أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل تستطيع داعش أن تجتاز الحدود الأردنية

بقلم : سلطان ابو يوسف
24-06-2014 10:26 AM

المقال طويل ولكن اعتقد يستحق الاستفاده مما ورد فيه .
فكرة الجهاد هي فطرة عند كل مسلم ،وأغلب التنظيمات تستغل راية الجهاد لاستقطاب الشباب المسلم للانضمام لصفوفها ، وغالباً ما تبحث هذه الحركات عن البيئة المناسبة والخصبة لرفد صفوفها بمزيدٍ من المتطوعين ،وليس صحيحاً أنّ أغلب من ينضمون لهذه التنظيمات من الشباب غير المتعلم وهذه نظريةٌ خاطئة فبين صفوفهم المثقفين والمتعلمين من كل الفئات وأصحاب شهادات علمية عالية، أطباء، ومهندسين،وضباط جيش سابقين ، وحملة دكتوراه، مثل الظواهري وأبو بكر البغدادي مثلاً ، وبينهم الكثير من عوام الشعب الغير متعلم الباحث عن الجهاد ومقاتلة الأعداء بالفطرة .

عندما نتحدث عن نمو التنظيمات وتغلغلها بين صفوف الشعوب ،لا بد أن نبحث عن الأسباب ،وأول الأسباب هم حكام العرب أنفسهم الذين وقفوا ضد دينهم وشعوبهم واصطفوا مع أعداء الله ورسوله ، فخلقوا نفوراً شعبياً من تصرفاتهم وسلوكهم وإن كان مكبوتاً أحياناً لكنه مهيأ للانفجار كما حصل في ثورات الربيع العربي .

الشباب العربي تائه ،يشعر أنه بلا قيادة حكيمة تدير شأنه وتصرف أموره ، والحكام العرب استهانوا بشعوبهم ،وأداروا لهم ظهورهم ، فنجد الظلم ، والتعسف ،والشللية ،ونجد الفقر، والجهل ، والتعتيم الإعلامي ، والفجوة أو الهوة الكبيرة بين الحاكم والمحكوم ، والحجاب الحاجز بين الظالم والمظلوم فالحاكم محاط بأسوار منيعة من المنتفعين والمتسلقين الذين يحجبون الرؤية عن عيون الحاكم ولا يصل إليه إلا صوتهم أو ما يريدون أن يسمعه ليستمر ظلمهم وبطشهم .

بدأت الحركات الجهادية تطفو إلى السطح مع الغزو الروسي لأفغانستان ،ونشأ تنظيم القاعدة والذي أصبح قاعدة حقيقية لنشوء كل التنظيمات الجهادية ثم الانضمام إليها لاحقاً، كانت القاعدة تـُعتبَر حركة مجاهدين على شاشات التلفزة بناءًا على رضا الحاكم العربي وفجأة أصبحت حركة إرهابية وهذه المسميات تتغير بتغير مصالح الحاكم ومدى الفائدة أو الضرر الذي يلحق به محلياً أو دولياً .

الربيع العربي هو ثورة ،ولكنها ليست منظمة نتجت عن ظروف أحاطت بها ،وأقل ما نسميها ثورة على الظلم والقهر والطغيان ، أي أن الشعب وصل إلى مرحلة يفضل فيها الموت على الحياة بعد أن أفقدته دولته كرامته وإمكانية العيش بحياة كريمه ، وهذه الثورة هي بيئة خصبة لحمل السلاح والقتال والانتقام والتخريب للنيل من ظلم المستبد ومن التفَّ حوله حتى وإن ضاع الوطن فلا قيمة لوطن لا كرامة للإنسان فيه وهذا ما حصل في ليبيا وسوريا وتونس واليمن ومصر والعراق .

إذا الظلم، والقهر، والفقر، والاستبداد، والتهميش للشعب، والاستحواذ على السلطة لفئة دون أخرى، والانتفاع بالمال العام لمجموعة دون غيرها، والاستيلاء على أراضي الدولة العامة لفئة دون أخرى دون حق ،والتعامل فوق القانون، وفقدان العدالة الاجتماعية، كلها أسباب تجعل عامة الشعب مهيأ نفسياً للتخلص من الحاكم وظلمة وزمرته التي تطوف حول كعبته ، وهؤلاء ينقصهم فقط من يقودهم ويحركهم أو يمدهم بأسباب القوة لإسقاط النظام مهما امتلك من قوة وسلطة،وغالباً هذه الأنظمة أصلاً هي متهالكة ، وآيلة للسقوط .

التنظيمات الجهادية وجدت هذه البيئة الخصبة في أفغانستان ، واستغلتها باكستان وحاولت دعمها والاستفادة منها للضغط السياسي ، ثم بدأت تنتشر في كل البؤر الساخنة التي تجد لها فيها حواضن شعبيه مستغلة الانفلات الأمني على الأرض ، فلها فروع في أفريقيا ،ومصر أو سيناء مصر بالأخص ، وسريعاً ما انتشرت في ليبيا ، والعراق ،وسوريا ،واليمن ، وبعض الخلايا في السعودية .

الجيش والأمن مهما تعاظمت قوته، وأياً كان قوام عدده، وتجهيزاته، لا يستطيع أن يقف في وجه أي تنظيم إذا وجدَ حاضنةً شعبية معادية لنظام القهر والظلم والتي تتمنى زواله وسقوطه ،وبالتالي مستعدة أن توفر الحماية والإيواء لأعضاء التنظيم ،بل والمساهمة في تجنيد شباب والانخراط فيه ،وهذا ما حصل في دول الربيع العربي .

كل هذا الكلام عن التنظيمات والواقع العربي لو أسقطناه على وطننا الحبيب ، هل نختلف عن دول الربيع العربي ؟ وعندما يهدد تنظيم داعش الأردن هل أتى هذا التهديد من فراغ ،أم يَعُونَ ما يقولون ؟

كل الظروف التي مر بها الشعب العراقي والسوري والليبي واليمني يمر بها أبناء الشعب الأردني ،فالفساد حدث ولا حرج،والتزوير في الانتخابات في أعلى درجاته ،والإقصاء والتهميش بلا حدود ،والرواتب متدنية، والفقر عام ،والسلطة بيد فئة تستحوذ عليها منذ خلقنا ،والسلطة المتنفذة تحيط بالملك كالأسوار بالمعصم تحجب عنه كل الحقائق ولا تقدم له إلا الكذب وما يخدم مصالحها ،والشعب يشكو من انعدام العدالة الاجتماعية ،والبطالة، والشعب يشكو من أن القانون لا ينطبق على الجميع سواء ،وهناك شكوى من استحواذ المستنفذين على أملاك الدولة بلا حق مشروع ، والشعب يضجر من الخصخصة ،والغلاء في الأسعار ،وانتشار الرشوة ، وانتشار المخدرات، وارتفاع الجريمة ، وكثيراً من القضايا الشائكة حول التجنيس ،والوطن البديل والحكومة لا تجيب على استفسارات المواطنين ولا تحقق أدنى طموحهم وآمالهم .

إذاً نحنُ نتحدث عن بيئة خصبة ومهيأة لقبول الآخر أيّاً كان مسماه واعتباره المخلص لهم من الظلم والقهر والتعسف ،فإن وُُجدت البيئة الخصبة فلا تحدثني عن قوة الجيش ولا عن نوع السلاح والتدريب، ولا الولاء والانتماء ، فهذه التنظيمات لها ولاء مطلق لقيادتها ،وهي مدربة أفضل تدريب ومجهزة أفضل تجهيز ومنظمة أفضل تنظيم ولها خبرات في خوض الحروب وخاصة حرب الشوارع أو السيطرة على المؤسسات والمناطق الحيوية في الدول التي تتغلغل بها،وتملك إرادة القتال بلا خوف .

إذاً ما الحل :
الحل لمنع داعش وغيرها من التنظيمات من التغلغل في الأردن ،وإغلاق المنافذ عليها ،أن تراجع الدولة سياساتها الداخلية والخارجية ، ولا بد أن يشرف الملك بنفسه على عملية الإصلاح ،ويتابع أولاً بأوّل وقد يقول قائل الملك يأمر ويتابع ونقول صحيح ولكن الحاشية لا تنفذ وتضلل ،ولا بُدّ من معالجة الأخطاء التي ذكرناها وبالسرعة القصوى لأن المرحلة لا تحتمل التأجيل والتسويف ،ونختصر ذلك بمصطلح العدالة الاجتماعية ، ومحاربة الفساد ، ونهج مبدأ المصارحة والمكاشفة مع الشعب ،والتخلص من كثير من رموز الفساد،والاستعانة ببطانة صالحة صادقة مع الله ،والملك ،والشعب حريصة على امن الوطن وهيبة الدولة ،قادرة على تحمل المسؤولية من خلال الرؤيا الثاقبة وتقدير ما يجري داخلياً وخارجياً والتعامل بحكمة وعقلانية مع تلك الأحداث .
أما على المستوى الخارجي فقد أفرطت دولتنا في التدخل في الشأن الخارجي والاصطفاف مع الموقف الأمريكي في محاربة الإرهاب علماً أنّ أمريكا نفسها ترفض أن تعطي مفهوماً للإرهاب لذلك هي من تجعل من تريد إرهابيا أو تنفي عنه صفة الإرهاب .
إذا:
إذا بقي الأمر على ما هو عليه فإني في ضوء قراءتي للواقع أرى أن بيئتنا مناسبة للاستقطاب والانخراط ،ويبقى المجال أمامنا مفتوحاً لدرء الخطر إن أردنا ذلك ، أما شعارات سنقتلهم وندحرهم ونأكلهم ونمزقهم ماتت مع موت أحمد سعيد ، الواقع المفروض لن يكون ككلام الرخاء والتوهم ،من يحمي الوطن هو القاعدة الشعبية قبل المؤسسة العسكرية والأمنية ولا بد من كسب الشعب للوقوف في وجه أي تدخل خارجي كي لا يكون حاضنة نتيجة الظروف التي فُرضَت عليه .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-06-2014 10:57 AM

اصبت عين الحقيقة وهذا مصداق لقول الفاروق عمر الذي اتبنى كلماتة التي تضع النقاط على الحروف ..

حين قدم القبطي يشتكي الى الخليفة الفاروق من بطش ابن عمرو بن العاص حين سبق القبطي ابن عمرو بن العاص في سباق الخيل وطلب الفاروق من عمرو بن العاص ما ان يصل كتابي هذا حتى توافيني انت وولدك واقتص المصري بيده من ابن الامير عمرو بن العاص وقال له اجلها رأ س عمرو فقال القبطي استوفيت حقي من الذي ضربني واشتفيت فقال والله لولا سلطان ابية ما تجراء عليك وقال كلمتة المشهورة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار ) وحين خرج الناس قال عمرو بن العاص للفاروق يا امير المؤمنين قد اغلضت لي يا امير المؤمنين الاتخشى ان يجرؤ الناس على امرائهم قال له الفارق اذا كانت جرئه بالحق ذلك مانريد يا عمرو ليس هيبة الحكم بترويع الناس ولكن بتامينهم وكف الظالم واخذ الحق للضعيف فيرتدع القوي ويأمن الضعيف ويعتصم الناس بالدولة بدل ان يعتصموا منها ويحفظون اميرهم القوي العادل بحفظ انفسهم به وليس وراء ذلك الا ضياع الحاكم والمحكوم معا.

2) تعليق بواسطة :
24-06-2014 11:05 AM

لوجتسياً وعسكرياً لايمكن لداعش ان تتقدم نحو الاردن حيث صحراء مكشوفة ومسافات طويلة بين العراق والاردن ولكن ممكن تأثيرها من سيطرتها على المعبر الحيوي طريبيل بين الاردن والعراق وتقتضي الحكمة عدم معاداة الاردن لداعش ولا خوف على الاردن من داعش العراق او داعش سوريا الخوف من دواعش الداخل التي تتغذى من خيوط سرية وخلايا داخلية نائمة ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
24-06-2014 11:16 AM

كلام موزون ويحاكي الحقائق بصراحة، ثم يقدم النصح من وجهة نظر وطنية مخلصة ، أتمنى على المسؤولين الأخذ بها. بارك الله بك أخي سلطان، ولك التقدير والاحترام.

4) تعليق بواسطة :
24-06-2014 12:27 PM

سلمت أخي سلطان وشكرا لك على المصارحة....
يبدو أن حكومتنا تتعامل مع ما نواجه من مخاطر اقليميه بنفس الطريقة الفوقية والفجة والساذجة التي يتعاملون فيها معنا بالشأن الداخلي....!!!!
الأردن الآن محاصر من الشمال والشرق بالفوضى والإرهاب .. ومن الغرب يحاصرنا العدو الصهيوني بأطماعه في وادي الأردن وحلمه بإقامة الوطن البديل في الأردن ....
وردود فعلنا على هذا الحصار وعلى هذه المخاطر لم يتجاوز بضع تصريحات لطمئنتنا بأن كل شيء على ما يرام وتحول الملف بكامله على قدرة جيشنا وأجهزتنا الأمنيه...
وبين هنا وهناك يعلوا الصوت بأننا سنحطم هؤلاء الإرهابيين وندمرهم ووو..
أليس هناك في مقاعد الحكم أو القيادة أو الاستشارة في من درس التاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية والانسانية ليذكر مسئولينا وقادتنا أن الأوطان تحميها جماهيرها وشعوبها التي تستمتع بالحقوق وبالعدل والمساواة والكرامة ...
الشعوب المظلومة والمكتومة والمهانة لا تحمي الأوطان ....
شعبنا هو الظهر والحائط والصخرة الذي يستند عليه جنود جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية الحامية للوطن...
الجندي والمقاتل هو ابن لهذا الشعب ويشارك شعبه وأهله همومهم وأمانيهم ....
لا يجوز في هذه المرحلة أن يستمر مسلسل اختزال وتصغير القضايا في بلدنا ....!!!
لا يجوز في هذه المرحلة أن نستمر في الاعتماد على التصريحات الضبابية أو التظاهر بأن الأمور على مايرام ... !!!
توقعنا بعد هذا التطور المفاجىء لللأحداث أن يتم دعوة مجلس الدفاع أو الأمن القومي للانعقاد بشكل دائم ... توقعنا أن يتم دعوة قيادات المجتمع المدني للمشاركة بكل أطيافها لدراسة وبحث الموقف والمخاطر التي نتعرض لها .... توقعنا أن يتم اخراج وثائق ووعود الإصلاح من الأدراج ليطمئن المواطن بجدية الدولة ...
كيف للمواطن أن يصدق ويطمئن لتصريح المسئوول الحكومي الآن بأن الوضع الأمني تحت السيطرة ... ونفس المسئوول كان وعدنا بالاصلاح والقضاء على الفساد وغيره منذ خمس سنوات ... !!
كيف لنا أن نثق بهذه الحكومة أنها ستوصلنا الى بر الأمان في بحر هائج عاصف وشواطئه لا أمان فيها.
حمى الله الأردن وشعبه وجيشه وحفظ الأردن واحة أمان لأهلها وللباحثين عن الأمان من حولها ...

5) تعليق بواسطة :
24-06-2014 02:30 PM

داعش هل تصل الى عمان ام لا ؟هل هي تريد الوصول لعمان .يا عموه يا عموه داعش موجوده في كل المدن الاردنيه من الشمال الى الجنوب ومن الحدود العراقيه الى اقصى الغرب .داعش تكاد تكون موجوده في كل بيت من بيوت فقراء ومظلومي ومهمشي ومسلوبي الحقوق في بلدنا .داعش ليست بحاجة الى اجتياز الحدود ماديا .هي وصلت فكريا دونما بذل جهود ماليه او بدنيه .داعش اوجدها ظلم اولي الامر وتقصيرهم بحق الله اولا وحق المواطن والوطن ثانيا .مقالتك طيبه لو يطلع عليها المسؤول ويعدل المسيره وسلامتك .

6) تعليق بواسطة :
24-06-2014 04:08 PM

كلامك ما عليه زود .

7) تعليق بواسطة :
24-06-2014 10:58 PM

سؤال : يا ترى هل تحمينا من داعش وغيرها السفرات الكثيرة والاسبوعية ؟
هل ستحمينا المبادرات مثل ارمح او حقيبتي ؟
هل تحمي الاردن عائلة واحدة ؟
كما قال ابو دحام البيئة خصبة لتحرك داحس وداعش وماعش وشو ما يسوي النظام فات الفوت وزي ما بقول المثل ما ينفع العليق وقت الغارة مضى 94 عام على الظلم

8) تعليق بواسطة :
25-06-2014 10:34 PM

اشكر كل الاحبة الذين شرفونا بتعليقاتهم وأثروا الموضوع بطيب عطرهم كل المحبة لكم ولكل الاردن

9) تعليق بواسطة :
18-12-2015 11:50 PM

كلام صريح وجرئ وفيه الكثير من الواقعيه نتمنى على اصحاب القرار ان يقرأوا ما بين سطورة من حرقة وخوف حقيقي على اردننا الحبيب الله نسال ان يحمي هذا البلد وان يديم علينا نعمة الامن والاستقرار وسائر بلاد المسلمين.

10) تعليق بواسطة :
19-12-2015 02:44 AM

لم اجد من يعبر بهذه الصراحة والبساطة وهذا الاحساس الوطني الصادق الغيور والتحليل العقلاني الصريح المتزن كما فعلت وتفضلت اخي ابو يوسف كعادتك تضع النقاط على الحروف.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012