أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


بين الدين والسياسة ... فتاوى تضليلية *

بقلم : عبدالحفيظ ابوقاعود
25-06-2014 10:52 AM
قواعد ألاسلام ألحنيف ثبتت ألمسائل ألرئيسية في ألعلاقات بين ألمواطنين وألمجتمعات،وتركت ألتفاصيل للحياة ومرجعيتها البشرية من خلال ألانجاز الحضاري ألانساني ألمتراكم للامم وألشعوب في أنسجام تام لحفظ التوازن بين الدين والدنيا.
فالمرجعية البشرية ،قد تتحكم بسلوك الانسان السياسي اليومي ، لكنها في الوقت ذاته تتأثر بهذا السلوك في ظل تفشي الفساد والفقروالاستبداد والدماء التي تسيل يوميا في أرجاء المعمورة ،والسلوك الانساني ؛ تتلاعب به فتاوى دينية ،واخرى منسوبة للدين،تتحكم في أنتاجها مطامع خاصة للفئات والنخب السياسية في تسخيرالفتاوى لخدمة السياسة وأغراضها ،التي قد تتعارض مع أحكام المرجعية الالهية في تحقيق مقاصد الشريعة.
ومن هنا يغالطنا بعض ألاخوه حين نتحاور معهم حول الدين والسياسة خاصة عندما يطلب أليهم عدم الخلط بين ماهو ديني بحت، كمرجعية ألهية وبين ماهو سياسي دنيوي كمرجعية بشرية.فلربما تكون العلاقة بينهما عضوية أوأساسية .بحيث يتوجب أن تنسجم المرجعية البشرية في الشأن السياسي الدنيوي مع أحكام المرجعية الالهية ،لكننا نبني ما نقول على تمنيات ألامام الراحل الشيخ الشعراوي،فقد قال يوما أتمنى ان يصل الدين الى أهل السياسة ولايصل أهل الدين الى السياسة، لانهم إن كانوا أهل دين فلا جدارة لهم بالسياسة.
من هنا ؛ فالذي نقوله ،هو ؛ضرورة التمييز بين ماهو ديني بحت وما هو سياسي دنيوي،فما نشهده اليوم من أختلاط 'الحابل بالنابل' يخيفنا أشد الخوف ، كيف، لا، ونحن نسمع بعضا من العلماء الاجلاء يجأرون الى الملأ الاعلى .. كفى فتاوى وكفى تضليل،فالافتاء، هو؛التوقيع عن الله تبارك وتعالى ولايجوز لاحد كأئنا ما كان، أن يفتي بأمرلا يعرف مآلاته على الحضارة والانسان والمقدرات.
والدليل ماثل أمامنا في بضع دول عربية تشهد ساحاتها ألقتل ألاعمى والدمارالفادح الممنهج ، نتيجة لفوضى الفتاوى،ونتيجة لتورط دول وحكومات شتى ،في تسخير الفتاوى لخدمة السياسات والمشاريع المتواطئة مع الاجنبي،ويضاف الى التقتيل والدمار خطر تقسيم المقسم، والاقتتال بين الاخوه في العديد من الساحات في البلا العربية.
نعم ؛ نقول للبعض من الاخوه الذي يغالطنا في دور الفتاوى في تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي لا يكفي المرء ان يكون عالما وفقيها وحكيما،وحتى مجتهدا في أمورالدين حتى يتصدر المجلس ويفتي في مسائل خطيره لا يعرف مآلاتها في تدمير الحضارة وهلاك البشروتوقف عجلة النشاط ألاقتصادي .
ونقول ايضا هناك دول وحكومات لها سياسات معلنة وغير معلنة في الغرف السوداء المغلقة ،وأجهزة ومؤسسات أبحاث استراتيجية متخصصة في كل الشؤون،ولها اطماع ومصالح ولديها محترفون يقومون على رعاية مصالحها، ويلعبون في كل الدول سعيا لتحقيق مكاسب وأهداف لهم، وربما لغيرهم أيضا وفق مقتضيات محسوبة ،وهناك أجهزة في هذه الدول تواقف الشر وترسم له القنوات والسبل .. وهنا نسأل وسؤالنا يشمل الجميع من يعرف كيف تفكر أوفيما تفكر هذه الدول للاخر، ومن في الاصل يثق بها وبسياساتها .
لكن الاجابة يجب أن لا تعمينا عن حقيقة دورهذه الدول في السيطرة والتحكم في الشعوب ونهب ثرواتها، وعن أمكانياتها وقدراتها، وماذا باستطاعتها ان تفعل في تغييرالاتجاهات وبناء التحالفات الامنية المشبوه لتسخير الفتاوى لتحقيق أهداف تصب في نهاية المطاف في خدمة أعداء الامة .
ومن هنا نؤكد على أهمية ان تكون ألاقوال وألافعال معا محسوبة حسابا صحيحا ودقيقا لكل من يريد ان يتخذ موقفا وقرارا تجاه أحداث المنطقة بل وفي العالم .لان ما بني على خطأ اوعلى معلومات غير صحيحة ودقيقة يكون مواقفه وقرارته مبنية على حسابات خاطئة ، تكون نتأئجها كارثية مدمرة.
إذن لاضرورة لتفصيل المواقف عشوائيا وكيل الاتهامات جزافا وتحديد الكافر والمرتد والعدو والخائن، فهذه اولا ليست من صلاحيات الافراد اوالجماعات ، وثانيا انها الطريق الواسع الى الفوضى ومن ثم الاقتتال ألاعمى وألدمار ألشامل .
ونعود لنركزعلى ضرورة التمييز بين ماهو ديني بحت وماهو سياسي دنيوي وعدم الخلط بينهما، فالاستقرار في الدول الحديثة، لن يتحقق الا من خلال منظومة سياسية اقتصادية أجتماعية ثقافية، تتبنى المساواة التامة بين المواطين بغض النظرعن أنتماءاتهم الدينية والمذهبية اواللون اوالجنس حتى تستقيم حياة الافراد والمجتمعات في دولة مدنية ديمقراطية تتناوب مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية السلطة سلميا .
لكن مانشهده من تصرفات وسلوكات لبعض الجماعات هو خروج على واقع الاستقرارالمتعارف عليه، مما سيتتبع إثارة خلافات وصراعات عميقة يمكن ان تتطور الى ما هو أسوأ من ذلك .
وفي المحصلة لابد من العودة الى البداية وما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، لنتذكر كيف ان الناتو أنبرى للقتال نيابة عن الشعوب معززا بالاعلام والفتاوى المعروفة .
ونسأل عن الحال في ليبيا اليوم ، أما في سورية والعراق فالصورة أوضح ولا نستثني مصر وغيرها.. لقد تحقق للعدو الحقيقي الشئ الكثير جراء الحرب والدمار في الساحات العربية ..
فنحن أمة تعيش في مرحلة من أسوأ مراحل تأريخها .. أنها مرحلة أنحطت فيها دول وجماعات،ضلت طريقها وغابت عنها الحكمة، فكانت السبب لكل هذا الموت والدمار،وبعضها مع الاسف يدعي أنه يمتلك الحقيقة وحده.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2014 02:38 PM

مايجري ليس من الدين في شيء ولاعلاقة له بالدين والشرع والاسلام الصحيح مايجري نتيجة احقاد طائفية وعرقية تلبس لباس الدين والاسلام ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012