أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل تركت أمريكا العالم لداعش ؟

بقلم : خالد عياصرة
29-06-2014 11:20 AM
ذات خطاب ارسالة وزير الدفاع البريطانيآانذاك (ونستون تشرشل ) إلى قائد الأسطول البريطاني البحري، ويدعي (فيشر ) قائلاً: عزيزي فيشر : ما هو المطلوب من الأسطول الآن في المدى المنظور هو ضمان وصول البترول إلى بريطانيا العظمى:

١- رخيص في حالة السلام.

٢- مؤكد في حالة الحرب.

السياسة الأمريكية في هذا لا تختلف كثيراً عن السياسة الامبروطورية السابقة، إذ اعتمدت النفط في مقدمة أولوياتها الاستراتجية، وضرورة استمرارية امداداته، في حالات الحرب كما السلم.

بعد ذلك تحل وتحتل إسرائيل ( الطفل المدلل ) لعرابي السياسة في واشنطن سلم أولوياتها، باعتبارها قاعدة متقدمة يمكن الاعتماد عليها، لتطبيق وفرض سياساتها كونها أحد أدوات النفوذ العالمي، بما يتوافق وكارتال المال والأعمال في أمريكا في حالات الحرب كما السلم.

الذي أريد قوله، من يعتقد أن أمريكا، تفرط، بمنتهى السهولة، بهذه القواعد، وتسمح لمجموعة من المقاتلين، بالتمدد عبر الحدود، بهذه السرعة، فأرضين رؤيتهم على دول المنطقة، إنما هو فعلياً لم يقرأ، ولم يستفيد، من خط المسير التاريخي لسياستها.

فأمريكا، تدافع عن سياساتها، وعن استراتجياتها، خصوصاً في المناطق التي تدخل في صلب أمنها القومي، الممتد عبر العالم. وتسهم في ضمان سطوتها الآحادية.

أما من يقول: إن أمريكا قد تفاجئت بما يحصل على الساحة العراقية، كما تفاجئت بما يحصل في سوريا، ومصر، واليمن، والسودان، البحرين، والجزائر، وتونس، وأنها مصابة بحالة من الرعب والذهول، كرد فعل ناتج عن خوفها على ينابيع البترول بإعتباره أحد عناصر استراتجيتها، وخضوعها تحت رحمة المنظمات الجهادية، واسلحتها الفردية. فهو كذلك، مازال متاثراً بسطوة الاعلام، الذي يشكل الصورة بما يوائم مصالح القوى العظمى، والتي ترى في تضخيم مشكل داعش واخواتها، وسيلة لفرض إرادتها، ورؤيتها الجديدة للمنطقة، بما يتوافق مع استراتجيتها. فلماذا لا تكون داعش مثلاً أحد أدوات الحوار الإيراني الغربي، الهدف من تضخيم سطوتها، هو توفير شروط جديدة على أرض الواقع للحوار، لماذا ؟

واشنطن كما باقي الدول العظمى عبر التاريخ، تبدل وتغير في محاور استراتجياتها، بما يخدم استراتجيتها الأساسية، لكنها لا تبدل استراتجيتها.

من جانب آخر، المنظمات الجهادية، وعلى الرغم من البوغندا الإعلامية المتضخمة التي صورت قوتها وبطشها، ومقدرتها على زلزلة العروش والجيوش، لم ولن، تصل إلى حدود فرض سيطرتها على منابع النفط الرئيسية في المنطقة.

فكركوك، عملياً خاضعة لسلطات الأكرد، الذين صدروا مثلاً خلال الأسابيع الماضية أولى شحناتهم النفطية إلى إسرائيل، دون الرجوع إلى سلطة بغداد المركزية، والبصرة، تقع تحت سيطرة مافيا مليشيات التهريب، المرتبطة بحكومة المالكي، ، ومن خلفهما ايران.

المنظمات الجهادية، والسلفية، والعشائرية، التي تحارب اليوم في العراق و سوريا، لا تملك فعلياً، خيوط الخطوط النفطية، وآبارها، وعمقها مساحات حتى وان كانت استراتجية، لكنها محاصرة، ويمكن اسقاطها بسهولة، ان تم الاتفاق على ذلك بين القوى الحقيقية التي تشن المنظمات الجهادية حربها على ارض البلدين بالنيابة عنهما، وهنا اقصد تحديدا ايران والسعودية.

إضافة إلى ذلك، الرسائل التي تطلقها داعش أو غيرها بين الفينة والأخرى بإتجاه الأردن - التي لا أخذها حقيقية على محمل الجد - وتهديدها، بالويل والثبور وعظائم الامور للدولة، والردود التي يطلقها البعض، كرد علي هذه التهديدات، وربط بقاء الأردن ببقاء اسرائيل. باعتبار اسرائيل الحامي الفعلي لاستقرار الأردن.

إلى هذه الفئات اقول: إن الأردن حدوده، وعمقه، كما يحمي العمق الاسرائيلي الذي يشكل خاصرة مميتة للدولة الاحتلال الصهيوني، البالغ( ٦٥ كم ) هذه الحماية ضرورة ومصلحة امريكية، ومصيرية اسرائيلية، لا يمكن التفريط بها، أو مناقشتها. فأي تهديد للأردن عملياً هو تهديد لإسرائيل، ومن خلفهما أمريكا. من أراد الرؤية بوضوح، ما عليه الا متابعة اجتماعات مطبخ القرار الأمني السياسي الإسرائيلي، والذي يطالب امريكا بدعم النظام الأردني.

الولايات المتحدة، رغم رسائلها، وتصريحات التحذير التي يطلقها ساستها وفي مقدمتهم السيد باراك أوباما، القائلة بخطورة المرحلة على استقرار الأردن، ضمنياً هو يرسل برقيات تحذير للمنظمات، بضرورة التفكير الجدي بعدم الإقتراب من الأردن، كما يرسل برقيات موازية لإسرائيل، ولسان حالها - آي واشنطن - يقول : أن أمنك واستقرارك، وكان ومازال في صلب السياسة الخارجية الامريكية، لا يمكن التفريط به، أو العب عليه، أو المقامرة به، لذا لا تخافي يا صغيرتي !

إذن، هل من العقل بمكان، أن تترك أمريكا المنطقة لداعش، وشقيقاتها بهذه السهولة ؟ وهل الأنهار تعود إلى منابعها ؟

في الحقيقية أشك بذلك .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-06-2014 01:35 PM

عجيب امركم؟؟ قلتك سابقا خليك على قدك لاتطاول الكبار.

2) تعليق بواسطة :
29-06-2014 01:43 PM

داعش صناعه امريكيه وايرانيه للظغط على العرب المساكين ......

3) تعليق بواسطة :
29-06-2014 02:02 PM

يا عمي اسكت الله يرضى عليك .

4) تعليق بواسطة :
29-06-2014 03:14 PM

الأخ الكاتب , داعش في اقصى التقديرات لا يزيد تعداد منتسبيها عن عشره الاف ودون تسليح يغير موازين القوى في الشرق الأوسط .

الخطر الحقيقي ليس من سيطره داعش, ولكن من توافق الأطراف الدوليه على (استخدام داعش) كمقًص لترسيم حدود جديده للمنطقه بما يخدم الأستراتيجيات الدوليه ومن ثم يتم ضرب داعش وأخراجها من المشهد وصنع نظام عربي جديد موالي للغرب , وبعد أن تم انضَاج مشروعات الفتنه الطائفيه بشكل تام وايصال الأطراف المحليه أن مصلحتها مع التقسيم الطائفي وليس مع اوطانها .

الصوره تأخذ بالتوضح , الأكراد اعلنوا السيطره الكرديه على كركوك والشيعه يتوعون للجهاد الكفائي واللاجئين السوريين السنُه لن يرجعهم الأسد الى دولته على الساحل وسوف يرجعون الى دوله "سنيه" جديده شرق الساحل وغرب بغداد .

لقد رسم الأمريكيين حدود "المقصً" عندما وضعوا ثلاثه خطوط حمراء لداعش وهي الهجوم على بغداد او مهاجمه الحدود الأردنيه او استهداف الأمريكيين في العراق , وأن تقيدُت داعش بذلك " وستفعل" فسيكون الأستخدام الأمريكي لها قد حقق غاياته دون جرُه قلم من الأمريكيين, تماما كما تم استخدام المجاهدين الأفغان .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012