أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الشفافية في قطاع الطاقة و الثروة المعدنية

بقلم : ماهر حجازين
29-06-2014 11:22 AM
ايها السيدات و السادة الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انه لشرف عظيم لي ان انقاش موضوع الشفافية في مستقبل قطاع الطاقة امام هذا الحشد الكريم الذي هو بمقياس النوع اعظم و اكبر بكثير مما هو بقياس الكم ، و اسمحوا لي ان اتقدم بجزيل الشكر و الامتنان لجمعية الشفافية الاردنية ممثلة برئيسها معالي الدكتور ممدوح العبادي لرعايتها هذه الندوة. لا بد بداية الى الاشارة بأن قطاع الطاقة يلعب دورا اساسيا و رئيسيا في جميع القطاعات الاقتصادية المختلفة ، و ان حسن أدارة هذا القطاع و بشفافية عالية هي غاية لكل حكومة تسعى جاهدة لتنمية مجتماعاتها و تحسين معيشة مواطينها.
لأ اشك ابدا أن الشفافية في قطاع الطاقة والثروة المعدنية يخفف من مخاطر الفساد و الافساد ، و لا اتكلم هنا عن الفساد المالي فقط بل اتكلم ايضا عن الفساد الاداري و الذي في بعض الاحيان قد يكون اعظم و اخطر من الفساد المالي، أن المزيد من الشفافية في هذا القطاع يعزز جسور الثقة بين المواطن و نظامه السياسي. كما ان المزيد من الشفافية يعزز الاستثمار من قبل الشركات المحلية و الدولية في مشاريع الطاقة و التي تتسم بشكل عام بارتفاع حجم الاستثمار فيها و طول امدها ، كذلك فان المزيد من الشفافية في هذا القطاع حتما سيؤدي الى ان تقوم الشركات المستثمرة بعملها خير قيام من دون اي معيقات و بكفاءة عالية تنعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني. ان للحكومات واجبات و اهتمامات تتعدى موضوع الربح و الخسارة فالحكومات يجب ان تتحمل مسؤولية قرارتها و ان تكون جاهزة للمحاسبة من قبل شعوبها عن اي اخطاء ناتجة عن سوء ادارتها لمواردها الطبيعية و مصادرها من الطاقة.
ان عناصر الشفافية الاساسية كما افهمها في قطاع الطاقة و الثروة المعدنية تتمثل في ثلاث عناصر رئيسية هي:
أولا: توفير المعلومات الدقيقة للمواطنين و المستثمرين و المتعاملين مع هذا القطاع،
ثانيا: الشفافية بالعقود المبرمة مع الحكومة
ثالثا: الوضوح و الدقة في مجال التشريعات و السياسات و الالتزام العادل بتطبيقها .
اسمحوا لي ان اتناول هذه العناصر الثلاث بشيء من التفصيل بما ينطبق على قطاع الطاقة و الثروة المعدنية في المملكة

أولا : توفير المعلومات الى جميع الاطراف المتعاملة مع قطاع الطاقة و الثروة المعدنية

ان توفير المعلومات للجميع و حق الحصول عليها بدون اي تمييز هي جزء من منظومة حقوق الانسان العالمية والتي لم تغفل في بنودها حق المواطن في دولة لمعرفة كيف تدار مصادره الطبيعية ، كما حدد أعلان ريوديجانيرو للتنمية و البيئة عام 1992 في المبدأ رقم 10 بأن الحصول على المعلومة و اشراك المواطن في القرار هما اساسان مهمان في التنمية ، و كذلك اعتمدت منظومة المصارف العالمية و البنك الدولي في سياساتهم ان حق المواطن في الوصول الى المعلومة تضغى على المصالح الاقتصادية للشركات. أما فوائد توفير المعلومات عن قطاع الطاقة و الثروة المعدنية فتتلخص بما يلي:

أ‌.تقليل المخاطر و المتغيرات

حتى يتم أدارة قطاع الطاقة بطريقة اقتصادية ناجحة ، فأن المتعاملين مع هذا القطاع سواء كانوا مخططين و منظمين و مستثمرين و مستهلكين يحتاجوا الى المعلومات الدقيقة و الموثوقة، ان نقص مثل هذه المعلومات او تضاربها يؤدي الى زيادة مخاطر التخطيط لهذا القطاع و النتائج قد تكون قرارات خاطئة تؤدي الى خسائر فادحة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فان عدم توافر معلومات كافية عن انماط استهلاك الطاقة في قطاعات اقتصادية مهمة في المملكة كالنقل الذي يستهلك 51% من الطاقة الاولية و القطاع الصناعي و الزراعي لم يؤدي الى اعتماد اي سياسات ناجعة في هذه القطاعات لترشيد استهلاك الطاقة، و تم الاكتفاء بذر الرماد في العيون من قبل الوزارة المسؤولة عن هذا الملف و اختصار مفهوم ترشيد استهلاك الطاقة بالعزل الحراري للابنية و المصابيح الموفرة للطاقة ! كذلك فان المثال الاخر هو موضوع المفاعلات النووية المنوي انشأؤها و التي تم الترويج لمعلومات خاطئة عن تواجد كميات كبيرة من خام اليورانيوم و الذي سيوفر بيعه السيولة اللازمة لبناء هذه المفاعلات .

ب‌.الغاء التميز و التفاوت بحق الحصول على المعلومات الخاصة بالقطاع

ان التميز و التفاوت في الوصول الى المعلومات يؤدي الى المنافسة غير الشريفة و غير العادلة، كما يؤدي الى احباط الكثيرين في الاستثمار في قطاع الطاقة، و بالتالي يؤدي الى احتكار أو شبه احتكار في بعض اجزاءه. ان السماح للجميع بالوصول الى نفس المعلومات و بنفس الاوقات يؤدي الى زيادة الثقة في القطاع ، و زيادة الاستثمار.
و المثال على ذلك في الاردن هو قطاع الكهرباء حيث تتمكن مجموعات استثمارية معينة بالحصول على معلومات فنية وافية لا تتواف لمستثمرين اخرين.

ج. تسهيل عملية مراقبة القطاع

توفير المعلومات للجميع يؤدي الى تسهيل مراقبة القطاع من قبل الاطراف جميعها وهذا يؤدي الى تقليص حجم الفساد وعدم المساواة في التنافسية.
والامثلة عديدة في قطاع الطاقة الاردني ، فمثلا لو تم نشر جميع المعلومات عن نشاطات احدى الشركات الاردنية و التي تدعي انها ستقوم بتوليد الكهرباء من خلال حرق الصخر الزيتي قريبا ، والتي أؤكد لكم انها لم تقم بأي عمل يذكر خلال السنوات الخمسة الماضية لتعرضت الوزارة الى تساؤلات كثيرة كانت بالتأكيد ستؤدي الى الغاء مذكرة التفاهم الموقعة مع الشركة .

د. ازدياد القبول للقرارات الصعبة

ان نشر المعلومات الوافية عن القطاع تؤدي الى زيادة تفهم الموطن الاردني بالاجراءات التي قد تتخذها الحكومة و التي توثر على مستوى معيشته مثل زيادة الاسعار للمشتقات النفطية و الكهرباء، و بالتالي يصبح المواطن أقل شكوى و شكا في مسؤولي القطاع.

ثانيا : الشفافية في العقود المبرمة

عندما تكون الحكومة طرفا في هذه العقود فأن الشفافية تزيد من ثقة المواطن في حكوماته ، ان عددا من دول العالم و التي لا تتطلب داستيرها على سبيل المثال التصويت في البرلمان على الاتفاقيات في قطاع الطاقة قد جعلت من الشفافية لهذه العقود نبراسا لها لزيادة الثقة الشعبية و ثقة المستثمرين دول مثل شرق تيمولا و البيرو و ايكوادور. ان عدم الشفافية في العقود تؤدي الى تخمينات بالفساد الحكومي أو الشك بان الاتفاقيات غير عادلة وهذا لا يساعد قطاع الطاقة بأي شيء، ان الشفافية بالعقود تزيد من الضغوطات على الحكومات للتوصل الى اتفاقيات عادلة و بالتالي تساعد المفاوض الحكومي في قطاع الطاقة للحصول على شروط افضل من الشركات المستثمرة
في المملكة جميع اتفاقيات البترول و الصخر الزيتي هي اتفاقيات يتم التصويت عليها من قبل مجلس الامة و منشورة في الجريدة الرسمية و على موقع المغفور لها سلطة المصادر الطبيعية رحمها الله!! ، لكن الحال ليس كذلك لباقي الاتفاقيات، فاتفاقية الغاز مع مصر هي لغز كبير لجميع المدراء العامين في القطاع ، وكذلك اتفاقيات الاسستشارات الدولية لوزارة الطاقة و الثروة المعدنية لعدة سنوات سابقة


ثالثا : عدم وضوح التشريعات و السياسات و استقرارها و الالتزام بها

أن الاستثمار في قطاع الطاقة و الثروة المعدنية سواء في المشاريع الصغيرة أو في المشاريع الكبيرة طويلة الامد يقع على عاتق القطاع الخاص. ان وضع سياسات ناجحة لقطاع الطاقة و الثروة المعدنية هي ليست بالمهمة السهلة نظرا لتداخلتها مع القطاعات الاقتصادية الاخرى و في كثير من الاحيان لها ابعاد اجتماعية و سياسية ، اضافة الى ان اي من السياسات في هذا القطاع هي دائما مجال بحث و نقد .ان السياسات الناجحة في قطاع الطاقة تبنى على حوار مفتوح و توازنات عدة و اهداف عدة واوقات متعددة لكن يجب ان يتمتعوا واضعي هذه السياسات بالشفافية و عدم التحيز لمصالح مجموعة دون اخرى.

ها قدت تحدثت عن عناصر الشفافية الثلاث في قطاع الطاقة و الثروة المعدنية كما أراها ، ان الشفافية في هذا القطاع الهام لا يمكن ان يتم بمعزل عن الشفافية لمجمل القرارات و السياسات الحكومية ، وان المشاركة الشعبية في صنع القرار يجب ان يكون جزء هام من عمل الحكومات. و مع تعاظم دور القطاع الخاص في قطاع الطاقة فان معايير الشفافية يجب ان لا تنطبق فقط على القطاع العام بل يجب ان تتعداه لتشمل القطاع الخاص.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-06-2014 01:32 PM

اللهم اني صائم بس مش انت يا ماهر حجازين كنت احد الاسباب لعدم استخراج النفط و الغاز في الاردن ؟؟ مش انت اللي ركضت بعد ساعة من مؤتمر الشركة اللي اكتشفت النفط في البحر الميت و انكرت و زعلت و زمجرت و طردتهم ثاني يوم ؟؟ مش انت اللي ركضت و حكيت انه مافي نفط لما اجا نائب من الجنوب و عبى سيارته من البترول المسال في الشارع؟ الخلاصة: كلكم اقود من بعضكم ولولا انك داخل بالمشروع الجديد لاحدى الشركات لما حكيت هالحكي..حسبي الله ونعم الوكيل فيكو و اللهم اني صائم

2) تعليق بواسطة :
29-06-2014 02:58 PM

الى رقم 1 انت تهرف بما لا تعرف ولا تفهم فقبل ان يصل البنزين او السولار ال سيارتك يمر تكرير خام النفط فى عده محطات وخطوات تكرىر قبل ان تراه يا محترم

3) تعليق بواسطة :
29-06-2014 04:11 PM

عنوان السؤال الشفافية في قطاع الطاقة والمعادن ،،،
والجواب اذا كانت البداية خاطئة ستكون النهاية خاطئة. اما كيف البداية خاطئة للأجابة على هذه السؤال ينبغي العودة الى قانون اعادة هيكلة الدوائر والمؤسسات السيء في بعض جزئياته اوجب القانون المذكور الغاء استقلال سلطة المصادر الطبيعية الاداري والحاقها بوزارة الطاقة والثروة المعدنية بالرغم من كبر حجمها الاداري وطبيعة مهامها بحيث انها بحجم وزارة او اكبر ومن حيث ممتلكاتها ومبانيها وأراضيها وأصولها الثابتة لم تؤخذ هذه الامور بعين الاعتبار كونها دائرة عريقة عمرها يزيد عن خمسين عاماً منذ بداية تأسيس الدولة عندما تقرر دمجها بوزارة الطاقة بجرة قلم وربما لأسباب تعود لمواقف شخصية لعدة جهات اعتادت التنفع بمخالفة القانون فوجدت سلطة المصادر الطبيعية سداً منيعاً بوجهها. على كل نعود لموضوع عنوان المقالة. ومن الامور التي اوجبها القانون المذكور هو فصل بعض المديريات والاقسام من سلطة المصادر والحاقها هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن ولكن هذا القانون لم يصدر ويقر كتشريع نافذ حسب الطرق الدستورية بعد وأصبح موظفي المديريات والاقسام التي الحقت بهيئة تنظيم الطاقة والمعادن في فراغ تنظيمي وأرتباطي والغريب في الامر ان مجلس الوزراء قرر في وقت سابق تشكيل مجلس هيئة الطاقة والمعادن قبل صدور القانون الذي ينص على تشكيل المجلس اي ان المجلس شكل بلا سند قانون وهنا نذكر بمقولة دولة القانون والمؤسسات ومنذ شكل المجلس وهو يتكئ على قانون هيئة تنظم قطاع الكهرباء مع العلم ان قانون هيئة الطاقة والمعادن ينص في مسودته على الغاء قانون الكهرباء العام وتبعاً لذلك الغاء هيئة تنظيم قطاع الكهرباء والمديريات والاقسام التي من سلطة المصادر الطبيعية وألحقت بهيئة الطاقة والمعادن مازالت تتقاضى رواتبها من سلطة المصادر الطبيعية في حين ان الوزارة تمتنع عن توقيع اي معاملة خاصة بتلك الاقسام والمديريات على اعتبار انها لم تعد تابعة لها. اما بخصوص شخص الكاتب ان كان هو ماهر حجازين الدكتور ماهر حجازين مدير عام سلطة المصادر الطبيعية سابقاً اذكر بالحديث الشريف اذا وسد الامر لغير اهله فأنتظرو قيام الساعة فكان لسلطة المصادر الطبيعية على الكاتب المفترض انه هو المعنى فضل كبير علية اذ من خلال منصبه كمدير عام للمصادر الطبيعية والتي جاء كضربة حظ اصبح معروفاً لدى الشركات الكبرى العالمية التي كان لها تماس وتعامل مع السلطة ومن ثمار ذلك تبوئه منصب كبير في احداهن بعد خروجه من السلطة وبالرغم من الفضل الكبير للسلطة عليه هو اول من اسس لفكرة الغاء السلطة او خصخصتها مع الاسف بما يخالف المثل العربي المأثور من شرب من بئر لايلقي به حجراً ولكنه الكاتب المقصود بهذه السطور شرب من البئر حتى ارتوى ثم القى به حجارة كانت كفيلة بردمة وطمس مياهة وهاهو اليوم ماشاء الله يظهر من جديد منظر بالاصلاح والفلاح. وبدد خلال تبوئه مديراً للسلطة مبلغ ثلاثمائة الف دينار لشركة اجنبية من اعادة هيكلة السلطة في سنوات مضت مع ان الهيكلة تتم من خلال قرار اداري من قبل الوزير المعني وخرجت دراسة الهيكلة كالجمل الذي تمخض فولداً فأراً وبعد ذهاب المذكور من السلطة ذهبت الهيكلة وخزعبلاتها وعادت الامور كما كانت بدون دراسات ولا تكلفة اموال ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012