أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


في غزة كل يغني على ليلاه

بقلم : ريزان حدو
24-07-2014 11:59 AM
سنحاول استعراض الأهداف التي يسعى إليها أطراف الصراع إضافة للدول الإقليمية الفاعلة من حرب غزة :
١ _ تركية و قطر : الحرب على غزة أعادت لتركية و قطر الداعمان الرئيسيان لحركة الإخوان المسلمين عموما' و فرعها الفلسطيني حماس خصوصا' بريقهما الإقليمي بعد أن خبا و ضعف إثر فشلهما الذريع في الملفين السوري و المصري لذلك عمدت تركية و قطر لإستغلال أحداث غزة لتكون الرافعة التي تساعدهم في تظهير التكويعة المنتظرة و المتوقعة نحو النظام السوري و على طريقة وليدجنبلاط الذي كال الشتائم للنظام السوري و لبشار الأسد شخصيا' أيام عز ١٤ آذار و بعد أن استشعر أن أمريكا و الغرب خدعوه و أن أحلامه و آماله في إسقاط النظام السوري من باب المحكمة الدولية باءت بالفشل فكوع ١٨٠ درجة و اعتذر و أعلن ندمه على مواقفه من الرئيس السوري بشار الأسد ووصف تصرفاته بحق الرئيس السوري بأنها كانت لحظة تخلي !! و ذلك في لقائه الشهير مع غسان بن جدو على قناة الجزيرة القطرية .
و من يتابع قناة الميادين و العالم يستشعر أن إيران تساعد قطر و تركية في تكويعتهما و ذلك بتهيئة الأجواء عبر خطاب إعلامي وصف بالإيجابي تجاه تركية و قطر .
و من بوابة غزة سيعود محور إيران سورية تركية قطر في مواجهة محور السعودية مصر الإمارات .

٢ _ مصر : عبد الفتاح السيسي الرجل الطامح لكي يكون عبدالناصر القرن الواحد و العشرين يسعى لاستغلال حرب غزة لكسر شوكة حركة الإخوان المسلمين و ذلك بإجبار حماس الفرع الفلسطيني للحركة على الخروج عن تبعيتهم لأوامر الإخوان في رفض الإعتراف بالسلطة المصرية الحالية ووصفها بأنها سلطة انقلابية غير شرعية . و إجبار حماس على التواصل مع مصر السيسي مما يشكل اعترافا' إخوانيا' مهما' حتى ولوكان فلسطينيا' بشرعية السيسي كرئيس منتخب لمصر .
إضافة لسعي السيسي لرسم قواعد جديدة في التعامل مع قطاع غزة تمكنه من تحويل غزة لساحة مسيطر عليها بدل من أن تبقى الخاصرة الرخوة لمصر السيسي و من ثم سيتفرغ السيسي للخاصرة الرخوة الأخرى لمصر ألا وهي ليبية و التي من المتوقع أن تشهد تدخلا' عسكريا' مصريا' في شرق ليبية بعد كثرة العمليات ضد الجيش المصري المرابط على الحدود الليبية و آخرها مقتل ٢١ جندي مصري و للحد من الفوضى الأمنية المليشياوية في ليبية عموما' و لتحجيم دور الإخوان المسلمين في ليبية .
و سيحظى التدخل المصري في ليبية بمباركة دولية شبيهة بالدعم الدولي للتدخل العسكري السوري في لبنان أيام الحرب الأهلية اللبنانية و للتاريخ سيذكرنا تدخل مصر السيسي في ليبية إن حصل بتدخل مصر عبدالناصر في اليمن عندما أرسل عبد الناصر سبعين ألف جندي (1962 _ 1970) مصري لدعم المشير عبدالله سلال في انقلابه على الإمام محمد البدر حميد الدين و إعلانه قيام الجمهورية اليمنية .

٣ _ سورية : يسعى النظام السوري لتكون حرب غزة بوابة لعودته لاعبا' إقليميا' يعتد برأيه و دوره و لإعادة شعبيته في الشارع العربي و اعتراف الجيش الإسرائيلي و حركة حماس أن أغلب الصواريخ التي تطلقها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس هي صواريخ سورية الصنع يصب في هذا المنحى . كما أن حرب غزة ستكون بداية لكسر العزلة العربية و الإقليمية و الدولية المفروضة على النظام و عودة المياه لمجاريها . و على سيرة المياه و المجاري الإعلام السوري يعلن بود خبرا' أن كمية المياه المتدفقة من تركية إلى سورية عبر الفرات قد تضاعفت !!

٤ _ إيران : غزة ستستخدم لتحريك المفاوضات الإيرانية مع دول الخمس + واحد و الحصول على المزيد من المكتسبات السياسية و الإقتصادية.
إضافة لتخفيف الشحن الطائفي السني الشيعي في المنطقة و تجريد داعش و عزت الدوري من اللعب على الوتر الطائفي مما يسهل مهمة حلفاء إيران في العراق في إعادة بسط سيطرتهم على المناطق السنية العراقية بعد أن أجهضت داعش بتصرفاتها و خصوصا' في الموصل الثورة السنية العراقية و جردتها من أي تعاطف عربي إقليمي و دولي .

٥ _ اسرائيل : يخطىء من يعتقد أن اسرائيل قد دخلت في مغامرة غير محسوبة و أنها في ورطة بل العكس هو الصحيح فاسرائيل حققت نجاحا' كبيرا' في غزة فلولا الحرب على غزة لتوجب على اسرائيل حسب الأجندة الدولية في هذا التوقيت بالذات خوض مفاوضات الحل النهائي و الشامل و ذلك وفق محدد واحد هو إعلان الدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية و بالتالي و استنادا' للظرف الراهن في غزة فقد أعادت إسرائيل العملية السياسية إلى نقطة الصفر و بدل الحديث عن الدولتين و الحل النهائي صار الحديث الآن عن هدنة و إيقاف العمليات العسكرية و تبادل الأسرى و قضية المعابر و السماح لصيادي الأسماك بالعمل !
إضافة إلى ما تقدم فإن الحرب على غزة ساهمت بشكل أو بآخر في تعميق الإنقسام الفلسطيني عبر تعطيل حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت مؤخرا' بين فتح و حماس . و أيضا' ظهور بوادر خلاف في غزة نفسها بين الجهاد الإسلامي ( رمضان شلح ) و الجبهة الشعبية القيادة العامة ( أحمد جبريل ) من جهة و حركة حماس من جهة أخرى ومالعودة لاستخدام مصطلح سلطة أوسلو في إشارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية و الرئيس محمود عباس إلا دليلاً على حالة الإنقسام الفلسطيني .
و إسرائيل إذ تستعمل غزة كحقل تجارب لإختبار قدراتها العسكرية و منع الجيش الإسرائيلي من الترهل تسعى أيضا' لجعل غزة منطقة غير مستقرة أمنيا' و اقتصاديا' وصولا' لتحقيق هدفها السياسي الصهيوني عبر التخلص من مليوني فلسطيني و الذي يتوافق مع الموروث الديني لليهود الذي يعتبر غزةأرض شؤم و شقاء لليهود . و ذلك بإلزام مصر بقطاع غزة عبر إعادة الأوضاع لما قبل حزيران ١٩٦٧ عندما كانت غزة تابعة لمصر .

في غزة كل يغني على ليلاه ....
و لكن على ما يبدو أن ليلى الأطفال الفلسطينيين قد أكلها الذئب

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012