أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مبارك عليكم الشهر ودولة الخلافة

بقلم : منصور محمد الهزايمه
01-07-2014 10:56 AM
مع بزوغ هلال الشهر الفضيل في معظم الدول الإسلامية اعاده الله عليكم باليمن والبركات تم الإعلان عن بزوغ هلال اخر هو قيام دولة الخلافة في العراق والشام وأعلنت أنها ازالت حدود العار فهل ينبغي أن نبارك لأنفسنا بذلك؟
ما تحققه دولة الإسلام في العراق والشام يثير الإهتمام فسرعة الحركة والتوغل واتساع الأراضي التي تسيطر عليها وإعلانها عن طموحها الذي يذهب بعيدا في جميع الاتجاهات وتهديدها المباشر للعديد من الدول والأنظمة يجعلنا نتوقف عند تنظيم او ظاهرة لا يمكن توصيفها بأنها فقاعة الى زوال.
إن حققت الدولة ما تعد وتهدد به من أنها ستدخل بغداد خلال شهر من الآن فهذا يعني أن التهديد بأي اتجاه يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
في واقع وتفصيل مختلف نجد ان التنظيم يندفع ويتمدد في جميع الاتجاهات ويتجاوز الحدود والتوقعات وكافة أجهزة المخابرات التي تنشط في دول فاشلة ويهزم جيشا – طالما تفاخرت به قيادته-ويسيطر على المزيد من مراكز الحدود دون ارتباك.
التنظيم يعلن عن أهدافه ويحققها وبالمقابل نرى التحالفات بين جميع الأطراف التي تعادي التنظيم تجمع على حتمية ايقاف تمدده على تناقضها وتناحرها بل إن إيران تتفق مع شيطانها الأكبر وتتوافق مع السعودية في عدائها له.
ما كان عاديا أن يهزم تنظيمٌ قادم من الخارج يعد بالآلاف جيشا -حتى ولو وسم بالطائفية -ولا كان بإمكانه الثبات في الأرض والمدن لولا الحاضنة التي ناصرته ونسقت معه لدرجة أن الوضع يمكن وصفه من أن اكبر الفعل قد يكون للعشائر وغيرها من الأنصار والصيت للتنظيم وهذه بحد ذاتها معادلة وافقت التنظيم وانصاره.
مسرح الاحداث الذي تتلاحق مشاهده والذي اعلن به التنظيم قيام دولة الخلافة في منطقة شاسعة ممتدة بين سوريا والعراق مبدئيا ومن ثم يقترب من تماس حدودي مع كل من الأردن والسعودية وهو يعدنا انه سيمحو أثر قسمة سايكس بيكو-التي طالما لعنا من اوجدها وحلمنا بركلها-لكن لنصل الى تقسيمة جديدة تفرخ دول كثيرة-وإن لم تكن برضاها-قد تكون أبغض من التقسيمة السابقة سيئة الذكر حيث تنشئ دولة السنة في مواجهة دولة الشيعة ودولة العلويين وتتكون دولة او اكثر للكرد على خلاف مع الجميع ليبقى موضوع خلافنا ثأر ابدي مستعر منذ يزيد والحسين حتى توريث بشار والثأر لصدام.
الدولة الإسلامية المعلنة اليوم يبدو انها تختلف بفكرها واستراتيجيتها عمن سبقها من تنظيمات فهي لا ترغب أن تدمي العدو ومن ثم تهرب لتختبئ في الكهوف بين الجبال لكنها تمتلك رؤية مختلفة تماماً.
ما يحفزها لتبني هذه الاستراتيجية ما يشاع من أنها تمتلك المال والقيادة القوية وتحالفات متينة ومقاتلين عقديين بعددهم وعدتهم وابارا نفطية وانصارا كثيرين ويبدو أن الحديث عن ممارسات خارجة تقوم بها لا تحظى بالتصديق والقبول لدى كثير من الناس.
المشكلة التي تخلقها لنا الدولة الوليدة أنها تسعى لرفع راية الخلافة والوحدة لكنها في الوقت ذاته تنتج كيانات جديدة هزيلة لها نفس القضايا-ولو بغير ارادتها-قد تجعل من قسمة سايكس بيكو أكثر قبولا وأخف ضررا.
ما تقوم به الدولة اليوم ينسف جغرافيتنا فتتداخل جغرافية الشام بأرض الرافدين والخليج لتصل أطراف الجغرافيا من جهة وتقطع اوصالها في جهات أخرى.
لكن كيف يمكن لدولة محاصرة بأعداء من جميع الجهات بل تشتري بنفسها عداء الاخرين أن تستمر مهما امتلكت من قدرات؟ فهل تكون مثلا دولة اكتفاء ذاتي لا تحتاج لجيران حيث انها لا تؤمن أصلا بوجودهم؟
ما يثير الاهتمام من أن خلافاتنا هي نفسها منذ خلافة يزيد وحتى عهد بشار بل نذهب الى الوراء ابعد من ذلك حيث نعود الى خلافنا مع دولة الفرس وطموحها بالسيطرة على العرب اذ اننا مازلنا نرفع الرايات نفسها التي تطالب بالثأر لعثمان والحسين واليوم يتجدد الحديث عن الثأر لصدام في مقابلة رأس المالكي وبشار فالتاريخ لدينا أفشل السياسة مثلما أن السياسة لا تعدو لدينا أكثر من ثأر لتاريخ فرض علينا دائما شعار 'مستقبلنا يقبع خلف ماضينا'.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-07-2014 12:29 PM

هو نزاع ابدي متواصل بين قوى الشر وقوى الشيطان منذ فجر التاريخ والى ان يرث الله الارض وما عليها ، صراع يكون في بداياته بين فئة قليلة مؤمنة صابرة واغلبية هائمة لأ بين قوى صغيرة متماسكة تعرف اهدافها حيدا وبين اغلبية هوجاء جاهلة ، ستنتصر داعش باذن الله وستقيم الخلافة الاسلامية التي ستحارب الولا الفساد ثم العروش النتنة ثم القلوب الواجفة ، لانها على حق ولان قوى الضلال كلها تقف ضدها ، ستنتصر داعش ولكن ان لم تكن هذه فستكون هناك داعش اخرى بعدهااقوى واعظم من هذه وان غدا لناظره قريب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012