29-12-2010 04:27 PM
كل الاردن -
اصدرت الجبهة الاردنية الموحدة بياناً ردت فيه على البرنامج والرد الحكومي لمناقشات مجلس النواب، وتالياً البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
رد حزب الجبهة الأردنية الموحدة على رد الحكومة
هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ صدق اللع العظيم
بعد أن قطعت قوى التضليل شوطا كبيرا في ترسيخ واقع جديد في الوطن بات يسيطر على مجمل العملية السياسية والإجتماعية والإقتصادية ، ويهيمن على كل مفردات العمل الوطني ويمنع كل الأردنيين ، قوى الشعب عامة ، والمهتمين بالشأن العام خاصة من الإدلاء بأي رأي مؤثر أو المشاركة في صناعة أي قرار ، وبعد أن تمكن الفريق المتنفذ من فرض قيمه ومفاهيمه التي تتناقض وتتعارض مع القيم الأردنية ، و تمكن من الوصول الى مفاتيح التحكم بالعملية السياسية والإقتصادية بعد أن اطمأن الى أنه قد حيد كل القوى السياسية الوطنية العريقة الفاعلة في المجتمع ، القوى التي تتمتع بتاريخ وطني و قومي وديني والتي دفعت أغلى ماتملك ، دما وشبابا وعرقا ودموعا لحماية الوطن وحماية النظام ، فإننا لا يمكن أن نسكت دون أن نضع النقاط على الحروف لتوضيح الموقف الذي لم يعد يحتمل التلميح والإشارة من بعيد .
إن أهم المرتكزات التي تدفعنا للحديث بصراحة ووضوح لا يقبل التأويل هذه المرة هو أننا نرى الوطن يضيع من بين أيدينا بينما الحكومة توغل في حديث يميل الى الإنشاء والتخفي وراء صورة جلالة الملك ، مستخدمة هي و الفريق المتنفذ صورة القائد كدرع يختبئون وراءه لمنع الناس من الحديث والإعتراض ، مستخدمين مصطلح ' الملك خط أحمر ' ، ونحن هنا نقول أن الملك ليس خطا أحمر ولم يكن يوما ولن يكون يوما خطا أحمر يختبيء وراءه الخطاؤون ، الملك هو الخط الأخضر الوحيد الذي يعطينا الأمل في الإصلاح والعودة الى اردننا الذي افتقدناه ، والملك هو قائد الجميع من رضي و من غضب ولا يجوز لأحد أن يبرر فشله أو اخطاءه بالإختباء وراء مؤسسة العرش التي لا تقبل للأردن والأردنيين الا ماقبله الأجداد لهذا الوطن العظيم .
بعد حكومة دولة الرفاعي الأولى ، وتمرير قانون الإنتخاب الذي جرت بموجبه الإنتخابات ، والنتائج التي تمخضت عنها ، وبعد خطاب الثقة للحكومة والثقة التي رأينا وبعد رد الحكومة وقراءة ما جاء فيه ، نعترف أننا لم نجد أي مضمون في خطاب رد الحكومة ، وأن المسائل العالقة والمشاكل المزمنة لا يبدو انها تعني الحكومة من قريب او بعيد ، لقد رسخت ثقة المجلس والخطاب الحكومي احباطا يملأ الشارع الأردني ويزيد من شعوره بالعجز وعزوفه عن النهوض والإبداع ، فقد انكسر ظهر المواطن الأردني من الضرائب والأسعار التي لا تتوقف عن الإزدياد بينما لا نجد في المقابل اي مشاريع حكومية واعدة ولا برامج ولا استراتيجيات حقيقية يمكن أن تعطي قوة دفع ولو مرحلية للشعب كي يحصل على بعض الطمأنينة .
وإذا أردنا أن نغوص في تفاصيل الرد الحكومي ومفردات الهم الوطني بالتفصيل فإن البيان سيصبح بحثا اكاديميا طويلا ، إلا أننا هنا نود أن نشير الى أن الحكومة ليست معنية ولا يوجد لديها اي برامج في قضايا الفقر والبطالة والإحتقان والعنف المجتمعي الذي صار سمة سائدة في كثير من الأماكن والجامعات والملاعب وغيرها ، ولا نريد ان تنتقل العدوى الى أماكن أخرى ، كما أننا لا نرى في رد الحكومة أي اشارة الى ما تحدث به النواب في الشأن الداخلي والخارجي وفي العلاقة مع اسرائيل واهانتها للدبلوماسيين الأردنيين ، ولا نرى الحكومة تتحدث عن الفساد أو تعد بفتح ملف حقيقي واحد مثل ملف امنية أو الكازينو ، إن الحكومة تمر مرور الكرام على كل هموم الوطن و تسرد في خطابها سردا انشائيا وتعدد لنا المشاكل والتجاوزات وما الى ذلك وكأننا لا نعرفها ، نحن لا نريد من يعدد لنا مشاكلنا بل نريد من يعالجها لنا.
بالمقابل نرى أن الحكومة تركز على ضرورة قمع الحريات العامة والصحافية منها خاصة تحت غطاء إعادة تنظيم مهنة الصحافة وكأن لا مشكلة لنا الا الصحافة والإعلام ، وهاهي تستعدي المجلس النيابي ليصطف معها في معركتها المبكرة ضد الإعلام ، بينما هي تتغاضى عن مشكلة المعلمين التي عادت لتطفو على السطح ومشاكل أخرى نسأل الله أن يستر فيها قد تطفو على سطح المشهد السياسي في الأسابيع والأشهر المقبلة.
إننا نرى و منذ اللحظة أن هذه الحكومة لن تكون قادرة على فعل شيء ، فالمقدمات لا تقود الا الى نتيجة واحدة هي مزيد من الإنحدار السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، إن شرط التغيير والتقدم في العملية السياسية الأردنية حضور الإنسان الأردني ، والتجرد من الهوى ، والترفع عن المصالح والأهواء الشخصية والدخول المباشر الى القضايا والمشاكل وحلها أو محاولة حلها ، وهنا لا بد من اشراك الإنسان الأردني الذي استغنت عنه الحكومة تماما ، أحزابا ومؤسسات مجتمع مدني وحركات سياسية ، كل ذلك تم تحييده فخرجت الينا عملية سياسية باهتة ليست على قدر المسؤولية ولا على قدر لا أهل العزم ولا غيرهم .
إننا وفي الوقت الذي نجد فيه حراكا سياسيا واقتصاديا فاعلا في الإقليم نجد انفسنا نعاني من جمود كبير يصل الى حد الكساد ، ليس الإقتصادي فحسب بل الإجتماعي والإفلاس الفكري والتقوقع على مصطلحات لا تخدم الوطن واختباء وراء المقامات العليا لتبرير الفشل والمراوحة في المكان ، إن ضرورات المرحلة تقتضي من الحكومة أن تترك العناوين التي لا تهمنا والقضايا التي لا تسمن ولا تغني من جوع وأن تهتم بالتنمية السياسية والإقتصادية بصورة حقيقية وليس على الطريقة القديمة التي نعرفها ويعرفها الجميع ' قولوا ماشئتم ونفعل مانشاء ' .
إننا لا نقبل أن يختزل الوطن كله في مجاملات وابتسامات ومصالح فردية وشللية والقفز عن لب المشكلة ، لب المشكلة والمحرض الرئيسي على الإحباط والركود والتراجع هو الفساد والفاسدين ، هم اولئك الذين يحملون اجندات خارجية وشخصية ويريدون أن يستخدموا الأردن مطية لتحقيق مآربهم وخططهم ، لب المشكلة هم كبار الفاسدين الذين لم يحاسبوا ويبدو أنهم لن يحاسبوا ولا تريد الحكومة أن تقترب منهم ،بل تريد أن تحصر معركتها مع الإعلام والرياضة ليكون ذلك غطاء يحجب عن أعين الناس رؤية المشهد العام على حقيقته.
لدينا مشاكل في التربية والتعليم والمعلمين والظلم والإجحاف في الضرائب ، ولدينا مشاكل في الإقتصاد والسياحة والموازنة والديون التي تتفاقم دون أن ندري لماذا ، ولدينا قضايا عالقة كقضية تلفزيون الغد وموظفيه المعلقين ، ولدينا أسئلة بخصوص أموال التخاصية أين ذهبت ، وقضية الكازينو وأمنية لماذا اقفلت أو بالأحرى لماذا لا تفتح ، ولماذا لم تفي الحكومة بما وعدت به في هذا الشأن ، ولدينا أسئلة عن قضايا كثيرة نعرفها ويعرفها الجميع ولا تفكر الحكومة مجرد تفكير أن تتصدى لها ، إن السكوت عن المشاكل لا يحلها بل يؤجلها وقد يفاقمها و يجعل حلها مستحيلا .
إن قدسية الدستور والقانون لم تعد في نظر تيارات الفساد ذات بال ، وإن التدهور القيمي في المجتمع بدأ يأخذ مناح تشير الى بوادر تفكك قد يزعزع الإستقرار المجتمعي والنسيج الوطني ويثير مالا تحمد عقباه فيما بعد ، إن الخوف الإجتماعي ، و عدم الإطمئنان الى عدل الحكومة و نزاهة المؤسسات الرسمية التابعة لها يفرز معطيات إذا تظافرت مع الفقر والبطالة فإنها ستنتج قوة دفع مرعبة قد تجتاح كل مابنيناه على مدى عقود طويلة من الزمن وكل ذلك فقط لأن الحكومة لا تريد أن تتحمل مسؤولياتها وتصر على أن تبقى نمطا لحكومات اخرى تشبهها بل صورة جديدة قد تكون أكثر سلبية واحباطا من غيرها.
كما أن الإيمان ليس بالتمني ، فإن الوطنية والحكومة والعدل ومعالجة المشاكل ليست بالخطابات ولا بالتمني بل بالنيات التي تقر في القلب ويصدقها العمل ، وحتى الآن لم نستشف نوايا ولم نرى عملا من الحكومة الموقرة .
اللهم إننا قد بلغنا اللهم فاشهد.
حزب الجبهة الأردنية الموحدة