافه على غرار السلف الصالح ، ليحكموا بحكم الله في الاسلام. و لا يبخل علينا الداعشيون بابراز مظاهر هذه الدوله و آليه الحكم فيها في كل مناسبة تسمح بذلك ، فنرى في وسائل الاعلام القتل و الذبح و اكل الاكباد و القلوب و كله تحت نداء 'الله اكبر'.

و لو استوقفت اي شخص في الوسط العربي و سألته عن هذه الجماعات لأجابك و بلا ادنى تفكير 'هؤلاء لا يمثلون الاسلام' .
كلام جميل . فجميعنا نعلم ان المبشرين و الممارسين للاسلام يحدثوننا دوما عن سماحه هذا الدين و انه رسالة رحمة للعالمين و كيف انه نظام يقبل بالتعدديه و فكر الآخر. و تمتليء الفضائيات – خصوصا المصريه- يوميا بالشيوخ الذين لا يملّون و لا يكلّون من محاوله اظهار الحكم الاسلامي على انه هو بعينه ما ينقص هذه المنطقه.

و صادف في سابق الايام قيام فعاليات معرض التسلح 'سوفكس' في العاصمه الاردنية عمان. حيث تجتمع امم العالم المتخصصه في الصناعات الحربيه ، لتظهر ما توصلت له تقنيات التسلح و الامن لأغراض عده منها التجاري و منها الاستراتيجي و منها الاعلامي.
فتظهر في احدى فقرات المعرض 'تمثيليه' احتجاز رهائن و خطف و آليه مقاومتها بالمعدات و الاسلحه المعروضة ، و قد برعت السلطات الاردنية في استغلال الحدث لأظهار الموقف الرسمي الاردني في الجماعات الاسلاميه المتطرفة ، اذ ان ادارة المعرض قامت باظهار الخاطفين الارهابين بلباس و شكل يطابق الى حد كبير ما نراه من متطرفين اسلاميين من القاعدة و داعش. الاثواب القصيره و اللحى و العمائم و النساء المخمرات و غيرها من المظاهر التي اثارت حفيظة 'شيوخ' و دعاه الاسلام في الاردن ، فنراهم حشدوا الاراء و جندوا وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي في مطالبه من الحكومة الاردنية بالاعتذار عن تمثيل الاسلامين بهذا المنظر الارهابي.

الا اني ارى تناقض رهيب و سافر في ما يطلبه هؤلاء الدعاه ، الذين حركت مشاعرهم الدينيه و خدشت شعورهم مناظر من 'تمثيليه' في معرض و لم تحرك فيهم اي حس مظاهر القتل و الذبح و الخراب بسبب تلك الجماعات ، لم نرى اي داعيه او شيخ يحشد علانيه و يطالب بصوت جهور برفض هذه الجماعات و تصرفاتها ، لم نسمع احدهم يجرم و يحرم هذه الافعال الهمجية.
حتى اني حين طالبت شخصيا عبر مواقع التواصل من احد الدعاة المعروفين في الاردن بأن يقف موقف واضح تجاه هذه الجماعات التي تسيء للاسلام و المسلمين ، فاصبح الارهاب في زمننا ذو لحية و ثوب و عمامة. فما كان منه الا ان حذف طلبي حتى لا يراه ال 285 الف مشترك في صفحته و قام بمنعي من الكتابه بالصفحة 'Block' . فاتضح لي انه يبارك هذه الافعال و يؤيدها.

انا اطالب المجتمع الاسلامي بتطهير ساحته من هذه الجماعات و الوقوف بكلمة واحدة امام عدوهم الحقيقي ، الارهاب ، و المتمثل بهذه الجماعات و حلفائها من امثال هذا الداعيه. القيام بموقف جماعي موحد ضد الفكر المتطرف الذي يمارسه هؤلاء بأسم الدين. افرادا وجماعات ، دعاة و شيوخ في مواجهة هذه السمعة السيئه التي لازمتهم في العقود الاخيره من الزمن. تلك الجماعات المختبئه في الجحور و تهدد راحة بال و سلامة الافراد الآمنين في اوطانهم ، كما رأينا جميعا تهديدات 'داعش' للنظام الاردني عبر رسائل تبث على اليوتيوب مستغلين الارتباك الامني الحاصل في المنطقة بشكل عام و في احدى محافظات الجنوب الاردني بشكل خاص على اثر حملات امنية قامت بها الاجهزة الامنية للامساك بخيوط الجرائم و المجرمين. في رسالة همجية تحريضيه تهدف الى زعزعة الامن و الاستقرار و السلم.

وحدوا صفوفكم يا ذوي الاسلام المعتدل ضد المسيء الحقيقي للاسلام . فقد آن للاسلام ان ينتقد هؤلاء و يخرجهم من دائرته حتى تتمكنوا من ارسال رسالة المحبة و السلام للعالم. فقد اختلط الحابل بالنابل ، و تبعثرت المفاهيم. و الصالح لوثه فساد الطالح.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-06-2014 02:54 PM

كلام جميل ويلامس الحقيقة .. ودعوتك لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالاسلام المعندل دعوة طيبه .... ولكن ما بالك بحكومة أكلت الأخضر واليابس وافقرت الشعب واتسع هامش البطاله حتى زاد عن 40% ولا تزال هذه الحكومة تحلب بالشعب الجائع وتضايقه في لقمة عيشه , والوطن يباع والرجل تؤجر ... اذا صلح الحكم صلح الناس
فعلى الحكم أن يعدل ويصطلح ويتوقف عن ممارساته غير السويه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012