أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أعلنوا الحداد.. قليل من الوفاء لغزة

بقلم : جهاد المحيسن
13-07-2014 02:13 AM
لم تكن الكلمات في يوم من الأيام في الحالة الفلسطينية سوى حالة انفعالية، لا تقدم أو تؤخر في حجم الخنوع العربي والعالمي، تجاه ما يجري من تدمير وقتل وحرب إبادة في غزة وفلسطين كل فلسطين.

والسخرية المستمرة في المشهد، حيث يعطي عرب الردة الفرص للعدو الصهيوني ليستمر في عدوانه على غزة، فها هي الجامعة العربية التي تنافخت شرفاً، في الحالتين الليبية والسورية وحشدت العالم لقتال الأخوة، وتحطيم إرادة المقاومة في سورية ولبنان، تقرر الجامعة الاجتماع بعد مضي سبعة أيام على العدوان على غزة، وكأنها قد اتفقت ضمناً مع العدو كي يحقق أهدافه في السبعة أيام التي كان يعتقد العدو الواهم أنها تكفي لكسر إرادة غزة، ولكن نسي عرب الردة والعدو الصهيوني أن إرادة المقاومة تهزم إرادة الخنوع.

النوم غير الهانئ الذي يغط به العرب شعوباً وحكاماً، وقطع موارد استمرار المقاومة في فلسطين وغزة عبر الحرب على كل من يدعم المقاومة، ستكون النتيجة النهائية لهذا الفعل المعادي للأمة لمصلحة العدو الصهيوني، فعندما تفقد المقاومة الفلسطينية كل الروافع التي تساهم في استمرارها، ستسلم لقدر شعب الله المختار وأدواته من العرب !

الأرحام المحروقة في غزة تذكرنا بالأرحام التي المحروقة في تل الزعتر وصبرا وشتيلا، وملجأ العامرية في بغداد ومذبحة قانا وغيرها وغيرها، أصبحت تلك مشاهد عادية للمواطن العربي بحيث تمرنت عينه عليها، ولم يعد يهتم لجثث الأطفال والنساء المحروقة.

المشهد الدموي والقتل المجاني وجثث الأطفال المتفحمة والأرحام التي تنزف دماً، لم تعد تؤثر فينا، بل أصبحنا نراقب ما يجري في غزة وكأنه لعبة أطفال الكترونية، نتسلى بمتابعتها، والمحزن أكثر رواج تصفية الحسابات الإقليمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتؤكد مدى الانحطاط الذي وصلنا إليه .

فقد كشف ما سمي 'الربيع العربي'، عن مدى الحقد الدفين الذي يكنه العرب لبعضهم، وعن شهوة الدم المستحكمة في بعضنا كما في أسطورة مصاصي الدماء، والانقسام العمودي في البيت الواحد، والمذهب الواحد، والطائفة الواحدة، والفكرة الواحدة، حتى لم نعد نعرف من نحن، وماذا نريد؟

غزة الجرح النازف تعيد التوازن لهذا العالم العربي الفاقد لإرادته، رغم الأنواء، ورغم حجم التضحيات الكبير الذي تقدمه فلسطين عنا نحن معاشر المتفرجين من العرب، فهذا قدر فلسطين أن تعيد ترتيب أوراقنا، وتحدد لنا اتجاه البوصلة كلما فقدنا الاتجاه، وتحيي الأمل فينا؛ بعد أن ركنا للانهزام والاستسلام للأعداء.

المقاومة هي العنوان وغزة وفلسطين عنوان المستقبل.
ساندوا غزة ومقاوميها بأضعف الإيمان، ووشحوا بيوتكم وسياراتكم بالأعلام السوداء وأعلنوا الحداد على المهزومين وارفعوا شارة النصر لغزة، فهذا زمن المقاومة!
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012