أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


غزة: قضية عادلة تولاها حكام فاشلون

بقلم : خالد عياصرة
10-07-2014 12:28 PM
تهويل اعلامي خطير جداً، إذ يقول ان المقاومة الفلسطينية للمحتل المغتصب، تقوم بواجبها، وكأن كتبة الأخبار والتقارير وناشريها، يعفون بلادنا العربية وانظمتها من مسؤولياتها، إتجاه أهلنا في فلسطين. وفق سياسة “ اذهبي أنتَ وربّك فقاتلا إنا هاهٌنا قاعدٌون “

القلب يعتصر الماً، ويقطر دماً، نحن، لا نملك أدواتاً لرد العدوان، البعض يقول لك، اعدوا الله، أسكت وأفكر، منذ ١٩٤٨ ، ونحن نتلقى الصفعات الواحدة تلو الاخرى، وندعو الله، لكنه لا يستجيب لنا، ندعو الله، لكن اسرائيل تتضخم، وتتجبر، وتزداد دموية.

هل الخلل في الله أم فينا ؟ حتماً هو فينا، فنحن لا نعرفه إلا إن احتجنا اليه، لكننا في أوقات الرخاء والرفاهية لا نتذكره ! فما بالنا بالحكومات التي اسقطت كل تعاليمه ودعواته وصرخاته ! أيستجيب لها ، أم تراهم يأخذون الطريق من قصيرها، فهم يعرفون جيداً، حجم المصائب التي اقنرفوها، لذا يجدون من العبث، التوجه لله، والاتكال عليه.

قبل أشهر خلت، اجتمعت أكثر من ٧٠ منظمة وهيئة اسلامية في مصر، يوم الخميس ١٣- ٦ – ٢٠١٣، واتفقو فيما بينهم على وجوب إعلان الجهاد بأنواعه الثلاث، النفس والسلاح والمال، في سوريا، تصدر المؤتمر شيوخ الفتنة من القرضاوي إلى العريفي، والعرعور، وغيرهم الكثير. مما اسهمو في خراب بلادنا باسم الله والاسلام.

اليوم، تقصف فلسطين، اليوم تسلب في كل دقيقية روحاً فلسطينية جديدة، لكننا لم نرى إلى الأن موقفاً شبيها لمَ حصل في المؤتمر الاسلامي ! بلعوا السنتهم، واختفت منابرهم، واضمحلت مايكروفوناتهم ونحن بأمس الحاجة لها !

أيحق لنا التشاؤل هنا، لماذا ؟

لماذا لم نرى الشيخ يوسف القرضاوي وقد أطل مخاطباً الأمة، ليعلن الجهاد في فلسطين، لماذا لا نرى إلا بيانات الشجب والتنديد، من قبل جماعات الأخوان المسلمين، وكأنهم بذلك يسايرون توجهات حكوماتنا ؟ بل لماذا تقوم حكوماتنا العربية بسجن كل من يقول فلسطين أو يحاول استذكارها ؟

أسمعتم مثلاً المرشد العام للاخوان المسلمين أو من ينوب عنه، قد أعلن الجهاد في فلسطين، أسمعتم مكاتب الاخوان في الأردن وسوريا والعراق ومصر والمغرب وتونس، أتفقت فيما بينها على أعلان الجهاد ضد المحتل.

نعم قطعان إسرائيل الهائجة، تستبيح غزة، واعلامنا يصور المشهد، وكأنه خاص وحصري فقط بالفلسطينيين، دون غيرهم. متناسين ان حدود اسرائيل حيث تصل طائراتها !

لماذا لا نتذكر الله إلا إن كانت بنادق جيوشنا موجهة لصدور بعضها البعض، لا لصدور اعدائها، لماذا لا نرى انظمتنا إلا وهي تتشابك فيما بينها، تدميراً وتخويناً.

من العار، أن يستلذ هؤلاء جميعا، أفعال إسرائيل، لإثبات صدق، وجدوى رؤؤيتهم، التي يروها الان تتوافق مع رؤية إسرائيل.

مصيبة أن تحصر فتاوى من نصبوا أنفسهم علماء على الأمة، فقط، في دوائر تاكيد العداء ما بين دولنا العربية، لان ملوكنا ورؤسائنا على عداء شخصي فيما بينهم، في حين تغيب الفتاوى، عما تراه الشعوب العربية ضرورة حتمية، ومصيرية .

ما يحصل في غزة يكشف عري حكوماتنا، ومشايخنا، الذين وجهو الأمة صوب الخراب والدمار، ونسوا إسرائيل، وافعالها، كونها تحل في أسفل أولوياتهم .


مثل هذا الكلام، الذي نسمعه والاعلام الذي نشاهده والبيانات التي نقراها لا تحمي بيتاً، أو طفلاً أو امرأة أو عجوز، من اف ١٦ اسرائيلية، رأت في تخاذل الأنظمة، وبعض امتنا، وبعض كتابها، ومثقفيها، طريقًا معبداً لإستباحة ما تبقى
ى من بسمة الأمة الجميلة الباقية (فلسطين).

لذا سأبقى متماسكاً قدر الإمكان، ومصراً على أن أي بوصلة لا تعتبر فلسطين مركزها، لا تختلف عن إسرائيل بشيء، أي بندقية توجه إلى صدر أخواننا العرب في كل مكان، لا تختلف عن إسرائيل في شيء. فالدم واحد، والقاتل واحد.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012